الجمعة، 15 يوليو 2016

جدتاه /// بقلم الشاعر فراس المصطفى /// سوريا

جدتاه
/ فراس المصطفى /
..............................
جدتاه..
اشتَقتُ إليكِ.. 
لتجاعيد وجهكِ حينما كانت تلامس وجنتيّ الناعمتين..
لرائحتكِ الممزوجة بالريحان الذي زرعتهِ في علب الزيت.. ويداكِ غصنا لوزٍ حول كتفيّ.. ووجهي يُغمَرْ.. 
جدتاه..
خذيني إليكِ.. اشتَقتُ لصوتكِ.. ولسحابة عطفكِ.. آثاركِ اندثرتْ بعد رحيلي قهراً عن غرفتكِ وعطركِ الذي سكن الحيطان والذرات.. وما ملأتُ حقيبتي إلا بغبارِ نعلكِ الذي بقي شاهد العصر..
آه...
خرجت الآهات قسراً جدتي.. تأوهتُ حتى ملَّ مني خافقي.. أتعلمين ؟ لو أنني شجرة الياسمين التي تدلّتْ على درفتيْ نافذة غرفتكِ الحنونة..
لو أنني تراب حديقة الدار مركوناً حول جذوع سيقان الشجر..
لو كنتَ تدري يا بيت جدي ما جرى قبل الأوان لانهارت الجدران.. وشطآنكَ جفّ مبسمها تشققاً.. 
لو كنتُ أدري ما خرجتُ عن أثوابكَ بيت جدي..
جدتاه.. سامحيني فأنا على أقتاب سائرةٍ تشقُّ السراب في البيداء تيهاً لا نهاية ترتجى..
جدتي.. مدّي يديكِ.. فأنا تعلقتْ روحي بكِ.. وقررتُ الهروب..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق