الأحد، 10 يوليو 2016

أما نحن من كوثى.. / للاديب ابو الباقر الربيعي / العراق

إنما نحن من كوثى ...
أرواحُهُمُ وافدَةٌ مِن (كوثى) ، المدينةُ التي قالَ عنها أبو زينبٍ في اللسانِ : أنا مِن كُوثَى ، فاستحالَتْ أجسادُنَا رمادا . دمُهُم فضلةُ (طينٍ) عُلِقَ بقرطِ ألهةٍ على جدرانِ النجومْ . يوزعونَ على المجراتِ عُشبَ الجهاتِ الأربعْ . 
الرجالُ في (كوثى) مُفهرَسونَ بألواحِ ورُقُمٍ ، أصواتُهُمُ تترددُ صدىً في عرصاتِ أرضِ نوحٍ ، ضَمائِرُهُمُ مِن نورْ . 
نزَعَ الشمعُ مبخرتَهُ عَلى أسمائِهِم ، شَخرَ مَوتُ المساءاتِ في الـ (DNA) 
عمدّتهُمُ هويةٌ ، أسنّةُ بلدٍ يُسمى (أوروك) 
قلوبُهُمُ دهانُ طينٍ علّقَها إبراهيمُ على زقورتِهْ . 
(الفناءُ ليسَ مهمةً أرضيةً ، فالذينَ مهدّوا الحرثَ في ذاكرةِ الخنازيرِ خسروا الإخراجَ ، مثلما سبقَهَم عبدُ العزى إلا في بعضِ التصاميمِ التي دلتْ على عطبِ الفعلْ )
. . .
كُلمَا تماسكُوا أحبتي حبلاً مجسراً بينَ السماءِ والأرضِ ، أهدوا مناحرَهُم للهِ ، ليُهديهُم أباريقَ خمرٍ ، وساسةً من زيتونِ ، أثوابَ عرسٍ لا يهمسُ الرمادُ في رجيعِهَا ، لا يرتعُ في ضفافِها ، يُوقِظونَ كواعِبَ الأترابِ ، بُيوتُهُم (كرادة) مِنْ عَقِيقْ . 
محمد شنيشل فرع الربيعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق