الثلاثاء، 19 يوليو 2016

تضحية ولكن // قصة قصيرة // للاستاذ هادي المياح // العراق

تضحية .. ولكن..!
مكورةٌ وقعتُ على سطح ورقة خضراء..تدحرجتُ قليلاً ثم توقفت . لحسن حظي ، إتكأتُ على سطح مليئ بالزغب .. فشهقتُ وتنفست وأنا أملأ رئتي بالهواء . كدتُ أنزلق فأسقط الى الهاوية البعيدة عند الأسفل .. نظرتُ حولي .. كل الأشياء تشعرني بالغربة ، خفتُ ان أقع من جديد .. فلقد اخطأتُ الهدف. 
تفحصتُ جسمي بحذر..لأتأكد من ثبات ما حولي .. فوجدتني أتأرجح على سطح غض آخر محاط بالزغب أيضا .. ورحت أتشبث لأحتفظ بتوازني من خطر الوقوع .. 
جسدي باردٌ ومرطوب .. يبدو أنني شربت كثيراً من الماء ليلة البارحة .. اشعر بألم ما في أسفل بطني .. ثم اهتّز شي بالقرب مني .. وساحَ جزئي الأيمن المنتفخ .. جزئي الملاصق لحافة الورقة .. الحافة إلحاده للورقة .. وكان من الصعب عليّ اللحاق به .. وإنقاذه..
بانتظاري.. عند الأسفل ، وردة حمراء .. لم استطع تحديد موقعها من مكاني الجديد.. فضحيتُ ببعض اجزائي .. ورحت أتحرك ببطء لاستمكن تلك الوردة العطشى .. فوجدتها تختبئ بمكان ظليل .. بعيدة عن الندى .. وردة حمراء صغيرة لم يكتمل تفتحها بعد.. قررت أن احتضنها بين ذراعيي .. أسكب في شفتيها ماءاً نقيا .. طاف من حولي نغم ترنحتُ له.. موسيقى هادئة انسابت قربي بخفة.. فتمايلتُ لها . 
تمايلتُ فعلاً لهزة خفيفة أحدثتها حشرة حطت قربي .. فتفلطحَ شكلي الكروي ..وحاولت لملمة ما تفلطح من اجزائي بسرعة .. لكنني وقعت من الأعلى .. لقد سقطت من جديد..سقطت هنالك في قعر الوادي العميق .. وتراءى لي لوني وقد أصبح أحمر .. بلون الوردة..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق