الاثنين، 2 يوليو 2018

عهد التميمي // الشاعر : محمد علي الشعار // سوريا

عهد التميمي
تسيلُ من النجمِ السماويِّ رَضعتي
وأنقى دماءٍ في الورى دمُ زُمرتي
عروبيَّةُ اﻷمشاجُ والقلبِ والنُّهى 
ومن نُطفِ الشمسِ اﻷبيَِّة عِترتي
صفعْتُ بكفٍّ ﻻ يغيبُ رنينُه
وفوقَ جباهِ البيدِ سجَّلتُ صفعتي
ستبقى بأذنيِّ الزمانِ وقَرطِه
تشعُّ بهمْساتِ الزبرجدِ نبرتي
أنا بُرءُ من صلى بزيتونةِ الثرى
ومن تربةِ القدسِ الشريفِ أرومتي
أنا طفلةُ اﻷقصى ، بدفترِ رسمِها
دخانٌ ، وآثارُ الرصاصِ بلُعبتي
من الشمسِ حتى اﻷرضِ حبلُ مشيمتي
نشرتُ عليه للزمانِ قصيدتي
ستكتبُ أحفادُ السنابلِ آيةً
و تقرأُ حلمَ اليوسفيِّ مدينتي
وتهمي سحاباتُ الرَّواءِ لغرسِنا
وما ضاعَ حرثٌ في اﻷيادي اﻷمينةِ
ربطتُ إلى جنبِ الفسيلةِ هامتي
لتُورقَ في حضنِ الودادِ محبتي
ويسمقُ من رأسِ اﻷصابعِ نخلُنا
وتسرحُ في ظلِ النسائمِ سعفتي
لنا القدسُ أُمّاً في المسيحِ ومهده
ومعراجُ من قابَ اﻹلهِ برمشةِ
تُذوِّبُ في ثلجي اﻷشعةُ رسمَها
وتجري لرقراقِ الينابيعِ علتي
وسرتُ بدربٍ ﻻ يضنُّ بشوكهِ
ﻷخلُقَ من أُسِّ العذابِّ عزيمتي
من النبضةِ اﻷولى لضلعي صارخٌ
سما نارُه برقَ السنى واستمرتِ
ويحتفلُ الشمعُ النبيلُ بدمعه
وللساعةِ البيضاءِ لمُّ تشتُّتي
ويلمعُ أفْقٌ ما توارى للحظةٍ
ويرجِعُ ربّانُ النوى بسفينتي
تركتُ على المرآةِ صورةَ لبوةٍ
وللآهِ ما أنَّتْ وما عِشتُ نفرتي
لنهريَ في اليرموكِ قارِبُ فضةٍ
ويُهديك بحريْ والنوارسُ خفقتي
إذا صار قيدٌ كالسوارِ بمعصمي
رأيتُ بأعراسِ السمواتِ فرحتي
أُكسِّرُ قضباني وأكسرُ قفلُها
وأُلقي بمفتاحِ الحياةِ لجنتي
تجوبُ مناراتي الشواطئَ كلَها
وأجْمعُ حباتِ الرمالُ بقبضتي
وتعْقدُ آمالي السياجَ براعماً
وتسبحُ أنوارُ البدورِ بشُرفتي
رميتُ على ليلِ السهادِ وِسادتي
ليسكرَ عنقودي وترقصَ كرمتي
يضيعُ بشعري الليلُ ذيلاً وغُرةً
وما بينَ شطريْ الجديلِ تَعِلَّتي
على وقْعِ حرفٍ ليلكيٍّ شدا الهوى
وطافتْ ببسْماتِ الفواكهِ سلّتي
تهزُّ بقنديلِ الشآمِ بنفسجاً ٍ
وتستافُ يافا و الخليلُ خميلتي
زرعتُ بقاعِ البحرِ نجوى أناملي
وفي شُعُبِ المرجانِ تربو حديقتي
من اﻵنَ للوعدِ اﻹلهي فاتحا
سأجعلُ عنقاءَ الرمادِ صديقتي
جهنمُ ثوراتي و أوديتي لظى
وأوَّلُ ما تصتكُّ فيه مَرؤتي
نفذْتُ ولم ينفذْ بياني تتمةً
وأسأرْتُ بالكأسِ الشفيفِ بقيتي .
محمد علي الشعار
8/1/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق