الاثنين، 14 نوفمبر 2016

مقامة جدار الدار / السيد شوقي السيد / مصر

مقامة جدار الدار
حدثنا صديقنا المنشد وهو ينشد
. *هل علينا راوينا و قص علينا يسرينا .
*بعجب الدنيا ينبينا يشد اﻷزر يفتينا .
*بعز الوعظ يربينا و مد الود يوصينا .
*كأنه كتاب يهدبنا بطالع خير يمنينا .
*بكأس السرد يروينافجل وحل يشجينا .
*بسيل فصاحته يندينا و لملم لم نادينا .
ثم إنه
اباط خفه*وفرك كفه*فالتزمنا صفه ولفه*وجلس
مكانه*فانطلق عنانه*(وقال بيانه )*
أصبحت بداري*أجاري جاري* بالتنابز نواكز*
و بالحصي نبارز و المغارز*حيث إننا*جدار بيننا*
يشاطر حرثنا*ويواري جدنا وعبثنا*ويحدنا حدودنا *شرق لهم وغربنا*نخر فصه*وبتر غطصه* فلزم
قنصه*وردف رصه*فأبينا التغاضي* بالتوجه إلى القاضي*ليحيل إمتعاضي*أو بالتراضي*و حيث اننا في عهدته * ننتظر مثولنا لحضرته* و جوارنا تاجر حبوب*جلبابه متورم الجيوب* *يختصم بعل إبنته*الذي خدعه بوصف مهنته*
وقد أرسل القاضي أمينه ليجلبه*فإما أن يغلبه أو أن يغلبه*وحين فرغ القاضي *وسألنا فيما التقاضي*قال له جاري*ياسيفنا الماضي*
*اﻷرض أشترينا رقعتها منذ أمد .
*وشطرناهابيننا كما عقدها انعقد .
*و لك ياشيخنا طول العمر و المدد .
*و نحن أبناء عمومة و هي سند .
*قمناها وأقمناها زند بزند بﻻسند .
*وكنائنا كما إنا لذاك النسل والولد .
*و لي إبنة كما إبنه حسبته الولد .
*و حسبنا حسابنا الفصل ولو زهد .
*وحيث ان الجدار بيننا أبتلى وارتعد .
*فأقمت جدارموازي فبجداره يجتهد .
(فقال لي القاضي)
سمعنا إلى ماقال*فإليك المقال*فأعقبت الجهار*بقولي مشار* لأبن عمي الجار*بأن الجدار* أحيل لحصتي بالدار*ولي أن أطيله* أوحتى أقيله*فحكم القاضي* بذاك التراضي* سألناه *هذا الحكم ما معناه*قال الراوي*مر غصتي*مكر إبن عمومتي* ﻷبنى الجدار على نفقتي*فأحيل الجدار باعترافه لباحتي*
(وأنشدنا يقول)
*قد ترى القريب جهرا يذمك .
*لكن اللبيب من يبحر بيمك .
*في الخير يسبق إليك يأمك .
*وفي المصائب مساند يرمك .
*فرب أخ لك و لم تلده أمك .
فنهضت حوله أجوب*وسألته عن تاجر الحبوب* وعن بعل إبنته*وكشف علته*فقال الراوي*بعد التراضي*أستجلبه القاضي *فأستقر بصدر منصته *يهدهد لحيته*والعروس بصحبته*والقاضي بجلسته* يرحرح جلسته* وشمر عن خبرته*وبدء بالتاجر فهي دعوته* (وقال التاجر)
*اتاني هذا المراوغ في هيأته .
*وجلس معي مباغت كما عادته .
*فجاءت إبنتي بالخبز و ماطهته .
*واستطاب ماطاب وملئ جعبته .
*فطلبها مني ليكمل بها عقيدته .
*سألته مما يكتسب و ما مهنته .
*فقال إنه صائدﻵلئ من نشأته .
*وله بكل البحور در و بحوزته .
*فزوجته وزودته ولم أرى درته .
*واﻵن أنفق عليه وعلى زوجته .
فأكتفى القاضي بهذاالحد* وطلب من اﻵخر الرد*
*فتقدم إليه يأمها ويده في كفها .
*وقال يكفيني انها حدالجمال وصفها .
*عزف الكمان دفئ الحنان بصوتها .
*حين رأيتها ولم أرى الحياة دونها .
* بالحال طلبتهاوعزمت على نيلها .
*وكشف النقاب برفع الحجاب عنها .
*فأمره سترهالدرءالفتنة وأوذارها .
وأنتفض القاضي وأعتدل*وهندم زيه وعدل*وقال على عجل* حقا من الجمال ما قتل*
فسأله عن أعماله*وكيف يجلب ماله*فقال انا أديب*وبالشعر أجيب*من كل البحور انتخب*لدر المعاني أحتلب*وحين كثر الفساد*واﻹسفاف باﻷرض ساد*اﻷدب أصيب بالكساد* فﻻ جلب منه وﻻ زاد
فأردف القاضي حكمه*ورفرف بفيض حكمه*
أن يظل حالهما*وأبيها يظلهما*حيث إنه طمع* وظن إنه لﻵلئ والدر جمع*فالطمع يقل ما جمع*
ثم سأل العريس عن اسمه*وكنيه وصفه*فقال اسمي فرجاني وكنيتي المعجباني*فلما سمعت اسمه*وتﻻه وصفه*تأكدت انه ضالتنا*واﻹمساك به غايتنا*فأردت ان اعلن عن فعلته*وكيف كانت حيلته*ثم تراجعت عن كشف تدليسه*حتى ﻻ يفقد أنيسه*
فكفكفناالكفوف من حاله*وقطف قطوف احتياله*
وتتبعنا أسفاره*لنحصد أشعاره*ودواة احباره* وبئر اسراره
قلم السيد شوقي السيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق