الأحد، 10 يوليو 2016

شؤون ثقافية عامة / أختلاط الامور/ بقلم ماجد جاغوب / دبي

اختلاط الامور/ماجد جاغوب/ من صفات البشر ومواصفاتهم المحبة والأمانة والإخلاص والانتماء والعفة والطهارة والشرف والطيبة والاستقامة والحكمة والذكاء وضبط اللسان وحب الحياة لغيره، مثلما لنفسه، وفي المقابل هناك الحقد والكراهية والخيانة والغدر واللاانتماء والأنانية والنفاق والتسلق والاعوجاج والتزلق والتزلف والجهل والغباء والطيش وثرثرة اللسان والحسد والغيرة السوداء، ولكل إنسان مواصفاته السلبية والإيجابية وكل منهما تجدها في فئة معينة لأنها انعكاس تركيبة شخصيته ومستوى وعيه وسعة وعمق وسمو أفقه أو العكس بمستوى التخلف وضيق وسطحية وانحطاط الأفق . وفي خضم الصراع مع الحياة تختلط الأمور وتتداخل ببعضها بعضاً ويقف الإنسان حائراً أمام النفاق والتلون والتقلب الذي ينخدع به بعض الناس ولا يكون سوى أقنعة لأصحاب المواصفات السلبية، ولكن اضطرار الناس الإيجابيين إلى الدفاع عن أنفسهم وتقوية جهاز مناعتهم يضطرهم إلى التعامل مع السلبيين من البشر ولا بسي الأقنعة المزيفة على جوهر سلبي فيستغلها هؤلاء لكي يشيروا بأصابع الاتهام إلى الناس الإيجابيين ووصفهم بعكس جوهرهم وحقيقتهم لخلط الأوراق وفقدان اتجاه البوصلة الصحيح حتى يعتقد العامة من الناس بأنه لا فرق، فالكل سواء في سواد النفوس والإنسان الإيجابي لن يتحول إلى سلبي ولكن في محاولته حماية نفسه يستغلها السلبي لتوجيه أصابع الاتهام بعد أن يحاول رش جوهر صبغته الحقيقية على الطرف الآخر الذي يكون باللون الأبيض فيبدو للناس رمادياً أو مائلاً للسواد الأمر الذي يخدم صاحب الجوهر الأسود لأنه لن يتحول إلى الأبيض مهما حاولت تنظيفه، فالأفعى من تكوينها قبل الولادة السم والثعلب جوهره المكر والذئب الوحشية والأرنب الجبن، وهكذا، ولكل مخلوق مواصفاته الموروثة بيولوجياً ولن يكون الثعلب بمواصفات النمر حتى لو لبس جلده، فممارسته ستزيل القناع المزيف والأرنب لن يتحول إلى ثعلب والخروف لن يكون أسداً، ولو رقصت كلاب على جثث أسود فلن تتحول إلى أسود وستبقى كلاباً أبد الدهر حتى لو تهيأ لها من المنافقين والمتزلفين والمدلسين أنها لم تعد كذلك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق