الاثنين، 29 يناير 2018

موجز تمهيدي لمفهوم فكرة ( التراكمية السببية ) ج 1 بقلم : جاسم آل حمد الجياشي

موجز تمهيدي لمفهوم فكرة ( التراكمية السببية ) / بقلم جاسم آل حمد الجياشي // العراق

موجز تمهيدي مبسط لمفهوم فكرة ( التراكمية السببية ) 
ألية تفكير وتحليل شاملة :وصولاً ألى كونها 
أسلوبأ كتابياً معرفيا تغييرياَ 
*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بقلم : جاسم آل حمد الجياشي / ج : أول 
قد يفهم من يقرأ لنا حين نأتي على ذكر (التراكمية السببية) نقصد فيها اسلوباً كتابياً للشعر فقط بينما هي اوسع بكثير ، لذا توجب علينا إيضاح بعض جوانب تلك الفكرة والتي هي نحن على ثقة تامة بأن من سيتفهم ما نبتغي الوصول اليه من خلالها سيشاركنا بانضاجها والاضافة لها وتطويرها ووضعها على شكل منهج تصلح لان تطبق في الأجناس الادبية الأخرى كونها لاتنحصر بالتراكم اللغوي المتعارف عليه كما تصور او يتصور البعض من زملائنا الاعزاء جل احترامي لهم ، كما انها تصلح لان تكون منهجا نقديا ليس ادبياً فقط ، بل يشمل جميع النواحي الفكرية والعلمية والادبية لوجودنا الانساني ، اجتماع ، فلسفة ، سياسة ، اقتصاد ، أدب، علم نفس ، قانون ، الخ وجميع العلوم الانسانية الاخرى التي تتعلق بالعقل البشري والطبيعة التي من حوله ، لكننا طبقناها في الشعر كونه همنا الاول وكونه ايضا ، يحمل بين طياته جل ما اتينا على ذكره آنفاً، ولان الحاجة للمعرفة منذ وجود الانسان هي الاساس الدافع، بالتالي تتحول هي الى سبب مُنتِج سري ذاتي الحراك ، أختياري الاتجاه، وبالتأكيد حين يكون حر الاختيار يكون أرادياً ، بالاضافة إلى كونه مُنتِجأ – فهو مُتَجْ مصدر أنتاجه وارادته هوَ العقل البشري ، منُتجَهُ وعمليته الانتاجية تتلخص بفتح باب السؤال ؟ مَن ؟ كيفَ؟ متى؟ أين؟ لماذا؟ لتتحول تلك الاسئلة أسباباً لمعرفة ! وبذات الحراك السري تتشظى متنامية تلك المعرفة لتنتج اسباباً اخرى ، ذلك التشظي المتنامي هو ما نطلق عليه هنا بالحراك السري الذي يُنتِج لنا كماً هائلا من المعرفة كونه أمتلكَ خاصية حرية الاختيار! وحرية الاختيار تلك تمنحه وبشكل لايقبل الجدل سمة القصدية ! كون مصدرها العقل ، الذي اختار أن يسير بدروب المعرفة ، التي تتطلب منه البحث فيها ، أعمق / أبعد / أعلى / - هذه الابعاد توصيفات مجازية لما نود أيصاله في فكرتنا- فيكتشف أن هناك كائنا محسوسا غير ملموس هوَ الزمن ترتسم ملامحه من خلال دورة الحدثية ( الحدث ) من خلال الحاجة لتاريخيته – أي الحدث- بعد توافر السبب . والذي اقتناه العقل من حدث الليل والنهار – شروق غروب + المواسم وظواهرها الطبيعية ، ليؤرخ عمر وكمية المعرفة التي حاول التوصل اليها. من البديهي :
إن لكل حدث أول دافع يكون سبباً ، ولكل سبب مكوِن / ولكل مُكوَن مُكوِن / ولكل ذلك نتيجة / ولكل هذه الدورة سمات خاصة بها تحدد ملامح اشتغالاتها الزمنية كلٌ حسب خاصيته ومحدوديته الزمنية من عدمه .
زمن الدافعية / الفضول / الرغبة / الحاجة / زمن ظاهر مفتوح 
زمن التكون / زمن محدود
زمن السبب / زمن محدود
زمن الحدث / زمن محدود
زمن النتيجة / زمن محدود
إذاً لدينا هنا الذي هوَغير بديهي ،- زمن ما بعد النتيجة / زمن خفي مفتوح / التشظي التراكمي الخفي .
والذي نطلق عليه ، الحراك الخفي ، ذاتي الحراك ، اختياري الاتجاه ، وهو محور- التراكمية السببية- 
ليأتي العقل البشري مبدعا وبداعي الدافع – الحاجة – وزمنيتها المتفاوتة ليخترع علم الحساب ، كأضافة لتراكميته ، مروراً بالدورة السببية التقليدية والتي سبق وأن وسلسلنا سياقاتها الزمنية والوصفية ، من ثم تبدأ عملية إاشتغال التشظي التراكمي الخفي ، والذاتي الحراك ،
*
مثال تقريبي : 
ـــــــــــــــــــ
لو عمدنا لحساب عمر حضارة ما بدأت عامها الأول ، ثم يليها عاماً آخراً تكون النتيجة لدينا ، عمر تلك الحضارة 
1 + 1 = 2 ، بيد أن الحقيقة عمر تلك الحضارة معرفيا هو ، 1+1 = 3 ، السؤال البديهي هنا ، من اين لنا بذلك الفائض أو تلك الزيادة الزمنية والعددية ؟؟ ، الجواب هوَ أنَ العام الاول ومن خلال النجاحات والمنجزات المعرفية التي تمت فيه فتحت أبواباً معرفية مشرعة لعام تلك الحضارة الثاني ، بذلك يكون اشتغال العام الثاني على تراكم النتائج والتي سيستثمرها العقل المُنتِجْ لها ، ولكي نوضح كيف سيستثمر العقل راسماله المعرفي ؟!!، 
علينا بتقسيم نتائج العام الاول إفتراضاً ، إلى نسب بعد تمريرها بدورتها الانتاجية السببية وما يرافقها ويليها من حراك ذاتي خفي - لنفترض بأن المُنتَج المعرفي الذي تم في العام الاول ، 
*
1- الدافع + الرغبة + الفضول = عوامل مكونة لسبب واحد هو الحاجة الملحة . خصيصتها أنها تتمتع بزمنية تراكمية مفتوحة غير محدودة اطلاقاً، طالما أن هناك أنساناً على وجه البسيطة!، كما أن هناك زمنا تراكمياً مفتوحا اخراً هو زمن ما بعد النتيجة ، هو ذلك – التشظي التراكمي الخفي ، ذاتي الحراك ، بعد هذه الاشارة التي نراها ضرورية جدا ، علينا بتقسيم عام الحضارة الاول زمنياً ومعرفياَ ليتبين لنا واضحاً ، من أين أتت لنا تلك الزيادة العددية الزمنية في بداية مثالنا .
*
- تقسيم العام الاول
ـــــــــــــــــــــــــــ
ما تحقق كنتائج منجزة يمكن ان نصفها بالنجاح ، هو نسبة 60% خلال الستة أشهر الاولى .
30%، تحقق جزء من نتائجها خلال الاشهر الثلاث الاخرى من العام ، بنسب متفاوتة لم تنل درجة الشرف لان تكون نتيجة ناجحة كاملة ! ، مع احتفاظها بنسب من النجاح ونسب من الاخفاق، 
و10% محاولات بائت بالفشل تماماً خلال ما تبقى من العام وهو ثلاث أشهر .
*
3- النتيجة 
ـــــــــــــــــ
نظريا يبدو لنا أن لازيادة ولا تراكم حصل من خلال عملية التقسيم التي قمنا بها ، فعدديا إن قمنا بجمع عدد الاشهر سيكون مجموعها عام واحد ، 
بينما إن أخذنا بعين الاعتبار مستوى تحقق الجانب المعرفي المتحقق (بسبب) – الحاجة الملحة الدائمة والتي هي مفتوحة زمنيا سنكتشف أن ما تحقق لايعادل عدديا ! عاما واحداَ ، وذلك من خلال تحقق قاعدة معرفية واسعة ترتكز على نتائج (منجزات) قد تكون فتحت ابوابا مشرعة لمنجزات أخرى اكثر تطورا واسرع تحققا من الناحية الزمنية ، بالاضافة فارق زمني ومعرفي أخر وإن كان جزئياً من خلال النتائج غير المكتملة والتي تحتفظ بخاصية جزئية نجاحها ، تضاف للفارق الزمني والمعرفي الذي سبقه ، هذا بالاضافة لفارق زمن المحاولات التي اخفقت ، هنا سيعمل وبشكل رئيس رغم كونه عاملا مساعدا لكن لايرضى إلا أن يكون عاملا رئيسا ، واكتساب رياساته وانفتاح زمنيته تلك من خلال أقترانه بالسبب الاول (الحاجة ) وانفتاح زمنيتها ، وهو التشظي التراكمي ، دائم الحراك ، حر الاختيار ، والذي هوَ مُنتَج ، ومُنتِج في ذات الوقت ، فمن خلاله تتم الاضافة الزمنية والعددية التراكمية ،وللتاكيد على دوره الرئيس الخفي ، نجده يتمحور بالاسئلة ؟ التي ينتجها العقل البشري ذلك المستثمر الرائع لغرض استثماررصيد رأسماله المفتوح زمنيا . ولنستمر ولو قليلا في عامنا الاول من تلك الحضارة استكمالا لمفهوم الاضافة التراكمية وسرية اشتغالاتها!! 
*
الاسئلة 
ـــــــــــــــــــ
بما ان هناك منجزات ( نتائج ) سواء كانت ناجحة ،او حققت نجاحا نسبياً، أو اخفاقات ( بدايات غير ناجحة ) سيكون لزاما وبحكم حاجة التطوير ، سيكون لزاما على تلك الحضارة البحث ، عن كيفية تطوير ما انجز ، ,اين الخلل؟ في تلك التي تحقق جزء من نجاح فيها والجزء الاخر فشل ، ولماذا حصل الخلل ؟، ومتى حصل الخلل ، كل ذلك يجري لاجل تحقيق منجزات ( نتائج) بشكل زمني معرفي مختزل ، كونها أمتلكت تراكم خبراتي ، أذا ستدخل تلك الحضارة الوليدة عامها الثاني وهي مزودة بمنجزات عمرها عام وخبرات عمرها نصف عام ، وحين تعمل العام في عامها الثاني متمترسة خلف خبرة معرفية أمدها عام ونصف سابقة ، ستُطبَق عليها نفس العملية التراكمية ويكون لديها في نهاية عامها الثاني ثلاث اعوام واكثر كزمن معرفي ! بل سنذهب اكثر من ذلك قليلا ونقول أن تلك العملية ستذهب نحو المتتالية الهندسية تراكميا ! وما يجيز لها ذلك الامر هو ذلك التشظي الخفي التراكمي ، وانفتاح زمنه من خلال انفتاح زمن الحاجة . والدليل القاطع على ما ذهبنا اليه هوَ ، أن هناك وعبر التاريخ البشري حضارات امتد عمرها مئات السنين لكنها حققت منجزات معرفية تتعدى بكثير عمرها المحدد عددياً ، كونها تجاوزت عمرها من خلال زمنها المعرفي المُتحقق !! كما يتوجب علينا أن لاننسى تأثير التشظي التراكمي الخفي والمعلن عن طريق التلاقح الفكري مع ما سبق من حضارات او ما جاورها، فلم يثبت العلم للان ولم يُقر تاريخياً، بأن هناك حضارة نشأت من فراغ !
بقي أن نشير إلى قضية مهمة جدا ، وهي أن تلك العملية ( التراكمية السببية ) عملت هنا في مثالنا وطرحنا وتمهيدنا لها ، على الجوانب البنائية للمعرفة وهي الجوانب الايجابية . لكن هناك سؤال غاية في الاهمية يطرح نفسه خصوصا على المعنيين بالأمر وهم المثقفين ، والسؤال هوَ ؟؟
ماذا لو أن تلك (التراكمية السببية )عملت وهي عاملة الان ذاتيا وقصديا لهدم المعرفة وتجهيل الانسان والامم والغاء حضاراتها بل ومحاولة رميها خارج التاريخ البشري ، بشكل منظم ،وهوَ ما يحصل لنا كأمة ، الا يكون الجواب لدينا باننا سائرون لاريب نحو كل هذا وغيره ؟؟!! 
من هذا السؤال ؟ المريب والمُستَفِز ستكون انطلاقتنا لشرح كيفية استثمار العقل، لأمة انتجت حضارات كبرى ، بانتهاج اسلوب كتابة شعرية تلمُ بجميع الاسباب الذاتية والموضوعية ، المحيطة بنا ويحدد مواطن الضعف في تركيبتنا الآنية لردم تصدعاتها ، التي آلت بهذه الامة 
إلى هذا المآل ، ويؤشر على مواطن قوتها المعطلة .. وسنتناول في الجزء القادم من بحثنا التمهيدي هذا، اسلوبنا الكتابي الشعري المنبثق من الية تفكيرنا التراكمية السببية والتي تعتمد رفض الاستسلام للثوابت والمسلمات والتوابيت المعدة مسبقا التي يتعامل معها البعض على انها مقدسات لايجوز المس بها ، وسنضع امثلة لوسائل تعبير تتجاوز تلك المسلمات مؤمنين بأن لافكرة أنسانية وضعية مكتملة غير قابلة للاضافة والتطوير والتحديث وحتى الحذف والاستبدال، خصوصا إذا ما اخذنا بعين الاعتبار أن الامم، والشعوب ، والافراد ما هم إلا ناتج وعي معرفي تلاقحي تم عبر مراحل بما فيها شعرنا العربي القديم ، فلو اجرينا بحثنا بسيطاً لانحتاج فيه إلى التعمق سنثبت ذلك الامر ، أكرر ما قلته آنفاً ( لافكرة أنسانية ولدت مكتملة !) وهذا الايمان يدفعنا باتجاهين الاول هو! استثمار حاجتنا الماسة لتطوير أدواتناالتعبيرية ووظائفها ، كيما نستطيع اللحاق بحركة التاريخ ذاتياً ، و عدم الركون للامبالاة والاستسلام بدافع الغرور الكمالي ، بينما نتعرض وبشكل ممنهج لعملية الغاء تام لنا موضوعياً ، ختاماً : تحياتي وأكباري لكل عقل يتمتع بحيوية المرونة وتقبل الآخر دون الارتكاز على - شيفونية - الأنا المرضية الفردية أو الجمعية .. يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق