الثلاثاء، 12 يوليو 2016

شؤون ثقافية عامة / بقلم ماجد جاغوب / دبي

حيرة مراقب/ماجد جاغوب/أبو ناظر يجلس على كرسي دوار في وسط قاعة محكمة دائرية الشكل وغريبة من نوعها، فكل قاضٍ مع مستشاريه وكاتبه جالسون على مقاعدهم خلف المنصة المرتفعة وأمامهم المتهم والمجني عليه والشهود والحضور، ولا أحد قلق لما يجري بجانبه، لأن الكل منشغل بما هو أمامه إلا أبو ناظر الذي يدور بكرسيه ليراقب ما يحدث، ويمكن أن يشد انتباهه وقد شدت حوادث عدة انتباهه منها شخص وجهه مغطى بخدوش وتمزقات خفيفة وأنثى ممزقة الثياب وشاهدين من طرف الرجل أفادا بأن الأنثى هجمت على الرجل وخرمشت وجهه ومزقت ثيابه لا لشيء إلا للتسبب في سجنه، وبعد أن هدد القاضي الشاهدين بأن عقوبة شهادة الزور هي السجن الفعلي ستة أشهر تراجع الشاهدان عن أقوالهما واعترفا بأنهما لا يعرفان أياً من الطرفين ولم يشاهدا أياً منهما، وأن شخصاً خارج القاعة عرض عليهما مبلغاً من المال وأخبرهما ما الذي يجب عليهما قوله أمام القاضي، واعترف الجاني بجريمته وحوكم على فعلته النكراء . في جانب آخر من القاعة كانت امرأة تمسح دموعها المنهمرة مثل المطر وتشكو وهي تبكي والمتهمون عشرة رجال تدعي أنهم هاجموها وضربوها بالعصي وهي بريئة، وعند سؤال الرجال أجابوا بأنها فنانة حضرت لإحياء حفل زفاف وبدأت بشتم المدعوين وأصحاب الحفل لأنهم لم يدفعوا لها الأجر الذي طلبته وهو ضعف المبلغ المتفق عليه ولم يعتد عليها أحد، بل طردوها فقط من مكان الحفل، وبعد تهديد القاضي للمدعية بحبسها إن كانت لا تقول الحقيقة اعترفت بأنها تريد المال منهم ولا توجد وسيلة لحصولها عليه سوى تهديدهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق