الخميس، 16 فبراير 2017

إلى أستاذي /// بقلم الشاعر عبد الله محمدي /// تونس

إلى أستاذي
كنت صغيرا 
في قاعة أستاذ حلو المنطق 
يعرف جرحي 
يملك العلاج 
كان علاجي آنذاك حرف 
لكنه حرف له معنى وفعل 
يرفع الرأس
يعطي الهمس صوتا
يبني صرحا 
لكن القواعد يا أستاذي 
يملكها الحاكم 
يحجبها عنا 
يمنعنا النفاذ إلى المعدن الأخضر 
يتركنا جياعا عطشى 
ووجه أرضنا أثمر
وبطنها مليء بالجوهر
وانت يا أستاذي 
تكشف السر
تهدينا المعول 
تريد أن تفك القيد عنا 
أتذكر يا أستاذي 
ماذا جري لما مزقت الكمائم 
لما تجمعنا على الطريق المسطر
تلك الكلاب التي اعترضتنا
عضت بأنيابها المسمومة 
سيقاننا والأيدي 
وكذا الرؤوس والآذان لم تسلم 
تركتنا مثلها نعوي او ننبح
على قارعة الخوف 
ليس لنا مسرح 
مطرودين من رحمة الحرف 
ممزقة مشاعرنا 
ليس لنا الحق في البوح 
حتى صمتنا لم يعد له معنى 
مطرودون نحن 
أو لعلنا مباعون أو منسيون 
في محطة مهجورة 
لم يعد يصلها قطار 
ولا فرس ولا طير 
في صحراء العمر بتنا 
فجرنا محجوز 
بيننا وبينه بحر
من ذلك اليوم تعلمنا 
أن الحياة إدراك وفعل 
فمتى يا أستاذي الغالي 
نزيل مفعول السحر 
متى نسترجع القلب والأطراف والفعل 
متى يغادر الليل ويأتي الفجر
عبدالله محمدي. سيدي بوزيد مهد الثورة . تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق