الأحد، 3 يوليو 2016

شؤون ثقافية عامة / أصعب اللحظات / بقلم ماجد جاغوب / دبي

أصعب اللحظات/ماجد جاغوب
ألا تموت ولا تحيا، هذه ليست حزورة بل هي واقع يحدث مع الكثير من الناس الذين يصابون بمرض لا علاج له، ومع أن الطبيب يسبق كلامه وتأكيده بأن كل شيء بمشيئة الخالق، ولكن حسب ما هو متوقع طبياً أن ما تبقى من عمر هذا الإنسان بضعة أسابيع أو عدة شهور وليتخيل الإنسان مشاعر المريض من داخله، أو ما هي الأفكار التي تبدأ بالدوران داخل دماغه عند سماعه هذا الكلام ولا يمكنه النوم بعد ذلك، فالنوم الأبدي قادم عاجلاً أم آجلاً ولا يتمكن من بلع الطعام فالنفس لم تعد تشتهي شيئاً ولا يرغب في التحدث مع أحد لأن الصمت الأبدي اقترب ولا يرغب في أن يسمع حديث أي إنسان قريب أو غريب صديق أو عدو .
لم يعد له في الدنيا من شأن ولا مكان ولا تعنيه بل تعني من هم باقون على قيد الحياة، أما هو فبينه وبين الموت أيام أو أسابيع ويكون تفكيره ومشاعره مشدودان إلى القادم المجهول ولا فائدة من الانشغال بما لم يعد يربطه به علاقة وهو الدنيا وما عليها . ينظر إلى الأهل والأقارب والأصدقاء ويشيح بوجهه إلى الفضاء الفسيح خارج زجاج غرفته وهو ممدد على السرير كلماته محدودة ومعدودة وإجاباته عن الأسئلة مقتضبة ومن يفهم لغة العيون يدرك عمق الحزن الكامن داخل نفس هذا الإنسان، كمن يتمنى لو أن الموت جاءه كالبرق وليس بطيئاً وقاتلاً ومؤلماً . في كل لحظة أكثر من سكرات الموت مئات المرات لأنه ليس بميت ولا هو بحي وهو مدرك المحطة التي هو فيها وهي أصعب كثيراً من كل آلام النفس والجسد ويفضل أحياناً أن تكون إجابة أفراد العائلة للزوار أنه نائم ولا يجب إزعاجه ولكنه لا يعرف للنوم طعماً والذريعة كي لا ينظر أحد إلى الحزن الذي تجمع لينعكس في نظرات عينيه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق