الجمعة، 13 أبريل 2018

ملف خاص لمؤسسة : أنكمدو العربي للثقافة والأدب / برنامج شاعر الأسبوع // عن الشاعر العراقي الاستاذ : رحيم الربيعي

رحيم خلف مزعل الربيعي من مواليد 1977 بغداد / الرصافة خريج معهد تكنولوجيا بغداد
موظف في وزارة الصناعة والمعادن / متزوج وله خمس اولاد ، مارس كتابة الشعر والرسم ، له تجارب عديدة في كتابة القصة ، كرم من اتحاد المثقف العام بوسام الاتحاد عن مسابقة شعرية، وكرم من اتحاد المثقف العام بدرع الاتحاد
مع المخرج العراقي حسن نصار له العديد من الاوسمة الشهادات التقديرية من اغلب المؤسسات الثقافية
نال شهادة تقدير وشكر في مهرجان ميزوبوتاميا في صربيا عن قصيدة (وسادة الصبار) .والتي اشتركت في ديوان ضخم  يضم شعراء عالميين .إكماله دواوين مشتركة وهي ..على هامش الحروف ،حروف في منتصف الضوء،صدى الفصول
جذوة الحروف ،تفاصيل ،على اكتافنا تنام العصافير، الحدباء، قصائد سردية ، واخرى قيد التنضيد والطبع
واخيرا المنجز البكر .... طرائد الشمس وهي مجموعة شعرية
صدرت عن دار المثقف للنشر .
*

*
الاخطبوط
..........................

فِي عِيدٍ مَضَى

عِندَمَا الّحَ عَلِيٍّ أَخِي الكَبِير

بِرُكُوبِ لُعبَةِ الأُخطُبُوط

تَذَوَّقتُ طَعِمَ الخَوف

فَحَمَلتُ لَهُ مِنْ الغَيظِ  مَا جَعل أُمِّي

تَجْزُلُ عَلَيهِ أَلْذَع العِبَارَات

فَعِندَمَا كَبُرت

بعودتهِ مرتدياًعلم العراق

ُ تَيَقّنتُ أَنَّهُ كَانَ يُرَوِّضُنِي

لِلعَيشِ فِي وَطَنٍ تَتَلَقَّفُهُ أَذرُعُ المَوتِ

بِلَا رَادِع.


،،،،----------------------------------------

سايكو بات
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
السير فوق الخطوط الحمراء
لايعني انك تجاوزتها
تعود بمغلف براق
 تمكنت من تحطيم الرفوف
علقت بقايا الجدران  فوق حلم ضال
نهش الوسادات الدافئة
يعيد الجليد على قمم الضمائر السايكوباتية
تروضها روايات طازجة
تركيبة السيل
جعلت العبث يخترق أحزمة محضورة
الأفواه لا يغلقها قوت الصغار
تلهم نفسها ليعيش الرب
يرقص مع النجوم
في حوض زجاجي
يزداد بريقا عند كل رجة

رحيم الربيعي 2018
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

(نصيحة )
إياكَ والذهاب لشارع ِ ألمتنبي
تاركاً عصافير بطنك  تلتهم صوت  القصيدة
حررها برفقٍ أصابع
على أطباق صخب أهل  العبارة
فقد تصاب بالدوار
وأنت تملأ ذاكرتك بجسدٍ خاثر
خذ بنصيحتي
فلا تستطيع الصمود أمام
غزو الوجبات الطافية هناك
هل جربت أن تكون سكراً
وسط  أعصار من الشاي الساخن ؟
بعدها سترفع قبعة الحروف 
لكلمات  نكهت بعبق النساء

رحيم الربيعي

الرسالة الأخيرة
////////////////////////
أيها الرفيق الأقرب....  حطمتَ جدار الود ،لم تعد  هناك مساحة كافية  أعلق ُ عليها آمالي المنشودة ،كفْنْ ضميرك بالصمت ،أبتسمْ زورا ً أمامَ المرايا ثم حطمها بحقيقةٍ واحدة إنك َكالاخرين تبللُ أطراف الحديث حتى تلج كلماتك في جوف المعنى ،لاتزال أسير نوباتك الجنونية، مكبل بحروفٍ هستيرية ، أتقنت فن التجاهل وجهلتْ ثقافة الإعتذار .تحمل أعذاراً عاصفة ومدوية .
شظايا القلوب التي حطمتها اخترقت مجرى النظر جعلتك في ضباب دائم  ،تطلب ُ مِن الأيام عودة  أجزاء  دميتك الممزقة .لتمارس اللعب بفوضوية  مرة أخرى،تعلم جيداً أن الوقت قد  يعيد الأشياء من جديد .
و تجهل  حقيقة واحدة ان بعض القلوب لاتقبل التدوير .

رحيم الربيعي2018
//////////////////////////

إضربْ بعقلكَ زيغ قلبٍ معدمِ
  وارمه رمحاً ظامئاً لرؤى الدمِ

واجعلْ عطايا  البر  تجتاح   المَدى
بالحب تبقى عامراً  من مفعم ِ

نبضُ القلوب الى المعاصي ذلةً
وصنيع  عقلك  للكرامةِ  ينتمي

واعلم طريق الحق ينجي سالكاً
للهِ يسعى ذاك حسن المغنمِ

تحلو حياتك  بالنصيحةِ رشدها
وبوخزِ ثوبكَ لم تصبهُ بمحرمِ

شتان مابين الحكيم ومن غوى
إكسر لها أنفاً  وقل فيها اَنعمي 

يانفس يكفي لا أبالي في  الوغى
فالقلب في أخدود ِ عقلي يرتمي 

رحيم الربيعي 2017

طرائد الشمس
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::
 وهو يستقبل رحيلهِ المُبكر بابتسامة

 أودع  وصاياهُ عند زوجته

  مستلقياً على جديلتها المحزوزة 

 زرعت كفيها في خطى اليُتم

حتى لا تكون رؤوس صغارها معبراً للجميع

تعزف على أوتار العناء

الليل الموحش شعاع  الأمل

مخترقاً  لأسوارِ وقضبان الحياة

نتخطى فيه  عتمة الصمت

و إنتظار ُ  ماتحملهُ الأيام

طرائد الشمس لاتعرف اليأس

فلا  تستطيع أشواك المنايا

أن تنال من الذين إجتازوا  الجمر

بهاماتٍ عالية ...
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
*




مقدمة : المجموعة الشعرية / طرائد الشمس
تقديم الاديب والإعلامي منذر عبد الحر

رحيم الربيعي ....
همس الواقع ...ورهافة البوح
لم تشهد تجربة "قصيدة النثر" منذ انطلاقها حتى الآن جدلاً , مثلما تشهده هذه الأيّام , أما أسباب ذلك فكثيرة , وأما نتائج هذا الجدل , فهي مهمة ذات أبعاد فنيّة وفكريّة جعلت شعراءها أمام خيارات عديدة في الأداء .
ولأن ملتقى قصيدة النثر , الذي تعاقبت دوراته بنجاح في مدينة الخصب الإبداعيّ البصرة , قد توفّر على طروحات ونماذج شعريّة شارك فيها شعراء الأجيال الشعريّة كافة , وكذلك شهد هذا الملتقى – الظاهرة – مساهمات نقديّة , كان بعضها في غاية العمق والإدراك ومواكبة تطورات القصيدة الجديدة , فإن تجربة قصيدة النثر العراقية أخذت مسارات تميّزت بها عن التجارب الأخرى , لأنها انطلقت من حمى الحياة والمتغيّرات الجسيمة التي عصفت بالمجتمع , وكلّ لبنات تكوينه ومنها الثقافية , فولّدت تجربة جديرة بالاهتمام  , على الأصعدة كلّها , فالخراب القاسي , أنتج حساسيّة جمالية مرهفة , وكذلك عليّ أن أعترف بأن هناك الكثير من الشوائب والأشنات التي أساءت لتجربة قصيدة النثر وشعرائها الحقيقيين .
وما يلفت في تجربة قصيدة النثر الجديدة , اهتمام الشعراء الشباب بأدائها , وقد حقق بعضهم لمسات مدهشة تستوقف المتابع , وتجعله يقرّ بمواهب هؤلاء الشعراء , وهم يتسابقون من أجل الوصول إلى مراتب تعبير مغايرة ومختلفة عن السائد .
من الأصوات المبدعة الجديدة , التي توفّرت لي الفرصة للاطلاع عليها , الشاعر رحيم الربيعيّ , الذي لاحظتُ – قبل أن أقرأ له أيّ نصٍّ – حماسه وجديته وتوقه المخلص للعطاء , وما أن أرسل لي نصين من نصوصه , حتى تأكد لي صدق حدسي في طبيعته , وفي حرصه على تقديم تجربة ذات وقع إنسانيّ وطنيّ , وكذلك ذات عمق فنيّ وثقافي خالص , وقد شرّفني بعد ذلك بكتابة مقدمة لمجموعته الشعريّة الأولى , وبعد قراءة نصوص المجموعة تولّدت لديّ انطباعات عن اشتغاله , وآفاقه , وقاموسه الشعريّ , وموضوعات تعبيره , ولغته تفصح عن قدرة تأملية وصفاء في التفكير وإصغاء لوقع الحياة وحساسيّة المواطن الشريف الذي يعيش في ربوعه , ولأن المقدمة , لأيّ عمل أدبيّ , من وجهة نظريّ , يجب أن تضيء الخطوط العامة للتجربة , دون الدخول في مفاتيح وأسرار النصوص , التي قد تأسر القارئ , وترسم له توجهاته القرائية , وهذا أمر لا أريده , لأنني أضع القارئ أمام موحيات النص , لا كما أراها أنا , بل كما يستقبلها هو كمتلقٍ  يتعاطى النص وفق رؤيته الذاتيّة , لكن عليّ أن أكشف وأضيء مزايا هذا الصوت الشعري الذي أرى في شاعره رحيم الربيعيّ , إنه ساعٍ في المسلر الصحيح لبلوغ الهدف الفني والثقافي في تجربته ذات الحساسيّة المحلقة في فضاء الوطن بالمقام الأوّل .
يقول الشاعر في إحدى قصائده :
موعد النحيب والدمع لم يحن بعد
أرمي تعب الرحلة الدخيلة
على صدر أبي المتوج بجراح الشهادة
أبي طالما حملتني بلا وثاق
ترتق جسد الوطن الممزق بالصبر
لازلت أغفو بحضرة الأحياء
رفقا تمهل حامل النعش المطرز بالعراق
مر به فوق الجبال طالما كان يشبه الجبل
مر به على الخليج وقل له كيف انتصر
أبي دعني أعد الدمع على دمك الساخن
أتوسد النعش
أنا ابنتك المدللة
أنهل من فيض الجثمان المجنح
أبصرت في غيابك الرقم العتيدة
...................................
هذا نموذج حيويّ , يجسّد بهدوء وتأنٍّ , لوحة شجن مؤثرة , تتناثر في تعبيرات نبيلة , وتشبيهات موفقة , ولمحة من أسى يرفع راية الكبرياء , بلا شعارات فجة أو لافتات متداولة مستهلكة , ملّها الناس , ومقتها أبناء الشعب لإفراغها من معانيها بسبب كثرة استهلاكها , فنجد رحيم الربيعي هنا , يعبر بلمحات فنية إنسانية , عن هذا الفعل العظيم في حياتنا ليصل إلى نصّ شعريّ تدفّق سلسا جميلا .
كما يقول :
وجدتك ملحمة عجز عن فهمها
ألف قلم يبتاع من أشلاء الأيتام
وداعا من ابنة الملبيين لصرخة الوطن
وقربان شمس الحقيقة
...................................

فأيّ ألم نبيل مقدّس هذا , وأيّة رسالة سامية يسعى الشاعر لتأثيث حضورها , في واقع محتدم بالأسى , والرهانات والتحديات , وكذلك في الرغبة الاستثنائية , غير التقليدية للتعبير عن مديات الجرح ..








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق