الأحد، 10 يوليو 2016

نص شعري ومقال / للاستاذة أمينة الوزاني / المغرب

ماذا أهديك في العيد يا وطني الحزين..؟!
أف .. يا قـوم ذاقوا رغـــــــــــــد ال
دنيــا .. فانتهوا ثمــلا سكــــــــــرى
بيـــــد كفكفــــوا دمعا و دمـــــــى
و بأخـرى ... هـوى عزفوا الوتــــــــر
من ليــالي هـــــارون اقتبســـــــــوا
و البعــض علـى البعـض افتخــــــــــر
هالليالي ..! أين الرشــــــــــــيد..؟ و أي
ن المعتصم ...؟ الماضي انشـــــــــــــطر
ما الذي يحدث معنا نحن العرب دونا عن غيرنا..؟! لم أنهار الدماء تجري بأراضينا من المحيط إلى الخليج دونا عن غيرنا(طبعا حسب اختلاف حدتها)..؟!
هل نحن من المغضوب عليهم في الأرض..؟! و السؤال الأهم : هل نحن ضحايا أم جناة ..؟!
عندما أتأمل الأحداث التي مرت و تمر بعالمنا العربي أتساءل دائما : هل العيب فينا أم في غيرنا..؟! أو بمعنى آخر : هل نحن السبب فيما يحدث معنا من غضب ..؟! أم أن غيرنا يستقصدنا ، و يريد تحطيمنا ، و النيل منا ، و يفعل كلما في وسعه لزعزعة أمننا و استقرارنا.. ؟!
أن يريد الغير النيل منا هذا شيء مفروغ مته لكن هل بمقدوره أن يفلح في ذلك دون أن يكون لنا يد في الأمر ؟! لا أعتقد .. كلما حل بنا مكروه نشير بأصابع الاتهام الى أكبر عدويين لنا اسرائيل و أمريكا ، حتى أصبحا عقدتنا الأبدية التي رضعناها من ثدي أمهاتنا ، و لم نضع في اعتبارنا أن البيت المحصن لا تتصرب إليه اللصوص ؛ و إن حصل يكون بتواطؤ أهله
يجب أن نعترف بكل روح رياضية أن الخلل فينا إن أردنا أن حل مشاكنا ، و أن نتوقف على جعل اسرائيل و امريكا الشماعة التي نعلق عليها أخطاءنا ..نحن تهنا حتى فقدنا الاحساس ببعضنا البعض ، و أصبحت الامور لدينا سيان بكثرة الأحداث و المصائب لم تعد نتأثر بها ألفنا التذبيح ، و التقتيل ، و الدم و الخيانة ، و الغدر من أقرب الناس إلينا حتى أن عداءنا لاسرائيل لم يعد هو الآخر مؤثرا و حافزا لنا في كتاباتنا ، و أشعارنا فالقصائد المآزرة للشعب الفلسطيني مثلا توقفت تقريبا برحيل الرواد..و لا نذهب بعيدا.. الأحداث التي تقع الآن في تونس ؛ و ليببيا ؛و مصصر ؛ و اليمن ؛ و سوربا ؛ و العراق ، و التي يندى لها الجبين و راح ضحيتها آلاف االشهداء
آلاف القصائد نظمت فيها لكن الغالبية الساحقة خالية الإحساس (طبعا لا أنكر جودة البعض منها لكنها تبقى معدودة) ، و إن كان الأمر لا يحتاج إلى قصائد ، و لا إلى حفلات تأبينية بقدر ما شهداء الاعتداءات الأبرار محتاجين إلى جواب عن سؤال بأي ذنب قتلوا ؟! و بحق من يحرموا من الحياة.. ؟! و ليس لأي شيء آخر.
سئمنا البكاء على الأطلال ، و النواح ، و العويل ،و التأبينات التي لا تقدم و لا تأخر..من يملك جوابا فليتفضل..من له الجرأة ان يتكلم بصراحة و دون مراعات لأحد فليتفضل
من المؤسف أن أقول أننا السبب فيما نجن فيه..فنحن الذين نتآمر على بعضنا البعض ، نحن الذين نشي ببعضنا البعض ، نحن الذين نطعن في بعضنا البعض ..كل العبر و المساوئ اجتمعت فينا
نحن قوم بدو ، رعاة ، أبهرتنا أضواء الحضارة فأعمت بصرنا و بصيرتنا فتهنا عن قيمنا ، و مبادئنا ، و أخلاقنا ، و ديننا السمح ، الدين الحق الذي يضمن ألفتنا ، و تعايشنا ، و تآخينا ، الدين الدستور الحامي ، و المحصن لنا من كل المصائب التي نحن فيها الآن..دين التعايش ..دين التسامح..دين نكران الذات..دين المحبة.. دين الرحمة..دين الرأفة..دين التآخي ..دين العدالة.. دين أن تحب لغيرك ما تحب لنفسك
ما من قوم يملك كل هذه القيم و المبادئ يحدث معه ما يحدث معنا إلا إذا ماكان قد ظل عنها..نعم نحن قوم بدو الحضارة أخذنا قشورها فقط و لم نتغلغل فيها و تتغلغل فينا ..نمارس كلما لذ و طاب لنا باسم الحرية ، و كأن الحرية أصبحت مرادفا للتسيب دون أن نجتهد في ضبط المفهوم الحقيقي للكلمة بداخلنا ، و نكبت جماح أنفسنا على أساسه..حتى الدمقراطية التي نطالب بها و نحملها شعارا لتقدمنا..نطالب بها غيرنا و لا نعشها نحن مع انفسنا ، و مع محيطنا ..الدمقراطية تبدأ منا نحن أولا ..من القاعدة إلى القمة و لييس العكس كما حدث في عالمنا العربي و كان سببا في فشل كل ثورات الربيع العربي
قبل الرئيس يجب أن يكون الاب دمقرطيا في بيته..و الأم دمقراطية في بيتها..و دون عناء سيأتينا جيل دمقراطي..فيه الشاوش قبل الرئيس دمقراطي و العسكري دمقراطي..ورجل الأمن دمقراطي..إلخ ..حينها سيخجل ناس القمة و رغم أنهم سيصبحون دمقراطيون شاؤا أم أبوا..أروبا لم تصل إلى ما وصلت إليه بين عشية وضحاها
دمقرط نفسك أولا ففاقد الشيء لا يعطيه ..ربي أبناءك على الدمقراطية قبل أن تطالب بها حكامك ..فالحشية هي التي تفسد الحكام ..أترك الدمقراطية تصبح اختيارا و ليس اجبارا..و دعك من أن تجرب على نفسك كل ما تراه في الغرب فلكل شعب خصوصياتة ، و مميزاته
أمينة الوزاني /المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق