السبت، 9 يوليو 2016

ارهاب / سرد ية / الاستاذة جميلة عطوي / تونس

........إرهاب.........
على الرَُكح اكتظاظ...فوضى عارمة....توهان في طواحين الضَجَة ترحي كلَ شيء...أحداث تُذكَرُ 
بحكاوي الأساطير المُرعبة والغولُ يبتلع ُ كلَ من يعترضُ سبيله.
هنا وهُناك أصوات تعلو ...تئنَُ...تنتحبُ أو تشهقُ لتصمت صمتها الأبدي .
كلَُ شيء بات مأساويَا بمُجرَد أن دقَت الضَرباتُ الثلاثُ...مشاهد اهتزَت لها القُلوبُ وزاغت العُيونُ للحظة لكنَ الأيدي امتدَت بكُلَ ما اعتراها من هول الفاجعة...اندفاع وتلقائية يُجسَدان صدق الإنسان
واستماتة الشَُعوب في الدَفاع عن حقَها في الحياة.
مشهد ملحمي تشابك فيه الرَُكحان...ضحايا ومنقذون...هُنا سقطت الألوانُ وأُلغيت الانتماءات...هُنا بقي الإنسانُ يُضحَي من أجل الخير والحق.
على مدار الرَُكح عدسات تُوثَقُ الجريمة ...تلتقطُ المشاهد لكنَ الصَُور تفرَُ، ترتمي من جديد في نار المحرقة...تبحثُ عن حبيب...عن فقيد ...عن إنسان تاهت رحلتُه في طُوفان الغدر.
بين الرَُكام تئنَُ الإنسانيَة.ُ..يختنقُ صوتُها يحشرجات يتفتَتُ لها الحجرُ الجُلمود فتدمع ُمنه العينُ أسفا على ما اعترى الضَمائر من جهل وتبعيَة.
اللونُ الأحمرُ يُغطَي المكان...برك تتخبَطُ فيها الأشلاءُ المتناثرةُ وتطرحُ ألف سُؤال وسُؤال
لكن الغثيان يكتسحُ العُقول فتتكلَسُ والألسنُ يعتريها العيَُ فتُلجمُ.
ومن هناك يتحرَكُون ، يُحاولون إسدال السَتارة غير أن النار تلتهمُها ليبقى الرَُكحُ مكشوفا،
عاريا يُسجَلُ على جبين الإرهاب والمتواطئين خزيا يُلاحقُهم إلى يوم الدَين.
جميلة عطوي 
تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق