الخميس، 21 يوليو 2016

قصة قصيرة // للكاتبة نيسان نصري // العراق

قصة قصيرة 
تعلقت بذلك الرجل 
ذاك الرجل اغدق بي وغمرت بجماله واعجبت به احببته ونار عشقه اخترقت قلبي , وسيم جميل ذو شارب وللحاه خفيفة وعيناه بنية بشرة حنطية احرق انفاسي بدخان سكارته جالس امامي في القطار انظر اليه وابتسم وجسمي يرتجف اتمنى لمس وجهه بكلتا يدي والتمس الخدود الوردية وانظر إلى عيناه , ولكن لا يأبه بي وانا امامه جالسة , احاول اثارة الرجل الثقيل ذلك ,اخ انه يقتلني بثقله ويزيد مني تعلق به ,مالي فقدت عقلي به ولا اعرف عنه شيء ,حاولت ان الملم انفاسي واستقر بجلوسي امامه , ولكن وحي الحب والغرام اوحى لي بان اطلب منه جريدة بجنبه ,فطلبت منه ذلك , لم ينطق بكلمة اومى اليه بانه موافق واعطاني الجريدة , يا رباه مالي والجريدة وبها لمسات يديه , اختنقت فتنفست عطره الذي بالجريدة ,رباه مالي اصبحت مجنونة به وهو رجل بارد لا يفهم حركاتي وتعلقي به ومدى احتاجي اليه , شوقي تعدى لان رغبت بالعناق منه وان اغرق في احضانه وافترش عضلاته مأوى ,اغمضت عيناي وتمنيت ان يكون يراني ويشعر بقلبي ودقاته التي اسرعت لأجله ,,فتحت عيناي لكن لم اراه امامي , اصابني الحزن والالم اين رحل , لم استطع الانتظار فكرت ان ابحث عنه , تمشيت قليلا بلا شعور فاذا بي اراه يتصل بهاتفه الخلوي , فنظر الي شعرت بالخجل وعدت الى مقعدي , عندما جاء وجلس انحنى راسي الى الارض خجلا" واحمرت وجنتاي , لم يهتم وظل يتلفت كانه يبحث عن شيء , فاذا به يطلب فنجان قهوة من النادل ,فاحضر له الكوب سريعا" وبدأ يرتشف القهوة ويرتشف معها انفاسي تمنيت للحظة ان اكون ذلك الكوب وان يمسك بي بدلا" عنه , وكان يدخن لحظة ويشرب القهوة لحظة اخرى وانا عيناي تتمحور حوله اراقبه بأدق التفاصيل ,كلي معه وهو لا يعرف ذلك ولا يكترث لوجودي , كنت مدمنة على القصيدة وحكايات الحب والغرام و والان احببت يا له من قدر ,,ولكن من حبيبي رجل القطار ,تأملاتي به لم تنفع لينتبه الي , يا له من رجل عاصي مزق اوصالي ويا لي من صبورة وانا اتحمل قسوته وعجرفته وانتظر ان يحن الي ويكلمني , لكن بلا جدوى فهو وسيكاره التي لا تفارق شفاه تمنيت ان اقطعها لشدة غيرتي منها , هو يمسكها بيده ويتأمل بها كثيرا" وانا لا , ليس لي مكان في اجوائه , فقدت عقلي , مالي وهذا الرجل , كاد يقتلني ويحطم اوصالي ما هو ومن جاء وكيف التقينا هنا ,لحظات وجاء جابي القطار ليطلب بطاقات الحجز , فأخرجت بطاقتي واعطيته , اما هو فظل يبحث عنها بين اوراقه وتارة بملابسه وعلبة السكارة حائر اين رحلت واحرج , ابتسمت فخلع سترته ويبحث وبدا صدره لي شعرت بالخجل , فأدرت وجهي وعلى الجريدة التي اخذتها منه امسكت بها لاختبئ وابتسم فتحتها واذا بي اجد البطاقة بها , ابتسمت حانت الفرصة فاخرجتها واعطيتها له نظر الي وانا المنقذة وابتسم لي, شكرني بصمت انحنى وجلس ونظر الي , اخيرا" رباه نظر ابتسم وعيناه علي ,, من شدة الفرح تمنيت الرقص والقفز حتى اعبر عن فرحتي ,واخيرررررررررررررررررررررررااااااااااااا, نظر القمر الي وابتسم ,وبقي ينظر الي ويبتسم وانا ابادله الابتسامة وغرت بعالم اخر غير عالمي ابحرت بعينه الجميلة كانت الوقت يمر بسرعة ولا نشعر به , حتى توقف القطار بالمحطة واخيرا " وصلنا , كان مستعجلا امسك بسترته وقام واذا بها تلمسني وعطره معها ركض بسرعة ونسي الجريدة والكتاب الذي كان يقرأ به ,ورماد سيكاره فقط , امسكت بالكتاب والجريدة وركضت وراه لا عطيها له ,واخيرا" وصلت اليه واخذها وشكرني بابتسامة ورحل ورحلت معه كل احلامي وحبي وشوقي وكل شيء ...........
نيسان نصري / العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق