قراءة عابرة في نص (تبتّل) والاسلوبية لدى الشاعر الجياشي ، ونكران الذات
لديه ( فضيلة عظمى)
...........................................................................
الاسلوبية في التوظيف الحديث أهم ما يحققه الشاعر ، التعبير بالصور المثقلة بالهم هي ادراك لواقع مؤلم ، لكن حينما يجيد الشاعر رص حرفه بحرفنةٍ كبيرةٍ انما يدل على عمق ما يحتويه من مقومات لتجعله معطاة .
وبما اننا نمر في مرحلة الحداثة ، أو مابعد الحداثة لابد من توظيف العنصر المدهش في النص .
يقول "ابن طباطبا العلوي" إن مفهوم الأسلوب الجيد القائم على أصول فنية كالمطابقة بين اللفظ والمعنى ابتداءً والتوفيق بين القوافي والأبيات انتهاء قائم من اهتمام ابن طباطبا بخصائص نظم الشعر، لأن شأن الشاعر ـ في اعتقاد ابن طباطبا ـ كشأن ((النساج الحاذق الذي يوفق وشيه بأحسن التوفيق ويسديه وينيره))(6) حتى يجلي نظمه في أحسن حلة، ولا يتأتى له ذلك إلا بالحذق في صناعة الأسلوب والتحكم في آلياته.
وإلى جانب اهتمام ابن طباطبا بخاصية التلاؤم بين مواد الشعر يؤكد كذلك خاصية الصدق في التجربة الشعرية، ولا يكون ذلك على مستوى المبدع بل تتعداها إلى المتلقي الذي يتأثر لما يتلقاه مما قد عهده طبعه وقبلته مداركه، فيثار بذلك ماكان دفيناً، ويتجلى ماكان مكنوناً.
ويقول وليس هذا فحسب، بل الصدق يتجسد ـ كذلك ـ على مستوى ثالث يشترط فيه موافقة تجربة السامعين، إذ يوظف الشاعر تجاربهم في أشكال صور استعارية.
للشاعر حرية كبيرة بما يطرحة من مفردات لكن شريطة ان تكون مفهوما واضحا للمتلقي الذي لايستطيع جهد نفسه في البحث عن ما يطرحه الشاعر ، أو أذا صح التعبير أقول على الشاعر ان يتعامل مع المتلقي ببساطته ، أو تكون اسلوبية الشاعر مختلفة من حيث الارتقاء بمستوى يضاحي الحداثة .
ليس غريبا اننا نبحث في نص ونتوقف عنده لغرض الاعادة في القراءة وادراك محتواه من كل الجوانب ، فالاسلوبية اكثر الاسباب التي تجعل المتلقي يتوقف .
هنا حاول الابتعاد عن اللفظية المملة في بناء اسس النص ، اي جعل المتلقي يستطيع قاراءة النص بلفظية دون تردد وارباك.
هنا قد يكون الشاعر الجياشي اراد توظيف النص بطريقة اقرب مما هي أقرب بحرية الانزياح في كتابة النص المتطور الحديث الخالي من الشوائب.
لحظة توقف في نص (تبتّل) للشاعر الاديب ( جاسم حمد الجياشي) وانطلاقة العنوان إلى ما يقوله ( فمُ الليل / لاينفكُ عن العواءِ برأسيَ فهل من بليدٍ يؤطرني / ببلادته ليلةً !! / كيـــــــــــــــــــــــــــــــــفَ ؟ وذاكَ الصبحُ باتَ بعيــــــــــــــــــــــداً / ونجمةُ الليلِ معصيةٌ / إن أنارتْ بعضُ وجهيَ /
استخدام اللغة المكانية مستخدما عدة تراكيب ، بأسناد مفرداته برصيد فلسفي مختلف فيتجه صوب مواصفات هذا التجاوز والانزياح، الى الاستقرار حيث يؤسس قواعد الحداثة متجددة الرلرؤية مبتعدا عن ضبابية اللغة ، التي تحرر الذهت دون توتر معالجا واقع حقيقي ، متخذا مسالك جديدة في التعبير، كذلك يرغم المتلقي في تلقي وتقبل المصطلحات في شعريتها وشاعريتها المتكاملة.
يقول الدكتور (عبد السلام المسدي ) أن النص النقدي يصيرُ ـ بدوره- نصا إبداعيا آخر من خلال تناوله نصا إبداعيا أوليا.
في قوله واكمال النص (أنا....ذلكَ الحالمُ / بنهدٍ لم يضرجْ بعدُ برضابِ الغرباءِ / وشفةٍ عذراء / لم تزرها سنابكُ خيليَ! / أنا.. وطنٌ / لكلِ الحالمين بهِ / أنثرُعليهم ..عذريةَ قلبيَ / وعفةَ أحلاميَ / المتشظيةَ بين الضلوعِ/.
أنه يسوع في الحلم ، حكمة ودراية ، بلاغة وتوظيف ، كانه جمع كونيات بسيطة بلغة متحررة والابتعاد عن التكلم بلغة الفرد الواحد ، عندما المتلقي النص وما يحتويه يبدا القول انه الشاعر يصف نفسه لكن العكس صحيح فأنه يصف واقع بلغة سريالية تحاكي الواقع ، فتجد قائمة كبيرة في نسيج واحد يستلهم الخصبة الجيدة ليغرس فيها ما يبتغيه ، حيث أن الثيمة التي استخدمها كانت عبارة عن ثيمة كبيرة لاتسعها اوراق الا من كان مدركا بها ويعرف كيف يلملمها ليجعل بصماته تتأثير في النص.
يقول في نهاية المقطع الاهم والمهم بنفس الوقت / أنشرُ ملابسَهم الباليةَ على حبالِ طهريَ / أنا ..بقايا نبيِّ ! / لم يبلّغْهُ الربُّ / إتمامَ نعمتهِ بعدُ أنا.. ذلكَ العاشقُ المتبتلُ / حدَ.. ال.....بيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاض !كيفَ ؟ / وذاكَ الصبحُ باتَ بعيــــــــــــــــــــــداً.
نكران الذات الشخصية ، يقول (الدكتور علي حسون لعيبي ) في مقالته عن حسب الشيخ جعفر، يصف بها نكران الذات والزهد ، يبدو أنه زهد الحياة فرسم لحياته مسارا آخر يختلف عن المشاهير مثله.. فيرى أن الإنسان الأجمل هو في ذاته التي يحاورها دائما ويتمنى أن يصل اليها الآخرون، الصورة المثلى لواقع يحتوي الجميع دون اضطهاد أو تعسف.
هنا ينطبق الكلام كذلك على الشاعر الاديب الجياشي الذي نكر ذاته ليعطي لغيره ،كذلك صب طيب المشاعر للاخر وهذه الصفة قل نظريها في وقتنا الحالي ، انا لا اريد التحدث اكثر عن شخصيته المعروفة ، ولكن التحدث عن ماهو بداخله ، ولعل هذا يفسر لنا معنى آخر الا وهو الصداقات التي تنحل بسرعة إذا ما اصطدمت بكرامة ذاتية أو غرض ذاتي ، بمعنى آخر وحسب فهمي البسيط .
إن شخص نبيل لا يزاحم الناس في طريق الحياة ، بل يفسح لهم مجالًا لكي يعبروا، ولو سبقوه.. أنه يختفي لكي يظهر غيره ، ويصمت لكي يتكلم غيره ، ويمدح غيره أكثر مما يمدح نفسه ، ويعطى مكانه ومكانته لغيره، وإن كان وبذلك يسعد نفسه هو ، انه انسان كامل الصفات ، دائم التفكير في غيره، ومحبة غيره ، تجد فيه الذات الحقيقية ، لا نه ذات الشخصية الحقيقية.
( تقديري واحترامي للشاعر الاديب الجياشي)
لديه ( فضيلة عظمى)
...........................................................................
الاسلوبية في التوظيف الحديث أهم ما يحققه الشاعر ، التعبير بالصور المثقلة بالهم هي ادراك لواقع مؤلم ، لكن حينما يجيد الشاعر رص حرفه بحرفنةٍ كبيرةٍ انما يدل على عمق ما يحتويه من مقومات لتجعله معطاة .
وبما اننا نمر في مرحلة الحداثة ، أو مابعد الحداثة لابد من توظيف العنصر المدهش في النص .
يقول "ابن طباطبا العلوي" إن مفهوم الأسلوب الجيد القائم على أصول فنية كالمطابقة بين اللفظ والمعنى ابتداءً والتوفيق بين القوافي والأبيات انتهاء قائم من اهتمام ابن طباطبا بخصائص نظم الشعر، لأن شأن الشاعر ـ في اعتقاد ابن طباطبا ـ كشأن ((النساج الحاذق الذي يوفق وشيه بأحسن التوفيق ويسديه وينيره))(6) حتى يجلي نظمه في أحسن حلة، ولا يتأتى له ذلك إلا بالحذق في صناعة الأسلوب والتحكم في آلياته.
وإلى جانب اهتمام ابن طباطبا بخاصية التلاؤم بين مواد الشعر يؤكد كذلك خاصية الصدق في التجربة الشعرية، ولا يكون ذلك على مستوى المبدع بل تتعداها إلى المتلقي الذي يتأثر لما يتلقاه مما قد عهده طبعه وقبلته مداركه، فيثار بذلك ماكان دفيناً، ويتجلى ماكان مكنوناً.
ويقول وليس هذا فحسب، بل الصدق يتجسد ـ كذلك ـ على مستوى ثالث يشترط فيه موافقة تجربة السامعين، إذ يوظف الشاعر تجاربهم في أشكال صور استعارية.
للشاعر حرية كبيرة بما يطرحة من مفردات لكن شريطة ان تكون مفهوما واضحا للمتلقي الذي لايستطيع جهد نفسه في البحث عن ما يطرحه الشاعر ، أو أذا صح التعبير أقول على الشاعر ان يتعامل مع المتلقي ببساطته ، أو تكون اسلوبية الشاعر مختلفة من حيث الارتقاء بمستوى يضاحي الحداثة .
ليس غريبا اننا نبحث في نص ونتوقف عنده لغرض الاعادة في القراءة وادراك محتواه من كل الجوانب ، فالاسلوبية اكثر الاسباب التي تجعل المتلقي يتوقف .
هنا حاول الابتعاد عن اللفظية المملة في بناء اسس النص ، اي جعل المتلقي يستطيع قاراءة النص بلفظية دون تردد وارباك.
هنا قد يكون الشاعر الجياشي اراد توظيف النص بطريقة اقرب مما هي أقرب بحرية الانزياح في كتابة النص المتطور الحديث الخالي من الشوائب.
لحظة توقف في نص (تبتّل) للشاعر الاديب ( جاسم حمد الجياشي) وانطلاقة العنوان إلى ما يقوله ( فمُ الليل / لاينفكُ عن العواءِ برأسيَ فهل من بليدٍ يؤطرني / ببلادته ليلةً !! / كيـــــــــــــــــــــــــــــــــفَ ؟ وذاكَ الصبحُ باتَ بعيــــــــــــــــــــــداً / ونجمةُ الليلِ معصيةٌ / إن أنارتْ بعضُ وجهيَ /
استخدام اللغة المكانية مستخدما عدة تراكيب ، بأسناد مفرداته برصيد فلسفي مختلف فيتجه صوب مواصفات هذا التجاوز والانزياح، الى الاستقرار حيث يؤسس قواعد الحداثة متجددة الرلرؤية مبتعدا عن ضبابية اللغة ، التي تحرر الذهت دون توتر معالجا واقع حقيقي ، متخذا مسالك جديدة في التعبير، كذلك يرغم المتلقي في تلقي وتقبل المصطلحات في شعريتها وشاعريتها المتكاملة.
يقول الدكتور (عبد السلام المسدي ) أن النص النقدي يصيرُ ـ بدوره- نصا إبداعيا آخر من خلال تناوله نصا إبداعيا أوليا.
في قوله واكمال النص (أنا....ذلكَ الحالمُ / بنهدٍ لم يضرجْ بعدُ برضابِ الغرباءِ / وشفةٍ عذراء / لم تزرها سنابكُ خيليَ! / أنا.. وطنٌ / لكلِ الحالمين بهِ / أنثرُعليهم ..عذريةَ قلبيَ / وعفةَ أحلاميَ / المتشظيةَ بين الضلوعِ/.
أنه يسوع في الحلم ، حكمة ودراية ، بلاغة وتوظيف ، كانه جمع كونيات بسيطة بلغة متحررة والابتعاد عن التكلم بلغة الفرد الواحد ، عندما المتلقي النص وما يحتويه يبدا القول انه الشاعر يصف نفسه لكن العكس صحيح فأنه يصف واقع بلغة سريالية تحاكي الواقع ، فتجد قائمة كبيرة في نسيج واحد يستلهم الخصبة الجيدة ليغرس فيها ما يبتغيه ، حيث أن الثيمة التي استخدمها كانت عبارة عن ثيمة كبيرة لاتسعها اوراق الا من كان مدركا بها ويعرف كيف يلملمها ليجعل بصماته تتأثير في النص.
يقول في نهاية المقطع الاهم والمهم بنفس الوقت / أنشرُ ملابسَهم الباليةَ على حبالِ طهريَ / أنا ..بقايا نبيِّ ! / لم يبلّغْهُ الربُّ / إتمامَ نعمتهِ بعدُ أنا.. ذلكَ العاشقُ المتبتلُ / حدَ.. ال.....بيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاض !كيفَ ؟ / وذاكَ الصبحُ باتَ بعيــــــــــــــــــــــداً.
نكران الذات الشخصية ، يقول (الدكتور علي حسون لعيبي ) في مقالته عن حسب الشيخ جعفر، يصف بها نكران الذات والزهد ، يبدو أنه زهد الحياة فرسم لحياته مسارا آخر يختلف عن المشاهير مثله.. فيرى أن الإنسان الأجمل هو في ذاته التي يحاورها دائما ويتمنى أن يصل اليها الآخرون، الصورة المثلى لواقع يحتوي الجميع دون اضطهاد أو تعسف.
هنا ينطبق الكلام كذلك على الشاعر الاديب الجياشي الذي نكر ذاته ليعطي لغيره ،كذلك صب طيب المشاعر للاخر وهذه الصفة قل نظريها في وقتنا الحالي ، انا لا اريد التحدث اكثر عن شخصيته المعروفة ، ولكن التحدث عن ماهو بداخله ، ولعل هذا يفسر لنا معنى آخر الا وهو الصداقات التي تنحل بسرعة إذا ما اصطدمت بكرامة ذاتية أو غرض ذاتي ، بمعنى آخر وحسب فهمي البسيط .
إن شخص نبيل لا يزاحم الناس في طريق الحياة ، بل يفسح لهم مجالًا لكي يعبروا، ولو سبقوه.. أنه يختفي لكي يظهر غيره ، ويصمت لكي يتكلم غيره ، ويمدح غيره أكثر مما يمدح نفسه ، ويعطى مكانه ومكانته لغيره، وإن كان وبذلك يسعد نفسه هو ، انه انسان كامل الصفات ، دائم التفكير في غيره، ومحبة غيره ، تجد فيه الذات الحقيقية ، لا نه ذات الشخصية الحقيقية.
( تقديري واحترامي للشاعر الاديب الجياشي)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق