الأربعاء، 4 مايو 2016

ملف خاص بالاديب المبدع / الشاعر عادل قاسم / العراق

سيرة ذاتية

عادل قاسم حمدان حسن الساعدي

التولد/1963 في قلب العاصمة بغداد/صرائف العاصمة.
كتب الشعر ولم يتجاوز التاسعة من عمره في اول محاولة له يحاكي بها احدى القصائد في المنهج الدراسي..اذ رأها آنذاك الشاعر الكبيرالمرحوم (شاكر السماوي) وكان معلمه في مدرسة الرافعي الابتدائية للبنين في مطلع السبعينات
وتكفل برعايته بعد ان ابدى إعجابه بمحاولته الاولى.اذ أهداه ديوانه الشعري الموسوم (رسايل من باجر) زجل عراقي مخالف للمألوف آنذاك .فهو زجلا قريبا من السرد التعبيري. بدأت إنطلاقته
في قراءة الشعر ودراسته وحفظه بدأ من العمود الشعري اومايعرف بالقصيدة  الكلاسيكية  في العصور (الجاهلي.الاموي.والعباسي) وشفف بشعر ابي الطيب المتنبي وابي العلاء والكثير من الشعراء وأعجب ايما إعجاب بحماسة أبي تمام..وبشاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري.مرورا بالشعراء الذين احدثوا فتحهم العظيم بقصيدة (الشعر الحر)  وخرقوا التقليد السائد في العمودالشعري(نازك الملائكة .بدر شاكر السياب.عبد الوهاب البياتي)واغلب الجيل الستيني والسبعيني الذين كتبوا الشعر نثرا  حيث نشر اول قصيدة له ولم  يتجاوز العاشرة في صحيفة (طريق الشعب) بعدها توالت القراءآت في قصيدة النثرالعربية لمجمل الشعراء و الغربية بدأ من (عزرا باوند .والت ويتمان.ادغارالن بو) كذلك الشعراء الروس (بوشكين..مايكو فسكي..يسينين. والسردي.. الكبير دستو فسكي في مجمل ماكتب وغيرهم من الشعراء الانكليزبرمتهم انطلاقا من .ت .س اليوت .ومجمل الحركات  فيه  كذلك الشعر الفرنسي  بدأ من بودلير وليس إنتهاء بالكتاب النقدي الشهير  لسوزان برنار الموسوم (قصيدة النثر من بودلير الى أيامنا) بداية  الثمانينات.مرورا بالشعر الاسباني  وشعرائه العظام  في مطلع صباه وشبابه اذ درس في معهد الفنون الجميلة/بغداد قسم الفنون السينمائية/الاخراج السينمائي وكانت سنوات الثمانينات منهلا خصبا تفرغ فيه للقراءة والدرس والكتابة.لينال درجة الدبلوم وبالمرتبة الاولى ليتمم تحصيله العلمي في اكاديمية الفنون الجميلة/في المرحلة الثانية/ قسم الفنون السمعية والمرئية. ليحصل على درجة البكالوريوس في تخصصه. لم يكن ساعيا للنشرالا ماندر من النزر اليسير في الصحف (الجمهورية .طريق الشعب .الثورة.) لما كان يمور فيع العراق من حروب وحصار واحداث مفجعة توقف عن الكتابة لاكثر من سبع سنوات ليعاود نشاطه الشعري مع اﻻلفية الثانية..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
ـكلاكيت أَول مَرَّةْ..!
عادل قاسم
ِ
ليتني أَتسلق وجَهَ العَدسةِ المُنفَرجةَ  .البلادُ تَحْترقُ.  الغدرانُ تَدَلَّتْ من روعِها .على جدران الحروفِ العاجزةْ .التي أَغلَقتْ نوافذً كلَّ مسارْ. البيادقُ تُهَرْولُ على رُقْعةٍ من لهيبِ البراكينِ الخَبيئةَ.  في صُدورِ الذِئّابِ وبناتِ آوى - المحيطةُ بأسوارِ غرناطة -تؤذنُ في رؤوسِ المداخنَِ العتيقةَ كلُ شيٍء مُعدٌ
ﻻن تَضِلَّ الطريقَ .لابأَس كماتشاءْ .حينَ يَحْتدمُ الصهيلُ في غُبرةِ النهارِ كلا الخَميسينِ رفاق ْ.لأَنَ حوافرَ الخُيولِ تقودُكَ لايِّ مُسْتنقعٍ تَشاءْ. الحٍساباتُ واحدة ْ.أبوابٌ تٌفْضي بكَ لنهايةٍ سعيدةً  لفيلم ٍمن افلامِ هُوليودْ. وسينهضَ القَتْلى جَميعاً من الطَرَفَينِ.بعدَ أَنْ ينادي مصطفى العقاد* - طبعا قبل الانفجار الذي أَرداهُ قَتيلاً- (أَعِدّوا المشهدَ الذي يَليهُ)  ليتعانقَ الانصارُ والمهاجرين مع زملائِهم المُشركينَ مُهَنَئيِّنَ بعضَهم وهم يَنصِتونَ لصوتِ بلالٍ مُنادياً . الله أكبرْ..! .ليَقفوا صَفّاً واحِداً .يَتَوضَأونَ بعدَ أَنْ يَدُسُ المُنتجونَ في جيوبهِم .ثَمنَ صلاةِ التراويحِ في المشهدِ الاخيرْ.  فِيلمٌ يَتكررُ عَرْضَُه من عَهدِ اُمَيَّةْ.وَيَشّهدُ إِقبالاً منقطعَ النَظيرْ..!

َ
*مخرج فيلم الرسالة قُتِلَ في حادثٍ ارهابي في تفجير فندق في الاردن
َ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مظَلَّتهُ المُشْرِقةُ
ٌ
*****
ِْ
عادل قاسم
******
تعالَ لنَحْتَفلَ ،على هذهِ الضِفةِ الغافيةَ، كلُّ شيءٍ يَبْدو رائِقاً.إذ لاشيءَ يُعَكرُ صَفوَ المساء ِ، على بساط ِ الاجنحةِ المحلقةَ على خاصرةِ اﻻلمِ في هذهِ البلادِ الناعسةَ گأرْنَبٍ بليدٍ لامحلَّ لهُ من الوجودِ في المعاجمِ والقَواميسِ ِ، كُنْتُ اعدُ اصابعَ نَبْتةِ الزمن، َِ في اﻻَمواهِ الراقصةَ ، التي لَمْ تَهْملهُا ناياتُ القَصبِ وهي تَصْفرُ كلما غَرَّدتْ الريحُ بجدائِلها وسيقانِها الطَريةَ المجاهِرةَ بالأَنينِ الشَجيِّ ،و عذوبةَ المراكبِ التي تُحَلِّقُ ٌعلى صَفيحةِ الفَضاءِ الطافيةَ فوقَ وجهِ الماءِ ، يًمُُجُ من السعادةِ كُدْرتهِ في ثَقْبِ الزَمانِ،يجترُ بعقاربهِ الالمَ، والكركراتِ،والحروب،ٍ
اذ يَدورُ بِرُحاهِ المُفْرَغةَ مع النُِجومِ ،
يَتمَددُ وجهُ الكونِ الطَري، نُحََدِّقُ كَطِفْليِّنِ بَريئَينِ ،نلْتَحفُ أحلامَنا غَيرعابئينِ بالنهاياتِ ، إذْ سرعانَ ما يَشْرقُ من تَحْتَ مَظَلتهِ ْالباسِقةَ،
سِحْرهُ الذي يَتَدَلى يَماماتٍ مُضيئةٍ،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والضحى..

(عادل قاسم)

والضُحْى َوالليلِ
اذا سَجى
والليالِ
واللهِ اُحبكِ
حتى اشتعالِ
حَد  َانْ
َتنالَ المنايا  مني
اواموتُ
دونَ هذا المَنالِ...؟
ياْمرأةً اَحْببتُها عُمْرا ً
َوتَدريْ.....
سيانَ عِنْدي َانْ...
تُبالي او لاتُبالي.....!
كفاني اني اُحَدِقُ
في مُقلتَيها
واعْزفُ ِشعريَ
نُجوماً تُضيئُ  جَبينَ الليالِ

رِثاءٌ لما تَبَقَّى//
شعر: عادل قاسم
****
سأبكي بكاءً مُرَّاً
أمرَّ منْ كأسي المُتْرعِ
بالخوفِ والجوعِ معاً
وأركِضُ حافيَ القَلبينِ...
حسيرَ الجَسَدِ
أُعْلنُ تَوبَتي...
بِنباحِ كَلبٍ نَبيل
وَحكمةِ جَنرالٍ أَليف
يَرْفعُ قبَّعَتَه
تَحية ًللأجْسادِ التي...
غَيَّبََتْها الطُبولُ
َسأبكي.......
يُشاطِرُني النَشيجَ الأليمَ
فَضاءٌ باذخٌ بالاُمْنِياتِ...
إني مَرَرْتُ مِن هُنا
ذاتَ َبين...
مَكثتُ تَحتَ أقْبيةِ القُدّاسِ
كانتْ الأجْراسُ
تُشَيِّعُ نَغَماتِها الَآفلةَ...
شَواهدَ من رَمادٍ....
أستَظِّلُ..بوجهِ غُمامةٍ....
مُتفادياً هذا النَّعيبَ
خَطيئَتْي...
أنِّي...
رَأيتُ عُشْبَةَ الخُلودِ..
ووَجهَ كِلكامِشَ....
مَحْكومٌ عَليَّ.....
أن أبْقى أجْترُّ....
حِكاياتي تِباع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَجْهُ البلادِ..//
بقلم: عادل قاسم
بكثيرٍ من غُبارالقَلقِ، وبضِعْفهِ من الصَپْرِ، أمْتَطيَ صَهوةَ الأَلمِ، وبألَفِ سِِربٍ من يَماماتِ الأملِ، وَقََفْتُ دَهْراً على ضفََّةِ المُنْحَنياتِ المُعْتِمةََ، تتقَيَّؤني ألسِنةُ الدَّمارِ، تَلفِظُني أََسنَّةُ الحِرابِ، طِفْلاًْ مُشَوَهاً لشهقةِ المساءِ الجافَّةَ، كأنَّني بِكَ ظِلٌّّ يَسْتخِفُّ بحروفِ القَلق، فَتَبدو بأكثرَ من وجهٍ غائرٍ بالرّخامِ، تتغيَّرُ ألوانهُ، كلَّما زَفَرَت الرِّيحُ، أَو صهلتْ كجوادٍ يَجري على غيَرِهُدىًً، تُوهِمُني عناكِبُ الخيالِ، أنا الواقفُ كخيمةٍ محدودبَ الظَّهر، أَعد ُّ أوراقَ ما تبقّى من ثوانٍ لزمن ٍ باهتٍ، أكلَتْ ثمارهُ أَسنَّةُ الحروبِ، على السَّواتِرِ المطليَّة بالدِّماءِ، كنتُ أُقلِّبُ الأينَ والفرقَ، الذي لايخطرُ على مُخيَّلةِ جَبلٍ، مالذي يجْعلَُ هذهِ الدَّوائرَ تستعيضُ بِتَغَربِ الخُطوطِ التي ﻻ تلتقي إلّا على اﻻَسرَّةِ، ساعةَ يولدُ الخرابُ، هكذا هي العواصِفُ، دونما سابقَ إنذارٍ، تُرْخي أَعِنََتََّها للجمرِ ليحترقَ على حََوافِّ الموائد الرَّخيصةَ، وجهُ البلاد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هناك//
شعر: عادل قاسم
****
هُناكَ منذُ أَن أدْرَكتُ،
أنَّ لاريبَ في إندحارِها،
أَطْلَقتُ عِنانَ خِيولي للرّيح،
وَرِحتُ أسْتَرقُ السّمعَ،
لِتَرنيمَةِ ساحِرهْ،
تحمِلُها نسائِمُ تَشرين..
وحُوريَّاتُ البَحرِ أَلماكِرات،
أللَّواتي تَلَقَفْنَ ..
صدىً وَوجيف..
هَمَساتِ السِّندباد،
الذي يطوفُ البِحار..
والبَراريَ والسُدُمَ المُسافِره،
هُوَ لَم يَكُنْ على مَعْرِفَةٍ..
بِمَسالِكِ البَحر،
كَمَعرِفَتِهِ الباذِخهْ..
بمَجاهِل الأحلامِ الفضفاضةِ بِرونَقِها،
هناَك في الأقاصي التي ..
تُحَلِقُ فيها الكواكبُ،
وزَنابِقُ الخَيالْ،
ثمَّةُ كائِناتٌ شفيفةٌ ..
تأْتَلِقُ في الجُزرِ التي ..
اصْطَحَبه إليها القُرصان الظَّريف،
الموكلُ بحراسَتِهِ،
كانَ المَساءُ ..
ساطِعاً بِحُمْرَتهِ المُزْرقه،
ترسو على أَهدابهِ المَراكبُ،
وَكانَ عَليهِ، أَنْ يَدْرُكَ االصَّباحَ،
غيرَ أنَّ الزمانَ ..
فضفاضاً ..
يَسيلُ على خُدودِ النَهار،
وَهوَ يَتَداعى ..
كأرْجوحَةٍ من رَماد، ..
فَكُلَما إِضطَرَبَتْ الرياحُ،
إِنْزَلَقَ مِنْ على..
كُرْسيهِ الخَشَبي،
في وَحْشَتهِ ألصارِمهَْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنتظرتك.../من قصائد اﻻنتظار
عادل قاسم

ًًإنتَظَرْتُكِ...
وَماليَ غَيرَكِ..
مِنْ مُنْتَظَرْ
إنتَظرتُكِ حتى....
أَزْهَرَ السِباخُ ...
وقام من..
 سباته الحجَرْ
واْبتَلَعَ الظَﻻمُ
النَهْرَ
والبيوتَ
والشَجَرْ
إنْتُظَرْتُكِ....
وَعَيناكِ....
تَهْرُبانْ....
كغابةٍ خضراءَ
منِْ نافِذَةِ السَحَرْ
لَعَلَني أَراكِ
في وِحْدَتي التي..
يلوكُها الضَجَرْ
حَمامَةً بيضاءَ..
وَمَوْجَةً تَرْقِصُ في..
قَرارَةِ البَحَرَْْ
تدلل انت بالذات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـعادل قاسم و تجربة الشعر الايقاعي و اللاإيقاعي
الشعر تجربة ، و المقدرة الشعرية تتناسب من تجربة الشاعر ، لذلك ليس مستغربا أن نجد الشاعر عادل قاسم ذا التجربة الشعرية الكبيرة وهو من أمهر من يكتبون قصيدة النثر الايقاعية ، المتلمسة لأدق تفاصيل الصوت و النبرة كما أشرنا الى ذلك في كتابنا النقد التعبيري ( الموسوي 2016 ) ،  أقول ليس مستغربا أن نجده أيضا من أمهر من يكتبون قصيدة النثر اللاإيقاعية ( السردية التعبيرية و النثروشعرية) .
من الواضح لكل متتبع أن ظهور السردية التعبيرية و النثروشعرية في قصيدة النثر العربية المعاصرة جعل الكلام و الجدل بين الشعر الموزون و اللاموزون من الماضي ، و حلّ محلّه الجدل بين قصيدة النثر الايقاعية ( المشطرة بالسكتات و الفراغات  ) و قصيدة النثر اللاإيقاعية ( السردية التعبيرية و النثروشعرية ) و التي نعتبرها الشكل النموذجي لقصيدة النثر . و في الوقت الذي يمثل التميز الخاص بكل شكل وجودا متقاطعا مع الاخر ، فان ذلك  لا يعني أبدا انتمائية الشاعر لأي منهما ، ففي الوقت الذي يحبّذ  شاعر معين  و يميل الى الكتابة بشكل معين ، فانّ لشاعر اخر أن يكتب بالشكلين معا ، أو بهما و بالشعر الموزون مثلا ، فكل هذه الاشكال و غيرها من أجناس الأدب عطاءات انسانية جميلة و رائعة . و لا يظنّ أبدا ان في عصر ما بعد الحداثة هناك مجال للراديكالية الأدبية و العنف  الرؤيوي الأدبي بان يحتكر الجمال و يدعى عدم تمثيله الا بشكل معين كما كان أهل الحدثة يدعون ذلك ، نعم هناك ميل و تفضيل دون سلب العطاء و الجمالية من الاشكال الاخرى ، و حينما نقول أن قصيدة النثر المكتوبة بالجمل و الفقرات و بالنثروشعرية و البناء الجملي المتواصل هو النموذج لقصيدة النثر ، فانّ ذلك لا يعني عدم دخول غير ذلك من أشكال الشعر في الاطار العام للشعر النثري ، لكن لا بدّ من القول انّ الايقاعية و الصورية العالية تقترب من الشعر التقليدي و تبتعد عن روح قصيدة النثر .
عادل قاسم البارع في قصيدة النثر الايقاعية و صاحب اللغة الهامسة و النبر الصوتي القوي ، نجده أيضا بارعا في كتابة السردية التعبيرية و النثروشعر ، و في الصف المتقدم من كتّابها . 
فصل : تجربة قصيدة النثر اللاإيقاعية .
بالنباء الجملي المتواصل ، أي بطريقة النثر العادية ، و بالنثرو شعرية حيث ينبثق الشعر من النثر الكامل المكتوب بالجمل و الفقرات من دون تشطير و لا إيقاع و لا فراغات و لا سكتات ، و بمعونة الشعر السردي و السردية التعبيرية مع تقليل من محورية الصورة الشعرية ، يتحقق لدينا نموذج قصيدة النثر ، و عادل قاسم قد برع بكتابة قصيدة النثر الكاملة النموذجية بنصوص نشرت في مجلة تجديد المتخصصة بقصيدة النثر . ففي قصيدته ( مديات ) المتكاملة من حيث الفنية و الجمالية و الرسالية ، محققة النص الادبي الكامل ، فانّ مهارة عادل قاسم تتجلى بقوة في هذا الشكل الأدبي بالبناء الجملي المتواصل و السعر السردي و السردية التعبيرية و حالة النثر الشعرية .
قصيدة ( مديات )
 عادل قاسم .
يًرتًجفُ منْ جًزعهِ ، ظلُّ الغرابِ ، حَيث يشاركهُ وجهُ الخريف المُكفهر ُ نَشيدهُ اﻷخير . كُلما تَصْفرُ الريحُ ضاحكةٌ من الصدى الذي يَتكَررُ في المدياتِ الشاسعةِ ، تذرفُ الغيومُ نشيجَها الساخرَ في زُرقةٍ فاخرةٍ من َ السَماواتِ المُفْزعةِ . يرتقُ ثقوبَها أَملُ البهجةِ الذي يَجيءُ على جناحي سُلحفاةٍ تُحِلَّقُ عالياً في مُسْتًنْقًعٍ من القَواربِ المَيتة على ضٍفةٍ تَنْتَكَسُ فيها اللغةُ ، وهي تَتَبَرأُ من حروفٍها التي أَرْخَتْ عنانَها لبراعةِ المغامِرين في لُجِّةِ هذهِ الغُربةِ النابحةِ على اﻵبدينَ في غَياهبَ الوًحًلْ !!!

يتجلّى هنا  البناء الجملي  المتواصل محققا نثرية كاملة   اوضح تجل له في عبارة
(كُلما تَصْفرُ الريحُ ضاحكةٌ من الصدى الذي يَتكَررُ في المدياتِ الشاسعةِ ، تذرفُ الغيومُ نشيجَها الساخرَ في زُرقةٍ فاخرةٍ من َ السَماواتِ المُفْزعةِ .)
و في عبارة
( يرتقُ ثقوبَها أَملُ البهجةِ الذي يَجيءُ على جناحي سُلحفاةٍ تُحِلَّقُ عالياً في مُسْتًنْقًعٍ من القَواربِ المَيتة على ضٍفةٍ تَنْتَكَسُ فيها اللغةُ وهي تَتَبَرأُ من حروفٍها التي أَرْخَتْ عنانَها لبراعةِ المغامِرين في لُجِّةِ هذهِ الغُربةِ النابحةِ على اﻵبدينَ في غَياهبَ الوًحًلْ )
و انّ من المبهر هذا النفس التركيبي بعبارة طولها ثلاثة أسطر ، و لا نجد عادل قاسم الشغوف بالايقاع و لديه تقديس لحركة السكون (  ْ ) لا نجده يستعملها هنا الا في نهاية العبارة على حرف اللام من كلمة ( وجل ْ ) اضافة الى تاء التانيث في ( ارختْ ) . ان هذا البناء الجملي المتواصل الذي يتخلى عن كل ايقاع شكلي هو القاعدة الاساسية و الشرط المهم لأجل الانتقال بالعبارة الشعرية الى حالة ( النثروشعرية )
  تتجلى هنا وقعنة الخيال ( أي التعامل مع الخيال بواقعية)  والذي هو من اساليب الشعر النثري و  الصفة البارزة لقصيدة النثر العربية  ، و بالخصوص في العبارتين اللتين نقلناهما . و مع النثرية الكاملة  تتحق حالة انبثاق الشعر من رحم النثر الكامل . فيكون لدينا شعر كامل منبثق من نثر كامل و هذه هي حالة ( النثروشعرية ) و التي في نظري هي من اصعب و ارقى اشكال و تقنيات الشعر وهي التي بالضبط قصدها بودلير و أمل في تحققها . و من الصعب او غير الممكن توفر ارضيتها الا بالسردية التعبيرية  ، فنجد هنا سردا تعبيريا بقصد الايحاء و الرمز ، انه حالة وقعنة للخيال أي جعل الخيال واقعا و العيش فيه و منح الحياة و الرؤية لكل فصوله و كياناته و شخوصه . و لا يمكن أبدا الا تصور حالة الرمزية القريبة في جميع جمل و اسنادات و مفردات النص ، بحيث لم يترك عادل قاسم مساحة من النص الا وظفه محققا حالة ( الشعر السردي ) .
بهذه الخصائص و السمات حققت قصيدة (مديات ) حالة متقدمة و مبهرة من الشعر النثري  و   قصيدة النثر و  السرد التعبيري ، اضافة الى تكامل رساليتها و فنيتها و جماليتها ، فكان حقها ان نختارها ضمن ( قصائد نثر مختارة ) .

فصل : قصيدة النثر الايقاعية
لقد بينا انّ شمول مفهوم قصيدة النثر للشعر النثر

بقلم الشاعر والناقد الكبير.. د..انور غني للموسوي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمناسبة اليوم العالمي للشِّعر:
مناجاةُ الشِّعرِوالشّاعر//
بقلم: عادل قاسم
****
هِبني صراطكَ ۤأيها ُالمُتخفي بينَ جداولِ شلالاتِِ من رفيفِ النّورِ وشدوِ الملائكة.ْ
ليس ﻷحدٍ عليَّ من سُلطانٍ سواكَ. اتنشَقكَ أبدًا وأَنْتَ تهبطُ علي بحنُوِّ أمّي وصرامة أبي. تأخذُني الى مُدُنِكَ المليئةِ بالالغازِ والأحاجي. تَحْملني برقةٍ على جناحيْكَ وأنت تهمسُ بقلبي. أيْ بنيَّ لكَ أن تَتَجَوَلَ في مَدائِني الذهبيّةَ وخَرائبي. أبوابي مُشرًَّعةٌ أمامَ عينيكَ السّرِّيَّتينِ. هذه مُدُني السَّاحرةُ التي تراهاٍ بِشَكْلٍ مغايرٍ كلَّ حينٍ وتَبني ما تشاء. أنا افتحُ أبوابي لبُرْهَةٍ.  ولكَ أن تُلقْي بشباكِكَ. لتَغْرفَ الجَمْرَ أواللآليء. لتُشَيِّدَهياكلَكَ المُقدسةَ على سفوحِكَ الورقيَّةِ البيضاءَ. في هذا العالمِ المُكتظِّ برأسِكَ التي تتنازعهُا الأضدادُ. فتبوح بأسرارِكَ كيمامةٍ غريرةٍ تَرتَجفُ في كلِّ طيرانٍ لها في آفاقي. تَضْحكُ وتَبكي ْْكلما أَوْصَدْتَ نَوافذي عائدًا لديارِكَ َبما سأَقْرأَهُ مع الآخرين.هكذا هو سِرَّنا الذي قطعناهُ على أَنْفُسناِ أيُّها الشَّاعرُ. كُلَّما دَخلْتَ مَدائِني وأغْتَرَفْتَ ما تشاءَ. قدَرُكَ أنْ تَدورَ في أَفلاكي حِينَ تَهبطُ على صدرِكَ ملائكتي الخياليَّة المشاكسة.
ْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظِله الكبير..

عادل قاسمُ

ايها الماسِكُ عيونَ زَمنٍ من رمادٍ. تهافتَ
على اَديمِ أَرصفةِ الضبابِ. جراحاتٌ تتوسلُ بريقَ النسيم.أن ينفخ منْ روحه.ِ
في جَۤدَثِ هذهِ المُومْياواتِ التي تَرْكضُ فَزِعةً في الشَوارعِ .اذْ اَضْحَتْ مُشْعثةً بغبارِها الاَشْيبِ وهيَ تَنْهارُ حيثُ اَسبَتَ- مُتوحداً معَ اِنطفاءِ آخرَ النهاراتِ الفَتية- ظِلهُ الكبيرُْ.

يَئِّنُ صَريعاً تَحتَ اَقدامِ اللاّهثين.يَرْكِضونَ جِموعاً على البِطاحِ وجسورِ عَقيمةٍ ﻻتُفضي الى ضفافٍ اَمنة غيرَ مُدْركين.اِنَّ ذلك الذي يوميءُ بعصاه.لهُ راَس ديناصورٍ مُنْقَرِض ماتبقى منه .عيناهُ وَفتاتٍ من اَرغفةٍ مُتيَبِسة .وَخلْفَ ذلكَ السورِ سَرابٍ لِمُروجٍ يانعةٌٍ اَحرَقَها الرُعاةُ قُبيلَ سَفَرَهم لِمَدائنِ من خَشبٍ هناك على سفوحٍ تضَلِّلُها اَشجارٌ اﻻَساطيرِ
ٍْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هناك دراسات نقدية كثيرة لم يتسع لنا المكان لنشرها عن المبدع الاستاذ عادل قاسم ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق