والله لا اعرف من اين سابدأ ، خصوصا عندما تأتيك الشهادة من اهل الابداع ، ورواد اللغة العربية ،فانك تشعر بفخر كبير لا يمكن وصفه ، فشكرا للاخ والصديق الكريم الشاعر سي محمد السعدي من العراق الحبيب الذي توجعنا جروحه ويؤلمنا حال اخواننا في هذا البلد العظيم بلاد بدر شاكر السياب والجواهري ، ومهد الحضارات ،الانسانية ، شكرا لكم سيدي على هذه الحفاوة التي صراحة لم اكن انتظرها شكرا جزيلا لكم !!!
قراءة نقدية : بقلم الاستاذ صالح هشام
____دفاع عن البومة الحكيمة ____
محبة الحكمة للشاعر احمد المنصوري
يقولون التعقل رأس الحكمة ، سأخالفهم الرأي وأقول ، الجنون قمة الحكمة وقلبها ، إذا كانت الحقيقة هي محبة الحكمة ، فالحقيقة تخرج من أفواه المجانين والأطفال ،إذن فالحكمة هي الجنون بعينه !!
لفت انتباهي هذا النعت الذي لم يعجبني في حق البومة ، أ هي كذلك أم نعت أصبغوه عليها ؟؟ لا أظن فماهي إلا حكيمة ،ولو لم تكن كذلك لما زارتك ليلا أيها الشاعر /المجنون ، تعرف أن الحكمة لا تستقيم والضجيج ، لأن الضجيج يقتل هذه الحكمة ،أيضا لأنها تعرف أن المجانين لا يستقيم اتحادهم بالحكمة إلا ليلا لأنه مكمن أسرارهم ،أي عندما يموت الضجيج وتهدأ اصوات اللغو وينام العقلاء ويغطون في لا وعيهم المخبول الذي يعدد نقائص الناس ويكيد المكائد فيزور الحقائق ويفصلها على مقاسه !
بومة أثينا تعرف أيها الشاعر الذي يغوص في فوضى الحروف ويمارس الفوضى بطريقته الإبداعية الخاصة،أنك من الذين يمارسون لعبة جنونهم ليلا ،تمة شتيمتان لا تستقيمان في حق هذه البومة الحكيمة ، (البومة البلهاء ) هذه شتيمة تعنيها ولنحلل موقعها من جغرافية الكلم ، أعرف أنكم معشر الشعراء تفضلون فتح الكثير من الأبواب من خلال انزياحكم لأنكم عندما تقعون في (مطبة) ما تعطون أكثر من تأويل وتفسير ،وتخرجون من المأزق كالشعرة من العجين ،هي لغتكم تخاطب نفسها وإن كانت تعني الآخر ، لغتكم صامتة يقتات صمتها من صمته لأنها لاتحب أبدا الضجيج المتعفن والواقع المتخن بالجراح ، ونعتت حكمتها( بالصماء )،حكمتها تبقى صماء إلى أن تصل إلى محراب شعرك ، عند ذاك تتكلم وتبوح ، وتقول ، وتحكي لسانها يهرب منها ، يخرج عن طوعها ويفك عقاله ويحلق بحرية ، ألستم معشر الشعراء من تكلمون الحجر والشجر ،البر والبحر وتحاورون الموج والسحاب والنهر والقمر أليست لغتكم لغة خاصة ، ،ألم تناجوا القمر ،أيام السمر ، أيام الجنون ،والهذيان ، عرفت الآن لماذا حكمة بومك صماء ، إنها كذلك ، إلا في حظيرة لغة الشعر فإنها تحسن الكلام ، القصيد مأوى الحكمة ،والحكمة فريدة متفردة نادرة وقليلة ، إذن هل سبق لك أن رأيت أسراب البوم ؟ هل يعيش البوم في أسراب ؟ لو عاشت في أسراب لانتفت عنها الحكمة لأن الحكمة ذهب لا حجر ، لاشجر ، أفهمت الآن لماذا اعتبرك أذنبت في حق هذه البومة الحكيمة ، فهي لا تقل أهمية عن طائر الفنيق ،أو العنقاء ،لكنها أشرف من التنانين لأنها لا تحسن إلا الفتك وإحراق الآخرين ،البومة أيها الشاعر حكمتها جعلتها تطرد من جمهورية أفلاطون لأنها بايعتكم ،صراحة وأيدت لغة شعركم التي اعتبرها أفلاطون تشوش عن المعنى ، والمعنى عدو لذوذ للغة المجاز أو لمجاز اللغة ،أنتم تعشقون التحليق في سابع سماء ،والمعنى أو العقل يمارس عليكم الوصاية و يشدكم شدا إلى سابع أرض وانتم تعشقون معانقة الفراغ فاخترتم الخروج عن طوع العقل !
ولعمري هذا لإبداع الحقيقي ،أما لو خرجتم عن جادة هذا العقل عن غير قصد لالتمسوا لكم العذر وقالوا هذا جنون مرضي يستدعي المصحة أما وأن تخرجوا عن التعقل عن سابق إصرار وترصد فهذا جنون ، جنون اللغة ، جنون الإبداع هذا الشطحة الصوفية ولذة اللذة واشتهاء الشهوة ، وما اللغة إلا جنون له لذته كما يقول دريدا ، وما اللغة إلا نوع من الجنون العذب ، حين يتحدث بها الإنسان ، يرقص فوق جميع الأشياء كما يقول نتشه ،جنونك أستاذي الشاعر ، يجعلك تسير بين الماء والماء ،ولعمري إنك تهذي وتعتبر نفسك تسير بين البرزخين ، وفي مكان عدم التقائهما تضع القدم ، وأنت تسند ظهرك إلى محراب اللغة / الشعر ،التي تفرض عليك طلاسيم جنونها ، فتنساق ، تحفر في جسدها تمثالا للقصيدة ، و تضحك ملء الفم ،من هذا الخليط من الكلمات التي تحاول هذه اللغة أن تتحداك لتعلن عجزك عن عدم قدرتك على إخراج فضيلتها وتبرز أين ستظهرمزيتها لكنك وبحنكتك تتلاعب بكلماتها وكأنها القطعة النقدية السخيفة في كفك العريضة ،تتلاعب بالحروف ،وكأنك تلعب لعبة السطرنج وإن كان هذا التشبيه لا يليق بمقام الشعراء المجانين ، حروفك معانيك وجمال أصواتك. الهاء والواو والجيم والنون والشين . هي حبات لؤلؤ خارج العقد ولا يربطها خيط ،انتقيتها من فضاء اللغة الفوضوي ، وجعلتها تخضع لمشيئة جنونك ، فركبتها في سياق حروف لتخلق الكلمة ثم في سياق الجملة لتخلق السطر الشعري الرائع الذي يدفع العقلاء إلى الجنون ، ولماذا لا ، فليمارسوا هم أيضا هذا الجنون الإبداعي الرائع ، فمادام هذا الحنون مرتبطا بالذات لا بالفكر فلتجن كل ذات على هواها ،وبطريقتها الخاصة ما دامت هذه الذات خارج الدائرة ، أو تقصى حتما حتى من الوجود ،ما دام الجنون غير مرتبط بالفكر والتفكير مصدره العقل ،إذن ،فالذات الشاعرة لاوجود لها ، هذا المبررالفلسفي الخطير هو الذي أقصاكم معشر الشعراء ،هو السبب في أن تمارس عليهم سادية العقلاء ،أنتم لا تفرقون بين الحقيقة والوهم ، لذلك فلتغادروا عالم العقلاء ،فلا هم منكم ولا أنتم منهم ،على مستوى اللفظ كل كلماتك تدعو الى الجنون كلها كلمات مجنونة ،على مستوىصورة الحروف ( جفون / شجون / سجون / جنون / عوض عينك بنونك ، وأخرج من هذه الورطة التي توقع فيها قارئك ، المسكين الذي قد يتيه في تلافيف قصيدتك خصوصا اذا كان لا يعرف لغتكم ، وحتى لا أطيل عليك وعلى القاريء اقول ان رفضكم لوصاية العقل ، اي اللغوس ، جعلتكم عرضة للتنكيل والعذاب ، واتهمتم بالزندقة ، أو المروق عن الدين ، ذات خميس اسود جمع اكثر من ستة آلاف مجنون من مختلف المستويات الجنونية شعرا وادبا وفلسفة ، مزيدا من الجنون استاذي !!!
بقلم الاستاذ : صالح هشام
محبة الحكمة للشاعر أحمدد المنصوري
بومة أتينا البلهاء
تحلق كل يوم في السماء
تزورني خلسة في المساء
فتمنحني حكمتها الصماء
***
نهر يحملني
يسير بي بين ثنايا الماء والماء
أهوي..وأهوي...
ثم أهوى هوى وهواء
له ظنون...
له أعين...
له جفون..
ولي شجون وسجون وجنون.
* أحمد المنصوري * الاحد ١٠-٤-٢٠١٦ الرباط
قراءة نقدية : بقلم الاستاذ صالح هشام
____دفاع عن البومة الحكيمة ____
محبة الحكمة للشاعر احمد المنصوري
يقولون التعقل رأس الحكمة ، سأخالفهم الرأي وأقول ، الجنون قمة الحكمة وقلبها ، إذا كانت الحقيقة هي محبة الحكمة ، فالحقيقة تخرج من أفواه المجانين والأطفال ،إذن فالحكمة هي الجنون بعينه !!
لفت انتباهي هذا النعت الذي لم يعجبني في حق البومة ، أ هي كذلك أم نعت أصبغوه عليها ؟؟ لا أظن فماهي إلا حكيمة ،ولو لم تكن كذلك لما زارتك ليلا أيها الشاعر /المجنون ، تعرف أن الحكمة لا تستقيم والضجيج ، لأن الضجيج يقتل هذه الحكمة ،أيضا لأنها تعرف أن المجانين لا يستقيم اتحادهم بالحكمة إلا ليلا لأنه مكمن أسرارهم ،أي عندما يموت الضجيج وتهدأ اصوات اللغو وينام العقلاء ويغطون في لا وعيهم المخبول الذي يعدد نقائص الناس ويكيد المكائد فيزور الحقائق ويفصلها على مقاسه !
بومة أثينا تعرف أيها الشاعر الذي يغوص في فوضى الحروف ويمارس الفوضى بطريقته الإبداعية الخاصة،أنك من الذين يمارسون لعبة جنونهم ليلا ،تمة شتيمتان لا تستقيمان في حق هذه البومة الحكيمة ، (البومة البلهاء ) هذه شتيمة تعنيها ولنحلل موقعها من جغرافية الكلم ، أعرف أنكم معشر الشعراء تفضلون فتح الكثير من الأبواب من خلال انزياحكم لأنكم عندما تقعون في (مطبة) ما تعطون أكثر من تأويل وتفسير ،وتخرجون من المأزق كالشعرة من العجين ،هي لغتكم تخاطب نفسها وإن كانت تعني الآخر ، لغتكم صامتة يقتات صمتها من صمته لأنها لاتحب أبدا الضجيج المتعفن والواقع المتخن بالجراح ، ونعتت حكمتها( بالصماء )،حكمتها تبقى صماء إلى أن تصل إلى محراب شعرك ، عند ذاك تتكلم وتبوح ، وتقول ، وتحكي لسانها يهرب منها ، يخرج عن طوعها ويفك عقاله ويحلق بحرية ، ألستم معشر الشعراء من تكلمون الحجر والشجر ،البر والبحر وتحاورون الموج والسحاب والنهر والقمر أليست لغتكم لغة خاصة ، ،ألم تناجوا القمر ،أيام السمر ، أيام الجنون ،والهذيان ، عرفت الآن لماذا حكمة بومك صماء ، إنها كذلك ، إلا في حظيرة لغة الشعر فإنها تحسن الكلام ، القصيد مأوى الحكمة ،والحكمة فريدة متفردة نادرة وقليلة ، إذن هل سبق لك أن رأيت أسراب البوم ؟ هل يعيش البوم في أسراب ؟ لو عاشت في أسراب لانتفت عنها الحكمة لأن الحكمة ذهب لا حجر ، لاشجر ، أفهمت الآن لماذا اعتبرك أذنبت في حق هذه البومة الحكيمة ، فهي لا تقل أهمية عن طائر الفنيق ،أو العنقاء ،لكنها أشرف من التنانين لأنها لا تحسن إلا الفتك وإحراق الآخرين ،البومة أيها الشاعر حكمتها جعلتها تطرد من جمهورية أفلاطون لأنها بايعتكم ،صراحة وأيدت لغة شعركم التي اعتبرها أفلاطون تشوش عن المعنى ، والمعنى عدو لذوذ للغة المجاز أو لمجاز اللغة ،أنتم تعشقون التحليق في سابع سماء ،والمعنى أو العقل يمارس عليكم الوصاية و يشدكم شدا إلى سابع أرض وانتم تعشقون معانقة الفراغ فاخترتم الخروج عن طوع العقل !
ولعمري هذا لإبداع الحقيقي ،أما لو خرجتم عن جادة هذا العقل عن غير قصد لالتمسوا لكم العذر وقالوا هذا جنون مرضي يستدعي المصحة أما وأن تخرجوا عن التعقل عن سابق إصرار وترصد فهذا جنون ، جنون اللغة ، جنون الإبداع هذا الشطحة الصوفية ولذة اللذة واشتهاء الشهوة ، وما اللغة إلا جنون له لذته كما يقول دريدا ، وما اللغة إلا نوع من الجنون العذب ، حين يتحدث بها الإنسان ، يرقص فوق جميع الأشياء كما يقول نتشه ،جنونك أستاذي الشاعر ، يجعلك تسير بين الماء والماء ،ولعمري إنك تهذي وتعتبر نفسك تسير بين البرزخين ، وفي مكان عدم التقائهما تضع القدم ، وأنت تسند ظهرك إلى محراب اللغة / الشعر ،التي تفرض عليك طلاسيم جنونها ، فتنساق ، تحفر في جسدها تمثالا للقصيدة ، و تضحك ملء الفم ،من هذا الخليط من الكلمات التي تحاول هذه اللغة أن تتحداك لتعلن عجزك عن عدم قدرتك على إخراج فضيلتها وتبرز أين ستظهرمزيتها لكنك وبحنكتك تتلاعب بكلماتها وكأنها القطعة النقدية السخيفة في كفك العريضة ،تتلاعب بالحروف ،وكأنك تلعب لعبة السطرنج وإن كان هذا التشبيه لا يليق بمقام الشعراء المجانين ، حروفك معانيك وجمال أصواتك. الهاء والواو والجيم والنون والشين . هي حبات لؤلؤ خارج العقد ولا يربطها خيط ،انتقيتها من فضاء اللغة الفوضوي ، وجعلتها تخضع لمشيئة جنونك ، فركبتها في سياق حروف لتخلق الكلمة ثم في سياق الجملة لتخلق السطر الشعري الرائع الذي يدفع العقلاء إلى الجنون ، ولماذا لا ، فليمارسوا هم أيضا هذا الجنون الإبداعي الرائع ، فمادام هذا الحنون مرتبطا بالذات لا بالفكر فلتجن كل ذات على هواها ،وبطريقتها الخاصة ما دامت هذه الذات خارج الدائرة ، أو تقصى حتما حتى من الوجود ،ما دام الجنون غير مرتبط بالفكر والتفكير مصدره العقل ،إذن ،فالذات الشاعرة لاوجود لها ، هذا المبررالفلسفي الخطير هو الذي أقصاكم معشر الشعراء ،هو السبب في أن تمارس عليهم سادية العقلاء ،أنتم لا تفرقون بين الحقيقة والوهم ، لذلك فلتغادروا عالم العقلاء ،فلا هم منكم ولا أنتم منهم ،على مستوى اللفظ كل كلماتك تدعو الى الجنون كلها كلمات مجنونة ،على مستوىصورة الحروف ( جفون / شجون / سجون / جنون / عوض عينك بنونك ، وأخرج من هذه الورطة التي توقع فيها قارئك ، المسكين الذي قد يتيه في تلافيف قصيدتك خصوصا اذا كان لا يعرف لغتكم ، وحتى لا أطيل عليك وعلى القاريء اقول ان رفضكم لوصاية العقل ، اي اللغوس ، جعلتكم عرضة للتنكيل والعذاب ، واتهمتم بالزندقة ، أو المروق عن الدين ، ذات خميس اسود جمع اكثر من ستة آلاف مجنون من مختلف المستويات الجنونية شعرا وادبا وفلسفة ، مزيدا من الجنون استاذي !!!
بقلم الاستاذ : صالح هشام
محبة الحكمة للشاعر أحمدد المنصوري
بومة أتينا البلهاء
تحلق كل يوم في السماء
تزورني خلسة في المساء
فتمنحني حكمتها الصماء
***
نهر يحملني
يسير بي بين ثنايا الماء والماء
أهوي..وأهوي...
ثم أهوى هوى وهواء
له ظنون...
له أعين...
له جفون..
ولي شجون وسجون وجنون.
* أحمد المنصوري * الاحد ١٠-٤-٢٠١٦ الرباط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق