الجمعة، 15 يوليو 2016

شؤون ثقافية عامة /// الصهاينة يأكلون الحصرم والعرب يضرسون ! // بقلم د . محمد القصاص الاردن

الصهاينة يأكلون الحصرم والعرب يضرسون !!
بقلم الدكتور محمد القصاص
في كل يوم يمر على الشرق الأوسط ، يتصبَّح الناسُ أو يمسون بفاجعة كبرى ، أو مصيبة عظيمة ، تختلف عن سابقتها من حيث الكم والكيف والمقدار ، فمن فاجعة إلى فاجعة ، ومن تفجير إلى تفجير ، ومن مجزرة إلى مجزرة ، والمجرمون كلهم ، على ما يبدو قد تخرجوا من مدرسة إجرام واحدة ، وتربوا على استمراء القتل والإجرام والوحشية .
لم يذكر التاريخ في صفحاته الصفراء القديمة ولا صفحاته الحديثة ، قصصا أو حكايات أسوأ مما نقراه اليوم في صحافتنا ، أو نشاهده على شاشاتنا . لكنني أستغرب بحق أن تلك الأحداث الإجرامية ، لا تتم إلا على أرض عربية ، أو أراض أوروبية أو أمريكية دون منازع . 
لم يكن في هذا الأمر أية غرابة أو استهجان ، لكن المستهجن بالأمور هو أن معظم تلك الأحداث تتم جهارا نهارا في دول عظمى ، لديها من دقة أجهزة الرقابة وشدة الحرص من قبل الجهات والأجهزة الأمنية ، ما يجعل مجرد التفكير أو التخطيط لعمل إرهابي على أراضيها شبه مستحيل .
لكن المستهجن في الأمر كله ، أن كل تلك العمليات الإرهابية تتم وقد تمت أولا وأخيرا على أرض دول كبرى ، نعتقد بأنها هي التي صنعت الإرهاب بوصاية من دولة الصهاينة ، وأنشأته ليكون سلاحا تستخدمه في أي وقت ، ضد أقطار عربية وأخرى إسلامية غير عربية تنتمي إلى منظومة دول العالم الثالث . 
والسؤال الذي يطرح نفسه ، هو أن تقتصر العمليات الإرهابية على أرض تلك الدول وغيرها من دول أخرى ، ولم تستهدف دولة الاحتلال الإسرائيلي التي هي سبب الصراع في العالم كله ، بأي حال من الأحوال . 
وإن لمن المستغرب والمستهجن أيضا ، أن تستطيع إسرائيل وحدها إدارة الإرهاب في كل أنحاء الدنيا ، بواسطة عملائها ومخابراتها بأيد عربية أو إسلامية تقوم بتلك العمليات بمهارة تامة بحيث لا تشير أصابع الاتهام في كل مرة إلى عملاء إسرائيل من قريب أو من بعيد ، وهذا يدل دلالة واضحة على دقة التخطيط والتنفيذ بعيدا عن قدرات وأعين المخابرات في أكبر دول العالم تحضرا وعلما وقدرة على المتابعة والكشف ، وتتم العمليات الإرهابية ، بتخطيط صهيوني ، لا يهمهم من قتل من البشر ، مدنيين أو عسكريين ، رجالا أم نساء ، كبارا أم صغارا ، ولا تلق بالا يذكر لمن يكون من تلك الدول ضحايا لتلك العمليات الإرهابية .
أم يخطر على بال الأمريكان والأوروبيين سؤالا مثل هذا ؟ وهل جربت مخابرات تلك الدول أن تسترحم عطف الصهاينة ، وتستدر شفقتهم لكي ينبئوهم مسبقا بمواقيت تلك العمليات ، لكي يجعلوا ضحاياها محصورون برعايا محددين ليسوا من دولهم فحسب ؟ .
المشكلة أن رعاع العرب ، أصبحوا يمثلون مرضا قد تفشى في الدنيا كلها ، وثبت بأنهم هم السبب دائما بكل عمليات الإرهاب التي تتم هنا وهناك ، وأصبحت كل العمليات الإجرامية الإرهابية ، مقتصرة على العرب أنفسهم .
نامت إسرائيل المحتلة ، وقرت عيون مواطنيها وهجعت ، لا يشكون من قلق ولا يتوقعون هجمات إرهابية ، بينما سُهِّدَتْ كلُّ عيون المواطنين في جميع أنحاء العالم ، لاعتقادهم بأنهم مستهدفون من إرهابيي العرب في أية لحظة ، وهكذا بات القلق ملازما لكل مواطني دول العالم ، ومع أن أمريكا ودول أوروبا ، هم مجرمون من الدرجة الأولى ، لقد قتلوا الملايين من أبناء العراق وسوريا وليبيا واليمن ، واستخدموا جميع أنواع الأسلحة دون أن تأخذهم فيهم إلا ولا ذمة ، وما زال العرب في تلك الأقطار حتى اليوم ومنذ أكثر من ثلاثة عشر عاما يتجرعون أكؤس المرار والعذاب ، وما زالوا يدفعون الثمن باهظا نتيجة رعونة قادة تلك الدول وافترائهم وحبهم للقتل والجريمة ، وكل ما فعلوه بأمتنا العربية ، لم يعد أحد يذكره إلا القليل ممن ذاقوا ويلاته .
نحن لو فكرنا أن نصبح مجاهدين ، فلا يجوز لنا أن نكون إرهابيين ، نقتل بلا رحمة ، وندمر بلا تمييز ، ونحارب بلا وجه حقٍّ ، و دون أن نعرف عدوا واضحا نقاتله . 
إن حقيقة الإرهاب هو أن يقتل القاتل بلا قانون وبلا مبرر، وبلا هدف واضح . ولهذا يسوِّغُ القتلة لأنفسهم القتل على غير هدى . ويحملون الإسلام أوزار عدوانهم وإرهابهم ، فيصبح الإسلام بذلك متهما يشار له بالبنان ..
إن المجرمين والقتلة الذين كانت لهم اليد الطولى في تشويه صورة الإسلام ، والذين يستعذبون إسالة الدماء وإزهاق الأرواح ، ما هم إلا عملاء وخونة ، يمكن أن يكونوا سببا رئيسا في تخلف المسلمين وتراجع بريق الإسلام إلى الحضيض ، وما الظلام الذي يعم كرتنا الأرضية الآن إلا بسبب تراجع الإسلام وأهله .
يا شرفاء العرب عليكم أن تكونوا أكثر وعيا وإدراكا لما يجري ، وعليكم أن تكونوا أكثر استعدادا لمواجهة المخططات التي يتولى إدارتها هذا العدو الغاشم ، وعليكم أن تقفوا لهم بالمرصاد ، فالخطر داهم ، والمؤامرة كبيرة ، والعدو من ألد الأعداء وأكثرهم مكرا ومخادعة في التاريخ البشري ،،،
والله من وراء القصد ،،،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق