الاثنين، 13 مارس 2017

ليل جلنار / للشاعرة المبدعة وفاء تقي الدين / سوريا

ليلُ جِلنار 
ليلٌ طويل يأذف بمواسِمِ الرحيلْ
يقطفُ النجومَ من خلفِ السحابِ
ويراقصُ المطر َ ويقضمُ بقايا حلمٍ عتيق 
عادَ ليمر على ليلي
ويبدأ نزف ذكرياتِ ألمٍ عميق 
ذكريات مسكونة بي... تحتلُ كياني 
بالدمِ كانت تجري غابت من حياتِي 
ما أعرفُهُ أنني رحلت...واختصرتُ الطريق ..
وأنا هنا أجلسُ أحاكي الماضي السحيق
قلمٌ وورقة ومدادٌ يحكي قصة...
قصَةَ ليلٍ ،كان لي محطة حبور وضحكة وهمسة 
وموسيقى..
ولحن أعرفُ بدايته يعزفُ أغنيةً 
على لحنِ أوتارِ خافقي بثقةٍ واسترخاء
في هدوءِ المساءِ ...
جلستُ على كرسيٍ وثير 
والضوءُ خافتٌ يلهمُ الروحَ ...السكينة 
أبحثُ عنكَ في فيضي الأثيري
كنتُ سكبته بثراءٍ في أَشعاري 
هناكَ في زاويةِ اللَّيلِ البهيم 
رأيتُ إشعاعَ صورةٍ طلت وكانت مُفاجِئة 
لرجلٍ يقرأُ كتاباً 
يقلب صفحاته بعصبية 
ربما تجلى لهُ حلم ٌعاصفٌ 
أو ربما هوَ يهذي من حمى أصابته
ريحٌ تزمجر 
وصوتُ بابٍ قديمٍ يصرصر 
تغازلُهُ الريحُ وهي تَصفر 
وعصفٌ ماطرٌ يَنهَمِر 
قَطراتَه تَطرقُ زجاجَ الغرفة بغضبٍ وكأنه يثرثر
يعود ويسأل أسئلةً غابرة عن ماضٍ سحيق
وصورة تجريدية وقصيدة سريالية
وهوَ بقلقهِ غريق ..
مازالت ليلتي طويلة معَ المستحيل
وهو يتمدَّدُ في أعماقِ خيالي يريدُ أن يقهرُني 
كجذور حكايةٍ تحاولُ الحياةَ من جديد 
تتبعُ أثرَ الماءِ في عمقِ القهرِ والمآسي والأَنين الراسي 
قبلَ أن تجفَّ العروق ويتخشب الخافقُ بينَ الضلوع
وتَهوي تحتَ قهرِ فأس حطاب 
كشعاعِ الشمسِ يصارعُ السحاب 
أيهما يحيي الثرى أولا 
لتنبتَ الأزهار وتتبرعم الثمار 
تتطاول لحظات ليلي وخيالي يزداد تمردا
والبحر اللجي مازال يخبئ دررا
ماذا أقولُ؟
وكيفَ لهُ أن يتوقف نزف الأسئلة؟
أحاور نفسي وحيدة
كمنْ يحاورُ ثورةَ بركان 
أو كمنْ يَسر للمطرِ أَسْراره
فتذهبُ بينَ الشقوقِ أو في الثرى تغرق
فهل تنبتُ أشجارا وتتفتح جلنار ؟
أمْ تموتُ الحكاية عند شروق أولى الصباحات؟ 
آه ياحلمي العتيق كم أَضْنَيتَني ...
أتريد العودة للقهر من جديد ؟؟؟
أم لفصل جديد تريدُ أن تمضي الحكاية ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق