الثلاثاء، 1 مارس 2016

مقاربات في الشعر / بقلم عباس باني المالكي / العراق

مقاربات في الشعر
أن الاتفاق على أن لكل الشاعر طريقة في استخدام المفردة اللغوية، التي توصل إلى خلق الصورة الشعرية لأن خلق الصورة الشعرية تخلقها الكلمات، وليس الصورة الفنية ذات الأبعاد حيث تعتمد الصورة الشعرية على تحقيق حضور الشاعر في الأبجدية اللغوية، لأن اللغة تدخل في هوية الكلام وتضمن ظهوره إلى حيز الوجود، لأن الشعر أو الأدب يستحضر اللغة باعتبارها ليس واسطة تدوين فقط، بل هي ناقله إلى الأفكار والقيم الحضارية والمشاعر الإنسانية، فهي إذا رهن القيم البلاغية والفنية، ولكي نثبت الحديث عن الصورة الشعرية حيث تختلف مشاكل الفن في الصورة التي تعتمد على الأبعاد وليس الكلام وذلك قد استخدمت الأبجدية من ألإيصال والتعبير في يسمى الفن الحرفي أي بعد ظهور مبدأ call age ( الكولاج)حيث أستخدمها الشاعر الفرنسي أبوليونير في قصائد حروفية، ونستخلص من هذا أن الصورة الشعرية تتكون في عملية التأثير الفكري في الأدب، الى صعيد الإحساس البصري في الفضاء أو الحركة، ومن ثم تصعيده إلى مستوى الفكر والصور الشعرية ...والشاعر له حضور كبير في اختراق النسيج اللغوي من أجل تكوير المفردات لكي يتم خلق الصورة في نصوصه، لأنه يمتلك الوعي في الكلام أي الامتداد بالبصري والمحسوس ضمن الكلام ومفرداته ، نجد الشاعر الذي يحاول أن يمتد بنصوصه بسياحة فكرية ضمن وهج عاطفته، فأنه يستطيع أن يثبت المعادل الموضوعي كما أكدها الشاعر ت.س.اليوت في كتابة( فائدة الشعر وفائدة النقد) حيث أكد أن هدف الأدب لا يرتكز على تعبير عن الفكر من حيث هو فكر أو على العاطفة من حيث هي عاطفة بل يرتكز على أيجاد المعادل الموضوعي ...والشاعر الذي يجد دائما المعادل الموضوعي يجعل حدثه الشعري في النص منسجم كليا في التدرج في تسلسل الصورة الشعرية، لكن بعمق وليس على السطح وهذا هو الشعر لأن السطح يجذبه في الوقوع بالمباشرة والخطابة الكلامية، والشاعر يجب أن يبقى يصوغ منولوجه الداخلي ضمن سياق النص وبعمق الإيجاز والتكثيف في كتاباته الشعرية، لأن حالة العاطفة السريعة تقتل وحدة العاطفة وتلغي الصورة الشعرية، وكما أكد الكاتب العربي سعد البازعي بكتابه( أبواب القصيدة) والصادر من المركز الثقافي العربي أن قيمة الفن أي فن ليست في اكتفائه بالدلالة العميقة دون أكثراث كاف بالتقنية أو الأسلوب الذي ينقلها ،ولا بالأسلوب دون الدلالة .والمعيار دائما هو علو الاثنين معا أو تضافرها وتولد أحدهما من الأخر، أي في حالة سقوط أحدهما (الأسلوب والدلالة العميقة) يسبب أرباك وضمور، الى سياق الدالة العميقة بدل أن تتمحور ضمن الأسلوب وتنمو، لكي تحدد هوية القصيدة ومضمونها.. تدعو إلى إغراق النص بالسطحية دون تمحور حول بؤرة النص، لكي يصل النص الى الهدف، الذي يريده الشاعر من إيصاله الى المتلقي كاشفا عن مكنوناته الشعرية والفكرة التي يريد أن يوصلها إلى الأخر، وبهذا يصبح الشعر ليس عمل ذهني ووقوده الوجدان وهذا غير ممكن والشعر هو العثور على المعادل الموضوعي، كما قلت سابقا أي أن الشعر هو المعادل الموضوعي بين الفكر والعاطفة والموضوعية هنا أن لا يتحول الشعر الى فكر فقط لأن هذا يجعل الشعر تفسيرات ذهنية تدخل في تفسير الأشياء وعلاقاتها الجدلية ( الفلسفة)ولا عاطفة فقط لأنه هنا يتحول، إلى مناشدات وجدانه خالية من الفكرة، والتي هي الشرط الأساسي في صياغة النص الشعر، وكما قال الشاعر والناقد الانكليزي جون درايدن ( أول نجاح لخيال الشاعر هو الابتكار أو العثور على الفكرة ) لهذا فعندما نبني النص الشعري على الفكرة تعطينا القدرة على أبراز الصورة الشعرية، ضمن هذا الفكرة المتكونة ضمن الدلالة والرؤيا في تكوين المعنى التي تحدد الهوية لأي نص شعري والصور الموجودة فيه أي تمازج طاقة من الشعور التي تستطيع أن تلملم بين العاطفة والفكر بأحكام في تكوين النص الشعري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق