الاثنين، 20 مارس 2017

اليهودي التائه // ثقافة عامة // بقلم الاستاذ فضل ابو النجا /// فلطين

. اليهودي التائه
يعتبر البعض هذه الحكاية من المايثولوجي وينكرونها والبعض يعترها حقيقة ويصدقونا ويثبتونها.
وإليكم القصة :-
عندما اقتاد اليهود السيد المسيح لصلبه وبينما كان اليهود يمرون من باب القاعة لصلبه تعثر السيد المسيح على عتبتها حيث وقف كارتا فيلوس حارس الباب. و بكل وقاحة دفع السيد ولكمه على ظهره بقبضة يده وهتف ساخراً :- أسرع ؟ لماذا تتمهل؟ .
فالتفت إليه السيد المسيح ونظر إليه نظرة قاسية وقال في هدوء: سأذهب سريعاً، أما أنت فستبقى وبقى كارتا فيلوس تائها .
على مر السنين يمر كارتافيلوس . وكلما بلغ المائة، انتابه هزال فظيع ينتهي بغيبوبة طويلة يعود بعدها شاباً كما كان تماماً وقت أن انصبت عليه اللعنة، ويظل كارتا فيلوس يسير. يتبدل اسمه كلما ظهر . فهو مرة يوسف وأخرى ناشورس. ولا تتغير طبيعته أبداً. فهو متحفظ دائماً، قليل الكلام، فلما لاستياء أو يوجه إلى أي فرد من الناس لوماً. ولعله يعيش على أمل أن يغفر الله ذنبه .
وعندما زار كبير أساقفة الأرمن إنجلترا سألهُ رهبان سانت ألبان حول يوسف الرامي الذي يقال بأنهُ تكلم مع السيد المسيح، فحدثهم كبير الأساقفة أنه رأى بواباً لبيلاطس البنطي يدعى كارتافيلوس، ضرب المسيح يوم صلبه.
و يتحدث بول دنزن العالم الديني وأسقف مدينة شلزفنج الألمانية عام فيقول: إنه ذهب ليزور والديه في هامبورغ، وفي يوم الأحد ذهب إلى الكنيسة، و شاهد أمام منبر الواعظ رجلاً مديد القامة عاري القدمين تتدلى خصلات شعره الطويلة على كتفيه، يقف في شيء من الذهول وهو يستمع إلى الموعظة ساكناً مهتماً. وعندما ذكر الواعظ اسم السيد المسيح نكس الرجل رأسه وخبط صدره بيده وثقل تنفسه. ولم يكن الرجل يرتدي إلا ثوباً واحداً برغم البرد القارس الشديد. ومن فوقه عباءة ممزقة تتدلى حتى قدميه. وأثر ذلك المنظر في رجل الدين فانطلق إليه يسأله. وراح الرجل يقص عليه قصته. فإذا هو ذلك اليهودي الذي لعنه المسيح يوم محاكمته ينتقل بين دول العالم المختلفة. 
في مدينة بول ديزن التقى اليهودي التائه بعميد مدرسة هامبورغ وهو رجل يعرف تاريخ الشرق معرفة واسعة. وراح يحدثه عن تاريخ الشرق منذ وقت المسيح حتى أدهشه بدقة المعلومات وشمولها وعمقها ومطابقتها للتاريخ كل المطابقة. وتمر سنون وسنون، ومرة أخرى يظهر اليهودي التائه في ستراسبورغ فتقبض عليه السلطات بتهمة التشرد. ولكنه عندما يستجوب عن حقيقة حاله يحكي قصته ويقول إنه سبق أن مر بستراسبورغ قبل ذلك بمائتي عام وترجع السلطات إلى سجلات المدينة فيعرفون أنه لم يكن كاذباً. فيطلقونه ليستأنف المسير من جديد. ثم يظهر اليهودي التائه فرنسا، ويشهده الناس بجوار قصر أسقف تلك المدينة. وهناك يحيط به الصبية والغلمان ولا يأبه له أحد. فكلهم يشككون في أمره ويقولون إنه مجنون. ولا شيء أكثر.
و ينتقل بين المدن والبلدان. وفي كل انتقال تصحبه أعاصير وعواصف ورعود حتى يبلغ غابة سوان بألمانيا . وهناك تذاع قصته ويعرف خبر وصوله. ويندفع الناس يبحثون عنه فيجدونه نائماً مستلقياً بجوار جدار الكاتدرائية. وحينما يصحو يستدعيه الكاردينال فيسأله عن قصته. ولكنه يحكي له عن حلم رآه وهو نائم، حيث اقترب منه شخص أشعث أغبر طويل القامة عملاق يحيط نفسه بعباءة طويلة تخفي أغلب وجهه ولا يبدو من تحتها سوى عينين تشعان ببريق ناري غريب. وقال له العملاق: "انهض على قدميك. فلن تسقط بعد اليوم ما دمت معي". قال له اليهودي التائه : معك .
وتكرر الروايات وتتكرر المشاهد عن اليهودي التائه .
كتبه لكم :- فضل أبو النجا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق