الجمعة، 15 يوليو 2016

بين اوجاع الحبيبة وانات الوطن قراءة نقدية في نص/ حبيبتي والوطن لعبد الجبار الفياض / بقلم الشاعرة انعام كمونة / العراق

بين اوجاع الحبيبة وانات الوطن قراءة نقدية في نص (حبيبتي والوطن) لعبد الجبار الفياض 
بقلم : الشاعرة انعام كمونة
نص وطني وجداني بمضمونه باسلوب راقي تكاد تجزم برومانسية النبضات … نص يتقد بالمشاعر الإنسانية والوطنية والانتماء للبشرية المعذبة الروح الموجوعة الحياة والمجروحة الوطن هوخضم احداث واقعية ومعايشة حتمية..يبوء المرأة في ذروة رؤياه التاملية يتابع تاريخ معاناتها فينحتها رموزا في ملامح السياق الشعري بصور شعرية توحي بمكانة المراة العراقية في فلذات تفكيره وعتبات قلبه ومن دليل مطابق ينضوي احتواءات عشق ووجد…
الحبيبة والوطن … بلغة متوهجة جمعت مابين الصور الشعرية الرقيقة واللغة الرشيقة العبارات بأسلوب مترابط البنية من فكرة وخيال .. لغة وايقاع واحساس ..جعلنا نتسلقه باهتمام لما يمثل الكثير من المعاناة الانسانية لشعب قدر له ان تنتهك حرماته دون سبب غير الطمع بخيراته … 
حبيبتي والوطن… ثيمتان متلازمتان جذلة المعنى جميلة الاشارة تنقلنا مباشرة لعاطفة الشاعر بلغة نابضة رقة وعذوبة خيال بتكثيف دون تكلف وتقنين تقني بارع .. ذات صوت موسيقي حنين باختلاف المقاطع المتشابه الوجع بسمفونية الانين..فلسفة ذاتية لقضايا الحياة بنفسية متحسسة ومتوجسة لذبذبات بيئته الواقعية وتفاعله كشاعر معاصر متحمس لما يعتري هذا التركيب من معاناة … عنوان قد يستقرؤه البعض بدلالة العاشق من موسيقى تمازجهما الذائب وما اضفت عليها واو العطف من رفقة متوحدة فالمعطوف والمعطوف عليه لا جدل من انفصاله كما لا فرق بين الحبيبة والوطن كلاهما سكن وجداني وعاطفة لا تنضب بهيمنة العناق والتلاصق الروحي… ذلك التمازج نسغ متجانس لا يرتويان من شتات وانما يتكاملان من مصب واحد مما يوثق التشابه التام واستحقاق التلاشي ببعض… بداية التماهي بين الحبيبة والوطن من شاعر غارق في الحب حيث لا تنفرط حبات عشقه الا بدونهما…ولأن الصور الحسية للحبيبة والوطن نفس واحد في وجدان الشاعر لذا يكرس نبضه لهما لما يستحقان من عطاء بالروح والحياة .. 
استحداث الفكرة ليس بالجديد على تأمل الرمز ومبتغى الدال بل ايصال هذا التأمل بحرفية وصورناطقة بالألم يرسمه باقتدار مبهر بخيوطه المتشابكة توصلنا لجمال الأحساس الانساني الصادق في خيال الذات الشاعرية يكون هوالأبداع .. 
وبما انه لكل نص حافز وخيال فالعنوان يجاذب الأحساس بتشوق للقارئ ليتذوق مفاصل النص ولان كل كلمة فيه هي رمز ودليل نستشف منها لواعج حميمية في اعماقها التعبيرية والتي توصلنا لغاية السحر الموشي بمغزاه ..يسحبنا الشاعر رويدا رويدا لمكامن اسراره ليعلن لنا عن ماهية حبه ووجده وها نحن نتبع تمكنه المحترف وغزله الموارب للدهشة يؤاخذنا لتفاصيل ما يريد ان نبحر بامواج حروفه لندرك الوقت ….
وقتَ 
أكتبُ عن حبيبتي 
يُزيحُني عالمٌ 
لعوالمَ ليستْ بذاتِ حدود
أدخلُها حاسرَ القلب …
بحروفٍ لا تُكتَبُ …..
فللعشقِ لغةٌ من ضوءٍ مسموع . . . 
فكيفَ لها أنْ تكونَ قصيدة ؟ 
دون أنْ تمرَّ على جروحِكَ 
القصيدة !!................ 
يأتيني منك خنجرٌ 
يبقرُ خاصرتي . . . 
يدنيني لمهوى إحتراقْ
نشوةٌ غائرة
بين بدءٍ 
وافتراقْ . . . 
أكبرُ من أسمائِها 
احتواءاتُ قلوبٍ عاشقةْ . .
. . . .
وقت … اكتب عن حبيبتي …. لغز متهادي الدلالة متزامن التواصل حب لا متناهي .. مجاز موفق الترتيب يغني عن الشرح بمبضع التشريح موجز بعمق نكتفي به من تأويل قارئ متطلع بشغف .. كلمة اختصرت كل الأوقات والأزمنة بدراية شاعر عتقته الخبرة اللغوية وامتهان الأدب ببحوره الواسعة فرشفنا من موسوعة وجدانه حب بكل الأوقات …. وما يكتبه عن حبيبته عليه ان يطرق عوالم اخرى فلحبيبته جذور متأصلة لا وقت لها ولا مكان بل امتداد من الخليقة هي المرأة بجميع تمظهراتها ( الأم والأخت …والحبيبة والسكن ) … 
حواء الأرض بكل القابها المفعمة بالحياة ... لا وجود بدونها …. حروفه وتأمله وإحساسه بكل لحظة ينقله لكل العوالم (عشتار, ليلى ,شهرزاد ) فهي العوالم نفسها.. والحب في حرف الشاعر كائن حي بكل المشاعر والأحاسيس يعايش كل العصور مادام القلب حيا نابضا …. يستحوذ الشاعرذلك الشعور الأخاذ من ماض ممتد حاضر في خاصرة الزمن … أول لبنة للنص ترسم ت اريخ بصور البيان المضمخة بالجمال يوحي لقراءات مفتوحة الدلالة بدون مبالغة .. تصوير قريب من مستوى اي قارئ وما يستذكر من نساء وتبرز في وصفها بساطة التعبير للصورة المحمولة في ذهن الشاعر واعماقه …. تستنفر اهتمامه
يرحل الفياض فيفيض بإحساسه الرقيق يجرفنا معه بمشاعر مرهفة يعبر بدقة وهيبة لذلك الحب .. هو التقديس الرائع والباذخ لعمق ما يعتريه من خلجات وكينونة خشوع معنوية المعنى صادقة التعبيرمن اجلال وتقدير … تحتل غدير احاسيسه ومدارك مشاعره عندما يمرق بفكره لذكر حبيبته كأنه يلج صرحا مقدسا … 
فأي كلام سيذكره وهو متشعب الالم .. متشبع الوجع ؟ .. من سيل معاناة عاشتها المرأة لسنين طويلة من الحروب والفقدان والحرمان وشضف العيش والمواجهة الصعبة من مسؤليات عديدة انابت بها عن الرجال فأصبحت هي رب الاسرة والمعيل لا معين ولا دليل … قاسمت معاناة الوطن وآلامه وجع لا مفر منه لذا هي امرأة تستحق الانحناء ورفع القبعة والعمامة احتراما وفك وشاح الرأس ورميه حزنا واحتجاجا ورفع كل مقتنيات الراس هيبة وتقديرا لشيمة انثى قدمت ارواحا تلو ارواح احبة واعزاء من صميم القلب والكبد .. فكيف لا يكون حاسر القلب بكيان حياته ؟ .. لغة بيانية راقية التعبير متوهجة الفكرة صورة شعرية اخاذة اُسندت لكل العوالم مشاركة الألم تقديرا وحبا وعرفانا.. اُثلم هذا القلب نزفا وكدرا..؟ من كلم المواقف بكل حين.. والقلب سيد الأسرار وخازن المكنون يجسد االحزن العميق رغم ان العقل يتمالكه الا انه قد ينتزع السلطة عنوة او يرخي العنان متغاضيا فتمطر الاسرار لوعة من اعماق المهج .. من هذا الوصف الرائع والعميق اقول ان للشاعر قلبا يختزنه فقط من اجل حبيبته والوطن يحمله مكلوم الشغاف منقوعا بخيبات الحشايا ومخاض يعكس التأثر النفسي والانفعالي بحس انساني تمثل الابعاد الاجتماعية والسياسية للمرأة العراقية بالذات ان لم تكن العربية عامة لأنها عانت باختلاف عن العربية وان تكن خصوصية فذة فلا ننسى المرأة الفلسطينية وما زالت معاناتها مع العدو الصهيوني ….
يتملكنا ذلك الفضول لفك أحجية هذا النص والتمتع برؤياه الغائرة في نمنمات الصورة الخيالية .. .. ونموذج الحبيبة ليست نصف حياته و جموع وطنه وسكنه فقط بل هي سيرة صراع المحن للمرأة العراقية وما سكنتها من مصائب تمثل ملامحها في هيكلية النص والتي تترابط بتنامي الفكرة وتأثيرها الوجداني بعناصر تقنيات اسلوب النص من لغة بسيطة عميقة والصورالشعرية والتي تعتبر ابرز الأدوات التقنية للتعبير عن احساس الشاعر بتامله وتاثيرها في بنية النص نلاحظ يستخدمها الشاعر كملمح رئيسي لنقل مشاعره عبر نسج تعابيره وربط عناصرها ببعض بادراك مرن بسيط رصين ونرى صور محورية عدة تجسد اوجه بلاغية تتمثل في الأستعارة بمجازات عديدة فالعشق بمفهومه المعنوي يجسد الشاعر لغته من ضوء مسموع نرى مدى الدهشة التي تفاجئ ذهن المتلقي ان يستمع للضوء ان يتيقنه بحاسة السمع …!! تحتاج ايضا لخيال كي يستوعبها القارئ … بلاغة رائعة الجمال و عنصرمتوهج نابض لبوحه عشقا بلغة من ضوء …؟ وأي لغة تتحول نورا متداولا ومفهوما تدخل المسامع بأرق النغمات فتطرب العقول بتموجها الهادر .. 
رغم بساطة الكلمات الا ان الصورة الشعرية ما ان تأتي ذائبة في الوسط حتى تشد حيرة التأويل من خصر القصيد فتبزغ دلائل عديدة وتتفرع مقاصد المغزى وعلينا الأمساك بها لتناسب المرسوم .. ومع ما نتوصل اليه نقول هو السهل الممتنع… 
مازلت في حيرة بين العاشق والمعشوق ابحث عن مكنون هذه الحبيبة والتي قد تقتل الشاعر بخنجر تطعنه حبا وألما ومع هذا يكون نشوة مابين لقائه معها ومفارقته للحياة … والدلائل كثيرة برمزية موحدة … لان القلب احتواء والحبيبين لا شتان بينهما فالعشق جنون والحبيبة واحدة والوطن هي بغداد .. البصرة .. هي الموصل وأيهن غيرها والعراق يرفل بالجميلات من مدنه بالحبيبات لكل عاشق لوطنه فالأسماء لا تعني شيئاً بقدر من سكن القلب … فاي جرح او وجع ينتابها سيبقر خاصرته غيلةً وغدرا ومن دليل اخر يشير للرحيل والهجرة وما هي الا احتراق من اضطرار فالقلوب احتوائات لحبيب مميز قد يكون وطن اوحبيبة ارقت حياة الشاعر من بعد وهجر وغياب او رحيل فتورث الجراح ذكريات توقظ الأحتراق و تلك معاناة الحبيب
رمادُ هموم 
يغلقُ عينيَّ 
يصيبُني رمد 
لا أرى في داخلي 
إلآ أنت . . .
ليس موحشاً انفرادٌ 
أجدُك فيه عارياً من سوء . . .
. . . . . 
أيمكن ان يكون العشق ألما ؟ 
أتلذذه 
بشوق غريق 
بينهُ 
وبينَ الجرف أنفاسٌ 
يدفعها الموجُ بعيداً 
أيُّ ألمٍ 
يُغرقُني بقطرةِ حبٍّ
لغسلِ قدميْك . . . ؟
اي وجع يصيبك ايها العاشق الولهان عندما يعتري الحبيب هموم وأحزان تؤلم الحبيب نار تتأجج تنطفئ تصيبك برمد العيون ؟.. والعيون فداء وان عمت.. وما يستذكره الشاعر وهو يحمل حزنا وهما عميقا من ماض للحبيبة..لوطن وان بقي رمادا إلا انه نار تتاجج وان خمدت رمادا .. ما اراد الشاعر قوله والحبيبة كيانا وذات كذلك الوطن وما تكنه العبارة من صدق شفيف ومغزى بجزالة العشق رفيق مخلص .. 
انه الحب الأبدي والتلاحم الرباني المغروس بين الظلوع من طينة ادم هي الحكمة الربانية لا استعلاء عليها او نكرانها منذ خليقة التلاقي والقلب احتواءات ومصبات عشقية لا تنفذ الا بالوفاء ولا تأتي من هراء ويشير الشاعر ان حروفه مهما عبرت لا تحمل بقدر ما يحسه كعاشق مولع بهذا الحب الصب لدرجة ان عينيه لا ترى الا الحبيبة والوطن فلا وحشة معهم وإنما نقاء وصفاء وكل ما يتمناه ان لا يصابوا بأي سوء ويسلموا منه .. نرى الشاعر ينقلنا لتامله بصدق عميق معبر لما يعتصره ويعاصره تاريخا من تغيرات نفسية وانفعالات حسية وادراكاته الشعورية كل هذه من وجدان ذاته تتحكم بمنطق تأملاته ينقلنا من تأمل الى واقع وينجح بروعة تعابيره وهو يسرد بشكل متدرج لما يريد ان يوصله من فكرته للقارئ والمتأول لا يفلتنا بحرف بل يشدنا شدا وشذا بترابط الصورالرشيقة والمجازات الجميلة وانثيالات حسية فتشدني خطواتها اتبعها بتلاحق شوق وانات لأنهل من رياض عشقه المحسوم امره واتمم بوحه المتوهج على ادراج نوتات الانين ... 
ثم يستفزني تساؤل :ايمكن ان يكون العشق الما ؟ نعم العشق الماً في وطننا لا يفارق لحظاتنا .. الم من صميم الوجع من حبيبة او حبيب لا مفر من الوقوع في العشق .. وهو يعترف بهذا الألم والتلذذ به فأي عشق يكون لحد الاحتضار والإحساس بالموت لأجل الحبيبة يتمناه هاهو يزحف ليلمس جزءا منها ليلمس قدميها .. تربتها .. بقطرة من حب ؟ مرعبة التعبير بصورة الدال لدليل يستحق كل ذخائر الحب في مكنون مشاعر شاعرنا برقي احساس يصور الحب والتضحية له ان كان لوطن او حبيبة اخفق بالوصول اليها فاثارت شجونه !! وأي حبيبة تستحق كلّ هذا؟ نحن نتساءل لذا علينا التجديف للوصول لمرافئ الحنين من سؤال جوابه المتلذذ !! 
عن عينيها المساء 
تهبطُ الأوجاعُ الهاربةُ من جروحِها 
حفيفَ غيْثٍ خائف
لا يسمعُهُ
إلآ الموتى
أنا
أمسٍ 
يتنفسُني عِشقاً
لا يمزّقُهُ رصاصٌ خائب !!
. . . . .
موتاكَ 
يعرفون وجوهَ القتلة 
يحملون بياضاً أنقى من ميلادِ فجر. . . 
أوجاعُكَ 
لا تخجلُ منّي 
لا أغلقُ باباً دونَها 
تسكنُني من غيرِ أجر . . . 
قدري 
أنْ أغمسَ فيها رغيفَ يومي . . .!
. . . . .
وهاهو المساء منبع القهر والذكريات المؤلمة والاحلام المذبوحة عنوة … تتفتح به الجروح وتفيض بحرا من الم دفين بشهقات الموت تستبيح الظلمة بخوف وتوجس من الأخرين …وكانه ينقلنا لحديث النفس او المناجاة للحبيبة والتي تبحث عن اجابات مفقودة في اكوام الفوضى وهي تعرف انها العشيقة الوحيدة والرصاص شظايا عنف اينما تستذكر واينما يخلد انتظارها .. وبانتقالة رائعة المرور هادئة القفز جميلة الأنسياب بأنساق الاسلوب.. عتاب حنين بأعماق انين بين حبيب وحبيب . صوت خافت يطرق ايامنا بقوة التواجد في الحياة .. حديث النفس لوطنه الجريح .. ايسمعه ؟ لحبيبة تذوبه عشقا قاتلا اتراه ؟ .. فالموتى يعرفون من القاتل .. هو عدو مضلل بتشوهات عقائدية عديدة ومغريات مجونية بثمن بخس يبيعون حياتنا وأرواحنا فيرحل موتانا انصع من البياض شهداء فداء للوطن والحبيبة.. والأوجاع تتكالب دون رادع .. الحدود مرتهنة للغرباء والحاقدين ومن لهم اغراض ومصالح تمتص الدماء … الألم يعتصر وجدان الشاعر فيقطر فؤاده حزنا .. مرغما يعيش ايامه هما وغما بكل لقمة وجع يرتع .. فلا يملك الشاعر سببا الا ان يعلق همه على ما نقوله دوما .. حبال القدر … 
كيفَ لعيونٍ 
جمعتْ صورَك 
باعتْها لعابرين ؟
لعروقٍ رَوَتْ 
انبتتْ 
لغيركَ أحبتْ ؟
. . . . .
دفءٌ
يتساقطُ الشّتاءُ على حافّاتِ غيومِه 
الحنينُ إليكَ دفء . . . 
بوحشةِ طريقٍ
أفقدُ ما أراه 
يجرّني فوقَ سعيرِ السّنين خوْف . . . 
في داخلي 
تجفُّ منابعُ الحروف 
بلهفتي 
يضيقُ واسعُ الوجود . . . 
أجمعُ كُلَّ أجزائي من شِتات 
لا غيرَ إلآ أنت 
يعصرُها 
وتسكنُ فيه روح . . .!!
. . . . .
13/9/2014
تساؤل آخر وحيرة اخرى لا جواب يشفيها تلك اللوعة الدامية القلب الحاسرة الأنين المرتدية ثوب الحزن غلوا واعتبارا وطن لم يبخل بخيره على غريب او صديق هو فيض خيرات لم تشبع ظمأ ونفوس البعض تجردت من انتماءاتها الوطنية و الانسانية لمآرب اخرى … وباعوا حريتهم للعبيد والأستعمار …
نرى مقدرة الشاعر بتقنية ثقافته اللغوية استخدامه لعبارات مجازية جميلة مضيئة تعني الحب ومفردات نماء الا انه رمز لها بدلالة ادت غرضها المنشود وما اراد ان يوصله للقارئ بحنكة تأمل وأفق ذهني ادبي مدهش .. باختصار مفردات مضيئة بنص حزين لوحت بقضية عصور وما زالت … 
دفء .. بوحشة طريق … وبنفس العاطفة والأحساس الرقيق برومانسية العاطفة المرهفة واختيار التعابير هو بيان لغة فائقة العذوبة رخيمة تنصهر مباشرة بمجاز يتبعها فتتوحد بأنساق تعبيري وأسلوبي متماسك بنسجة موحدة … وذلك الشتاء الموحش والذي يرمز للبرد والغربة والذي يحتاج لدفء واشتياق لأشخاص فارقونا شعور الوحدة والرحيل المتوالي والهجرة التي شتت الاهل والحبة تؤرق قلب الشاعر وإنسانيته بالخوف من التفرقة ويصبح الوجود لديه بقعة صغيرة وكأنه لا يحوي الكل يرمز لما حدث لوطنه من قتل وتشتت ودمار وتفرقة بين الاديان والطائفية على حساب الشعب الفقير والذي عانى من سعير العوز والجهل والتشرد على سنين حكام ظلموه سابقا وما زالوا فتوجس الشاعر يكمن من خوفه على احباب الوطن من التمزق ويؤكد لا يحتويهم ويجمعهم الا الوطن ليسترجع الشاعر روحه ان تحقق الهدف وهذه الامنية ويستعيد الوطن ايضا روحه وحياته بلم شتات الشعب والتئام الجروح ببلسم التوافق وها هي دعوة للسلام .
لله درك ايها الشاعر السومري الرائع 
ابكاني هذا النص ادمى مقلتي ارقني وسلب النوم من ليالي طويلة تماهلت في كتابة ما يعتريني لأشدو الحزن معه وعندما فاض بي الوجع التهمته بألم وكأني اتحسس كل جرح نازف لحبيبة عراقية.. اقراه في كل مرة اكون حاسرة القلب والرأس نص كتب بدم القلب لا بنبضاته ودمع الآسى للشاعر لا بأنامله حروفه تنبض حيوية اسمع دقاتها نبضة نبضة كل منها قلب متالم كل منها حكاية وجع لأنثى عراقية في تلافيف كل حرف امرأة جريحة القلب متيمة العينين بشهقة الم عميق بابن او اب او اخ او قريب وحتى بعيد يحمل هوية عراقي فالفرد العراقي هو مشروع موت مؤجل لحين او سابق شهيد .. عدا ما يقف في تعداد الأحياء ميتا ينتظر شهادة تصدر بحقه من الطب العدلي قد يكون بدون جثة …. وهذا الحق الوحيد الذي يملكه العراقي ويلبى طلبه بأسرع ما يمكن وهو دون كفن او مفقود لا اثر له !!
بوركت استاذنا القدير لما افضت علينا من ملحمة وطنية وإنسانية رائعة بنبضك الصادق وإحساسك العميق تحياتي
14/ 7 / 2016 ........... انعام كمونة
حبيبتي والوطن
وقتَ 
أكتبُ عن حبيبتي 
يُزيحُني عالمٌ 
لعوالمَ ليستْ بذاتِ حدود
أدخلُها حاسرَ القلب … 
بحروفٍ لا تُكتَبُ …..
فللعشقِ لغةٌ من ضوءٍ مسموع . . . 
فكيفَ لها أنْ تكونَ قصيدة ؟ 
دون أنْ تمرَّ على جروحِكَ 
القصيدة !!................. 
. . . . . 
يأتيني منك خنجرٌ 
يبقرُ خاصرتي . . . 
يدنيني لمهوى إحتراقْ
نشوةٌ غائرة
بين بدءٍ 
وافتراقْ . . . 
أكبرُ من أسمائِها 
احتواءاتُ قلوبٍ عاشقةْ . . . 
. . . . .
رمادُ هموم 
يغلقُ عينيَّ 
يصيبُني رمد 
لا أرى في داخلي 
إلآ أنت . . .
ليس موحشاً انفرادٌ 
أجدُك فيه عارياً من سوء . . .
. . . . . 
أيمكن ان يكون العشق ألما ؟ 
أتلذذه 
بشوق غريق 
بينهُ 
وبينَ الجرف أنفاسٌ 
يدفعها الموجُ بعيداً 
أيُّ ألمٍ 
يُغرقُني بقطرةِ حبٍّ
لغسلِ قدميْك . . . ؟
. . . . .
عن عينيها المساء 
تهبطُ الأوجاعُ الهاربةُ من جروحِها 
حفيفَ غيْثٍ خائف
لا يسمعُهُ
إلآ الموتى
أنا
أمسٍ 
يتنفسُني عِشقاً
لا يمزّقُهُ رصاصٌ خائب !!
. . . . .
موتاكَ 
يعرفون وجوهَ القتلة 
يحملون بياضاً أنقى من ميلادِ فجر. . . 
أوجاعُكَ 
لا تخجلُ منّي 
لا أغلقُ باباً دونَها 
تسكنُني من غيرِ أجر . . . 
قدري 
أنْ أغمسَ فيها رغيفَ يومي . . .!
. . . . . 
كيفَ لعيونٍ 
جمعتْ صورَك 
باعتْها لعابرين ؟
لعروقٍ رَوَتْ 
انبتتْ 
لغيركَ أحبتْ ؟
. . . . .
دفءٌ
يتساقطُ الشّتاءُ على حافّاتِ غيومِه 
الحنينُ إليكَ دفء . . . 
بوحشةِ طريقٍ
أفقدُ ما أراه 
يجرّني فوقَ سعيرِ السّنين خوْف . . . 
في داخلي 
تجفُّ منابعُ الحروف 
بلهفتي 
يضيقُ واسعُ الوجود . . . 
أجمعُ كُلَّ أجزائي من شِتات 
لا غيرَ إلآ أنت 
يعصرُها 
وتسكنُ فيه روح . . .!!
. . . . .
13/9/2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق