قراءة نقدية في قصيدة (أرى الأيام )
للشاعر : هاني عقيل من العراق
بقلم الاستاذ صالح هشام/المغرب
"(هم أصحاب المعاني ٠٠٠فطلبوا المعاني المعجبة من خواص أماكنها وانتزعوها جزلة ، عذبة، حكيمة ،طريفة ،أو رائقة، بارعة، فاضلة، كاملة ،لطيفة شريفة ،زاهرة فاخرة ") (شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ) قد يقول قائل
frown رمز تعبيري
لكل مقام مقال ) فما علاقة هذا الكلام بقصيدة (أرى الأيام) للشاعر هاني عقيل ؟! هذا تساؤل مشروع ، خصوصا وأني بصدد تسليط الضوء على قصيدة لشاعر من الشعراء الشباب ، ولست بصدد تحليل قصيدة لأبي تمام أو المتنبي أو المعري أو فحل من فحول الشعر العربي بمفهومه التقليدي ، أو غيرم من الشعراء ، فما علاقة هذا الشاعر الشاب بإشكالية اللفظ والعنى التي خيضت فيها معارك ادبية طاحنة وسال فيها مداد كثير ، فالشعراء الشباب وهم المعروفون بالانزياح المفرط وبلاغة الغموض التي يدمرون من خلالها كل مألوف ويضربون في كثير من الأحيان بجغرافية الكلمات في النحو عرض الحائط لخلق كل مدهش وغريب ، ويسعون إلى التحليق على أجنحة الخيال الذي لا يعترف بالمنطق اللغوي أو النحوي ويمارسون جنون اللغة العذب كما يقول نيتشه :
(اللغة نوع من الجنون العذب ، فعند الحديث بها يرقص الإنسان فوق جميع الأشياء " ) وتختلف وسائل ممارسة جنون اللغة في أجناس إبداعية مختلفة ويبقى سلطانها هو الشعر ،هؤلاء الشعراء الشباب يعتبرون الشعر الذي يقول شيئا لا يعتبر شعرا ربما لأنهم يؤمنون بالمقولة النقدية القديمة ( أعذب الشعر أقدمه ) فهمهم الأساس هو البحث عن الجمال في اللغة وفي الكلمة وفي الصورة والإيقاع الشعري ، سواء قالت القصيدة شيئا أو لم تقله ، فهذا لا يهمهم إطلاقا ، لكن ما موقع الشاعر هاني عقيل من جغرافية القصيدة العربية من خلال (أرى الأيام ) كنموذج . أقول بمجرد ما سقط نظري على أبيات القصيدة ابتلعت ريقي وضغطت على صدغي ، وقلت في نفسي وكأني عثرت على شيء ثمين : هناك شيء ما قديم يختفي ويظهر بين ثنايا هذه القصيدة الجميلة ، فروائح الشعراء (القدماء/ الحكماء) كانت تدغدغ مني حاسة الشم لسبب بسيط ، هو أني بمجرد ما أتوغل في قراءة النص إلا وأجد نفسي أمام تراكم هائل من المعاني الراقية فأقول بعد تردد كبير لأني أخاف إفلات الهدف ، هاني عقيل شاعر من دعاة المعنى كأجداده ولكنه في قرارة نفسه يقول لا ضير من توفر المعنى واللفظ ، فاللباس الجميل والحسناء الجميلة يوافق بعضهما بعضا ، أما إذا توفر اللبا س الجميل على جسد قبيح ضاع الجمال واختفى لأن القبيح يمتص الجميل ويخفيه ، كذلك الشأن بالنسبة للقصيدة الشعرية توفرها على المعنى الجميل وعلى اللفظ الجميل نوع من التكامل ، وهذا بطبيعة الحال سيكون قمة الابداع ،والتكامل الإبداعي خاصية المبدعين العالميين وإن كان الكمال لله وحده ، لكن ما ألاحظه هو أن الشاعر هاني عقيل يقف في المنزلة بين المنزلتين كما يقول المعتزلة ، فهو من أصحاب المعنى من جهة ومن أصحاب اللفظ من جهة ثانية ، من حيت المعنى أشم فيه رائحة أبي عمرو الشيباني الذي يستحسن الشعر الذي يلمس فيه نوعا من الحكمة والمعنى الجليل ،حتى لو أنكر عليه النقاد الآخرون الشاعرية كما هو الشأن في هذين البيتين:
لا تحسبن الموت موت البلى ~~~~~~~فانما المؤت سؤال الرجال
كلاهما موت ،و لكن ذا ~~~~~~~~~أفظع من ذاك لذل السؤال
فيكون من الذين ولعوا بالحكم والأمثال في الشعر العربي ، ولو لم يكن فيه من علامات الشعر إلا الوزن فقط ،شريطة توفره على معنى الحكمة أو المثل أو ما شابه ذلك غر مبال برونق العبارة وجمال الصياغة ، ومن جانب آخر نجد أن الشاعر هاني عقيل من أصحاب اللفظ ، لأنه لا يهمل جماليات اللغة من حيث طريقة نظمها وترتيبها في سياقات لا تخلو من انزياحات لغوية هامة وإن كانت بشكل خجول بالمقارنة مع بعض النصوص التي كنت أثناء دراستها تنفلت مني الكلمات فأجد نفسي أطارد خيوط الدخان ،وكأني بهذا الشاعر الشاب ، جرجاني النظم والإسناد شيباني المعنى وتقديمه على اللفظ ، لأنه كان في معظم أبياته حريصا على عدم الانسياق نحو اتجاه معين أو تغليب جانب على آخر ، خصوصا وأنه الشاعر الشاب الذي كتب هذه القصيدة على الطريقة التقليدية التي تخضع لمعايير البيت الشعري من مكونات وأسس ، سواء تعلق الأمر بجزئي البيت من صدر وعجز او احترام للقافية والروي ، أو عدم تجاوز تفعلة البحر الوافر ، هاني إذن لم يخرج عن شروط القصيدة التقليدية من حيث الشكل فلماذا إذن لا يحافظ حتى على المضمون ، فما دام شاعرا شابا في لباس تقليدي قديم شكلا ومضمونا ، وأنفة وعزة نفس لأننا نعرف شعراء الحكمة من أبي العلاء المعري إلى غيره من هؤلاء الفلاسفة ، فهاني عقيل لا يقل أهمية عنهم مادام اقتحم بابهم على مصراعيه وولج عالم الحكمة من أوسع أبوابه ،لعل هذه المحتويات وما تقتضيه من صرامة ودقة في اختيار الكلمات هي التي فرضت عليه أن يلجم خياله حتى لا يجري لاهثا وراء الانزياحات اللغوية وبلاغات الغموض والبحت عن صورة اللاصورة أو صورة اللاشيء أو (الصورة /الشبح )كما يفعل الشعراء الشباب الذين يعتبرون الشعر الذي يقول شيئا ليس شعرا ، وهم يقولون في قرارة أنفسهم إذا كان الشعر كذلك ،وكان توفر الوزن والإيفاع المتدبدب من قافية إلى أخرى يخلق شعرا فإن نظم ابن عاشر (للجرومية ) أو ابن مالك( للألفية )، يعتبر شعرا ، لكن هاني عقيل بذكائه وفطنته وبسليقته الشعرية ، ما سقط إلى جانب هؤلاء ولا إلى جانب أولئك . فهو كما يرى القاريء الكريم يكتب شعر الحكمة ومعظم أبياته في هذه القصيدة تحيلنا على كبار شعراء الحكمة كأبي العلاء المعري إن على مستوى توارد الافكار وتداعيها أو على مستوى التناص ، وما دام المقام يضيق لعقد المقارنة بين نصه ونصوص أخرى في المجال نفسه ،سأعطي بعض النماذج لاحقا ، فأ قول : إن بعض الأبيات تكاد تلبس المعاني نفسها لبعض أبيات هؤلاء الشعراء ، وإن كان في بعض الأبيات يوظف التناص صراحة ويضعها بين قوسين :
( وما نيل المطالب بالتمني ~~~~~~~~و لكن تؤخذ الدنيا غلابا
بمعنى ان الشاعر كان على علم ووعي بما يفعل فيقول في بيته :
فما يبغي العلا بثياب خز ~~~~~~~~~~(ولكن تؤخذ الدنيا غلابا)
فهاني عقيل لم يكن من الذين قال فيهم الآمدي في كتاب الموازنة وقدكان يقصد أباتمام :"إن اهتمامه بمعانيه أكثر من اهتمامه بتقويم ألفاظه على كثرة غرامه بالطباق والتجنيس والمماثلة ،وأنه إذا لاح له المعنى أخرجه بأي لفظ استوى من ضعيف أو قوي ". فهاني عقيل في هذه القصيدة والتي تعمدت عدم تفكيك أبياتها أمام القاريء لأعطيه فرصة استنباط هذه الأحكام الموجودة في هذه القراءة من طيات القصيدة بنفسه حتى تكون( قراءة على قراءة) (نحت على نحت) فيتوسع مجال النقد والتحليل و تكثر القراة وتعم الفائدة ،لقد كان واعيا بتلك الفوارق الكبيرة بين الوظيفة الجمالية للغة وبين وظيفتها المنطقية بالمعنى الأرسطي ، فعالج (المعاني / الحكمة ) وفي قرارة نفسه أن هذه المعاني مطروحة في الطريق كما كان يقول النقاد القدماء ، وفي قرارة نفسه أيضا أن الألفاظ ما هي إلا لباس على جسد حسناء ، وقبح واحد منهما يشوه الصورة بأكملها ، فلا مناص ،في قريحته الشعرية من المساكنة والمزاوجة وخلق الروابط المتينة بين المدرستين اي مدرسة أنصار اللفظ ومدرسة أنصار المعنى ويصلح بينهما ليخرج بقصيدة من وجهة نظري الخاصة كقاريء قبل أن أكون ناقدا متكاملة على مستوى المعنى واللفظ الذي لا يخلو من جماليات لغوية وانتقاء كلمات راقية ومن إيقاع شعري باعتباره ركز على مقومات القصيدة (الأم )، أي القصيدة العمودية التي لها طابعها الخاص ولها إيقاعها الخاص ، ولها أيضا جمالها الخاص ، وأشد على يد الأستاذ الشاعر هاني عقيل بحرارة لأنه كانت له الجرأة الأدبية والإبداعة لطرق أبواب هذه القصيدة( الأم )التي أصبح كل الشعراء الشباب يتوجسون منها إما خوفا أو نفورا من كل ما هو قديم متناسين أن الفرع لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يخرج عن طوع الأصل وكما نقول في المثل الشعبي المغربي :" العين لا تعلو على الحاجب " فالتعامل مع القصيدة بشكلها التقليدي ،قد تحتاج إلى الدربة والمران والممارسة لأنها من حيث التقنيات أكثر تعقيدا من القصيدة الحديثة وإن كانت هي الأخرى لها خصائصها وأسسها الفنية فالشاعر هاني عقيل من حيث المعنى العام للقصيدة لا يخرج عن تلك المواعظ والحكم التي نجدها منتشرة هنا وهناك في جميع قصائد شعر الحكمة من تبرم من مشاكل الحياة وصعوباتها كما نجد مثلا في القصيدة :
فيا عجبا تحابي كل خفض ~~~~~~~ ويا عجباً تأز لنا شهابا
فالحياة تسير دائما بطريقة تسير عكس التيار ، او هي كما يقولون :" الدنيا حظوظ "، وقس على ذلك في باقي ابيات قصيدة (أرى الأيام ) وما الأيام في هذه القصيدة إلا الحياة بسلبياتها وإيجابياتها ، بحسنها وقبيحها ، يقول الشاعر العربي محمد رمضان حمام (شاعر من مصر ) :
وتظل الحياة تعرض لونيها على الناس بكرة وأصيلا
فدليل بالأمس صار عزيزا وعزيز بالأمس صا ذليلا
فالذي يجري وراء الحياة ، يلهث وراء السراب ، فما هي إلا تناقضات تعطي لمن لا يستحق وتحرم من يستحق ، والرياح دائما تجري بما لا تشتهي السفن ، فهذه الأبيات الحكيمة التي عندما تقرؤها تعتقد أنها كتبت من طرف شاعر ضرب في الأرض طولا وعرضا وليست لشاب لازال في مقتبل العمر لأنها فعلا لا تحصل إلا من طرف إنسان عرك الحياة وعركته ، كما يقول أبو العلاء المعري :
تعب كلها الحياة الا من راغب في ازدياد .
فهذه نظرة الشاعر هاني عقيل الذي لا يقل أهمية عن كبار الشعراء الذين صاغوا أفكارهم ومواقفهم الفلسفية من الحياة والوجود في قصائد شعرية تسللت من بين أيدي النسيان الزمني كالماء يتسلل من بين أصابع مشلول ، فهذا الشاعر الشاب ايضا له مواقفه الفلسفية وله رؤيته في الحياة ،والموقف الفلسفي والرؤية والتصور ليس أمرا مقصورا على هذا دون الآ خر ، أو على مبدع دون مبدع ، فالتربية والتكوين والخلفية الثقافية هي التي تعمق مفهوم الانسان للحياة كيفما كان نوعه ، حتى ولو كان إنسانا عاديا ،وربما هذه القصيدة التي حبلت بها ذاكرة هذا المبدع الشاب ، تبرز تصوره ورؤيته في الحياة بصفة عامة .
الحكمة دوما كانت التوأم السيامي للحماسة والفخر ،كخاصية من الخصائص النفسية لشاعر الحكمة ، فلا يمكن الفصل بينهما ، فحتما عندما يعالج الشاعر قضايا إنسانية كبرى ، كما سبق لابد وأن يتطرق إلى إبراز فضائله أو فضائله قومه على غيرهم ،وربما يصل الفخر إلى حد تقزيم الآخر ويمكن القول قبل أن نتطرق إلى خاصية الفخر في قصيدة( أرى الأيام) لا بد من تعزيز موقفي ببعض النماذج لفحول الشعراء العرب في هذا الميدان يقول أبو العلاء المعري :
لما رأيت الجهل في الناس فاشيا ~~تجاهلت حتى ظن أني جاهل
ويقول أبو الطيب المتنبي في الشجاعة :
الرأي قبل شجاعة الشجعان ~~~~~~~~ هو أول وهي المحل الثاني
فإذا هما اجتمعا لنفس حرة ~~~~~~بلغت من العلياء كل مكان
سيلاحظ القاريء الكريم أن شعر الحكمة لا يكاد ينفصل عن الفخر ربما لهذه الأسباب نجد أن الأستاذ الشاعر هاني عقيل وهو يرتب جواهر عقده لا يلبث أن ينبري للفخر متغنيا بخصال الإنسان العربي العراقي العفيف الذي لا يخضع لغواية ، أو تستهويه ملذات الحياة ، وقد اتضح ذلك في الكثير من أبيات هذه القصيدة والشاعر لم يكن ليفتخر بنفسه أ نانية وإنما انبرى لإبراز خصال وأخلاق بني جلدته ،
يقول الشاعر هاني عقيل :
عراقي تخط له المنايا ~~~~~~~~~~~رؤى سفر بذي سن ونابا
فما يبغي العلا ثياب خزٍ ~~~~~~~~~~~ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
هو مصدر الصبر والعفة ، والزهد في ملذات الحياة يقول هاني :
تسائله النوائب سؤل مكرٍ ~~~~~~~~~~~فينبيها ويصدقها جوابا
عراقيٌّ تعف له خلالٌ ~~~~ فما يهوى اللعوب ولا الكعابا
هذه بعض النماذج من القصيدة التي تجمع بين الحكمة والفخر ٠٠
لم أرد الغوص في تحليل النص بكل أبياته الشعرية لسببين الأول أني أود أن أبرز بعض مواقف الشاعر من خلال نصه بصفة عامة ، ومن جانب آخر لا أريد أن أملي تفسيراتي للقصيدة على القاريء ، إيمانا مني بأن النص الإبداعي ، مفتوح دائما على تعدد القراءات ، وكل يقرأه بطريقته الخاصة ، وفق تكوينه وخلفيته الثقافية ، وإن كان النص لا ينحو منحى الانزياح المبالغ فيه ، فكل نص أدبي له بنيات متعددة يختلف اقتحامهما من مستوى معرفي إلى آخر ، لهذه الأسباب مجتمعة ، تعمدت أن أدغدغ النص دون الغوص فيه ، بمعنى أن أعطي بعض الإشارات التي ستساعد القاريء على فهم بعض مقتضيات النص بصفة عامة ، أشد على يد الشاعر بحرارة لأنه وثق بمشرطي الذي أتمنى أن يكون قد لا مس موضع الجرح من هذه القصيدة الرائعة ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
بقلم الاستاذ ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠صالح هشام
الرباط / المغرب ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠الجمعة ٢|٩|٢٠١٥ ..
.النص المعتمد .(( ارى الايام) للشاعر هاني عقيل /العراق
ارى الايام تسقينا الحبابا ~~~~~على لؤم فنسقيها الخضابا
فيا عجباً تحابي كل خفض~~~~~~~ويا عجبا تأز لنا شهابا
دع الايام تغذو كل وغد ~~~~~~ومن أربى فكان لنا ركابا ٍ
ودع املاً بُليت به ضنينا ~~~~~~(فلا فهرا بلغت ولا كلابا )
-
فذو الرأي الحصيف اذ اعترته~~~صروف الدهر اعياها عتابا ُ
-
فلابلغتْ له حسباً ومجدا~~~~~~~~ولا نضت له يوما ثيابا ً
-
وان ابدى الشماته كل وغل ~~~~فما شهدت له يوما سبابا
-
عراقيٌ تخط له المنايا ~~~~~~~رؤى سفر بذي سن ونابا
-
فما يُبغى العلا بثياب خز~~~~~~~(ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
-
خدين المجدِ ماثلمتْ علاه ~~~~~~~~~فلاعيبابدا كيما يعابا
-
تسائلهُ النوائبُ سؤلَ مكر~~~~~~~~فينبيها ويصدقها جوابا
-
عراقيٌ تعف له خلال~~~ ~~ ~فما يهوى اللعوب ولا الكعابا ٌ
-
وقورٌ اذ تنهنههُ خطوب ~~~~~~عصي ان يدان وان يشابا ٌ
-
فما بلغتْ سيوفٌ تحتبيه ~~~~~~~~~أبي ان تحز له رقابا
للشاعر : هاني عقيل من العراق
بقلم الاستاذ صالح هشام/المغرب
"(هم أصحاب المعاني ٠٠٠فطلبوا المعاني المعجبة من خواص أماكنها وانتزعوها جزلة ، عذبة، حكيمة ،طريفة ،أو رائقة، بارعة، فاضلة، كاملة ،لطيفة شريفة ،زاهرة فاخرة ") (شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ) قد يقول قائل
frown رمز تعبيري
لكل مقام مقال ) فما علاقة هذا الكلام بقصيدة (أرى الأيام) للشاعر هاني عقيل ؟! هذا تساؤل مشروع ، خصوصا وأني بصدد تسليط الضوء على قصيدة لشاعر من الشعراء الشباب ، ولست بصدد تحليل قصيدة لأبي تمام أو المتنبي أو المعري أو فحل من فحول الشعر العربي بمفهومه التقليدي ، أو غيرم من الشعراء ، فما علاقة هذا الشاعر الشاب بإشكالية اللفظ والعنى التي خيضت فيها معارك ادبية طاحنة وسال فيها مداد كثير ، فالشعراء الشباب وهم المعروفون بالانزياح المفرط وبلاغة الغموض التي يدمرون من خلالها كل مألوف ويضربون في كثير من الأحيان بجغرافية الكلمات في النحو عرض الحائط لخلق كل مدهش وغريب ، ويسعون إلى التحليق على أجنحة الخيال الذي لا يعترف بالمنطق اللغوي أو النحوي ويمارسون جنون اللغة العذب كما يقول نيتشه :
(اللغة نوع من الجنون العذب ، فعند الحديث بها يرقص الإنسان فوق جميع الأشياء " ) وتختلف وسائل ممارسة جنون اللغة في أجناس إبداعية مختلفة ويبقى سلطانها هو الشعر ،هؤلاء الشعراء الشباب يعتبرون الشعر الذي يقول شيئا لا يعتبر شعرا ربما لأنهم يؤمنون بالمقولة النقدية القديمة ( أعذب الشعر أقدمه ) فهمهم الأساس هو البحث عن الجمال في اللغة وفي الكلمة وفي الصورة والإيقاع الشعري ، سواء قالت القصيدة شيئا أو لم تقله ، فهذا لا يهمهم إطلاقا ، لكن ما موقع الشاعر هاني عقيل من جغرافية القصيدة العربية من خلال (أرى الأيام ) كنموذج . أقول بمجرد ما سقط نظري على أبيات القصيدة ابتلعت ريقي وضغطت على صدغي ، وقلت في نفسي وكأني عثرت على شيء ثمين : هناك شيء ما قديم يختفي ويظهر بين ثنايا هذه القصيدة الجميلة ، فروائح الشعراء (القدماء/ الحكماء) كانت تدغدغ مني حاسة الشم لسبب بسيط ، هو أني بمجرد ما أتوغل في قراءة النص إلا وأجد نفسي أمام تراكم هائل من المعاني الراقية فأقول بعد تردد كبير لأني أخاف إفلات الهدف ، هاني عقيل شاعر من دعاة المعنى كأجداده ولكنه في قرارة نفسه يقول لا ضير من توفر المعنى واللفظ ، فاللباس الجميل والحسناء الجميلة يوافق بعضهما بعضا ، أما إذا توفر اللبا س الجميل على جسد قبيح ضاع الجمال واختفى لأن القبيح يمتص الجميل ويخفيه ، كذلك الشأن بالنسبة للقصيدة الشعرية توفرها على المعنى الجميل وعلى اللفظ الجميل نوع من التكامل ، وهذا بطبيعة الحال سيكون قمة الابداع ،والتكامل الإبداعي خاصية المبدعين العالميين وإن كان الكمال لله وحده ، لكن ما ألاحظه هو أن الشاعر هاني عقيل يقف في المنزلة بين المنزلتين كما يقول المعتزلة ، فهو من أصحاب المعنى من جهة ومن أصحاب اللفظ من جهة ثانية ، من حيت المعنى أشم فيه رائحة أبي عمرو الشيباني الذي يستحسن الشعر الذي يلمس فيه نوعا من الحكمة والمعنى الجليل ،حتى لو أنكر عليه النقاد الآخرون الشاعرية كما هو الشأن في هذين البيتين:
لا تحسبن الموت موت البلى ~~~~~~~فانما المؤت سؤال الرجال
كلاهما موت ،و لكن ذا ~~~~~~~~~أفظع من ذاك لذل السؤال
فيكون من الذين ولعوا بالحكم والأمثال في الشعر العربي ، ولو لم يكن فيه من علامات الشعر إلا الوزن فقط ،شريطة توفره على معنى الحكمة أو المثل أو ما شابه ذلك غر مبال برونق العبارة وجمال الصياغة ، ومن جانب آخر نجد أن الشاعر هاني عقيل من أصحاب اللفظ ، لأنه لا يهمل جماليات اللغة من حيث طريقة نظمها وترتيبها في سياقات لا تخلو من انزياحات لغوية هامة وإن كانت بشكل خجول بالمقارنة مع بعض النصوص التي كنت أثناء دراستها تنفلت مني الكلمات فأجد نفسي أطارد خيوط الدخان ،وكأني بهذا الشاعر الشاب ، جرجاني النظم والإسناد شيباني المعنى وتقديمه على اللفظ ، لأنه كان في معظم أبياته حريصا على عدم الانسياق نحو اتجاه معين أو تغليب جانب على آخر ، خصوصا وأنه الشاعر الشاب الذي كتب هذه القصيدة على الطريقة التقليدية التي تخضع لمعايير البيت الشعري من مكونات وأسس ، سواء تعلق الأمر بجزئي البيت من صدر وعجز او احترام للقافية والروي ، أو عدم تجاوز تفعلة البحر الوافر ، هاني إذن لم يخرج عن شروط القصيدة التقليدية من حيث الشكل فلماذا إذن لا يحافظ حتى على المضمون ، فما دام شاعرا شابا في لباس تقليدي قديم شكلا ومضمونا ، وأنفة وعزة نفس لأننا نعرف شعراء الحكمة من أبي العلاء المعري إلى غيره من هؤلاء الفلاسفة ، فهاني عقيل لا يقل أهمية عنهم مادام اقتحم بابهم على مصراعيه وولج عالم الحكمة من أوسع أبوابه ،لعل هذه المحتويات وما تقتضيه من صرامة ودقة في اختيار الكلمات هي التي فرضت عليه أن يلجم خياله حتى لا يجري لاهثا وراء الانزياحات اللغوية وبلاغات الغموض والبحت عن صورة اللاصورة أو صورة اللاشيء أو (الصورة /الشبح )كما يفعل الشعراء الشباب الذين يعتبرون الشعر الذي يقول شيئا ليس شعرا ، وهم يقولون في قرارة أنفسهم إذا كان الشعر كذلك ،وكان توفر الوزن والإيفاع المتدبدب من قافية إلى أخرى يخلق شعرا فإن نظم ابن عاشر (للجرومية ) أو ابن مالك( للألفية )، يعتبر شعرا ، لكن هاني عقيل بذكائه وفطنته وبسليقته الشعرية ، ما سقط إلى جانب هؤلاء ولا إلى جانب أولئك . فهو كما يرى القاريء الكريم يكتب شعر الحكمة ومعظم أبياته في هذه القصيدة تحيلنا على كبار شعراء الحكمة كأبي العلاء المعري إن على مستوى توارد الافكار وتداعيها أو على مستوى التناص ، وما دام المقام يضيق لعقد المقارنة بين نصه ونصوص أخرى في المجال نفسه ،سأعطي بعض النماذج لاحقا ، فأ قول : إن بعض الأبيات تكاد تلبس المعاني نفسها لبعض أبيات هؤلاء الشعراء ، وإن كان في بعض الأبيات يوظف التناص صراحة ويضعها بين قوسين :
( وما نيل المطالب بالتمني ~~~~~~~~و لكن تؤخذ الدنيا غلابا
بمعنى ان الشاعر كان على علم ووعي بما يفعل فيقول في بيته :
فما يبغي العلا بثياب خز ~~~~~~~~~~(ولكن تؤخذ الدنيا غلابا)
فهاني عقيل لم يكن من الذين قال فيهم الآمدي في كتاب الموازنة وقدكان يقصد أباتمام :"إن اهتمامه بمعانيه أكثر من اهتمامه بتقويم ألفاظه على كثرة غرامه بالطباق والتجنيس والمماثلة ،وأنه إذا لاح له المعنى أخرجه بأي لفظ استوى من ضعيف أو قوي ". فهاني عقيل في هذه القصيدة والتي تعمدت عدم تفكيك أبياتها أمام القاريء لأعطيه فرصة استنباط هذه الأحكام الموجودة في هذه القراءة من طيات القصيدة بنفسه حتى تكون( قراءة على قراءة) (نحت على نحت) فيتوسع مجال النقد والتحليل و تكثر القراة وتعم الفائدة ،لقد كان واعيا بتلك الفوارق الكبيرة بين الوظيفة الجمالية للغة وبين وظيفتها المنطقية بالمعنى الأرسطي ، فعالج (المعاني / الحكمة ) وفي قرارة نفسه أن هذه المعاني مطروحة في الطريق كما كان يقول النقاد القدماء ، وفي قرارة نفسه أيضا أن الألفاظ ما هي إلا لباس على جسد حسناء ، وقبح واحد منهما يشوه الصورة بأكملها ، فلا مناص ،في قريحته الشعرية من المساكنة والمزاوجة وخلق الروابط المتينة بين المدرستين اي مدرسة أنصار اللفظ ومدرسة أنصار المعنى ويصلح بينهما ليخرج بقصيدة من وجهة نظري الخاصة كقاريء قبل أن أكون ناقدا متكاملة على مستوى المعنى واللفظ الذي لا يخلو من جماليات لغوية وانتقاء كلمات راقية ومن إيقاع شعري باعتباره ركز على مقومات القصيدة (الأم )، أي القصيدة العمودية التي لها طابعها الخاص ولها إيقاعها الخاص ، ولها أيضا جمالها الخاص ، وأشد على يد الأستاذ الشاعر هاني عقيل بحرارة لأنه كانت له الجرأة الأدبية والإبداعة لطرق أبواب هذه القصيدة( الأم )التي أصبح كل الشعراء الشباب يتوجسون منها إما خوفا أو نفورا من كل ما هو قديم متناسين أن الفرع لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يخرج عن طوع الأصل وكما نقول في المثل الشعبي المغربي :" العين لا تعلو على الحاجب " فالتعامل مع القصيدة بشكلها التقليدي ،قد تحتاج إلى الدربة والمران والممارسة لأنها من حيث التقنيات أكثر تعقيدا من القصيدة الحديثة وإن كانت هي الأخرى لها خصائصها وأسسها الفنية فالشاعر هاني عقيل من حيث المعنى العام للقصيدة لا يخرج عن تلك المواعظ والحكم التي نجدها منتشرة هنا وهناك في جميع قصائد شعر الحكمة من تبرم من مشاكل الحياة وصعوباتها كما نجد مثلا في القصيدة :
فيا عجبا تحابي كل خفض ~~~~~~~ ويا عجباً تأز لنا شهابا
فالحياة تسير دائما بطريقة تسير عكس التيار ، او هي كما يقولون :" الدنيا حظوظ "، وقس على ذلك في باقي ابيات قصيدة (أرى الأيام ) وما الأيام في هذه القصيدة إلا الحياة بسلبياتها وإيجابياتها ، بحسنها وقبيحها ، يقول الشاعر العربي محمد رمضان حمام (شاعر من مصر ) :
وتظل الحياة تعرض لونيها على الناس بكرة وأصيلا
فدليل بالأمس صار عزيزا وعزيز بالأمس صا ذليلا
فالذي يجري وراء الحياة ، يلهث وراء السراب ، فما هي إلا تناقضات تعطي لمن لا يستحق وتحرم من يستحق ، والرياح دائما تجري بما لا تشتهي السفن ، فهذه الأبيات الحكيمة التي عندما تقرؤها تعتقد أنها كتبت من طرف شاعر ضرب في الأرض طولا وعرضا وليست لشاب لازال في مقتبل العمر لأنها فعلا لا تحصل إلا من طرف إنسان عرك الحياة وعركته ، كما يقول أبو العلاء المعري :
تعب كلها الحياة الا من راغب في ازدياد .
فهذه نظرة الشاعر هاني عقيل الذي لا يقل أهمية عن كبار الشعراء الذين صاغوا أفكارهم ومواقفهم الفلسفية من الحياة والوجود في قصائد شعرية تسللت من بين أيدي النسيان الزمني كالماء يتسلل من بين أصابع مشلول ، فهذا الشاعر الشاب ايضا له مواقفه الفلسفية وله رؤيته في الحياة ،والموقف الفلسفي والرؤية والتصور ليس أمرا مقصورا على هذا دون الآ خر ، أو على مبدع دون مبدع ، فالتربية والتكوين والخلفية الثقافية هي التي تعمق مفهوم الانسان للحياة كيفما كان نوعه ، حتى ولو كان إنسانا عاديا ،وربما هذه القصيدة التي حبلت بها ذاكرة هذا المبدع الشاب ، تبرز تصوره ورؤيته في الحياة بصفة عامة .
الحكمة دوما كانت التوأم السيامي للحماسة والفخر ،كخاصية من الخصائص النفسية لشاعر الحكمة ، فلا يمكن الفصل بينهما ، فحتما عندما يعالج الشاعر قضايا إنسانية كبرى ، كما سبق لابد وأن يتطرق إلى إبراز فضائله أو فضائله قومه على غيرهم ،وربما يصل الفخر إلى حد تقزيم الآخر ويمكن القول قبل أن نتطرق إلى خاصية الفخر في قصيدة( أرى الأيام) لا بد من تعزيز موقفي ببعض النماذج لفحول الشعراء العرب في هذا الميدان يقول أبو العلاء المعري :
لما رأيت الجهل في الناس فاشيا ~~تجاهلت حتى ظن أني جاهل
ويقول أبو الطيب المتنبي في الشجاعة :
الرأي قبل شجاعة الشجعان ~~~~~~~~ هو أول وهي المحل الثاني
فإذا هما اجتمعا لنفس حرة ~~~~~~بلغت من العلياء كل مكان
سيلاحظ القاريء الكريم أن شعر الحكمة لا يكاد ينفصل عن الفخر ربما لهذه الأسباب نجد أن الأستاذ الشاعر هاني عقيل وهو يرتب جواهر عقده لا يلبث أن ينبري للفخر متغنيا بخصال الإنسان العربي العراقي العفيف الذي لا يخضع لغواية ، أو تستهويه ملذات الحياة ، وقد اتضح ذلك في الكثير من أبيات هذه القصيدة والشاعر لم يكن ليفتخر بنفسه أ نانية وإنما انبرى لإبراز خصال وأخلاق بني جلدته ،
يقول الشاعر هاني عقيل :
عراقي تخط له المنايا ~~~~~~~~~~~رؤى سفر بذي سن ونابا
فما يبغي العلا ثياب خزٍ ~~~~~~~~~~~ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
هو مصدر الصبر والعفة ، والزهد في ملذات الحياة يقول هاني :
تسائله النوائب سؤل مكرٍ ~~~~~~~~~~~فينبيها ويصدقها جوابا
عراقيٌّ تعف له خلالٌ ~~~~ فما يهوى اللعوب ولا الكعابا
هذه بعض النماذج من القصيدة التي تجمع بين الحكمة والفخر ٠٠
لم أرد الغوص في تحليل النص بكل أبياته الشعرية لسببين الأول أني أود أن أبرز بعض مواقف الشاعر من خلال نصه بصفة عامة ، ومن جانب آخر لا أريد أن أملي تفسيراتي للقصيدة على القاريء ، إيمانا مني بأن النص الإبداعي ، مفتوح دائما على تعدد القراءات ، وكل يقرأه بطريقته الخاصة ، وفق تكوينه وخلفيته الثقافية ، وإن كان النص لا ينحو منحى الانزياح المبالغ فيه ، فكل نص أدبي له بنيات متعددة يختلف اقتحامهما من مستوى معرفي إلى آخر ، لهذه الأسباب مجتمعة ، تعمدت أن أدغدغ النص دون الغوص فيه ، بمعنى أن أعطي بعض الإشارات التي ستساعد القاريء على فهم بعض مقتضيات النص بصفة عامة ، أشد على يد الشاعر بحرارة لأنه وثق بمشرطي الذي أتمنى أن يكون قد لا مس موضع الجرح من هذه القصيدة الرائعة ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
بقلم الاستاذ ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠صالح هشام
الرباط / المغرب ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠الجمعة ٢|٩|٢٠١٥ ..
.النص المعتمد .(( ارى الايام) للشاعر هاني عقيل /العراق
ارى الايام تسقينا الحبابا ~~~~~على لؤم فنسقيها الخضابا
فيا عجباً تحابي كل خفض~~~~~~~ويا عجبا تأز لنا شهابا
دع الايام تغذو كل وغد ~~~~~~ومن أربى فكان لنا ركابا ٍ
ودع املاً بُليت به ضنينا ~~~~~~(فلا فهرا بلغت ولا كلابا )
-
فذو الرأي الحصيف اذ اعترته~~~صروف الدهر اعياها عتابا ُ
-
فلابلغتْ له حسباً ومجدا~~~~~~~~ولا نضت له يوما ثيابا ً
-
وان ابدى الشماته كل وغل ~~~~فما شهدت له يوما سبابا
-
عراقيٌ تخط له المنايا ~~~~~~~رؤى سفر بذي سن ونابا
-
فما يُبغى العلا بثياب خز~~~~~~~(ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
-
خدين المجدِ ماثلمتْ علاه ~~~~~~~~~فلاعيبابدا كيما يعابا
-
تسائلهُ النوائبُ سؤلَ مكر~~~~~~~~فينبيها ويصدقها جوابا
-
عراقيٌ تعف له خلال~~~ ~~ ~فما يهوى اللعوب ولا الكعابا ٌ
-
وقورٌ اذ تنهنههُ خطوب ~~~~~~عصي ان يدان وان يشابا ٌ
-
فما بلغتْ سيوفٌ تحتبيه ~~~~~~~~~أبي ان تحز له رقابا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق