الثلاثاء، 10 أبريل 2018

في رحاب الامام الكاظم // للشاعر الأستاذ : كاظم مجبل الخطيب // العراق

[ في رحاب الامام الكاظم ]
...........................................
على الجسرِ في بغداد جئنا على الوعدِ
تهيجُ بنا الأشواق من شدّة الوجدِ
**
أتينا غريب الأهل نلحقُ نعشهُ
أمن بعد ذاك السجن يمضي الى اللحدِ ؟
**
أيا حاملاً ثقل الامامة كلّها
تنحَّ جزاكَ الله خيراًعلى الجهدِ
**
يقولون من شاء الوداع فنظرةٌ
ولا بأس دمع العين يجري على الخدِّ
**
ينادى على موسى يقولون رافضي 
نقول رفضنا الظلم والضدُّ بالضدِّ
**
يقولون من يأتي اليهِ مشيّعاً
فقلنا سماء الله أغنتْ عن الوفدِ
**
فهذا شهيدٌ قد تجرّع سمّكمْ
ويعلم لو في الله أحلى من الشهدِ
**
سلامٌ على موسىى بن جعفرَ كاظماً
ولو فاض منهُ الغيظ ما كان ذا يجدي
** 
سلامٌ على قعر السجون وليلها 
سلامٌ على الكفين تدمى من القيدِ
**
سلامٌ على باب الحوائج مشرعاً
اذا ضاقت الدنيا علينا من الكدِّ
**
سلامٌ على من زار قبركَ مؤمناً
ليبغيَ وجه الله في المشي والقصدِ
**
عجيبٌ اذا "هارون"يدعى رشيدهمْ
ولم أدرِ كأس الخمر تفضي الى الرشْدِ
**
اذا كان قد ساد البلاد بظلمهِ
فعقباهُ حرّ النار سعياً الى الخلدِ
**
أما زاد في الطغيان من كان قبلهُ
بقتل إمام الزاهدين الراهب العبدِ
**
لعينٌ وكم هارون قد جاء بعدهُ
وهل يجرح الملعون قولٌ من النقدِ
**
وهارون إن ْ ينظرْ قباب ابن جعفرٍ
لأدركَ ما يعني البلوغ الى المجدِ
**
ولو أنّهُ أحصى الملايين عندهُ
لزاغ بطرف العين من رهبة العدِّ
**
أرى الشعر يا مولاي من غير ذكركمْ
كما الشوكِ لا يرقى مقاماً الى الوردِ
**
تعمّدتُ ترك المالكين ومدحهمْ
ف"بردتكمْ" تُغني عليَّ من البردِ
**
وإنّ َرخيص النفس يسعى لقربهمْ
ويسعى كريم النفس عنهمْ الى البعدِ
**
فلا بأس في جوعٍ وقتلٍ لأجلكمْ
اذا فيكمُ فالنفس تنجو من الوأدِ
**
رجوتكَ يا مولاي والشعرُ حاكمٌ
بمنحي جوازاً للمرور الى السردِ
**
ودعنا الى الزهراء يمضي قصيدنا
لنسمعَ قول الباب لا القول ما عندي
**
لقد أنكروا أمر النبيّ محمدٍ
بأنَّ عليّاً من لهُ الحقُّ بالعهدِ
**
فكُرْهُ عليٍّ للطواغيت سنّةٌ
وليس غريباً ما نراهُ من الحقدِ
**
وصيٌّ ومن يبغضْهُ مات بقهرهِ
وما نفع من يأتي الصلاة بلا حمْدِ
**
أليس عليّاً من فدى نفس أحمدٍ؟
وهل غيرهُ في الناس كفؤٌ لكي يفدي؟
**
فكيف الذي ولّى جباناً بخيبرٍ
يناظرُ من أبلى ب بدرٍ وفي أحْدِ
** 
وكيف كلاب الحيّ تنبحُ عالياً
وكيف تصير الدار رهناً على الأُسْدِ
**
ولو قامَ يمحوهمْ عليٌّ بسيفهِ
ولكنْ لزاماً لا يُسلُّ من الغمْدِ
**
أما كان قد أفتى ب"هجرِ" محمدٍ
وإنَّ بهِ حمّى تؤول الى الفقدِ
**
أما فرّطوا في الدين ظنّوهُ مغنماً
فورّثهُ الآباء ملْكاً الى الولْدِ
**
هُمُ هدّموا أركان دين محمدٍ
وسبحان من أرسى البناء على الهدِّ
**
وما شأننا فيمن يضلّون دربهمْ
سيأتون عُمْياً تائهين بلا مُهدي 
**
أئمتنا والدين محضٌ بحبّهمْ
وعشقهمُ طبعٌ ورثنا من المهدِ
**
لنا أسوةٌ في آل أحمد أنّنا 
اذا ما سُئلنا قادرون على الردِّ
**
جنانٌ لنا والحاقدون جهنّمٌ
وشتّان بين المنزلين من الرغْدِ
**
تركنا هوى الدنيا لأجل مودةٍ
وليس بها مالٌ لنشقى ونستجدي
**
اذا كانت الدنيا تودُّ لئامها 
فحسبُ كرام النفس فينا من الودِّ
**
سلامٌ على موسى ختامُ قصيدتي 
وعفوكَ جزراً حين بحري بلا مدِّ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق