حلم مؤقت : بقلم الاستاذ صالح هشام !
رحلة تحليق وهروب من عفونة الواقع !
هي النسور دوما ترتاد القمم وتسخر من السفوح ، وما أراك سيدي إلا نسرا شامخا في مرحلة استعداد للإقلاع والتخلص من الجاذبية الأرضية اللعينة التي تشدك رغم أنفك إلى عالم نكد المطبخ ومطالب الزوجة التي لا تنتهي ، و عشرات الأفواه الجوعى تنتظر منك أن تسد رمقها ، و بهيمة نضبت مصادر اروتوائها إذ غاضت الغدران وجفت الآبار وشح المزن وبخلت السماء بقطرات الغيث ، وبدأت الأرض المتشققة تذكرك بأكبر نزوح جماعي في تاريخ العرب من نجد إلى شمال إفريقيا ، تذكرك بأنك لا تقل أهمية عن بني هلال في تغريبتهم من أجل قهر الجوع الذي قهرهم ، كل ذلك يمكنك تجاوزه ، لكن الذي يقض مضجعك ويجعلك تكره رؤية هذا العالم المتسخ هو تلك الفواتير الثقيلة لديون القرض الفلاحي ، التي قرضتك إلى آخر نفس كما يقرض الليل النهار ، أو تقرض الجرذان حبيبات الدرة ، هذه الديون المتراكمة عليك منذ سنوات مع حكومات لا ترحم ، تطبق عليك القانون بالنقطة والفاصلة ولا تحترم فيك عجزك ولا تبالي بضعفك ، لهذا سيدي تفضل أن تعيش وذويك على ماء كرامتك فتغلق العين والسمع ولا تريد أن تسمع عنهم ولا منهم شيئا فإنك تكرههم ، فأنت الحر الأبي الذي يشتري التحليق في العلياء ومعانقة الفراغ ، وما أجمل أن تتخلص من هذه الفواتير الملعونة ولو للحظات مؤقتة في عالم تصنعه لك تلك العشبة الخضراء عشبة الخلود ،فأنت تعتبر نفسك جلجامش ، تبحث عن الخلود ، تبحث عن الراحة ، تريد أن تتخلص من كل متاعب الأفواه المفتوحة ، الجائعة و ومن وطأة الجفاف القاتل والفواتير الثقيلة التي يعرضك عدم أدائها للإكراه البدني ، لهذه الأسباب سيدي أقول لك سيدي :
-حلق ، حلق بعيدا واركب مطية جلجامش وابحث عن خلودك في هذه العشبة الرائعة واحترس إنهم كأفعي جلجامش سيسرقونها منك ، ويزجون بك في السجن بدعوى ارتكابك محظورا ، ستكرر سيدي مأساة البطل الأسطوري، سليل الوركاء ، تسرق منه الحية عشبة الخلود وتحكم عليه بالفناء ، هو كان يناضل من أجل الخلود تشبها بالآلهة ، أما أنت فإنك تطمع فقط في لحظة هذيان جميلة تنسيك ذلك الواقع الآسن المتخن بالجراح ، تطمح إلى لحظة استرخاء و تناسي المآسي ، تريد أن ترتاح من روائح الزريبة وروائح الفراش ، وروائح الحكومات المتعاقبة التي امتصت منك الدم إلى آخر قطرة ، تريد أن تقول كلمتك ولو للحظة ، ثم تنصاع لما يقولون ! هو الغليون و العشبة الخضراء ،عشبة الخلود المؤقت ، عشبة النسيان ، عشبة الهذيان ، عشبة انسلاخك عن جلدك ففيه رائحة العفونة ، فيه روائح الفواتير ومداد الأختام الإدارية والديباجات الحكومية ، تخرج ذاتك من ذاتك ، وتتنكر لنفسك وتنسى اسمك ووجودك ، تعشق الأحلام الجميلة ! وما أخافه عليك أن يتحول الفرس الأبيض ذي الجناحين الملائكيين والقرن العاجي على الناصية إلى حمارتك العرجاء العجفاء ، وزوجة شعثاء بلهاء ، على رأسها عش غراب ، الواقع القاتل الذي تكره ، وتهرب منه ،يحملك ما لا طاقة لك به . عش لحظتك ، لا تفتح عينيك سيدي ، ليس هناك ما يفرح ، إذا فتحتهما ستصدم ، بالشيخ المستكرس والمقدم البعوضة والقابض الثخين ، يطرقون بابك ، يطلبون منك أن تسوي وضعية نعاجك ، و حمارتك وبقرتك ، فهذه الحكومة لا تحب إلا الوضعية السليمة من القط إلى العجل ، خير لك أن تصاب بالعمى الأزرق حتى لا ترى تلك الوجوه المتشحمة المتسخة تستفزك كل سوق أسبوعي ، غص في حلمك ،فما أنت إلا نهر أصبح يسر عكس المنحدر ، ويتدفق فيه زمنك ، ثقيلا ، ثقيلا ، ثقيلا ما أجمل أن يتدفق بالسرعة الجنونية ، التي تناسب جريان نهرك الذي يوشك أن يغيض ماؤه ويتوقف عن المسير ، فهنيئا لك هذه اللحظة الرائعة ، لحظة حلم العشبة ، سيدي !!!!!
رحلة تحليق وهروب من عفونة الواقع !
هي النسور دوما ترتاد القمم وتسخر من السفوح ، وما أراك سيدي إلا نسرا شامخا في مرحلة استعداد للإقلاع والتخلص من الجاذبية الأرضية اللعينة التي تشدك رغم أنفك إلى عالم نكد المطبخ ومطالب الزوجة التي لا تنتهي ، و عشرات الأفواه الجوعى تنتظر منك أن تسد رمقها ، و بهيمة نضبت مصادر اروتوائها إذ غاضت الغدران وجفت الآبار وشح المزن وبخلت السماء بقطرات الغيث ، وبدأت الأرض المتشققة تذكرك بأكبر نزوح جماعي في تاريخ العرب من نجد إلى شمال إفريقيا ، تذكرك بأنك لا تقل أهمية عن بني هلال في تغريبتهم من أجل قهر الجوع الذي قهرهم ، كل ذلك يمكنك تجاوزه ، لكن الذي يقض مضجعك ويجعلك تكره رؤية هذا العالم المتسخ هو تلك الفواتير الثقيلة لديون القرض الفلاحي ، التي قرضتك إلى آخر نفس كما يقرض الليل النهار ، أو تقرض الجرذان حبيبات الدرة ، هذه الديون المتراكمة عليك منذ سنوات مع حكومات لا ترحم ، تطبق عليك القانون بالنقطة والفاصلة ولا تحترم فيك عجزك ولا تبالي بضعفك ، لهذا سيدي تفضل أن تعيش وذويك على ماء كرامتك فتغلق العين والسمع ولا تريد أن تسمع عنهم ولا منهم شيئا فإنك تكرههم ، فأنت الحر الأبي الذي يشتري التحليق في العلياء ومعانقة الفراغ ، وما أجمل أن تتخلص من هذه الفواتير الملعونة ولو للحظات مؤقتة في عالم تصنعه لك تلك العشبة الخضراء عشبة الخلود ،فأنت تعتبر نفسك جلجامش ، تبحث عن الخلود ، تبحث عن الراحة ، تريد أن تتخلص من كل متاعب الأفواه المفتوحة ، الجائعة و ومن وطأة الجفاف القاتل والفواتير الثقيلة التي يعرضك عدم أدائها للإكراه البدني ، لهذه الأسباب سيدي أقول لك سيدي :
-حلق ، حلق بعيدا واركب مطية جلجامش وابحث عن خلودك في هذه العشبة الرائعة واحترس إنهم كأفعي جلجامش سيسرقونها منك ، ويزجون بك في السجن بدعوى ارتكابك محظورا ، ستكرر سيدي مأساة البطل الأسطوري، سليل الوركاء ، تسرق منه الحية عشبة الخلود وتحكم عليه بالفناء ، هو كان يناضل من أجل الخلود تشبها بالآلهة ، أما أنت فإنك تطمع فقط في لحظة هذيان جميلة تنسيك ذلك الواقع الآسن المتخن بالجراح ، تطمح إلى لحظة استرخاء و تناسي المآسي ، تريد أن ترتاح من روائح الزريبة وروائح الفراش ، وروائح الحكومات المتعاقبة التي امتصت منك الدم إلى آخر قطرة ، تريد أن تقول كلمتك ولو للحظة ، ثم تنصاع لما يقولون ! هو الغليون و العشبة الخضراء ،عشبة الخلود المؤقت ، عشبة النسيان ، عشبة الهذيان ، عشبة انسلاخك عن جلدك ففيه رائحة العفونة ، فيه روائح الفواتير ومداد الأختام الإدارية والديباجات الحكومية ، تخرج ذاتك من ذاتك ، وتتنكر لنفسك وتنسى اسمك ووجودك ، تعشق الأحلام الجميلة ! وما أخافه عليك أن يتحول الفرس الأبيض ذي الجناحين الملائكيين والقرن العاجي على الناصية إلى حمارتك العرجاء العجفاء ، وزوجة شعثاء بلهاء ، على رأسها عش غراب ، الواقع القاتل الذي تكره ، وتهرب منه ،يحملك ما لا طاقة لك به . عش لحظتك ، لا تفتح عينيك سيدي ، ليس هناك ما يفرح ، إذا فتحتهما ستصدم ، بالشيخ المستكرس والمقدم البعوضة والقابض الثخين ، يطرقون بابك ، يطلبون منك أن تسوي وضعية نعاجك ، و حمارتك وبقرتك ، فهذه الحكومة لا تحب إلا الوضعية السليمة من القط إلى العجل ، خير لك أن تصاب بالعمى الأزرق حتى لا ترى تلك الوجوه المتشحمة المتسخة تستفزك كل سوق أسبوعي ، غص في حلمك ،فما أنت إلا نهر أصبح يسر عكس المنحدر ، ويتدفق فيه زمنك ، ثقيلا ، ثقيلا ، ثقيلا ما أجمل أن يتدفق بالسرعة الجنونية ، التي تناسب جريان نهرك الذي يوشك أن يغيض ماؤه ويتوقف عن المسير ، فهنيئا لك هذه اللحظة الرائعة ، لحظة حلم العشبة ، سيدي !!!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق