الاثنين، 30 أبريل 2018

الصّغارُ يكتبون // للشاعر الاستاذ : عبد الجبار الفياض // العراق

((الصّغارُ يكتبون . . . )
تعالوا إخوتي 
نلعبْ لُعبةَ المَلكِ اللّصِّ 
تدورُ حولَهُ حفنةٌ من خِرافٍ مُستئذِبة !
مكانٌ
فَقدَ في الحربِ زمانَه 
يختنقُ برمادِ موتاه . . .
اشترى القُبحُ كُلَّ ملامحِهِ الجميلة . . . 
تُرابُ القبورِ 
يطرقُ النّوافذَ النّائمة . . .
حينَ يصرُخُ التّراب 
فلا صَمَم !
مَنْ قالَ أنَّ الموتى وحدَهم لا يسمعون ؟
. . . . .
النّقاءُ 
تحمرُّ له عيونُ الخَونة . . .
يُخيفُهم 
لأنَّهم أبناءٌ من رَحِمٍ مَقلوب . . . 
يسلخونَ جِلْدَ اللّيلِ لباساً لإخفاءِ عورتِهم عندَ كُلِّ هروب . . . 
يُرضعونَ أفواهَهم دَمَاً من وريدِ أرضٍ
وهبتْ لهم ما رَبتْ !
لكنَّ عطنَ يهوذا
يُشَمُّ وإنْ عُطّرَ بمسكِ كُلِّ العصور !
أيكونُ ابليسُ وحدُهُ عندَ اللهِ رَجيماً ؟
. . . . .
إخوتي
دعونا نرسمْ على السّبورة
دارَ علي بابا 
تحرسُها كلابٌ لم تشبعْ من لُهاث . . .
سيفَ الحَجّاج 
يتقيّأُ دماً على فراشِ موتِه . . .
عيوناً 
ترقَبُ الهلالَ هارباً 
لا يُريدُ أنْ يُؤرخَ لزمنٍ زَنى بمحارمِه . . .
لوحاتُنا ليستْ للبيْع !
. . . . .
هيّا
نُمزّقْ كُلًّ ثيابِ الحَرْب
ندفنِ البنادقَ السّاخنةَ بأنفاسِ الموْت . . . 
نقشطْ عقابيلَ وَرمٍ من داحس والغبراء . . .
نفتحْ طلاسمَ 
كُتبتْ بحبرِ سوطٍ ليليٍّ ثمل . . .
المسافرونَ نحوَ السّماءِ مَتاعُهم ألمُ الأرض . . .
وصاياهمْ 
تَخضرُّ في بُقعِ الجَدْب . . .
لكنَّ المنابرَ دكّاتُ نخاسةٍ تبيعُهم أحياءً يُرزقون . . .
لا تجعلوا أسماءَهم تُسرق
فلا أظلمَ من أنْ يُعدَمَ ميّتٌ مرّتيْن !
. . . . .
رُحماكَ يامَنْ جعلتَها برداً !
السّلامُ يهبطُ على الأرضِ بأجنحةِ البارود . . . 
البحرُ الباردُ 
سخّنوه مَرجلاً 
يطبخُ لحماً آدميّاً لأسماكِ القرش . . .
حِمَماً على بيوتٍ 
صامَ الرّغيفُ فيها على جرعةِ ماء . . . 
لكنْ
سفنُنا الورقيّة 
تحملُ أمنياتٍ ملوّنة 
بضائعَ ليستْ للتّهريب 
فقلوبُنا شواطئٌ بيضٌ لا يلوثُها سخامُ قرصنة . . . 
. . . . .
هلمّوا 
نرَ مُسوخاً
تبزّلتْ بطونُهم بما حُرِمَتْ منهُ بطون . . .
تناسخوا تحتَ مجهرِ كبيرِهم الّذي علّمَهم كيفَ يَجمعونَ النّقيقَ هُتافاً لصَنم ؟
إيقوناتٍ صدفيّة
تعبرُ متاريسَ الممنوع . . .
نشطبُ أسماءَها غداً 
إنَّها مُؤخَراتٌ 
يستحيِي أنْ ينظرَ إليها التأريخ ! 
نحنُ قادمون 
ننزعُ الشّوكةَ من خُفِّ الجّمل 
ولنا كُلُّ ما حَمَل ! 
. . . . .
شربتِ الأرصفةُ كُلَّ دموعِ الإنتظار 
مُزّقتْ هويّةُ جودو عندَ الحدود . . .
متى تُرمى حيتانُ البرِّ في حُفرٍ 
لا يَستدِلُ عليها هُدْهُد ؟
تُغلقُ أبوابُ الموتِ المُستَورَد ؟
مطاعمُ القَمامةِ على حافّاتِ مدنِ النفط؟
إنَّهم خيرُ مَنْ رَكع 
خيرُ مَنْ سَجد
خيرُ من سَرق !
لهم ما تُبدعُهُ سالومي في رقصةِ الموت . . . 
ولنا مع اليوناني زوربا 
نرقصُ
نُغنّي 
لليلةٍ حُبلى بفجرٍ 
لم نَخترْ لهُ إسماً بعد . . .
. . . . . 
تعالوا 
نحرقْ دُمىً 
أحرقتْ حقولَ القَمْح . . .
زرعتِ الخَواء 
وبشَّرتْ بغلّةٍ تُطعمُ كُلَّ الصّحون . . . 
ذَبَحتْ (لا) بسيفِ السَّلفِ الصالح 
وأقامَتْ تمثالاً للعدل !
العَفنُ لا يُسمّى بغيرِه . . .
أحياءٌ
أمواتٌ 
قائمةٌ لا تنتهي . . . 
للقَذارةِ وجوهٌ مُختلفة 
برائحةٍ واحدة . . . 
أعلمتُمْ لماذا يقتلونَ الصّغار ؟!
. . . . . 
عبد الجبار الفياض 
نيسان / 2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق