ظاهرة تلاقي الأفكار، أو توارد الخواطر
بقلم الدكتور محمد القصاص
لم تكن تلك الظاهرة مستغربة الحدوث بين الناس ، إذ أنها تنتج عن وجود حدث ما يلوح في الأفق ، أو مسألة من المسائل المهمة التي تدور بأذهان الناس ، وقلما نجد ظاهرة (تلاقي الأفكار) عند البعض ، تعود إلى حقبة طويلة من الزمن ، لكن حدوثها ممكن على اية حال ..
ولعلي ههنا أستذكر أمورا كثيرة ربما كانت في مخيلتي ، لم أستطع التحدث بها وهي مجرد فكرة طارئة ، لم تطفُ على السطح ، الكثير من المتخصصين ربما يعتبر ظاهرة تلاقي الأفكار، أو توارد الخواطر ، ظاهرة صحية قد تخامر عقول الأذكياء أو المفكرين الكبار ، بحيث تطرح قضايا تهم المجتمعات أو تهم ناحية معينة في مجالات مختلفة ..
كثيرا ما يصاب الإعلاميون والكتاب بهذا الوباء ، وهنا اسمحوا لي أن أطلق عليه اسم الوباء ، لأن الإعلام والإعلاميين اليوم بات من الوسائل الفاعلة في الأوساط السياسية ، بل أصبح الإعلام والإعلاميين من الوسائل الكبرى المهمة في تلميع بعض الساسة والسياسيين والمتنفذين ، فحينما باتت بعض وسائل الإعلام وبعض الإعلاميين من الوسائل التي تسخر لخدمة أغراض شخصية لأناس أو جهات معينة مقابل حفنة من الدولارات ، بهذا تكون تلك الوسائل قد تخلت عن مبادئها وعن ضمائر أصحابها .
ومن العجيب أن بعض أصحاب النفوذ أصبحوا يقومون بتكليف بعض الإعلاميين المأجورين ممن ماتت ضمائرهم ، أو ربما جهة إعلامية معينة ، للتغريد لحسابهم ، والإشادة ببطولاتهم المزيفة التي لا وجود لها أصلا ، وهنا بالذات تكون ظاهرة ما يسمى بتوارد الأفكار قد استغلت بشكل كبير ، إذ أن صاحب النفوذ ما عليه إلا أن يشير بسبباته لشيء ما ، فيتولى الإعلامي وبسرعة البرق تفسير تلك الإشارات وترجمتها إلى حقائق لم يسمع بها أحد من قبل .
حال إعلامنا اليوم أصبح جائرا بل واتجارا بمقدرات الوطن لصالح أولئك الحيتان الفاسدين ، وحينما تخلى عن القيم والأخلاق ، وأخذ يكيل المدح والردح لشخص ما متحديا بذلك كل الحقائق ، وبالمقابل يبالغ في تفريغ سمومه وبشكل عشوائي متجردا من كل أخلاقه ، ضد الخصوم .. ويبدأ باستخدام كل الوسائل الممكنة من أجل تشويه الحقائق والصور المشرقة والتعتيم على تلك الصور بما أمكن ، مدعيا بأن ذلك هو من صلب الحقيقة غير المنظورة أصلا ، على هذا الاساس كان هذا من أسباب انحراف بوصلة العمل النظيف والديمقراطي في بلدنا لدى كثير من القامات السياسية التي نعرفها عن مسارها ، وباتوا وكأنهم يعملون في شركة مرابحة ، والمحظوظ هو من يحصل أكثر ..
الأغرب من ذلك ، هو أننا كثيرا ما نسمع عن بعض المسئولين في مناطق نفوذهم ، يميلون ميلا شديدا إلى امتهان مشكلة العنصرية والعشائررية في دوائرهم ، فيتعاملون مع الكوادر التي تعمل تحت إمرتهم ، على أساس عرقي وعنصري بغيض ، بل ويعدون من زبانيتهم ، شلة تكون مهمتهم محصورة في الردح للمسئول ، ثم يقومون بتشويه الحقائق وإثارة النعرات والفتن وإشعال دور الضغائن والأحقاد في تلك الدوائر ، غير إعداد كادر متميز يتقن مهنة التجسس على الآخرين من الزملاء ..
بعض الدوائر التي تعاني من هذا السلوك الهدام ، تعيش كوادرها ما بين مطرقة المسئول ، وسندان الجواسيس الذين يعيثون في المؤسسة أو الدائرة فسادا ولا يجدون من يردعهم ..
وحينما يتغير المسئول بقدرة قادر ، لأن الظلم لا يدوم ، تقوم قيامة أولئك الزبانية ولا تقعد ، فتنكشف عوراتهم المكشوفة أصلا على الآخرين ويبدأون بالإعداد للهروب من دوائرهم ، باحثين عن مكان آمن يسمح لهم بمواصلة دسائسهم وعادتهم المشينة .
إن الأوغاد أينما تواجدوا ، يبحثون دائما عمن يحتويهم ، ويوجههم لمصلحته الشخصية ، لكنهم قد يتسببون بتعطيل المسيرة ، وعرقلة الإصلاح والتقدم والنهوض بمصالح المؤسسات والدوائر إلى ما يحقق طموحات الوطن بهم ..
إننا نحتاج في كل دوائرنا إلى مسئولين شرفاء ، لا يفكرون بشيء إلا بمصلحة الوطن ، ولا يهمهم سوى الإرتقاء بمؤسساتهم إلى مستوى المسئولية ، بعيدا عن النذالة والقذارة والاستغلال .. أنا وكل الناس يعلمون بأن في بعض دوائرنا من يستغل سلطاته ومسئولياته لتحقيق مآرب شخصية قذرة ، ولكن آن الأوان ، لكي ينكشف هؤلاء ، وتنكشف عوراتهم على الملأ ، أرجو الله سبحانه وتعالى أن يعجل في كشفهم وفضحهم ، والله من وراء القصد ،،،،
بقلم الدكتور محمد القصاص
لم تكن تلك الظاهرة مستغربة الحدوث بين الناس ، إذ أنها تنتج عن وجود حدث ما يلوح في الأفق ، أو مسألة من المسائل المهمة التي تدور بأذهان الناس ، وقلما نجد ظاهرة (تلاقي الأفكار) عند البعض ، تعود إلى حقبة طويلة من الزمن ، لكن حدوثها ممكن على اية حال ..
ولعلي ههنا أستذكر أمورا كثيرة ربما كانت في مخيلتي ، لم أستطع التحدث بها وهي مجرد فكرة طارئة ، لم تطفُ على السطح ، الكثير من المتخصصين ربما يعتبر ظاهرة تلاقي الأفكار، أو توارد الخواطر ، ظاهرة صحية قد تخامر عقول الأذكياء أو المفكرين الكبار ، بحيث تطرح قضايا تهم المجتمعات أو تهم ناحية معينة في مجالات مختلفة ..
كثيرا ما يصاب الإعلاميون والكتاب بهذا الوباء ، وهنا اسمحوا لي أن أطلق عليه اسم الوباء ، لأن الإعلام والإعلاميين اليوم بات من الوسائل الفاعلة في الأوساط السياسية ، بل أصبح الإعلام والإعلاميين من الوسائل الكبرى المهمة في تلميع بعض الساسة والسياسيين والمتنفذين ، فحينما باتت بعض وسائل الإعلام وبعض الإعلاميين من الوسائل التي تسخر لخدمة أغراض شخصية لأناس أو جهات معينة مقابل حفنة من الدولارات ، بهذا تكون تلك الوسائل قد تخلت عن مبادئها وعن ضمائر أصحابها .
ومن العجيب أن بعض أصحاب النفوذ أصبحوا يقومون بتكليف بعض الإعلاميين المأجورين ممن ماتت ضمائرهم ، أو ربما جهة إعلامية معينة ، للتغريد لحسابهم ، والإشادة ببطولاتهم المزيفة التي لا وجود لها أصلا ، وهنا بالذات تكون ظاهرة ما يسمى بتوارد الأفكار قد استغلت بشكل كبير ، إذ أن صاحب النفوذ ما عليه إلا أن يشير بسبباته لشيء ما ، فيتولى الإعلامي وبسرعة البرق تفسير تلك الإشارات وترجمتها إلى حقائق لم يسمع بها أحد من قبل .
حال إعلامنا اليوم أصبح جائرا بل واتجارا بمقدرات الوطن لصالح أولئك الحيتان الفاسدين ، وحينما تخلى عن القيم والأخلاق ، وأخذ يكيل المدح والردح لشخص ما متحديا بذلك كل الحقائق ، وبالمقابل يبالغ في تفريغ سمومه وبشكل عشوائي متجردا من كل أخلاقه ، ضد الخصوم .. ويبدأ باستخدام كل الوسائل الممكنة من أجل تشويه الحقائق والصور المشرقة والتعتيم على تلك الصور بما أمكن ، مدعيا بأن ذلك هو من صلب الحقيقة غير المنظورة أصلا ، على هذا الاساس كان هذا من أسباب انحراف بوصلة العمل النظيف والديمقراطي في بلدنا لدى كثير من القامات السياسية التي نعرفها عن مسارها ، وباتوا وكأنهم يعملون في شركة مرابحة ، والمحظوظ هو من يحصل أكثر ..
الأغرب من ذلك ، هو أننا كثيرا ما نسمع عن بعض المسئولين في مناطق نفوذهم ، يميلون ميلا شديدا إلى امتهان مشكلة العنصرية والعشائررية في دوائرهم ، فيتعاملون مع الكوادر التي تعمل تحت إمرتهم ، على أساس عرقي وعنصري بغيض ، بل ويعدون من زبانيتهم ، شلة تكون مهمتهم محصورة في الردح للمسئول ، ثم يقومون بتشويه الحقائق وإثارة النعرات والفتن وإشعال دور الضغائن والأحقاد في تلك الدوائر ، غير إعداد كادر متميز يتقن مهنة التجسس على الآخرين من الزملاء ..
بعض الدوائر التي تعاني من هذا السلوك الهدام ، تعيش كوادرها ما بين مطرقة المسئول ، وسندان الجواسيس الذين يعيثون في المؤسسة أو الدائرة فسادا ولا يجدون من يردعهم ..
وحينما يتغير المسئول بقدرة قادر ، لأن الظلم لا يدوم ، تقوم قيامة أولئك الزبانية ولا تقعد ، فتنكشف عوراتهم المكشوفة أصلا على الآخرين ويبدأون بالإعداد للهروب من دوائرهم ، باحثين عن مكان آمن يسمح لهم بمواصلة دسائسهم وعادتهم المشينة .
إن الأوغاد أينما تواجدوا ، يبحثون دائما عمن يحتويهم ، ويوجههم لمصلحته الشخصية ، لكنهم قد يتسببون بتعطيل المسيرة ، وعرقلة الإصلاح والتقدم والنهوض بمصالح المؤسسات والدوائر إلى ما يحقق طموحات الوطن بهم ..
إننا نحتاج في كل دوائرنا إلى مسئولين شرفاء ، لا يفكرون بشيء إلا بمصلحة الوطن ، ولا يهمهم سوى الإرتقاء بمؤسساتهم إلى مستوى المسئولية ، بعيدا عن النذالة والقذارة والاستغلال .. أنا وكل الناس يعلمون بأن في بعض دوائرنا من يستغل سلطاته ومسئولياته لتحقيق مآرب شخصية قذرة ، ولكن آن الأوان ، لكي ينكشف هؤلاء ، وتنكشف عوراتهم على الملأ ، أرجو الله سبحانه وتعالى أن يعجل في كشفهم وفضحهم ، والله من وراء القصد ،،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق