الأربعاء، 20 يوليو 2016

ملف خاص بموسوعة المبدعين العرب / خاص بالمبدعة القاصة والشاعرة منى الصراف // العراق

السيرة الذاتية
الاسم : منى طالب حسن الصراف
مواليد:  بغداد  
المهنة : مهندسة مدني
ونائبة مجلس ادارة وكالة البرق نيوز
من اعمالها : نصوص لا تخبروا الورد
وديوان شعر : قلب يتعرق
وديوان شعر : لحظة هاربة نشرتة مجلة الضياء عبر النت وفي دوره للطباعة ورقيا
سُجلت باكبر موسعة عربية نقدية  ( ٢٠٠ شاعر وقصيدة ) عن قصيدتها ( تلاشي )
لي دواوين  مشتركة مع الكثير من الشعراء العراقيين والعرب
وبعض الخواطر والومضات الادبية والمقالات الثقافية
ومجموعة قصصية قصيرة نشرت الكترونيا من قبل مجلة الضياء 
 نشر العديد منها في الصحف الورقية والمجلات  داخل وخارج العراق
 حصلت على بعض شهادات الشكر والتقدير من المنديات الادبية والثقافية
 .. والاحتفاءات باعمالها  .. في المركز الثقافي العراقي وشعراء المتنبي في بغداد واربيل
شاركت  في العديد من المهرجانات الثقافية ولمنظمات المجتمع المدني في بغداد واربيل
 نالت العديد من شهادات الشكر والتقدير من :
 من وزارة الثقافة والاعلام العراقية
درع الابداع من منظمة الاشقاء العرب
الشكر والتقدير والاحتفاء من تجمع المرايا الثقافي
احتفاء وشهادة شكر وتقدير من مكتب الطلبة والشباب العراقي 
شكرا وتقدير من منظمات المجتمع المدني في اربيل
شكر وتقدير من الشيخ سعد مشعل رئيس لجنة الحشد الشعبي
شكر وتقدير من شعراء المرسى في المتنبي
شكرا وتقدير من تجمع المرآيا الثقافي
قلادة الابداع من تجمع المرايا الثقافي
درع التميز والابداع من رابطة شعراء وادباء المتنبي
شهادة شكر وتقدير من رابطة شعراء وادباء المتنبي
 عضوة تجمع المرايا الثقافي
عضوة رابطة شعراء المرسى في المتنبي
عضوة في رابطة شعراء وادباء المتنبي
عضوة في منظمة الاشقاء الثقافية

قراءة نقدية لديوان  (( قلب يتعرق ))  للشاعرة منى الصراف / عرض عدنان راشد القريشي
في جريدة البينة الجديدة  الصادرة ٢٠١٦/١/٣١ العدد ٢٤٠٨

في ديوان الشاعرة منى الصراف ( قلب يتعرق ) تقف امام عدة تساؤلات فقصائدها تحمل نفحات وجودية صوفية وتحمل اسئلة وشكوك بعضها يصب بموقف المرأة من الرجل وتقوس وتقاليد الحياة التي تفرضها القيم والاعراف الاجتماعية فالاهداء موجه الى الواهمين فالحب بخيل والفرح مجرد عنوان واحلام ليست كما هي الاحلام تختلط براحة التبغ والعفونة .
هذا الكلام يحمل بصمات سوداوية اكثر قصائدها تبدو حادة حد الصراخ وهي في مقتبل عمرها الشعري وسنوات عمرها تلخص الحياة في كلمات هي : ( تلك الحياة التي منفكت تنظر الينا بشراسة لتخبرنا اننا هالكون ولم امنحكم سوى الاساءة ولعبة بين خسارة وربح)
- هي اسئلة قد تبدو مقنعة ولكنها تصطدم بمفاهيم حياتية ودينية وفلسفية بعضها رسم ماهية الحياة وما جدواها وبعضا رسم عبثيتها وسخرية الاقدار من الانسان  ففي قصيدة آذان
- لو كان الامر
- بيدي
 -لاقمتُ لكَ آذان
- بحبي   
- واقول انت ولي الروح
- انتظر حبيبي
- حتى اتوضأ
- فأنا لن اصلي لك
- الا وانا طاهرة
الديوان حوى ثمانين قصيدة توزعت بين الحب والجفاء والرضا والصدود فهي في قصيدة ( قلم محارب ) تقول :
جلستُ هادئة
التزمت الصمت
لم استطع تحريك شفتي
لاصنع لي فوضى
ولو بسيطة
قلمٌ محني الظهر
مهزومة
في كل شيء
نهضت من جديد
لأجني ثمار الفوز
الشاعرة رغم نكوصها وتوغلها في عالم الهزيمة والقهر لكنها تنهض من كبوتها .
رغم العتمة والدروب المغلقة التي تعج باصوات الشؤم  تمضي الشاعرة غير ابهة بما يصادفها وهي تتألق وتحلق في سحاب انتصارها على اليأس تمتلك  جناحين حلقت بهما فوق قمم الجبال.
الشاعرة الصراف تمتلك  ثقافة حياتية  تؤهلها لفتح مصارع  الشعر على مفردات وجمل وبيانات بديعة لو توغلت قليلا في ميادين القصيدة العربية والعروض الشعرية واستلت من بديع اللسان وجواهر الكلم فانها سوف تقدم من شعر قادم يتم حقا على شاعرة جريئة لها طموح في ان تقول ما تريد ذون تردد .
هندسة الشعر ومعماره  وادواته من ضرورات الشاعرة المقتدرة وهي في ديونها الثاني حققت بعض ما تريد وهي اهلا لذلك .

                     عدنان راشد القريشي

قراءة مختصرة في تجربة الشاعرة منى الصراف
عدي العبادي
تعد تجربة الشاعرة منى الصراف من التجارب الشعرية التي حققت حضور وانتشار في الساحة الأدبية وقد طرحته هذا التجربة في زمن مزدحم بالأصوات الشعرية وقد امتازت عن اقرنها بتوظيف الجمال والاشتغال على ثقافة المكان التي اشتغل عليها باشلار وفوكو حيث تقول
  ثوب عرس
زجاجةٌ عطر
تبكي وردةٌ حمراء
غادرها الندى
حكاياتها ملونة
مسافرة بمنقار طائر
لامست وجه القمر
جديلة فضة تغازل النجوم
ما احتضنت يوما مطرا
سنوات عجاف
أمنية باردة
تصور الشاعرة حزن وردة ووجه القمر وبرود أمنية انها تخرج الاشياء من عوالمها الى فضاءات اوسع معتمدة على قدرتها في صناعة الخيال واهم عنصر في شعر الصراف انه يصنع الدهشة عند الملتقي المعني في الخطاب او الممول كما يطلق عليه الناقد الايطالي الكبير امبرتو ايكو كما لديها قدرة في بناء وحدة موضوع لكن تتعدد في الصور وهذا حال قصيدة النثر الحداثوية حيث ان كل مقطع يكون نص مستقل في ذاته ونجد الشاعرة في تعددها تحبر مع النص وهي تضع بنية خيالية في قولها 
 انينٌ عالق بخيط على الشجر
يمتطي الوهم بين شقوق الوجه
ينوح يوم لم يكتمل
امنيات بردت احلام عتيقة
دفنت بثوب عرس
انه نص مفتوح كتب برمزية وهذا يعود لقدرة الصراف على المسك باللحظة الشعرية ونسجها انها لا تكتب بطريقة مباشرة لتفتح باب التأويل وتجعل منتجها الابداعي يشغل الذائقة محرك في داخلهم محاول الاشتباك مع العمل لفك شفره والوصول لماهية العمل
صورٌ .. بلا .. اطار

مدينتي المنخفضة
 اصبحت خلفي
بيتٌ اليه ساعود
العالم امامي
لا اعرف الكثير عنه
عمرٌ ترك بصماته
على جسدي
غابةٌ خضراءُ تحتضر
سحرٌ اسودٌ
 سكن الورد والدرب
حكمةٌ هي :
- قوى الظلام اقوى
على الارض
والشجاعة معرفة 
متى تزهق الارواح
 ومتى الوقوف على الرأس
سيوفٌ تاخذ الشهرة
من معاركها
تحوك لها مجدا
 بطعم النار والدم  
دون  قائد سائرون
في العمى 
حقيقةٌ دفنت
 في اعماق الصخور
لم يلمسها النور
فلسفة للوجود
 بين المرئي واللامرئي 
صدورٌ عاريةٌ بلا دروع
الا من رغبة للحياة والحب
خسائرٌ فاقت الاحزان
شرٌ يجري مع غيلان 
للخوف رائحة
معلقة على الابواب
وشاهد بين القبور
اديانٌ كألجبال
لا تلتقي إلا
 بزلزال

منى الصراف / بغداد

غياب

فتحتُ نافذتي
مرَ النسيم
على خصلات شعري
شممتُ عطر الليمون
من شباكي
كنتُ اعتقد ان الشتاء
لم ينتهِ بعد
الجوُ دافىءٌ وجميلٌ
متى جاء الربيع !؟
متى !؟
سألتُ ذاكرتي
عن محتوياتها
لا ذكريات نابضة
عروق يدي هي النابضة
كحلٌٌ متلألأٌ
كسرتُ به زمني
ومرآة بعثت بكل انعكاسات
الجمال
استبدلتُ شراشفي البيضاء
بالزهري
همهمتُ كفي عن الخجلٍ
انزعيه عنكِ
أيراني جميلة !؟
ام انني اتحرك في
العتمةِ فقط !؟

منى الصراف / العراق

لمعان مغادر

ظلكَ يسير
ليحصل على المزيد
تَصورتْ أنكَ تصطاد
فإذ بكَ الصيد الثمين !
تعبتُ جداً من وجودي
فلا مكان للانتماء
عيناكَ تطارد أحلامي
صوتكَ هزَ السلام بداخلي
تريد الإمساك بأول الخيط
فتعثرتُ به !!
كنتُ لك انتمي حتى حماقاتي
أي الأفكار سامحو
عند مفترق الطريق ؟
شيءٌ واحد لا أستطيع انكاره
لكنهُ ليس وداعاً
ترتقي روحي فوق الغيوم
ليبهج عينيّ نور الصباح
إذهبْ أن كنت تريد
لن أكون لوحدي
سأُقَبلُ يدي !
كم مسحت لكَ الدموع
صرخات لي ..
لتنهض من جديد
جعلتكَ ما أنت عليه الآن
همسات رقيقة
فارسٌ لامعٌ !! كنتُ أظن !
لمن ستشرق الشمس !؟
الحبُ كل ما طلبتهُ منكَ
أصبحتَ تخوض معركتين
طلبتَ مني الوقت !
لا أستطيع الصمود
عطرُكَ يتابعني في كل مكان !!
غادر فحسب .
...
منى الصراف / العراق

قصة قصيرة

ليلة صيف
----------

نحن من نصنع الاحلام في قلب طفل ونعلمه ان  لاشيء مستحيل !
ومصباح سحري رغبنا جميعا في امتلاكه لنصحوا بعدها ونتعلم الصمود بهذه القسوة .
أحلام  بسيطة جداً قد تبدو للبعض ...
: مثل حقيبة مدرسية بعجلات لانه كان يشكو من ثقل هذة الحقيبة وطريق مدرسته كان ليس بالقريب طفل لم يتجاوز التاسعة من عمره نحيفاً رقيقاً وزن حقيبته تعادل وزنه مرتين . واحياناً إخرى كان يرغب في زي مدرسي جديد كره أنتظار ذلك الزي حين يغسل وهو ينظر الى الحبل بتوسل كي  يسرع في تنشيف ملابسه .
ونظارة طبية تساعد على القراءة والكتابة .. هو الوحيد من بين اقرانه في شعبته يعاني من ضعف البصر .. ولكن مع هذا كله كان يلقب بالعبقري الصغير لشدة ذكائه  وحين يسرح بالاحلام بعيداً ويدلل نفسه يتمنى أن يمتلك عصافير ملونة وحوض اسماك صغير كما لدى صديقه المدلل الوحيد لأهله .
كره شرب الشاي المغمس بالخبز .. الشيء الوحيد الذي كان  يسد له الجوع وقت العصر لإنهم لم يكونوا يمتلكون السكر فتضطر والدته  ان تعطيه بعض حلوى رخيصة يضعها بفمه ويشرب الشاي . 
سأل والده يوما :
- يا ابي كيف أكون غنيا ؟
رد عليه والده
- عندما نستطيع الاستغناء عن الكثير من الاشياء التي نرغب فيها !
استغرب الولد من قول أبيه
- اذن كيف كنت تقول  لي أننا أن فكرنا كثيرا نستطيع أن نصنع المستقبل !؟ وأنا العبقري الصغير !
- السعادة لا تجلبها كثرة امتلاكنا للاشياء يابني !  وان أرخص الاشياء  قد تجعلنا سعداء ! علينا أن لا ندمن  تلك الاشياء لانه سيكون من الصعب علينا فقدانها !
كان هذا اخر حوار دار بينه وبين والده الذي اعتاد على اقتياده للسجن بين الفينة والاخرى .. لانه كان لا يعرف الصمت بزمن كانت حتى كلمة لماذا كفيله أن تدخلك في غيابات السجن سنوات طويلة .
كانت تلك الاسرة تعاني انواع مختلفة من المرارات في غياب الاب وذل الزوجة لتوفير لقمة عيش لأولادها الصغار .. الفقر نخرهم حتى العظام ولم يمنحهم الرحمة ..  الفقر  غير رحيم على الفقراء !  .
بعد سنه كاملة استقبلت العائلة  الوالد العائد من السجن بين دموع وأحضان وحديث زوجة وأوجاعها في غيابه وتوسلاتها أن يترجل من صهوة جواده ويسير كما هم باقي خلق الله ..
 هناك فارس وجواد واحد وقائد همام عليك الخضوع له .. الم تتعب من السجون وهذا الغياب ألا ترحم بحالي واولادي ارجوك كفى .. هكذا كانت تتوسله بعد كل عودة من سجن .
في احدى ليالي الصيف الحار ايام تموز كانوا يلوذون  الى سطح الدار لاستجداء نسمة هواء تجعلهم يضعون احلامهم تحت الوسادة ونور قمر يشق عتمة لياليهم ويذهبون بغفوة مع أمنيات كل واحداً منهم ،  يسرقها منهم او شعاع لنور الشمس وهجوم من الذباب ..! 
في تلك الليلة  الصيفية نام العبقري ودموع خبئها بين حنايا وسادته كم كانت تمسح له الدموع  تلك الوسادة وتسمع بأصغاء كل أمنياته .. هب نسيم بارد بليلة كان الحر شديد لا يرحمهم ، غفا  مع الامنيات حلمَ  أن السماء تمطر نقوداً عملات ورقية كثيرة تتطاير في الهواء وتستقر على سطح الدار وبين أسرة أخوته وكل ماكان عليه أن  يفعله هو أن يلملم ما سقط من السماء .. أشتد سرعة الهواء ورفع عنه الشرشف وطار واحتضن الجدار نهض من نومه متأسفا على حلم طار مع الغطاء .. لكنه أصابه الذهول حين رأى أن النقود قد غطت حقا سطح الدار وتتطاير مع الهواء ! فرك عينيه كبرت حدقاتها لم يصدق ما يراه ركض وهو يلهث أخذ يجمع تلك النقود وهو يصرخ  : ابي ، ابي ، أنهض فحلمي أصبح حقيقة انظر لكل هذه النقود ، كان والله حلما يا أبي  وصار حقيقة ! نهض الأب فزعاً من نومة عميقة لم يحظَ بها منذ اشهر بعد خروجة من السجن .. تلك الليلة التي وضع تحت وسادته الرواتب والتي استطاع أن يتقاضاها بعد معانات طويله في المراجعات بين دوائر الدولة  المقيته .. لاحظ إن الهواء أخذ رواتبه من تحت وسادته وطارت على سطح الدار وولده يلملمها وقلبه يكاد يخرج من عظام صدره الرقيق .. نظر الى زوجته التي صحت هي الاخرى مع كل الاولاد على صراخ ولدها وهو يجمع بهذه الوريقات وهي تبتسم ،  قال له والده :
- أرايت يابني لايوجد شيء مستحيل حلمك حقا اصبح حقيقة !  تستطيع الان أن تشتري لك عصافير ملونة وحوض اسماك .
رد عليه عليه الصغير بكل فرح 
:- أبي ونظارة طبية  وحقيبة بعجلات


منى الصراف / العراق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة قصيرة
كي لا اذل
----------

كان شاباً متمرداً على واقعه المعيشي .. ودائم الشكوى في كل شيء وأي شيء !
أما عائلته في أحيان كثيرة كانت تطلق عليه الكثير من الالقاب من بينها المنشار او النار او تلك المقبرة التي لاترد ميتا !
تعبوا كثيراً من كثرة طلباته التي لا تنتهي واستنزفت مدخولات كل أفراد أسرته بلا رحمة !
أما أصحابه كانوا من الأثرياء وهنا تكمن معاناة هذا الشاب ..
أخبره والده يوما :
- أرجوك يابني إحلس معي لدقائق كي تسمعني وأسمعك وليكون بيننا حواراً حضارياً كما يقولون !
أنصت الشاب لوالده بتملل وعيناه تحاول أن تجد  لها مكانا أخر غير وجه أبيه !
والوالد استرسل معه في الحديث :
- أن المال يابني في أحيان كثيرة لايجلب السعادة للاثرياء !
ضحكَ الشاب من قوله هذا وأجابه بشيء من السخرية :
- وكيفَ ذلك بالله عليك !؟
:- أن مال الاثرياء هو جواز مرور لتجاوز تعاستهم برفاهية ! ودائما تجدهم كلما زادت ثرواتهم زادوا جبناً وحرصاً على تلك المكاسب !
أما الفقير هو من يتمتع بالشجاعة وأول من يحمل السلاح للدفاع عن الوطن ويلبي نداءك ان استنجدتَ به !
أستغربَ الشاب من هذا الحديث وقال بشيء من الحيرة التي بدت ظاهرة على ملامح وجهه
:- لماذ ا يا أبي هو من يلبي تلك النداءات دون غيره !؟ 
:- لأنه بكل بساطة لايخاف على شيء يفقده ..  فهو لا يملك من الدنيا غير الحب وروحه النقية وثقته بكل الذين من حوله ..
في حين تجد الاثرياء حتى هذه الثقة زالت فيما بينهم ! والشك هو ديدنهم في الحياة !
استمرَ الوالد بالحديث بعد أن شاهدَ أن ولده يصغي له بكل اهتمام وبدت علامات اللين واضحة على وجه 
ياولدي لا تعاشر الأغنياء أرجوك أن سايرتهم في الانفاق قد يضرون بك وبنا ..
وأن انفقوا عليك ستذل والله ستذل ! ..
وقفَ الشاب بعد أن سمع منبهات سيارات أصحابه عند الباب .. وقال :
- ارجوكَ انتَ يا والدي زد لي مصروفي كي لا اذل !! .

----------------

منى الصراف / العراق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من ؟؟
رحلة .. بين نور ... ونار
طفلةٌ شجاعة !
مولعة الانصات لجدتي
صمت الامسيات
باحة الدار
رياح افرد لها ظفائري
جناح
لاشيء سوى عطر الزهور
فراشة ترتدي النور
وقطة سوداء افزعتها وقت الغروب !
امطار تركت خدوشها
على تراب متراكم
شاخت بها مرأتي
لا اصدق اي شيء
الاحلام .. اليقين ..!
ولا قلب عاشق
يتكأ على بابي !
من يأمر القمر الطليق
ان يقف هنا ... !؟ من ؟
ومن يحدد مكانه في السماء ... !؟
دموع تنحدر ..
كالرصاص على قلبي
شفاه ميته ..... ميته
لن تستجيب لقبلة ... بعد

منى الصراف / العراق

لستُ انا

كان لي ثوبٌ نسجته
بكل الالوان
ونخلة وحيدة غرستها طفولتي
تجعدت ثمارها
كوجه ابي
تغيرٓ طعم الورد  في بلدي
مفاتيح داري دفنت
بين اسرار حديقتي
اصوات ضحكاتنا
مآذننا ، كنائسنا ، بنات (لالش )
خبأتها تحت شجرة  الليمون
تنتظرُ الاغتسال بمياه المطر
افراحٌ تمسك ضفائري
تفردها تمشطها
برائحة الطيب وورق الغار
ربيعٌ ، صيفٌ ، خريفٌ
يجوبُ مشيا
شارعٌ يتيم
لم استطع فك حروفه يوما
اهتزَ عالمي
ابحثُ في النفايات
عمن يستطيع العيش
معي
----------
لالش : معبد للديانة الازيدية في شمال العراق

منى الصراف / العراق

قصة قصيرة

توبة محاذية
------------

لم تلتقِ في حياتها ببنات الليل او مومس ، لم تعرف عنهن شيء سوى ماتجود لها الروايات التي كانت تعشقها ، هن مجرد نساء من حبر وورق .
فتاة في العشرين ، ذكية جدا وجميلة وتفخر بفكرها دائما كانت تقول ان  الذي سيعشقني   سيكون له من الصعب الخلاص من عشقي ولن يكون صالحاً لأمرأة بعدي .
تزوجت زميل لها في الجامعة وكانت تسعى أن تجعل من زواجها هذا ناجح في جميع نواحيه ، وحريصة على ان لا يتحول الى مجرد  مؤسسة فاشلة يتسرب اليها الملل عبر السنين .
عرفت بذكائها  المتقد سر اللعبة ، فأحتواء الرجل كان بالنسبة اليها مجرد لعبة ! تستطيع التغلب عليها كما هي براعتها بلعبة الشطرنج تحرك احجارها بدقة متناهية ،تخطط لها مسبقاً واحياناً اخرى خططها آنية .. حسب رقعة اللعب واللاعب !
وتُشعر زوجها بأنه الرجل المسؤول في كل شيء ، بينما كانت بيدها ساحة اللعب !
والمديح احدى اطراف اللعبة التي ستكون بعدها القرارات لها .
لم تحاصره يوماً بالاسئلة او تراقبه بعين الشك واعطته المساحة الكاملة لكي لا يشعر بالاختناق ..
 أنثى ليست كما هن الأناث ، حين يعود الزوج الى البيت من عمله تستقبله في الاحضان والقبلات كأنه جندي باسل عاد للتو من أرض المعركة .. تسمعه أجمل الأحاديث  ولحظات رومانسية بشموع حمراء .
جعلته يخشى من فقدانها عكس  ما كانت تخشاه النساء .
على الرغم من كل هذا الفكر والذكاء كانت تعاني الخجل الكبير في فراش الزوجية ، لانها ابتعدت كثيرا عن الحياة الجنسية والخوض بها قبل الزواج لاعتقادها  ان ذلك يجعل منها ارضاً بكراً في كل شيء وبما أن المجتمع وضع محاذيرا لهكذا أمور  كانت تبتعد عنها قدر المستطاع  ولانه سيأتي اليوم الذي تفهم به هذه الامور البسيطة باعتقادها .
لكنها بعد الزواج كانت تحسد بنات الليل على جرئتهن مع الرجال ، وكيف جعلن الرجال يسعون اليهن بشغف كبير .
وتمنت ان تعرف سر اللعبة هذه لخوفها أن تضطر يوما في الوقوع بمقارنه او انتصار المومس عليها ! .
سنحت لها في احدى الايام وهي في زيارة لصالون الحلاقة أن تلتقي ببعض منهن ، كانت تتصور انهنَّ من كوكب اخر لكنها تفاجأت كونهنَّ نساء كباقي النساء يمتلكن أيدي  وأرجل  ورأس وجسد كما هي ، الفرق الوحيد هو سوقيتهن في الحديث وذلك كان قد سبب لها حرجاً عند سماع الفاظٍ لم تسمعها من قبل  ، لكنها استجمعت كل قوى الأرض لتواجه هذه المخاوف او الاشمئزاز منهنّ ، اصرت ان يكنَّ اليوم لها فريسة كما هنَّ جعلن من الرجال فرائس ...
بادرت احداهن في السؤال عن لون شعرها ؟ ومكياجها ؟ وفستانها من اين اقتنته ؟ ليكون لها هذا مدخلاً للحديث معها ، سألتها بعد ذلك عن اسمها اخبرتها ان اسمها ( نهال ) .
نهال فتاة عشرينية ايضا كما هي ، حسنة الوجه اخذت تسترسل معها في الحديث ، باغتتها بسؤال أخر : 
- اخبريني يا نهال لماذا الرجال يسعون اليكنَّ بشغف ونهم ونشوة ، ضحكت تلك النهال بصوت عالِ وأجابتها بشيء من الأستهزاء
- لأنكنَّ ايتها الشريفات غبيات ! تخشين التشبه بنا في فراش الزوجية ! تتصورن أن في الفراش شرف ! أخذت  تزداد وتيرة ضحكاتها الرعناء   .. شعرت لأول مرة في حياتها انها حقا تلك الغبية التي وصفتها هذه المومس . 
ردت عليها بسؤال اخر : 
- وما الذي تفعلن انتنّ في فراش روادكنّ غير الذي تفعله الزوجة الشريفة ! اجابتها 
- أننا جريئات في فراشنا والرجال يعشقون تلك الجرأة  !
ارادت أن تأخذ منها كل المعلومات قدر استطاعتها بفترة قصيرة لعلها لن تحضى بلقاء اخر معها .
اخبرتها تلك المومس :
-على المرأة أن تجعل من فراشها ناراً وهشيماً وتتخلص من معانات الخجل تلك ..
نهلت منها علم التماهي والتلاشي والاستمتاع مع الزوج في لحظات هي من حقها شرعاً وقانوناً حسب اعتقادها ، في حين انهنّ لا يمتلكنَ تلك الشرعية كما هي .
اصبحت بارعة اكثر منهن مع زوجها عرفت اسرار تلك اللعبة وهي التي تحب الولوج بكل لعبة لتشعر بنشوة الأنتصار  في النهاية .
بعد فترة من الزمن عرفت أن رجلاً من منطقتها له مركزه الاجتماعي والعائلي المحترم قد تزوج من نهال ! بعد ان كانت تتردد عليه بين فترة وأخرى  لتقبض منه الأجور قبل الدخول ! ، للعهر ايضا شريعة وقانون ! تدفع الأجور قبل الدخول . وعرفت أنها فرحت جدا بهذا الزواج الموقر لأنها كانت تحب ان تعيش كما هن نساء الأرض الشريفات !
وبالرغم من استيائها لسماعها هذا الخبر والحنق على هذا الرجل ألا انها فرحت لتلك المومس لبدء الحياة الجديدة المحترمة كما كانت تتمنى .
التقت بها مرة اخرى في  نفس صالون الحلاقة ، بادرتها بالسلام والتبريكات قالت لها ماهو شعوركِ الان وانتِ سيدة محترمة ، ردت عليها الحمد لله كم تمنيت مثل هكذا زواج كم اشعر بالراحة الان وان الله قد تاب عليّ اخيراً من الرذيلة التي  كنت اعيش بها . 
لكنها لا حظت ايضا انها لم تستطيع التخلص من تلك الالفاظ السوقية البذيئة !
اكملت نهال حديثها :
-ان زوجها من شدة حبه لها طلب منها ان يكون له ولداً . لكن المصيبة ليس بهذا الطلب !  بل بطلبه الاخر ، يريد ان يكون ولده اشقراً بشعر ذهبي كما هي خيوط الشمس وعينين زرقاوين  كما هي لون السماء .. اخذت تضحك بقوة وتقول : 
- اخبروني بالله عليكم زوجي أسمر  اللون كانه ملح ألأرض وعيناه سوداوان كما هو الليل بعتمته وشعره اجعد كشعر الخروف ! كيف لي ان اجلب له طفلاً بهذه المواصفات .. كلنا بادلناها الضحكات ، اكملت حديثها واخبرتنا بأن هناك حل واحد فقط  ، قلنا  لها وماهو هذا الحل أجابتنا : 
- ان لدى زوجي صديق وسيم رائع اشقر بعينين زرقاوين لو سمح لي بقضاء ليلة معه في الفراش لجلبت له مثل هكذا طفل !
نظرت اليها بتجهم  كبير وابتسامة صفراء على شفتيها
تعلمت أن هناك توبة حقاً ، وهناك توبة أخرى محاذية للرذيلة .





منى الصراف العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق