الخميس، 14 يوليو 2016

شؤون ثقافية عامة/// النقيض أو نصفه /// بقلم ماجد جاغوب /// دبي

النقيض أو نصفه/ماجد جاغوب
عندما تنظف نفسك فإنك تتخلص من إفرازات جسدك وغبار الجو الذي يشكل خليطاً تصدر عنها رائحة غير مريحة لمن يقترب منك وبوجود الخلطة الملتصقة بجسدك وملابسك تشعر بالضيق حتى من نفسك شخصياً، مع أن البعض لا يهتم لأنه لا تصل إلى أنفه رائحة جسده بل تقتحم أنوف الآخرين، وهذا نصف الأمر، أما عندما تستخدم مرطبات الجلد والروائح العطرية بعد الاستحمام، وليس إضافة للخلطة لتخفيف رائحة الخلطة الكريهة ورائحة الخليط الناتج من رش العطور مع وجود الإفرازات تصدر عنك رائحة أكثر استنفاراً لأعصاب معدة لكل من يقترب منك أو تقترب منه، ورش العطر والمرطبات الجلدية المنعشة تشعرك بالارتياح والانتعاش ومن يقترب منك يشعر بأنه لا مشكلة في أن يقترب منك أكثر ويشعر براحة أعصاب، أما في حالة الخلطة من العرق والغبار وبقية الإفرازات التي تلتصق بالجسد وتنتقل إلى الملابس تدفع من يقترب منك للابتعاد تفادياً للشعور بضيق التنفس وانقلاب في المعدة نتيجة استثارة أعصابها من الرائحة الكريهة .
قالت الزوجة لزوجها الذي تصدر رائحة كريهة عن رجليه عند خلع الحذاء، أريد أن أقول لك شيئاً، فرفع الزوج رأسه معتقداً أنها ستقول شيئاً فيه كلمات حب ومديح وقالت له: هل ترى السماء كم هي بعيدة؟ قال: لها نعم، فقالت: له رائحة رجليك واصلة إلى هناك، ولو قسنا الأمور على علاقاتك بالبشر فالتخلص من الأشخاص الذين يشبهون الخلطة غير المحببة هو مكسب بحد ذاته والعلاقة مع الأشخاص الذين يشبهون العطور في مسلكهم وأخلاقهم هو كسب مضاعف لك ومن اقترب منك لمصلحة عابرة مادية أو معنوية فإنه انتهازي يسعى إلى تحقيق مصلحة، وفي حال تحقيقها أو فشله في ذلك يبتعد عنك، وهؤلاء من المنافقين الذين يغطي السواد نفوسهم ويسد منافذ العقل فيقطع الطريق على التفكير السليم وهم على الأغلب منافقون لا مشكلة في خسارتك إياهم .
أما خسارة الفئات التي تشبه العطور وهي الفئات من أصحاب المسلك القويم والضمير الحي والسمعة الحسنة ومحركهم الضمير الحي والأخلاق الطيبة وليس الأنانية، فخسارتهم هي خسارة مؤلمة للإنسان الواعي الذي يعرف جوهر من يتعامل معهم من البشر وأي منا يقرر نوع العلاقات التي يختارها ولكن المؤكد أن الطيور على أشكالها تقع وكما قال الشاعر:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه
فكل قرين بالمقارن يقتدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق