الاثنين، 2 مايو 2016

ابو ايوب / للاستاذ عبد الجبار الفياض / العراق

أبو أيوب
أنا أنصحُكم 
لوجهِ الله 
أنْ تغادروا أنفسَكم
أنْ تغادروا شرفاتٍ 
صُبغتْ بلونِ البذخِ السّلطانيّ 
الفاصلِ 
بين السّعفِ المهتزِّ قصيدةَ عِشْقٍ 
لطينِ شواطئِه . . . 
وأبوابِ صندلٍ طافحةٍ 
بلوحاتِ حورياتِ البحرِ 
وأثداءٍ 
أثقلها بوحُ الشّبقِ 
المُنسكبِ على شراشفِ ليلٍ أحمر . . .
. . . . .
خذوا ما شأتم إلآ هو 
فهو العشقُ الأولُ 
والعشقُ الأولُ 
لا يُستبدَل . . .
كم مزّقني 
كم أبكاني 
لكنَّ الشّوقَ لعينيهِ 
يحملُني على حدِّ الخنجر . . . 
. . . . .
لا تلقوهُ بغيابةِ جُبٍّ 
لا تكسروا عمودَهُ الفِقْريِّ النازفِ
فهو الحاملُ أعباءً 
منذُ ولاداتِ الفتحِ المسبوقِ بآلامِ الأرضِ العطشى. . . 
لا تسملوا عينيهِ المُبحرتينِ في آفاقٍ 
لم يعبرْها من رامٍ سهم . . . 
فنورُ الله 
لا يطفئُهُ مخصيّون 
بأفواهٍ تقيّحَ فيها الحرفُ 
فسال صديداً في أوعيةِ الحمقى . . . 
أتزدردونَ كلماتِ الطّرقِ المنصبِّ من غَضَبٍ 
يتلوّى على أرصفةِ التـيْهِ 
المُمتدِّ فصولاً تحتَ الشّمس . . . ؟
. . . . .
أحياءٌ 
تقتاتُ عسرةَ يومٍ 
خبزاً مُدافاً بسبخِ الأرضِ . . . 
منقوعاً 
بعرقِ أيدٍ قابضةٍ 
على مقبضِ جمرٍ 
يتلظّى . . . 
لو قيضَ لأحرقَ أوكاراً 
فوق الوصْفِ 
وتحتَ اللّعنِ 
تبزلتْ ترفاً 
ما تنفسَ على من مثلِهِ صُبحٌ . . . !
. . . . . 
نزلَ عُرقوبُ من بغلتِهِ مُعتذراً
قد أخجلهُ طوفانُ زَبَدٍ 
يملأ صحونَ المنتظرينَ على أبوابِ الآتي 
المُندسِّ بعهرِ كلماتِ التّسويفِ 
المُتخثّرِ في أقبيةٍ 
ما فُتحتٍ في ضوءِ نهار . . . 
يحرسُها غلاظٌ 
تشابهَ البقرُ 
وتشابهوا في قاعِ جماجم يملؤها 
لا شيء . . . !
. . . . .
حضرَ الكذّابُ 
وسجاح تتبعه . . . 
هل ما زالَ النّعتُ يُرجمُ على ألسنةِ الوعّاظِ في ساحاتِ الزّيفِ الوطنيّ 
ومنابرٍ صُبغتْ بلونٍ دينيٍّ فاقع ؟!!
ليس الرجلُ أكذبَكم 
وليتَ ما كانَ دُفنَ في أصقاعِ الرّبعِ الخالي . . . 
زائداً 
دمٌ استبطنَ شرايينَ الزّمنِ الأحنفِ
بل هو فاسد
فالحجامةُ لا تنفع . . . !
. . . . . 
إستفرش أبو أيوب صبراً 
تعرّى عن زمنه 
فكانَ العمرُ بألأمٍ يُكتب 
لا بأيامٍ يُحسب . . . 
أو كانَ الموتُ صديقاً 
يُشعلُ سيكاراً كوبياً 
من محرقةِ اللّحمِ البشريّ 
المختومَ برصاصٍ مُستورَد ؟!
. . . . . 
يا صُبحَ دُخانٍ 
يشربُهُ يومٌ مبتورُ السّاقين . . . 
ما كان مُخيفاً 
أبيضُهُ 
سواداً 
ترتديه جُدُرٌ صمّاء 
تجمعُ سُحبَ الآهاتِ صوراً من حُزن
يسوّدُ لها يومٌ مثقوبُ السّاعات 
وختامٌ لا يُختَم . . . 
. . . . .
أيّتُها الأكوامُ 
بلا أسماء 
وجدتُكم أصفاراً مُهملةً 
في سجلاتِ بلدي . . . 
وانْ 
فسرسخياتٌ طافيةٌ في مُستعمرة بعوضٍ . . .
ما كانَ لكم ظلٌّ 
ظلامٌ 
استنسخكم أشباحاً في ليلةِ طلق 
أخفاها تابوتاً لا يُدفن . . . 
سيماكم تحتَ أرجلِكم 
وتحتَ التحتِ 
سخفاءٌ 
خلّدَهم التاريخُ في بُقعٍ داكنة . . . 
أشكرُكم 
فبكم عُرفَ للقذارةِ وجهٌ آخر . . . !! 
. . . . .
عبد الجبار الفياض

هناك تعليق واحد:

  1. كما أنت دائما أ . عبد الجبار مبدعاً تحياتي وشكراً للناشر

    ردحذف