زينب : الحوار غياب النهاية: أدمشق ام القاهرة؟
( ذكرى رحيلها ١٥/رجب المصادف الاثنين ٢ /٤ /٢٠١٨ )
بقلم سيدمحمدالياسري
كثير من المسلمين لم يعرف هذه الشخصية بل فيهم لا يعرف الا عند البحث في التاريخ ، واختص جزء من المسلمين بها يحتفل حيث ولدت وحيث تعلقت بقصتها الحزينة ، ومسيرتها الموجعة ، وبعض منهم يعرف تاريخها بالتفصيل الذي ذكره التاريخ ، وهنا نجد ان التاريخ لم يذكر التفصيل !
بدأ التاريخ حيث النهاية، حيث انتهت معركة الطف وزينب وعيال اخوتها بلا خيام بالعراء تنظر للاجساد ممزقة مكشوفة بالعراء مسلوبة ، وترفع النظر ترى الرؤوس على الرماح أطفال صغار ورضع ورأس الحسين يتقدمهم مع ابنائها ، بكل أيمان تقف وتصلي ، وتنقطع لله وهي ترى رؤوس اخوتها وبنيها ومن هنا بدأت في التاريخ زينب الحوراء ولم يذكر انها من صلت واقامت الليل في غربة الطف .. كانت مرت بمصائب واختارها الله هي دون غيرها ، واسدل التاريخ بكل اقلامه ان لا يذكرها ، الا ان زينب أصبحت نشيدا حزينا وابيا لكل الاحرار..
زينب الحوراء هويتها :
الأب : علي بن ابي طالب ع.
الام : فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم
الاخوة : كثيرون من ابيها لكن من أمها وابيها ( الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة)
الاخوات : كثيرات من ابيها لكن من أمها وأبيها ( زينب الصغرى ، الملقبة بام كلثوم)
الزوج : عبدالله بن جعفر بن ابي طالب ، جعفر الطيار عمها الذي استشهد بمؤته ولقب بالطيار لان الرسول ص لقبه عن حديث قدسي ان الله أعطاه في الجنة جناحين
الأولاد : عون، وعباس ، وعلي ، محمد ، استشهدوا في الطف مع الحسين ع
الأجداد من الاب: ابوطالب ، وفاطمة بنت اسد .
الأجداد من الأم : محمد صلى الله عليه واله وسلم ، خديجة بنت خويلد .
عاشت مع جدها رسول ص على رواية ولادتها ٥جمادي سنة ٦ هجرية (٥سنوات تقريبا) وعاشت مع أمها(٥سنوات تقريبا) وعاشت مع ابيها (٣٤ تقريبا ) وعاشت مع اخيها الحسن (٤٤سنة تقريبا) وعاشت مع اخيها الحسين (٥٥سنة تقريبا)وعاشت مع ابن اخيها علي بن الحسين (٢٠سنة تقريبا ) أي ان عمرها الشريف ٥٦سنة .
لم تكن رحلتها الأولى وبصيص حياتها بالالم مبكرا ، حين فقدت جدها الرسول العظيم محمد ص الأثر الأول في حياتها مبكرة في ١١هجرية ، بعدها فقدت الام مصدر حنانها بعد فقدان جدها بثلاثة اشهر لتجرع الم اليتم ، وتتذوق الفراق ، وتتحمل مشاق الحياة على الرغم من ان زوجات ابيها علي ع اهتمن بها وخاصة أمامة وام البنين ، حتى ان ام البنين غيرت اسمها من فاطمة الى ام البنين كي لا تجرح مشاعرها او تحسسها بذكرى امها ، الا ان زينب حملت المسؤولية وتعلقت بثلاثة من اخوتها اثنان(( امامان ان قاما وان قعدا )) والثالث كفيلها العباس منذ ان ولد لفت ذراعيها ذلك الوليد ، لم ينته الألم فرحلة الوجع مع ابيها مستمرة ، ورحلتها مع مخاض الحياة ، عسرة في زمن لايفهم فيه لغة الكلام ، وفتن كثر فيه فقهاء الدين بالسياسة ، حتى لاح ابن ملجم رأس ابيها علي بن ابي طالب ع في محرابه ، مع الضربة فزت ورب الكعبة ومعها رحلة أخرى مع الألم بعد سنوات عشر او دون لترى ابن سيدة نساء العالمين اخيها الحسن ع يتقيأ الدم من سم الطغاة ، رأت قبلها الغدر في النخيلة ، وهي تعتصر الألم ، ظلت مع اخيها الحسين ع تتبعه كظله ، وتشم به رائحة الطفولة جدها رسول الله ص وعطر أمها وهيبة والدها ، ظلت معه تتبعه اتباع الروح للجسد ، عشر سنوات بدأت الرحلة الأبدية الموجعة والملحمة الخالدة ، التي أظهرت فيها صبرا وايمانا، من هنا بدأت حكايتها وظلت تخط بأول حوار مع طاغية يعتقد انه خطيب وصغر تحت كلماتها ، بدأت تروي القصة ويسمعها الناس ، تسدل الستار مابين الناس وتبدأ بحكاية اسمها : عاشوراء .
هكذا ارتبط اسمها لانها صاغت اول الحكاية ومازالت صياغتها لهذه اللحظة ، من هنا من النهاية أراد الطغاة ان يدفنوا حكاية الحسين ع وتبقى حكايتهم لم يجدوا غير تأويلهم الأول في عمار تقتله الفئة الباغية ، فقالوا عندما قتلته فئة معاوية قتله علي لانه اتى به للحرب ، كان جواب علي ع : فمن قتل حمزة ؟ هنا جاءت روايات الظلالة مرة أخرى : قتل بسيف جده ! زينب بدأت تفضح الاقوال وتحكي : كيف الجسد داست عليه الخيل ، وكيف مثل فيه؟ وكيف قطع الرأس من القفا ؟ نعم لم يستطع ذابحه من الامام لان الخنجر لم يحز مكان قبله رسول الله ص ؟ لم يطاوع الحديد صاحبه هذه المرة الا من قفاه ! ثورة الحسين ع بدأت بزينب فضاقت الأرض بها وخيرت بين قطع الرأس والرحيل من مكة وارسالها اما لمصر او للشام ، رفضت الرحيل ، وحاولت بنات هاشم اقناع سيدتهن ، الا ان كلمة الفصل : لابن اخيها الامام المفترض الطاعة عندها ... وهنا غاب التاريخ عن زينب الحوراء ، ظلت مبهمة استطاع الاستبداد ان يحيط زينب بحرسه حتى الحراس باتوا يسمعوا والطغاة باتوا يروا، ظلت لسان الثورة الناطق ، وظلت حكاية الحسين ع في رأس الهرم واقتربت من الحاشية حكاية عاشوراء التي بدأتها زينب ، وخاف الحاكم ان يروا الحقيقة فاطفأ النور حين رجع للبديل : لله جنود من عسل .. شعار المؤسس وبقاء الحكم من ثورة زينب لترحل عن عالم بدايته وجع ونهايته وجع لتذهب الى الرفيق الأعلى مع الشهداء والصديقين بغياب النهاية : اين انت يازينب بمصر ام بالشام .
( ذكرى رحيلها ١٥/رجب المصادف الاثنين ٢ /٤ /٢٠١٨ )
بقلم سيدمحمدالياسري
كثير من المسلمين لم يعرف هذه الشخصية بل فيهم لا يعرف الا عند البحث في التاريخ ، واختص جزء من المسلمين بها يحتفل حيث ولدت وحيث تعلقت بقصتها الحزينة ، ومسيرتها الموجعة ، وبعض منهم يعرف تاريخها بالتفصيل الذي ذكره التاريخ ، وهنا نجد ان التاريخ لم يذكر التفصيل !
بدأ التاريخ حيث النهاية، حيث انتهت معركة الطف وزينب وعيال اخوتها بلا خيام بالعراء تنظر للاجساد ممزقة مكشوفة بالعراء مسلوبة ، وترفع النظر ترى الرؤوس على الرماح أطفال صغار ورضع ورأس الحسين يتقدمهم مع ابنائها ، بكل أيمان تقف وتصلي ، وتنقطع لله وهي ترى رؤوس اخوتها وبنيها ومن هنا بدأت في التاريخ زينب الحوراء ولم يذكر انها من صلت واقامت الليل في غربة الطف .. كانت مرت بمصائب واختارها الله هي دون غيرها ، واسدل التاريخ بكل اقلامه ان لا يذكرها ، الا ان زينب أصبحت نشيدا حزينا وابيا لكل الاحرار..
زينب الحوراء هويتها :
الأب : علي بن ابي طالب ع.
الام : فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم
الاخوة : كثيرون من ابيها لكن من أمها وابيها ( الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة)
الاخوات : كثيرات من ابيها لكن من أمها وأبيها ( زينب الصغرى ، الملقبة بام كلثوم)
الزوج : عبدالله بن جعفر بن ابي طالب ، جعفر الطيار عمها الذي استشهد بمؤته ولقب بالطيار لان الرسول ص لقبه عن حديث قدسي ان الله أعطاه في الجنة جناحين
الأولاد : عون، وعباس ، وعلي ، محمد ، استشهدوا في الطف مع الحسين ع
الأجداد من الاب: ابوطالب ، وفاطمة بنت اسد .
الأجداد من الأم : محمد صلى الله عليه واله وسلم ، خديجة بنت خويلد .
عاشت مع جدها رسول ص على رواية ولادتها ٥جمادي سنة ٦ هجرية (٥سنوات تقريبا) وعاشت مع أمها(٥سنوات تقريبا) وعاشت مع ابيها (٣٤ تقريبا ) وعاشت مع اخيها الحسن (٤٤سنة تقريبا) وعاشت مع اخيها الحسين (٥٥سنة تقريبا)وعاشت مع ابن اخيها علي بن الحسين (٢٠سنة تقريبا ) أي ان عمرها الشريف ٥٦سنة .
لم تكن رحلتها الأولى وبصيص حياتها بالالم مبكرا ، حين فقدت جدها الرسول العظيم محمد ص الأثر الأول في حياتها مبكرة في ١١هجرية ، بعدها فقدت الام مصدر حنانها بعد فقدان جدها بثلاثة اشهر لتجرع الم اليتم ، وتتذوق الفراق ، وتتحمل مشاق الحياة على الرغم من ان زوجات ابيها علي ع اهتمن بها وخاصة أمامة وام البنين ، حتى ان ام البنين غيرت اسمها من فاطمة الى ام البنين كي لا تجرح مشاعرها او تحسسها بذكرى امها ، الا ان زينب حملت المسؤولية وتعلقت بثلاثة من اخوتها اثنان(( امامان ان قاما وان قعدا )) والثالث كفيلها العباس منذ ان ولد لفت ذراعيها ذلك الوليد ، لم ينته الألم فرحلة الوجع مع ابيها مستمرة ، ورحلتها مع مخاض الحياة ، عسرة في زمن لايفهم فيه لغة الكلام ، وفتن كثر فيه فقهاء الدين بالسياسة ، حتى لاح ابن ملجم رأس ابيها علي بن ابي طالب ع في محرابه ، مع الضربة فزت ورب الكعبة ومعها رحلة أخرى مع الألم بعد سنوات عشر او دون لترى ابن سيدة نساء العالمين اخيها الحسن ع يتقيأ الدم من سم الطغاة ، رأت قبلها الغدر في النخيلة ، وهي تعتصر الألم ، ظلت مع اخيها الحسين ع تتبعه كظله ، وتشم به رائحة الطفولة جدها رسول الله ص وعطر أمها وهيبة والدها ، ظلت معه تتبعه اتباع الروح للجسد ، عشر سنوات بدأت الرحلة الأبدية الموجعة والملحمة الخالدة ، التي أظهرت فيها صبرا وايمانا، من هنا بدأت حكايتها وظلت تخط بأول حوار مع طاغية يعتقد انه خطيب وصغر تحت كلماتها ، بدأت تروي القصة ويسمعها الناس ، تسدل الستار مابين الناس وتبدأ بحكاية اسمها : عاشوراء .
هكذا ارتبط اسمها لانها صاغت اول الحكاية ومازالت صياغتها لهذه اللحظة ، من هنا من النهاية أراد الطغاة ان يدفنوا حكاية الحسين ع وتبقى حكايتهم لم يجدوا غير تأويلهم الأول في عمار تقتله الفئة الباغية ، فقالوا عندما قتلته فئة معاوية قتله علي لانه اتى به للحرب ، كان جواب علي ع : فمن قتل حمزة ؟ هنا جاءت روايات الظلالة مرة أخرى : قتل بسيف جده ! زينب بدأت تفضح الاقوال وتحكي : كيف الجسد داست عليه الخيل ، وكيف مثل فيه؟ وكيف قطع الرأس من القفا ؟ نعم لم يستطع ذابحه من الامام لان الخنجر لم يحز مكان قبله رسول الله ص ؟ لم يطاوع الحديد صاحبه هذه المرة الا من قفاه ! ثورة الحسين ع بدأت بزينب فضاقت الأرض بها وخيرت بين قطع الرأس والرحيل من مكة وارسالها اما لمصر او للشام ، رفضت الرحيل ، وحاولت بنات هاشم اقناع سيدتهن ، الا ان كلمة الفصل : لابن اخيها الامام المفترض الطاعة عندها ... وهنا غاب التاريخ عن زينب الحوراء ، ظلت مبهمة استطاع الاستبداد ان يحيط زينب بحرسه حتى الحراس باتوا يسمعوا والطغاة باتوا يروا، ظلت لسان الثورة الناطق ، وظلت حكاية الحسين ع في رأس الهرم واقتربت من الحاشية حكاية عاشوراء التي بدأتها زينب ، وخاف الحاكم ان يروا الحقيقة فاطفأ النور حين رجع للبديل : لله جنود من عسل .. شعار المؤسس وبقاء الحكم من ثورة زينب لترحل عن عالم بدايته وجع ونهايته وجع لتذهب الى الرفيق الأعلى مع الشهداء والصديقين بغياب النهاية : اين انت يازينب بمصر ام بالشام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق