السبت، 16 أبريل 2016

ما اعجب الناس !! / اديب بلا ادب / الدكتور محمد القصاص / العراق

ما أعجب الناس 
أديب بلا أدب !!
بقلم الدكتور محمد القصاص
تعددت صفحات الفيس بوك ، وتعددت المجموعات ، وما يسمى القروبات ، لكن العجيب هو أن يجد الإنسان نفسه قد أنضم لمجموعة أو لقروب معين دون طلب منه ، المشكلة ليست هنا ، لكن المشكلة هو أن الإنسان يجد نفسه آخر من يعلم بتلك المجموعة ، وكأنه جيء به ليضع اللايكات فقط .
المفترض بالأعضاء والمجموعات أن يعرفوا قيمة الشخص الذي يضمونه لمجموعتهم ، وعليهم أن يكونوا أكثر انتباها لهذه المسألة ، فإن كان من الأدباء أو الشعراء أو الكتاب المرموقين ، فإن عليهم أخذ هذا بالاعتبار ..
والأغرب من هذا كله ، أننا نرى كثرا من الناس تحولوا فجأة إلى كتاب وأدباء وشعراء وهم والله لا يعرفون عن هذا المجال سوى القشور .. 
وللأدباء أخطاء وللشعراء أخطاء ، وللكتاب أخطاء .. أعرف الكثير منهم قد تعالوا على الناس وكأنهم جعلوا من أنفسهم آلهة ، فلا يكلفون أنفسهم أبدا بمشاركة زملائهم من الأدباء أفكارهم .. فهناك من الأدباء من هم من أصحاب الشهادات العليا ، يقتلهم الغرور والتعالي والنظر إلى غيرهم بفوقية وتعالي لم يكن مقبولا أبدا ..
فإن كنت أديبا حضرتك ، فلا تسيء للأدب بنفسيتك التي لم يصقلها الأدب ، وكن مع الناس صغيرهم وكبيرهم ، وعالمهم وجاهلهم تعينهم على الحق ولا تشجعهم على الباطل ، أو تعينهم على الكراهية والشعور بالطبقية والتفرقة ..
وإن كنت أديبا ولا تعرف الأدب ، فحري بك أن تنأى بنفسك وتخلي الساحة لإنسان يعرف الأدب ، ويتمتع بأخلاق الأدباء ، ويتواضع لكل خلق الله ، فمن تواضع إلى الله رفعه ، ومن تكبر فسيهوي لا محالة في حفرة من الندم ، لأن الكبر والتعالي لم تعد على صاحبهما بأي منفعة .. وحصيلة التعالي والتكبر والغرور دائما وخيمة ..
يا أصحاب القامات الشامخة المتكبرون ، أنتم لم تبلغوا هذا المقام بسطوتكم ولا برماحكم تسلونها في وجوه الناس ، أنتم حينما قدمتم للناس مادة يحترمها الناس ، تسلل الاحترام من خلالها لحضراتكم ، وإذا تحولت كلماتكم من كلمات صادقة إلى كلمات وأفكار جوفاء ، فسوف تسقطون لا محالة ، ولن تستطيعوا أن تعيدوا لأنفسكم اي شيء من المجد أو المكانة أو الاحترام ، فالقيم لا تؤخذ بالقوة ، بل تعطى للآخرين باحترام الآخرين فقط .
أنا أعني بهذه الخاطرة أناس باتوا على شفا حفرة ، وأصبح كبرياؤهم وغرورهم من أدوات السخط عليهم من قبل الآخرين ، بالرغم من وجود أناس متخصصون بوضع الإعجابات لا يهمهم المضمون ولا المادة التي يقرؤونها ، لأنهم لا يطلعون عليها أصلا ، وإنما يقدمون الولاء الأعمى لأصحابها بلا وعي ولا فكر منهم ..

هناك تعليق واحد: