الخميس، 21 يوليو 2016

في رحاب تموز صفحات خالدة // للاديب عبد الجبار الفياض // العراق

في رحابِ تموز صفحاتٌ خالدة
رجالٌ هُويتُهم وَطَن
أيّتُها الصّحراءُ
المطويّةُ بكفِّ الله
المشلولةُ بظمأِ قيْظٍ
يشربُ من أجسادٍ
نزحَ عنها الخوْف
فكانَ بساطاً نحو الشّمس !
. . . . .
أيّتُها الجّامحةُ
ما مِنْ مُروّضٍ يشدُّ ذوائبَكِ 
عُرسَاً
كفاكِ 
أنّ قلباً يسعُ 
شعراً
سيفاً
رمادَ كَرَم . . .
أنْ تعدّي نجومَ ليلٍ
فُصِّلَ ظلامُهُ أرديةً لحرسِ الزنزانات 
لأُجَراءِ القنْصِ البشريّ . . .
. . . . .
نجومٌ
لم تعرفي 
أيَّهم سماءَ وطن
استودعوا عيونَهم غُرفَ التّحقيق
أرصفةَ الرّفضِ
ليركبوا قِطارَ الموْت 
فرحينَ بما ألقى إليهم مقاديرَهُ شعب !
. . . . . 
إيهٍ
صحراءَ التابوتِ المفقود
ليلُ بنفسجِهم
يطولُ بشرايينِ زمنٍ 
تشعب تيْهاً
آلاماً
أرواحاً
بأوانٍ تُراب
تراباً بأواني وطن . . .
ليسَ ما لكِ
لَهَمْ
للموْتِ معنى واحد
للحياةِ ألفُ معنى !
. . . . . 
ليلٌ 
لا يُسخَّنُ بعواءِ ذئب
تشحذُهُ ريحٌ سكاكينَ 
طبولاً 
يفزَعُ منها الطّبال . . .
عطشاً 
ينزُّ من قِرَبٍ . . .
لكنَّ صوتاً
يهزُّ صداهُ مضاجعَ 
عبّأتْ خوفَها بدنانِ خمْر 
احتستْهُ بعيداً عن عيونِ فجر
لعلَّ ما يُعَبُّ
يُنسي . . .
. . . . .
التاريخُ
يُكتبُ بعرقٍ لا يجفّ
لا بحبرٍ سرّيّ
في أقبيةِ قصورِ اللّذة . . . 
أنتِ
تبالغين بطيّ الأسرار
وهمْ
يكتبون على متنِ غيْم 
ينزلُ غيثاً في عُسرةِ جَدْب . . .
. . . . . 
القصائدُ
أجنحةُ شوقٍ
تستبقُ
حيثُ جموعُ انتظارٍ
يغصُّ بمرارتِهِ ثديُ سمراءٍ فارعةٍ على شطِّ العرب . . .
دموعٌ بينَ نعمٍ ولا
أيادٍ
تحضنُ الهواءَ حبيباً من غيرِ ثياب . . .
رسالةً
شمعةً
صورةً
نزعَتْ تاريخَها 
لتولدَ مرّتيْن . . . 
لا شِباك
يذهبُ الهُدهدُ بالأنباء
ويأتي . . .
همْ بخيرٍ 
نحنُ
نفتلُ الرّمالَ مفاتيحَ لأبوابٍ موصدة حبالاً لأراجيحِ عيد !
. . . . . 
الشّمسُ
تزحفُ فوقَ رؤوسِهم
باستحياءٍ
بلا حجاب
ليستِ القلوبُ كما أرادَها
سوطٌ ثمل 
رصاصٌ جبان 
وعيدٌ بفناء
قاماتُ النّخلِ
لا تُطوى على سيخِ شِواء . . . 
. . . . . 
أيّتُها الصّحراءُ المنسيّةُ
ضيفُكِ نجمٌ 
لا يخرُّ ساجداً لوثَن
قبّليهِ
إنّها قُبلةٌ 
لم تنلْها على مرِّ العصور حِسان !
. . . . .
الباسقاتُ في بلادي
تروي قصةً 
أكبرَ من الدّمعِ 
من العويل
من كُلِّ أحرفِ الرّثاء . . .
أيُّها ذا الذي كنتَهُ
هل تُنصفُكَ حروفُ الأبجديّة ؟
لا
أضفتَ حروفاً للخلودِ
ما وَرَدتْ بسفر !
. . . . . 
كلكامش 
يبحثُ عن عشبة 
انتَ 
عن بسمةٍ على شفاهِ الصّغار
فوقَ إكليلِ عُرس
تُحبُهُ
يُحبُها
العشقُ نبيٌّ لكُلِّ العصور !
. . . . . 
تتسعُ رِئةُ الزنازين 
بشهيقِ حرفٍ مُتمردٍ 
على جدارِيومٍ موعودٍ
ما لسواهُ
تُزفُ قصائدُ الغزَل
تُعلّقُ الحناجرُ بهتافِها
الطّينُ 
أُمٌّ لا تُباع 
الشّمسُ 
مُلْكٌ لا يُصادر 
رِقابُ الأحرارِ 
لا تُرق !
. . . . .
عبد الجبار الفياض
14/7/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق