السبت، 16 يوليو 2016

حمار /// شعر /// للاديب عبد الجبار الفياض /// العراق

حمار
في أوائل السبعينات كان لي صديقٌ حميمٌ يبيع النفط بعربة يجرُّها حمار . . . سُجِن . .خرج . . اختفى ..انقطعت اخباره !
. . . . .
لأنّ خُطواتِك تسبقُني
أرفعَ قبّعتي
أنتَ قائدُ عربةِ أفواهٍ
تملؤُها رائحةُ رغيفٍ مرّ . . .
لستُ مستنكِراً نهيقَك
أنا مع حُريّةِ الصّوتِ الحُرّ !
. . . . .
أنتَ تجرُّ نفطاً
جرّني إلى بترِ ساقي
في لعبةِ الكبار . . .
قالوا: نفطُنا لنا
أقذرُ كذبةٍ
كُتبتْ على سبورةِ الوطن !
استبدلوا الضّمائر
نا بـ هُم
استخرجوا من نفطِنا
سوْطاً
رصاصاً
قبراً
استقامَ لهم كُلُّ شئ
خسرْنا كُلَّ شيء . . .
. . . . .
دُخانُه لنا
ما ثقُلَتْ منهُ رِئة
بيوتُ طّينِ مُستأجرةُ لزخّاتِ مَطر
لغضبِ عاصف
طُرقاتٌ مُتخمَةٌ بوحلٍ
يسرقُ أحذيةَ الصّغار
ثيابٌ
تخفُّ على جِلدِ البرد
بطونٌ
لا تستغربُ أيَّ زاد
امتلاءٌ وحسب . . .!
. . . . .
بيننا
الظّلَ نقتسم
نستبدلُهُ بعرقِ الأبطيْن
الشّعيرَ
الماءَ . . .
نقتسمُ كذلكَ قرصَ الشّمس
البُركَ الآسنة
هل نحن كذاك الذي يحملُ فوقَ جوعهِ ذهباً . . . ؟
. . . . .
تنورٌ بائس
فانوسٌ بخيلٌ بذبالتِه
موقدٌ مُثقَلٌ بأوجاعِ النّهار
نمُنُّ على أبي بقطراتٍ لزنادِه
هؤلاءِ خُلّصُ عملائِنا
نحبُهم جميعاً
مَا كان شتاؤهُ عارياً
وصيْفُهُ يبحثُ عن ظلّ
نُرتّقُ من جُرحِنا جُرحَ وَطَن !
. . . . .
تنفرجُ شهواتُ لحمٍ أبيض
عطورُ جذْب
افتضاضُ زجاجاتٍ عذراءَ بختمٍ مَلَكي
طقسٌ
بلونِ الأجسادِ المخمورة
يُداسُ الوقتُ تحتَ أقدامِ المترنّحين . . .
امنياتُنا
شمعٌ مغروسٌ على موائدِ غوانٍ
سُحقا لآهَةٍ تخرجٌ من طين
ليشربَ الفراتُ دماً
وليأكلِ الظّمأُ شفتي دجلة !
. . . . .
الأيام
حيثُ مرافئُ عرّافين
يغزلون الوهمَ شِباكَ صيْد
يكيلون الهواءَ لطوابيرِ جوعٍ أخرس
لعلّ رضا صنمٍ
يُمَدُّ لهم بساطُ لَعْق
إنّهُ زمنُ العجولِ الذّهبيّة
التيوسُ المخصيِّةُ
لا تُفكرُ بالإنجاب !
. . . . .
حينَ غادرتُ زنزانتي
فقدْتُ ما فقدْتُ
إلآ خارطةَ قلب
. . . . .
لم أجدْكَ
قالوا :
أصبحتَ قُطْباً
بينَ ياقاتٍ بيضاء في زَمنِ طرْطرَة
لكنْ
أهلَ مكةَ أدرى . .
سأُعُيدُكَ
ما كنتَ في عيونِ النّاس
عربةَ قَمامة
تجرُّ
النّفطُ مُرتَهَن
أليسَ كذلك ؟ !!
. . . . .
عبد الجبار الفياض
14/7/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق