الأحد، 3 يوليو 2016

شأن ثقافي عام / هل نحن مجتمع طارد للثقافة والحضارة ؟ / بقلم الاستاذ كامل الجباري / العراق

2 يوليو، 2012، الساعة 10:53 مساءً · 
هل نحن مجتمع طارد للثقافة والحضارة ؟
حتى يكون نقدنا جذريا ومؤسسا لحل حقيقي ، علينا أن نخرج من نطاق المماحكات السياسية الضيقة وثقافتها المتحزبة تماما – وهي أحد الأسباب المهمة لعرقلة الوعي بالإشكالية حسب رأيي المتواضع – والمتمثلة بنقد حقبة سياسية معينة لا لشيء سوى إننا من خصومها ، على اعتبار إنما عندنا أفضل ، علينا الخروج إلى أفق أرحب بنقد يأخذ الظاهرة بأبعادها وأزمنتها المختلفة .
هنا نطرح الأسئلة : كم من مبدعينا ومفكرينا وعلمائنا كانت لهم أرصفة الشوارع ملاذا أو الغرف الضيقة البائسة سكنا ؟ كم منهم تألم أو مات لأنه لا يمتلك ما يعالج به نفسه ؟ كم منهم اضطهدوا أو اغتيلوا أو اسكتوا لأنهم جعلوا حرية الإنسان وإنسانيته وكرامته راية لهم ؟ كم منهم طوردوا من منفى إلى منفى ؟ أسئلة لا يحتويها الكم الكبير من المبدعين .
لم يضطهد المعتزلة في زمن الدكتاتورية الذاهبة ولم يتحول أخوان الصفا أو القرامطة إلى جمعية سرية في زمن الاحتلال والديمقراطية . لم ينف ألجواهري ومظفر النواب على يد كافور الإخشيدي ولم يحاول الخليفة العباسي نفي عبد الخالق المختار . ولم يغتال المتنبي بعد أن مل منافيه الكثيرة في عهد عروس الثورات . فالحلاج كان وما زال وسيضل يختفي ويصلب ، والمعري كان ولا يزال رهين المحبسين إنها أزمة الإبداع والمبدعين منذ قرون وما زالت وستستمر إن لم نقم بنقض حقيقي لذلك .
نفي الثقافة والإبداع والاختلاف ومحاصرتهم ما زالت عرف سائد و "ثقافة" عابرة قاهرة لأزمنتنا المختلفة المتعاقبة وذات جذر تاريخي بعيد موغل بالقدم . إن لعن بعضنا لبعض ، نحن مؤيدي حقبة معينة ومبجليها ضد الأخرى المخالفة ، وإلقاء اللوم على بعضنا البعض لا يعني سوى الهرب من جوهر المشكلة والقفز إلى مظاهرها الكاذبة والمسطحة .
صراع الأضداد المتشابهة هذا ليس حلا ومن دون نقد جذري لذواتنا جميعا ولموروثنا التاريخي ولحاضرنا البائس مع اكتشاف علله وأسبابه ومسبباته فسوف نظل ندور في قلب الدوامة، نلوك مصائبنا ونجترها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق