الجمعة، 22 يوليو 2016

تنفرد مجلتنا بنشرنصوص مقبرة الرماد // فكرة واعداد الشاعر قاسم وداي الربيعي // لمجموعة من الشعراء عن جريمة الكرادة والتي ارتقى المئات من ابناء شعبنا ضحيتها

مقبرة الرماد ...الملف الثاني
...........................الدكتورة راويه الشاعر
باسم عبد الكريم ألفضلي

الكرادة القادمة

عراق ...
دمٌ وحرائق
..
ورماد
يغلِّفُ خطوَنا
حين نضربُ
في دربِ الأمل
فساسةُ العُهر
لنا بالمرصاد
رماد .. رماد ..
وألف ( كرادة ) تنتظرنا
في طولِ وعُرضِ البلاد
فقَهقِهُوا ( زعاماتَنا الغَيارى )
من نزفِنا
..
لهُ كلَّ يومٍ
في ارضِ سومرَ وأكاد
كرنفالٌ
ترقصون فيه
على أشلاء العباد
العراق ... عراق
عراقُنا نحن
لاعِراقُكم يا أوغاد
داعش ....!!
داعشُكم .. شماعةٌ
تعلّقون عليها
خطاياكم
حين تتاجرون بنا
وبالرخص المزاد
يا قتلة يا سفلة
يا بقايا قذارة
سقطت من
دُبُرِ إلهِ قوّاد
نحن العراااااااااااااااااااااااق
نحن العراااااااااااااااااااااااااااق
وانتم ...!!
بصقه
بوجهِ الإنسانية
ما وردَتْ
قي سِفْرِ الخَنا
أو كتابٍ ( مقدّس  (
جاد به ربُّ العباد
لأنكم
محضُ هامشٍ
كتبتهُ يدُ ( سام  (
و ( مزدك  (
في سفالةِ متنِ ( المُراد  (
نحن العراق
ولن يكونَ لكم
مكانٌ
في أرضٍ
ابتكرت الأمجاد
مهما ( تعمَّمْتُم  (
أو انبطحتم
في مخادعِ أسيادِكم
عراةً .. عراااااااااااااة
سنثور
سنثور
فنحن من عرِفْنا
طريقَ ثمرةِ الخلود
ولن تسرقوها مِنّا
يا أربابَ الفساد
نجاة معله

هلموا جميعاً
نترقب ملائكة العيد
وهي تهبط بسلام
بأجنحة من نور
فوق أرض السلام
ليكون لنا معها طواف حميم
هلموا ..
نجدد المواثيق
مع عشاق الكرادة
مع مواعيدهم المترفة موت
مع أعيادهم الموحشة
مع ضحكاتهم
وزفراتهم التي عمدها
قداس الدم
هلموا جميعاً ..
ننفق الكلام
فالزمن وجل
والأماني فجة
وسنين القحط تفيات
تقاويمنا ..
والزمهرير أجتاح الأجساد
أحالها رماد تذرى
فوق دناءة العهر
فوق ضجيج الشفاه
فوق لعنة الساسة
و موجات التتار
لتستفيق معنا ..
كل اليباب
كل التواريخ
كل الليالي العارية
ولتحتشد معنا كل المسلات
كل الحضارات
ولتزعق حناجرنا
ولتكبر الكنائس
والمئاذن
فهنا .....
سيعرش الصبر
وتنبت جذور الياسمين
هنا مقصلة الزمان
ستجز رقاب الحاقدين
المارقين
الآثمين
هنا ستوقد الشموع
وتفوح رائحة الحناء


....................................الدكتورة شروق مرسومي
الرماد أجساد تطير
أنا من قرعت لها طبول بكائي
نفخت في الأكوام
في أكياس العظام
ليست ب قمامة
أنها دعوة رب و ميعاد قيامة
كلما مر أسم شهيد لم يوارى
سقطت له نجمة
رفعت يدها تشير إلى شهقة أم
لم تعد تحصي من أصابع ثكيلها
إلا خاتم زواجه
" آلِهةُ الشّواءِ "
............................................كرار سالم الجنابي

ماذا تُخمّن ؟
الأم الواقفة خلف باب الانتظار
و هي ترشقُ الشّارع الخالي
إلّا مِن الظنونْ
بوابلٍ من سهامِ النّظراتْ الحائرة
العصفورُ القاطنُ في أعلى قفصِها الصدري
يُرفرفُ خائفًا
أخبرها بما لا تشتهي سماعهْ
العراقُ ينزِفُ أبناءَه
فردًا .. فردا
و الأمّهاتُ اللائي سقينّ حدائق بيوتهنّ
من نميرُ العُيون
سيدفعنّ براعم بيوتهنّ
بتلةً .. بتلةْ
إلى آلهة الشّواء .. أنْ كانَ هذا يُرضيك
نحنُ لا نرضىٰ
إنعام كمونة
على عجل
توضئوا الفجر… وارتحلوا
دونوا صلاة دمائهم على جباه الغدر
قالوا: لن نودع أحدا نحن حصاد وانتم أرواحنا
تخبطت خطوات كفي … راقصتهم الهلع
انصهرت أناملي على بساط الرمض ... أغشية كفن
شفاه الأنين بدم اليمام نعوشٌ ....فارهة الاحتراق
كيف السبيل لنعبر طاولات السحر؟
أنقفز صرير المساء ؟
ام نغلق أبواب السهر؟
شاخت بيادر الروح استباحت الفراق .... بأحضان اللهب
اكتحلت بكهولة الزمن .... أُمنيات الفراشات
تناثرت شهقات الطين بوشاح الوجع
وما زال ترابنا يحن للدماء ؟
سيشربنا قطرة قطرة ؟
هنا ...وهناك ... على النوافذ والشرفات
أسماء وآهات .......
أندست الصرخات بين العظم والإسفلت
مريم تنوح بين الرصيف ولحظة قصوى ....
احترقت زغابات الحلم في كرادة ترابي
.......
دون استئذان ....
لن يثرينا دمع نزف ....
لن يغنينا صوت عصف .....
لو فاضت متاريس الخضراء مناجم أسف

.........................................كرار حمزة رشيد ..بابل
ضريح الرماد
ــــــــــــــــــــــــ
هذا ليس رماداً
أخلطوه جيداً
أزرعوه
لينبت ضريحاً
سيتسابق الأنبياء لتقبيله
اجمعوا القُبل
ابعثوها إلى الله في طردٍ واحد
واكتبوا عليه
اسم المرسل : الكراده
"مقبرة الرماد"

....................................لطيف الشمسي


جلست..
تلملم الرماد
من الشارع
حفنة
حفنة
تقبله
تشمه
بلهفة
ترشه بالماء
تعجنه بيدها
تصنع منه
جسدا
ترنو إلى السماء
أيها الرب
أنفخ الروح فيه
لعله يحيا..!!؟
مقبرة الرماد
رحيم الربيعي
صيحات تهز عرش الله
سيمفونية النار تعزف بجميع الحناجر
تنزل الملائكة والكوثر فيها
بأذن ربهم من كل جمر
تعرج للسماء
تنزع جلود الشهداء في الكرادة
ذو الفقار ...عمر ..رنا ...فريد
مقبرة عراقية تجتمع في رماد واحد
ثقافة القدر تدرس مع صوت الناي السومري
أشلاء تتحد تحت النار لا يفرقها حتى آل دي أن أي
وطن لا يفارقه الحداد ....
صباح العيد يحضن المقابر بجسد مليء بالجراح
عيون بلا دمع تراقب الوداع
تدرأ عنها دخان العراق
وتترك نَفَسها الاوكسجيني علي نار الطائفية
نسيت إننا موحدون حتى في الموت


الرسم بالأحمر
..................................................عامر الساعدي
عاصمةٌ مرسومةٌ بلون الأرجوان الأحمر
سأتوقفُ عن إعلان أسماء الأطفال
الذي يعيشونَ أو سوفَ يعيشون
سوف أعصي الوصية الإلهية
ولن أعلن أسمائهم
أخافُ من سفاح العاصيةِ
يكفيني ارتياحاً
مسموحٌ لنا المقابر
صراخ أمهات تفتح المقابر المغلقة
سلام لكِ أيتها الطرق المفتونة في فواجعها
سلام لكِ أيتها التوابيت
عزائي للفرح المذعور
قفوا آمين بدقيقةِ صمتٍ
فهل ينفعُ هذا الصمت للأموات
سقطوا باسم الوطن
أحفظوا الأسماء جميعاً دون ذكر أسماء
حينما تغط العاصفة الهوجاء
علينا نبقى إحياء
لابد أن نعيش شجاعة العيش
مقبرة الرماد .
.........................................سُعاد فاضل

وما كان رمادها
أب لاك عرقه
فرحة عيد
طفل يبتاع
ملبس
عريس ينتظر
زف شهيد
عروس كفنت
بثوب عرسها
مقبرة رماد
رمادها أرواح

............................................أحمد الكناني
مقبرة الرماد
تحررت الأجساد
من شحومها
واندثرت عظام الهوية !
عالم مليء بالدفء
الحارق
للهاث النجاة
أطبقت سعير آلهة الأرض
بقدحه من وجع ...
ما أجمل طعم الشواء
ورائحة الأفخاذ المستلقية
على أعمدة النحاس
الشراهة رمزا للبقاء
في عالم يتخذ شكل نجمة سداسية !
رؤوسها
دول عظام
تتقاطع مع بعضها
في قطر تلك النجمة السوداء !
الممتلئة بقيح الأرض ... * ( النفط الأسود الخام )
دقت أجراس الكنائس
حان وقت الصلاة
والجميع متأهب
للاعتراف
والوقوف أمام راهب المعبد
يفصح عن مبتغاة
ويكفر عن خطاياه
ببضعة وريقات خضراء
لها رائحة النعيم
مختومة
باسم الإله الأعظم ... * ( 100 $ )
حفل عشاء دسم
على مائدة السماء
والجاريات تتسابق لنومه هانئة
تحت جنح طائر الرخ الكبير !
تشتهي حفنة من الدراهم
تلتصق في أثدائها
لمعة من ذهب
تقابلها ..
مسبية في عهر المساء الغابر
تبحث عن عطر القولونيا
العالقة في صدور أبنائها
في عاصفة من الدخان المتصاعد
إلى كرسي العرش
فتتخذ طريق الخائبات
وتلتزم الدعاء
وتصنع من فحمة هشة
نصف جسد
وتلقيه في واد
أطلق عليه سابقا
وادي السلام ......

.......................................................يحيى الرحال
أسرعوا وغادروا الدخان
فروا من قيودِ الحاقدين
فالسواد الذي ملأ المكان
ليس بسوادِ الحاكمين

الملبسُ الجديدُ المتفحم
النارُ المحتفلةُ بالأجساد
الصراخُ الصامتُ بوجهِ
الموت
رائحةُ بارودٍ ولونُ رماد
لوحةٌ في أمنيةِ الشيطان
مقبرةُ الرَّمادِ
..........................................مرام عطا \ سوريا
حين نطقَ جرحي
خرستْ اللغاتُ
تعطلتْ مفاتيحُ الكلامِ
نزلتْ النُّجومُ إلى الأَرْضِ
وارتقى إلى السَّماءِ صوتُ الآه
فقطْ صرخَ المكانُ
وانهمرتْ دموعُ الزَّمَانِ
ماتتْ الجغرافيا
وحضرَ التَّاريخُ مهزوما
أُصيبَ قلبُ الياسمينِ
وتشظَّى قلبي بالألمِ

شهداء الحياة
...................................................مهند صلاح

نام الفرات و لم تناموا
هم أشعلوكم كي ترحلوا
و ما رحلتم
فسلامكم قد أورث الأحلام فهاموا ..
يا سرب أحزان قد أورثت
في لجة الليل لهيبها
كي ترتوي من نهر شموعنا
أملا و أمنا و نورا
و ما لبثنا في كهف أصواتنا خوفا
و صراخكم
ما زال جرح صوته ينزف
على جباه آذاننا مطرا من الآهات
فنلملم أكفنا عند السبات
لنمتطي وجع الرحيل حكاية
و عند سماء أرواحكم
وجدنا
يد الله تربت رؤوس أمهاتكم
و هن يزرعن الشموع على البقايا
ليتها تثمر جسدا من جديد
أو ليتها ..
ليتها ترجع ما تبقى لحظة
فتسأل الوقت عن سبب المنايا ..
وجدنا
كل صبية الحي
و هم يقيمون طقوس الخلق
بيد أحدهم كرة الحياة
ما زال مشهده و هو
يقبلها
يحطنها
يتوسلها
يا لعبة الحياة
فقط أعيدي صوتهم كي نكمل توزيع الهدايا
فقط كممي صوت الموت لبرهة
علنا نمسد قلوبهم قبل المنايا ..
وجدنا
أم أحدهم
و هي تحمل
جسد قميصه الرياضي الملون
لا تكتفي بتقبيل ما تبقى من ملامحه
بل تضعه على الأرض لتدعو الله
أن يا رب
إن القميص مطرز بعطره
و لا سبيل لأنف أم تشتهي
أن تبث به من روحك الخضراء
نفسا يداعب كل ألوان الليالي
نفسا يحمل ضحكاته الأولى
نفسا يرافقني بالطريق إلى مدرسته
نفسا لعينيه و هما تبتسمان
أن يا رب
طرز روحه بقميص الخلق
لعلني أرى بوابة الدنيا من جديد ..
وجدنا
زوجة كرار
و هي تحمل بدلته العسكرية
و ما تبقى من أسبوعه الأول في الزواج
وجدنا
أطفال عبد الستار
و هم يتساءلون عن وجه أبيهم
الذي رحل دون أن يودعهم
وجدنا
أبا عمر
و هو يصطحب معه
صندوقا مليئا بألعابه
يرصفها و يناديه ليلعب
وجدنا
طلبة منتدى شباب الإسكندرية
و هم يفتقدون نقاء أبي جعفر
وجدنا
أم خلدون
و هي تحمل رتبة أبنها
كي يرتديها من جديد
و هي لم ترمِ الماء وراءه
ليزيل تعاسة القدر
وجدنا كل خشب الأرواح
و لم نجد نار الحياة
لا شيء
سوى مخطوطات الموت السوداء
و شموع الاشتياق
و أزيز البكاء
و هو ينسكب من جرف الأمهات
ليستحيل شموعا
ترتوي بأرواحهم
و بوابة الموت
ما زالت تفتح فمها
لتأكلنا بشراهة
و لا شيء يسد جوعها سوى لغة براءتنا ...
سمر حاتم \ سوريا
كيف نجمع الرماد
وكلما جمعناه
بالأكف يتطاير
أهي الأرواح تنبعث
من جديد تسمو
عاليا....لتناجي
الملائكة..
وتتخاطر
سيخلدكم التاريخ
ثقوا
فجيعة أبطلت العيد
وهزت الوجدان
لكنها لم تحرك كرسيا
أو عمامة....
لتجبر الخواطر..
كم بكتكم أمهاتكم
وكم صرخنا..
واهتزت عروش
السموات.. أين
رفات.. أكبادنا
يا انجاس.... لمن نلجأ
وقد ماتت الضمائر
رحم الله.. الشهداء وأسكنهم جنانه
الحادث
....................................................أحمد المالكي

مثـل الـذي لا يُبالي
بامتداد هـذا الطريـق المزدحـم
بالأرواح المُنبعثة مـن الدخـان

الصـراخ المُهـرول
كانَ مُشتعلاً

مثل أي ضـواء
يَبحـثُ فـي متاهـة السـواد
عـن نافـذةٍ

الحادثُ كان وَحشياً بـلا بـدايات
فقـط نهايـة مُلتهبة

هكـذا نحتـاجُ أن ....نفهـم
إيقـاع الاحتراق
مثـل أي قطـرة
تَحمُلهـا طلاسـم الغيـوم
ليـسَ لهـا تأويـل سـوى طريـق النـزول

القيامـة لم تكـن سـرية
حينـما تَسـلّل الحديـث المُلتهب إلـى
ألسـنة المكـان

حيثُ الشـكوك المُتفحمة
ما تـزال علـى قيـد السـواد الصـامت

أسـتطيع أن أقول
أن الشـموع صـراخ ....وَقصيـدة

وانَ الأحـزان المُسـتفيقة بِكُل عيـنٌ
هيَ حلـمٌ باهت الرجـوع
وَقنينـةٌ فارغـة الفـرح
ألقيت فـي نهـر الـلا عـودة

نعـم

الحيـاة فـي الجانـب الآخـر
حيثُ الدمـوع تجـري مـن تحـت أقدامـهم

هـذهِ حكمـةُ الله
حينمـا اختـار بغداد عينٌ للسـماء

فَخطـها دائـرة
مقبرة الرماد
...................................زينب الجبوري

رماد جثث الشباب كحل في أعين النساء
نبتهل به إلى رب الأرض والسماء
فهو وسام فخر وعزة وإباء
مقبرة الرماد اشهدي
لن تجف دموعنا قبل أن نقطع حارقيك إلى أشلاء



عيدٌ شهيد
.........................................سهى الطائي
في ليلٍ هادئٍ
سَرَتْ أرواحهمْ قبلَ الأقدامِ ---
تبحثُ عنْ ضالةٍ
ليستْ بثيابٍ ---

أختلطَ الشعورُ بالأملِ
وفرحةُ العيدِ كادتْ تنامُ ---
وقبلَ أنْ ترى غرَّتهُ
أشرعتْ الفردوسُ أبوابها
وباغتهمْ الموتُ
نيرانٌ تستعرُ وأشلاءٌ ---

ذنبهمْ كانَ عظيمٌ
فبدَّل حلةَ العيدِ السعيدِ
كَفَنَهُمْ بالغيبِ نسجٌ
أُبدلتْ بسمتهمْ صرخات
أرتقت عنانَ السماءِ ---
نيرانُ لهيبٍ وظلامٌ
ورمادُ أجسادِ الأنامِ
وبعدَ أيامٍ ---




مقبرة الرماد
صرخة
.............................................. رياض الفتلاوي

خاشعة أجساد الرماد
بين صيحات الدموع
وضجيج الفراق
خلف الوجع شهقة ام
وقنينة حليب
وعنفوان شاب مبتسم
وشيخ يعد الشيب
كتب القلم
وأسدلت الصحف أوراقها
في ساعة احتراق
فتهافتت ملائكة الرضوان
تلتقط دخان
الأجساد المتفحمة
عطرا ليوم زفافها بين زغاريد الجنان
خذ أيها العيد
تلك هي قرابين رسالتنا
الثمن مدفوع
منذ الأزل
حين ارتفعت كفي النور
وسط الصحراء
ولدت شرارة الظلام
وتناسلت خفافيش الليل
استباحة الموت
لصغيرنا قبل الكبير
هكذا تشرق الدموع على صباح اليتم
فتسقط معايير السماء
من تلك اللحى المقملة
لن تبرد حرارة القلوب
سترتفع أكف بيضاء
إلى عنان السماء
ترسم صرختنا
في بطنان العرش


............................................رجب الشيخ \ العراق
مابين الهوة وضوء
الشمس
وما بينهما
أرواح تزهق
قلوب أيقنت
إن لا شيء
في زمن تخترق
كل المحظورات
بقايا إنسان
ينبش ما تبقى ركاما
ممزوجا برائحة
التراب
معفرا بالكافور
أرواح تلامس
ذلك الأمل المختبئ
مابين الأرض والأرض
الأرض تعانق
الأجساد
رحلة تدوم طويلا
لا نعلم كم تكون
السنين
زائر طال غيابه
تتوارى الصور خلف
هالة من الرهبة
ربما تتلاشى أحلام
لحظة الفزع
كوابيس
راقدة على لوائح
نسيان
أو تلك التهيؤات
مغروسة
مابين واقع وخيال
آه ، أيتها الآمال
المسطرة على لوح
طيني ،
أو أصوات نشاز
تخترق خفايا كانت
مركونة على رفوف
أكلها التراب

.....................................حسين الغضبان
مقبرة الرماد..
أحلام تحترق
رمادٌ رحيق
حديقة أعْمار ملونة
كل عطر بحكاية
في هذه البقعة الغنّاء
يحتج الرماد
يصيح بأعلى ابتسامته
لا للموت..
...................................لؤي محسن

ميساءُ إلى جنّة الخلد:
--------------------
أمي
قد قتلوا ميساء
وتناثرت بين السطوح أوصالها
هم قتلوها بأفواههم
بعناوينهم المزيفة
بين الجثامين مصروعة تائهة
ميساء ....
ألم تحسي بسكاكينهم وهي تقطع أشلاءك
وصوت النار وهو يلتهم لحمك الشريف
ماذا أقول ....
لأمك وقد ذرفت عمرها تنادي
ميساء ميساء
سترتاد كلية الصيدلة
كانت ريحانة بغداد
عطرها الشوارع
اغتيلت بعدكِ الكلمات ميساء
يا حاشية الغاب كيف سأغفر لكم
استعدّتْ وهي تستقبل ضيوف العيد
فرحة بنجاحها
ميساء ...
كانت صائمة قائمة
قد دفعت زكاة فطرها للفقراء
ميساء ...
قتلوا معك صوت البلابل
أناشيد المطر
لباس العيد
وزغرودة الحارات وضحكة أطفال العالم
قسماً بتراب قدميك سأصدح بصوتك بين الملايين
وأوصل فكركِ النيّر
بين النساء الخالدات
ميساء ...
لم يقتلوكِ وحدكِ فقد سقط الشباب تلو الأطفال والنساء
تلطخت المباني بضحكاتهم
أصابعهم مرفوعة نحو السماء
لمَ قتلنا
ولمَ نحن نقتل
أيحقُ لهم قتلنا ودموعنا لم تنشف على الأحباب
يا أيها العراقيون استعدوا للعويل على ما تبقى
ميساء ....
يا قبلة الكرادة
يا أيتها السعيدة
دمتِ شهيدة بين الخالدات
روحا طاهرة في حواصل الطير
تسمع صوت الأمهات الثكالى
يندبنَ رجل وأخ وحبيب وفقيد
ميساء ..
لا تخافي يا أُخيتي
فهناك إخوانكِ ينتظرون كل راحل إليهم
يستقبلونه بأكفِ الورود
سأظل قبرك في الصيف والشتاء
وأقفُ على شاهدكِ لأقول:
هنا دُفِنت ميساء
ابنة العراق
قتلها الأوباش وقتلوا معها حلمَها وأمها
لا تحزني ستخلدكِ قصيدتي
متوحشة السواد
وهي تندبكِ وتقول
كم مثل ميساء ممكن أنْ أتحمل ....


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق