الأحد، 10 يوليو 2016

أه عيد / الاستاذ فراس المصطفى /

آهٍ يا عيد
/ فراس المصطفى /
...............................
على وسائد الطفولة..
كان الأمان رفيق زماننا..
ولؤلؤةٌ سماوية..
ترقص مع هلال العيد ليلاً..
ونسماتٍ وقبلاتٍ سماوية 
تعانق روح أطفال الزقاق..
ويداكِ يا أمي مغمّسة
بعجينة الكعك اللذيذ.. ثم خبز.. 
وأبي طاف في الأسواق.. 
حاملاً سعادتنا.. 
كأنّ العين كاشفة
للمعان السكاكر.. وبسكويتاً 
وسواد شوكولا لذيذة..
مع ابتسامة الأمل.. 
ذكراكِ يا أيام موجعة.. 
فلهيب شوقي قد كواني 
ليتني بقيت ذاك الطفل
يلعب ثم يعوم في ماء الأمان 
في هواء سوريا.. 
ماء العراق.. أرز لبنان..
كان الجو في كنف السكون.. سماوياً
تمطر السماء قُبَل النور..
والغمام يرشُّ من ماء الحياة
والملائك في سُفوفٍ كالحمام
تهدِلُ تمراً من ثوب العراق
حُباباً من وَجْنَتَي نهر الفرات
ورحيق الله يشدو في القلوب 
وفي رؤيا بليلةٍ كانت لعيدٍ
رأيتُ وطناً.. يضم وطناً في عناق
كان على أكتافه بغداد..
تنادي يا دمشق بأن هلمي
لنعشق التراب والسكاكر..
ونشرب خمرة الفرات.. 
هكذا كنتَ يا عيد مرتدياً
جمال النور.. أصالة حب.. 
وهديل حناجر الحمام..
آه يا بهاء العيد.. 
لم أركَ منذ طفولتي..
منذ آخر لذة تذوقَتْها قشعريرتي
تعال وانظر حالنا.. دموعنا.. 
بغدادنا.. دمشقنا..
بيروتنا.. وقدسنا.. 
أطفالنا.. ونساءنا.. 
تعال وامسح رأسَ يتمٍ 
وأزِل غبار الفقر عنا..
بلسم شقوق شفاهنا
فالدم نازفٌ كما جرار الخمر 
صبت في كؤوس تجار الدماء
تعال واقتلع جنون رائحة الحروب 
والبارود.. 
والقنابل.. والدمامل..
والرصاص.. والنوازل.. 
ولا تنسَ نظرةً لسارقي بلادنا 
لتعلمَ من كان يمنعك القدوم 
أصبح حالنا جثثاً مرمّلةً
بفيض نحورنا..
مشاريع نسفٍ باردٍ.. 
والسكاكر طعمها أكفان..
بتنا نزور بعضنا عزاء الفقد
بعد أن كنا زغاريد القمر
حلو السكاكر والأمان..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق