الأحد، 21 يناير 2018

ملف خاص بموسوعة التميز والإبداع العربي / للأديب عبد الله عباس خضير // العراق

*   عبد الله عبّاس خضيّر  /  سيرة   ٌذاتيّة   ٌ   *

عبد الله عبّاس خضيّر .
الاسم الأدبي ّ /  عَسِيب  ( العازف  ُ الأخير ) .
الولادة  /  البصرة  /  القرنة  /  النّهيرات / عام ١٩٥٠م  .
   
     الدّراسة  /  بكلوريس  في اللغة العربيّة  وآدابها  /  كليّة التّربية  /  جامعة البصرة . الثّاني على كليّتي التربية والآداب  /  قسم اللغة العربيّة ...  ١٩٧١م .
من أساتذتي  /  الشّاعرة نازك الملائكة  /  الشّاعر الدّكتور  حسن البياتي  /  الشّيخ الدّكتور  محمّد سيّد طنطاوي ّ /  الدّكتور  ناصر حلاّوي  /  الدكتور  عبد المنعم الزّبيدي ّ /  الدّكتور زاهد العزّي  /  الدّكتور خليل العطيّة   ...
 
   من أصدقاء الدّراسة الجامعيّة  /  المبدعون الشّاعر عبد العزيز عسير  والشّاعر عبد الجبّار الفيّاض والشّاعر  فوزي السّعد  ...

      شعريّا  ً /  تأثّرت  ب (  طرفة بن العبد  /  المتنبّي  /  المعرّي  ّ /  السّياب  /  الجواهري ّ / نزار  /  البياتي ّ /  أدونيس  /  حسب الشّيخ جعفر  ... ) .
بدأت  الكتابة  عام  ١٩٦٥ م  وقد  كان لمدرّس العربيّة  الأستاذ الشّاعر  محمّد راضي جعفر  الأثر  الكبير في تشجيعي .
قرأت  لي قصيدة شعريّة  في  برنامج  ( الحقيبة الأدبيّة  /  من إذاعة بغداد عام ١٩٦٨م ... )  فكانت حافزا  ً كبيرا  ً ... ثم ّ نشرت لي قصائد  في الصّحف العراقيّة
 (  المرفأ البصريّة  /  القادسيّة /  الطليعة الأدبيّة   ،،، وفي الصّحف العربيّة بعد ذلك مثل  /  العرب اليوم الأردنيّة  )  ...

      المنجز  الأدبي  ّ / 
قراءة  في سيرة التّتار   /  مجموعة شعريّة  /  دار الحرّية  /  بغداد   ٢٠٠٠م  .
وصايا  إله الماء  /  مجموعة شعريّة  /  دار السّياب  /  لندن  ٢٠٠٩م .
حاشية الأحلام  /  مجموعة شعريّة  /  شركة الغدير  /  البصرة  ٢٠١٢م .
حول الخط  ّ الأحمر  /   مجموعة شعريّة  /  شركة الغدير  /  البصرة  ٢٠١٢ م .
مراثي القبيلة  /   مجموعة شعريّة  / دار ابن السّكيت / الدّيوانيّة ٢٠١٦ م .
تساجلني شعرا  ً/ مجموعة شعريّة /  دار ابن السّكيت / الدّيوانيّة ٢٠١٦ م .
عزف  ٌ على الباب  /  مجموعة شعريّة  /  دار ابن السّكيت (  تحت الطبع ) .
وهناك  مجموعتان شعريّتان جديدتان تنتظران الطّبع .

      ترجم  َ لي الدّكتور  عبد الباسط الدّرويش  في  ( معجم  شعراء البصرة  )  وكتب المرحوم القاص مزهر جاسم مقالة نقديّة عن مجموعتي الشعريّة الأولى ( قراءة في سيرة التتار ) نشرها في جريدة القادسيّة . كما كتب   عنّي  الدكتور  صدّام فهد الأسدي  مقالتين في كتابه  ( قوافل بلا هوادج  ) إحداهما عن مجموعتي الشعريّة الأولى  ( قراءة في سيرة التتار ) والثانيّة عن مجموعتي الثانية ( وصايا إله الماء ) . وقامت دار السّياب  بمنحي شهادة تقديريّة  كما قدّم الأستاذ الشّاعر  فيصل حجّاج من إذاعة الإسكندريّة حلقة خاصّة عن شعري وقرأ قصيدتي (غربة )  ...
وقد تناول الدكتور أنور الموسى  الأستاذ في كليّة الآداب في الجامعة اللبنانيّة ديوان ( مراثي القبيلة ) في دراسته الجادّة التي اعتمد فيها منهج التحليل النفسي ونشرها في  مجلّة
 ( إشكاليّات فكريّة ) وقبلها في مجلة (المنافذالثقافية ) اللبنانيّة  تحت عنوان /
( أصوات الهزيمة والتمرّد في ديوان مراثي القبيلة للشاعر العراقي ّ عبد الله عبّاس خضيّر ) . كما نشر الدكتور علي عبد رمضان بحثا  ً موجزا  ًعن شعري في مجلة (  بصرياثا الأدبيّة ) بعنوان  (  طائر الملتقى ) كما نشره في ( شبكة الإعلام في الدّانمارك ) كما رشّح شعري للدّراسة كبحث ماجستير  وحظي ذلك بموافقة اللجنة العلميّة في قسم اللغة العربيّة بكليّة التّربية / جامعة البصرة . كما كتب الأستاذ النّاقد  عبد الهادي الزعر مقالة نقديّة عن شعري نشرها في كتابه  (  تحت خط  ّ النقد ) الصادر عام ٢٠١٧ م بعنوان (  الشاعر البصري ّ عبد الله عبّاس خضيّر )  ...

     التّكوين الثّقافي  ّ  /  رغم اهتمامي الواسع والدّقيق  في اللغة العربيّة وقواعدها وآدابها  ... لم أكن أؤمن يوما  ً بالاقتصار على مجال ثقافي ّ واحد . فكانت قراءاتي الموسّعة في الفلسفة وعلم النّفس والتّاريخ والحضارات القديمة والأساطير والفنون وكل ّما يسهم في تشكيل وبناء المثقّف العضوي  ّ..

     العمل  /  تدريس اللغة العربيّة وآدابها  في  معاهد المعلمين والمدارس الثّانويّة الحكوميّة والأهليّة  .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دراسات نقدية

قضايا واراء

          مفهوم الاندهاش المفاجيء في وصايا اله الماء ..
           دراسة نقدية في شعرية عبد الله عباس خضير
                     أ. د. صدام فهد الاسدي
لا اريد أن أكون مملا في نقدية شعرية خالصة لوجه الله وهي همي الأول ولااريد ان اقرأ الشاعر بل أريد ان اقرأ الشعرية ولا ابحث عن أيدلوجية معقدة للشاعر ولم التق به اللهم وقد أهداني مجموعته (وصايا اله الماء ) وعدّني شاعرا لأقرا لا ناقدا أتفحص مجموعته التي بزغت من السكون ألطباعي الى فضاء القراءة وأسقطت من بين يديه فهي من حق القراء ليقولوا قولهم حسب درجات ثقافتهم ومعرفتهم وربما لاتعجب دراستي أعداءه وتبهر أحبته فالغاية الكمال بعيدة عنا وما علينا أن نلعن الظلام أبدا بل نشعل شمعة للطريق وكلنا نتفق بان النص الشعري كتلة وتشكيلة لغوية يتركها المبدع كما يشاء دون أن يخطط لها والناقد يقوم بتأويلها دون تقويلها ما لم تضعه في حدود مغلقة والشاعر عبدا لله لاينتمي إلى مدرسة النثر على حد فهمي حيث أن هذا النمط من الكتابة الشعرية يعتمد على جمال الصور ورشاقة اللفظ وتصوير العواطف بنسق متنوع بل تنتمي قصائده إلى شعر التفعيلة لخضوعها إلى الوزن قبالة الانفلات من القافية فقد اعتنى الشاعر بالمعاني ورقصت قصائده بالكثير من الدلالات ولي الحق أن أضع مستهلا لرفدها النصي واسميه كي أسهل القراءة على المتلقي مفهوم الاندهاش وأريد به أن الشاعر يفاجئك بالدهشة تلو الدهشة في وصايا مرمّزة إلى اله الماء
      وقد نعود قليلا إلى اله الماء رمز الخصب والدعوات الاسطورية في رفد البشر من الحرمان ربما هو اله الخصب حيث يعشوشب الزرع وترعى الحياة وتبزغ ,انه يستخدم رمزا ينطلق منه إليك ليقول ماعنده ولكن ماذا يقول
وكم اود أن أجد قارئا مبتعدا عن الانطباع الذي يرفضه النقد الحديث ونصف النص بأنه جميل أو متوسط أو قبيح فالانطباع كما نعلم يحتاج إلى برهنة فالنص الشعري على حد تعبير الدكتور عز الدين المناصرة يشبه جسد الإنسان فهناك مجموعة من العناصر لابد من توفرها فلا يوجد نص يلعب في الهواء بل يقول شيئا ترى ماذا يول اله الماء ضمن جانبين أساسين هما الانسجام والاتساق شرطان لضمان جمالية النص الشعري
     هل أقول أن النص هذا احتمل نجاحا أم فشلا لست معنيا بهذا بوصفي شاعرا يعنون همومه كما يشاء ولكني حق لي البحث في استراتيجيا النص يعني حركة الحياة في القصيدة وكيف جاءت مدهشة أظن القلق أول محطات الإدهاش ودافعا كبيرا للحافز الشعري عند عبدا لله وهو قلق بشري يشمل وعيه إنسانا في هذا الكون المزدحم بالتناقضات وهي اختياراته اليومية التي خزنها في ذاكرته
        البداية من الجذر قاع النهيرات وهذه دالة الانتماء فثمة شعور نفسي يقلق الشاعر قائلا:

بين ضفائر السعف
في مفرق القرية
كنا فرحة نقف
مستبشرين والنواعير تغني

 مادلالة ذلك الإشارة الى مستهل الشعرية من هنا كانت البداية حين أترعت بيادر الحنطة والماء ضاجع كل نخلة وتأتي الإشارة المدهشة في قوله:

دولاب الدنيا دار
مات الاصحاب
والاحباب ارتحلوا
والدار
باكية الاحجار

 لا يحتاج الإدهاش الى مكتشف بل يفهم من السياق
       ثم تأتي ادلة أخرى في استرجاعات الذاكرة الجد عطار ,وشاي المساء والعم صيهود شخوصا مشرعة بالذكريات ومعها الطبيعة (الخص والكوخ والأبقار والماء) كلها تتحدث بلغة شعرية طافحة بالوجدان حيث السمك في النهيرات يقفز فرحا والرطب اللامع يتلالأ من النخلة
        وتأتي حالة الإدهاش الثالثة في النص قوله:

واها لنا
واها
أما يكفي
قد ذبحتنا
واحدا واحدا
بالناب
بالمخلب
بالظلف

       من هي التي ذبحتهم الدنيا التناقضات القلق الزمني من السلطة استخدمت كل الوسائل(الناب والمخلب والظلف ) إنها حيوانية الزمن القاسي ثم ينهي تساؤلاته

من صبّ عليها عسلا تلك الأيام

 أقولها معترفا شاعرا وناقدا لقد أعادتني تلك القصيدة إلى القرنة شجرة ادم ضفاف الشط وتذكرت ايام الستينات كيف كنت تلميذا أرى بأم عيني شط القرنة

 الدهشة الثانية

قصيدة تنويه فيها شعر كبير وفيها رؤى متنوعة حيث تنطلق من الاخبارالرجعي

الذي لم يقله الرواة قاله الجائعون

 ثم يتعلق الإرهاص الفكري بمسائل رفض أولها الطفل يحكي في ومضات العيون ثم النخل الذي يمثل رصيد البصرة ثم الهور دالة الخير للفقراء ثم العاشقون
بعد هذا التأصيل الزمني ماذا ترك لنا عبدا لله من رؤيا قال كل شيء ورحل إلى نص اخرواقولها جازما والمعرفة عند الله اكبر مني أن الشاعر يحلم في الليل ويقول شعرا ويحكي هذيانه لكن لم يجد من يفهمه ويقدره

 الدهشة الثالثة

حبل طرفة يبدأ بعودته للشاعر طرفة بن العبد كلنا نعرف قصته وهو يحمل مشنقته (حبله بين يديه مرنحا بكأسه الدائم تائها في ملذاته بعد خسارته بعد ان تجنبته عشيرته كما يتجنب البعير المطلي بالقطران وأفردته لانه لا يكف عن إتلاف ماله ولذاته )

الى ان تحامتني العشيرة كلها      وافردت افراد البعير المعبد

      ولكن ذاك طرفة الجاهلي لماذا يلبس ثوبه عبدا لله يغوص خلفه يهتبل لذاته ولكنه يعترف لحبل طرفة بانه ذئب أليف يمنح الكؤوس بهجتها فحتى الذئب يلهم النفوس نشوة الحياة وهذه مفرقة شعرية رائعة يتوقف بها عبدا لله مدهشا والأفضل عنده لا يحب الاطالة وهذا ماسحرني في قصائده انه يختصر جدا ويقول بهذا الاختصار ما يقوله غيره بصفحات وهذا هو الشاعر الخلاق حقا

 الدهشة الرابعة

       وصفه هذا الرجل الفقير الذي استقبل العيد مفلسا لاشيء في يديه لأطفاله الخمسة في سرد موجز ورائع حقا لا يريد ان يصف أرملة الزهاوي

لقيتها ليتني ما كنت القاها       تمشي وقد أثقل الإملاق ممشاها

يريد ان يقول قصيدته المدهشة وقالها

ادخل في جيب سترته يده
كان في السوق
والعيد يعلن عن نفسه

      أخرج يده ليتها لم تكن يده تخرج بيضاء من غير سوء وهنا يتناص ويقتبس من القران سورة مشهورة تتحدث عن النبي موسى عليه السلام وهنا مفارقة مدهشة بين تلك اليد وبين اليد الأولى أي الشبهين بينهما ولكن ماذا يفعل :

أزاح بها
قطرات الدموع
ودقّ بأقدامه الأرض َ
واندسّ بين الجموع

        هنا شعر مدهش وخلاق واسمح لي أيها المتلقي بكلمة خلاق لأني صدام الاسدي كم أوجزت لطلابي المئات من الصفحات في سطور ولكن بمثل هذا الإيجاز أقولها أبدا لااستطيع لأنه شاعر دهشة حقا

 الدهشة الخامسة

صورة الوليد الطفل في المشفى لا مخدر مع قلوب أحبته المنتظرين امه وأبيه وأخته باحثا عن مخدر لا يجده ولا كيس دم ولا دواء ينقل حديثا للطبيب كل شيء لا يوجد ولكن : الطفل هبط في الظلام يفتح عينيه للسماء

        هذا الوصف القاتل لتلك المدينة الجائعة الخربة على أبواب التاريخ من المسؤول عنها  من يتحمل خطيئة الناس المحرومين إلا الحاكم المتسلط على الرقاب أن الجلاد قد راح والآن لمن يوجه اللوم للسلطة ليس إلا

 الدهشة السادسة

 وصايا اله الماء

هذه قصيدة اعد الشاعر باني سوف ادرسها لطلبة الدراسات العليا هذا العام لما فيها من رؤى وصور سوف أتوقف عندها كثيرا في هذه المجريات النصية

خان التوابل والبهارات العتيقة

الإشارة إلى المكان فضاءادلاليا

ثم تأتي الصورة الأخرى بدون لف ودوران /

الضرير يبيع حلوى نهر خوز ببابه

ثم الوصف الثالث للطبيعة الجامدة /

الصفصافة الفيحاء مدرسة الطيور

 أجمل وصف  قرأته للشجرة بأنها مدرسة الطيور ولم أجد شاعرا سبقه أبدا طوال الخمسين عاما من القراءة والكتابة

 الصورة الرابعة

ورحبة العجلات
والمقهى
يؤرجح في مياه الشط رجليه

هنا شخصنة ثانية يبعثها الشاعر ضمن رموز قصيدته ثم المستوى الانتقالي من المفرد الى الجمع مهيمنا شعريا متماهيا

الصبايا فوق سن الصخر
يغسلن القدور

والنخيل
يحط رجلا في المياه

        فقد شخصن النخلة إنسانا وهو يمد ذراعيه سعفه في الماء دالة الاستقرار والراحة والبراءة والصورة تكبر بوصف الجسر القديم هو الآخر يمد ساقه مطمئنا في فضاء مفتوح
             وتكبر الوليمة وماذا فيها موائد الخريط هذا النتاج من الهور الذي تبيعه النسوة في السوق نتاجا ذا طعم مميز والآن أصبح نادرا في زمننا لقلة مصادره والسمك والجاموس كلها تنسى نفسها عند الشواطيء الجميلة والمفارقة العجيبة يتخذ من انليل رمزا أسطوريا ليحاكي الهور رمز البساطة والتخلف الاجتماعي والفكري والبراءة الصادقة والشجاعة الحقيقية ولكن انليل تقايض فاتنات الهور باللبن اللذيذ مااجمل الصورة ياعبدالله ولكن المقايضة بالمجان لا نقود ولا عقود هذه صفة الهور وأهله لا يبحثون عن ثمن هكذا كانت وصية اله الماء
         نعم لقد قلت شعرا وأجدت وصفا كيف وصانا اله الماء قال كل شيء مجانا للرائح والغادي والهور ماعون كبير للطيور وللنسور ماهذا الرصف الجمعي الرائع في مختلف التناقضات طير ونسر لاياكله بل يتناول معه الطعام في هذا الهور ويحتم اللعنة على من بيع الماء وما قولنا للشاعر أن العراقي يشتري الماء ليشربه وهو في القرن الثالث والعشرين ولم يعتد على الماء الحلو وهو يملك نهرين كبيرين وااسفاه ايها الزمن ماذا لعبت الدنيا بنا وماذا صار بنا

          كم كنت مندهشا في قراءة هذه المجموعة وأتمنى على الشاعر ألا يستعجل في الكتابة فلديه قدرة شعرية لافتة للنظر وعليه أن يقرا الأسطورة ليرفدنا بالكثير من الرؤى مما لمسناه منه في وصايا الماء

    أقف عد هذه الدهشة ولي لقاء مرتقب بأفكار جديدة في منهل عذب اسمه وصايا اله الماء

                                      الدكتور صدام فهد الاسدي
ــــــــــــــــــــــــــــــ

الدكتور علي عبد رمضان
 الجمعة، 23 كانون1 2016   الدكتور علي عبد رمضان  المقالات الثقافية المقالات السياسية   2655 زيارات
         الدكتور علي عبد رمضان
شاهد جميع مقالاتك
هو من مواليد القرنة / النهيرات 1950م

درس البكلوريوس في ( كلية الآداب/ جامعة البصرة ) إذ تخرج من قسم اللغة العربية فيها عام 1971 . وكان من أساتذته ( الشاعرة الرائدة نازك الملائكة ، والشاعر الدكتور حسن البياتي ، والشيخ الدكتور محمد سيد طنطاوي ، والدكتور ناصر حلاوي والدكتور عبد المنعم الزبيدي ، والدكتور زاهد العزي والدكتور خليل العطية رحمهم الله .

تأثر هذا الشاعر بكبار شعراء العربية قديما وحديثا فمن أبرز من تأثر بهم من القدماء  طرفة بن العبد والمتنبي وأبي العلاء المعري . أما الشعراء المحدثون فقد تأثر بالسياب والجواهري ونزار قباني والبياتي وحسب الشيخ جعفر ... .

بدأ كتابة الشعر عام 1965 وكان لأستاذه مدرس العربية آنذاك الشاعر محمد راضي جعفر الدكتور أثرا في تشجيعه .

لم يقصر اهتمامه باللغة والأدب بل كانت قراءاته موسعة في الفلسفة وعلم النفس والتاريخ وثقافة الحضارات القديمة والأساطير والفنون وغيرها .

وهو الآن يعمل مدرسا للغة العربية في إحدى مدارس القرنة الثانوية .

وأخذ يكتب الشعر حتى صار ينشر أشعاره في مجموعة من الصحف العراقية ( المرفأ البصرية ، والقادسية ، والطليعة الأدبية . كما نشر في الصحف العربية ومنها العرب اليوم الأردنية . أنقطع عن نشر أشعاره لكنه بقي يعاني الشعر في أوج مأساته وهو يقضي ثمان سنوات في الأسر إبان الحرب العراقية الإيرانية وقد كتب رسائله التي كان يرسلها إلى عائلته عن طريق منظمة الصليب الأحمر الدولية وهي محملة بعذابات الفراق والغربة بلغة شعرية عالية ومؤثرة وقد اطلعت على بعضها .
الشاعر عبد الله عباس خضير أو عسيب كما يحب أن يطلق هو على نفسه كاسم أدبي هو شاعر سبعيني كتب قصيدة العمود كما كتب قصيدة التفعيلة وله كتابات في قصيدة النثر والنص المفتوح ..

ومن قراءتي لشعره العمودي أو الحر وجدت أن هذا الشاعر يعتمد العبارة السهلة القريبة من لغتنا المتداولة في التعبير المعتاد ، لكن هذا لم يضر بلغته ولم يجعلها تقع في النثرية أو التقريرية فهو يحتفظ بفصاحة عبارته  وشعريتها بما يبث فيها من حس شعوري جميل يباشر المتلقي ويشده إليه وبما يضفي عليها من موسيقا منسابة عذبة ومنسجمة تسري مع المعنى الذي يطرقه أو الفكرة التي يعالجها موظفا التشكيل الصوتي المنسجم سواء على مستوى النمط الإيقاعي للوزن الشعري الذي ينظم عليه  أم على مستوى الأصوات المتماثلة أو الألفاظ المتجاوبة نغميا مع التفاته إلى القيم التنغيمية التي تضفيها أصوات المد واللين في نهايات جمله الشعرية أو أبياته ..

من ذلك قوله في قصيدة بعنوان ( عروبة )

 مهفهفة القدِّ غضٌّ صباها    ومثقلةٌ بالجنى وجنتاها

سقاها الفرات بأقداحه        ودجلةُ من كلِّ عذبٍ سقاها

وغازلها البدرُ من سحرها     وراودها عاشقاً واشتهاها

فشبّتْ على غصنها وردة       مخضبة بالشذى شفتاها

وثار على الصدر تفاحُهُ      ومال بأغصانه فثناها

عراقية من جذور الحياة     تروت وفي كل قلب هواها .



من خلال هذا العزف الشعري الذي يشدو به الشاعر نتلمس روح شاعر شفيف مترعا بالعاطفة وهي عاطفة عاشق متشبب يرسم صوره الشعرية بأناة وإتقان متخذا من جمال الطبيعة منطلقا لألوان فرشاته . بلا تكلف ولا تعثر بل بحسن ورشاقة .

وموضوع قصيدته هو الموجه لطبيعة هذا الشعور ومستواه حدة وانبساطا كما أنه هو الذي يستدعي اللغة التي يعبر بها عنه فالشاعر عبدالله عباس يجيد اختيار لغته وتشكيلها بما يتطلبه الجو الشعوري والانفعالي الذي يصدر عنه في كتابة القصيدة ،  لكن لغته الشعرية تلك تبقى محملة بروح طائر الملتقى التي تتصف بشفافيتها وعفويتها التعبيرية وإن كانت تحمل انفعالا أو توترا ظاهرا قد يستدعي عند غيره من الشعراء الفاظا لها وقع حاد في السمع ولعل السبب في ذلك عند هذا الشاعر هو طبيعته الهادئة وما يتميز به من حس أنساني تتشربه لغته فيظهر بارزا في شعره ومهيمنا على كل قصائده .

ولعل خير مصداق على ذلك قصيدته التي تحكي معاناته في الأسر وعنوانها ( قراءة في سيرة التتار، على رواية العبد الصالح نصر بن عدي ) ومما قال فيها .. ( أخترت قليلا منها لأن القصيدة طويلة تمثل تجربة نفسية مريرة بمشاهدها المتعددة المتنوعة ..)

حدثنا العبد الصالح نصر بن عدي

في القرن الخامس بعد الألف}

(كان أسيرا في أيدي الفرسْ)

قال العبد الصالح

كنا قوما نعشقُ حد السيف

لكنا ـــــ يا للدهرِـــــــ طوانا الأسر

 في لحظة ضعفْ:

( لحظة يلقي المرء سلاحه

تصبح كلُّ الدنيا قيدا

ويصير ـــ وإن لم يرض الذلة ـــ عبدا )

وأضاف العبد الصالح :

كنّا عند النوم نُسبُّ

وعند الفجر نسبُّ

وحين نصلي لله نسبّ

وحين تدور اللقمة في البلعوم نسبّ

.....

 ونُسبّ ، نسب كثيرا  ..

عدد الأشياء ).

لا نجد في لغة الشاعر حدة هنا  بالرغم من أن الموقف قد يتطلبها ولعل طائر الملتقى هنا عبر عن شيء خفي من خلال لغته الخفيضة هذه وهو حال الهوان وإحساسه المرير به وهو يستعيده فلا ترى لغة الثار الهادر بل لغة المكسور المغلوب على أمره الذي يتجرع قتل كرامته .

وهذا ما نجده في قصائد متنوعة له يعالج فيها قضايا اجتماعية وسياسية افرزها واقعنا الراهن فالشاعر عبد الله عباس لم ينزو بشعره مع نفسه بل كان الهم الجمعي حاضرا في كل قصيدة قالها ومنذ بداياته الشعرية إلى الآن ..

ولعنا لا نبتعد كثيرا إذا قلنا أن طائر الملتقى بقي يحوم حول مجتمعه وهمومه وما يمر به من مآس سببها الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتخبطة ودواوينه الأخيرة فيها شواهد متنوعة لهذا الرصد الناقد الذي يسجله طائر الملتقى لنا شعرا يمس قضايا المجتمع ومشكلاته ..

قصيدته (شهادة ) من ديوانه مراثي القبيلة

للطلقة اللئيمة

لكل صدرٍ ضمَّها

ولم ير طفلته اليتيمةْ

للألم المغروسِ في أعماقنا

للعهر في حياتنا العقيمة

للحاكمين باسمه

والذابحين باسمه

والناشرين باسمه

الإرهابَ والجريمة

للناعقين باسمه

والسارقين باسمه

والآكلين باسمه

المولِمَ

والوليمةْ

للآمرين الناسَ بالحقدِ

وبالبغضاءِ

والشتيمة

اشهد

ربِّ أنهم

أضل من بهيمة ....



الشاعر عبد الله عباس خضير لشدة انتمائه الى واقعه وإحساسه بمرارة هذا الواقع تحولت القصيدة عنده بلغتها وصياغاتها وأسلوب تشكيلها إلى قصيدة شعبية طرقت ابسط التعابير وأكثرها تداولا بين العامة وأسرعها تمثلا لمجريات الأحداث لكن شاعرنا طائرَ الملتقى غلف هذه الشعبيةَ بانفعال ناقد فتوجه إلى الآخر حاملا امتعاض الشارع وتذمر عامة الناس ولكن بروح شعرية مقبولة ومسؤولة تعي أن الشعر أداة مهمة من أدوات التغيير والمواجهة وفضح الزيف وكشف صور الخراب . فمثلا قصيدة ( دعاة الأرشفة ) واحدةٌ من القصائد التي تتجه هذا الاتجاه يقول فيها :

منذ سقوط البرلمان

وحديث القنفة

طفا

على بحيرة الإعلام

جيل

من دعاة الأرشفة

يجمِّلون موتنا

بالشعر/ والصورة / والمشهد/ والمتاحف المزيفة .

يحولون ذبحنا / إلى / منابر / معارض / قصائد / القصد منها / اللفلفة .

كي تصبحَ المأساة / تاريخا / وليس راهنا / يريدُنا أن ننصفه / فهم/ يريدون لشعبي كله / بأن يموت / في مجازرٍ/ يقال عنها مؤسفةْ.

فكيف بي / أريد أن يبقى دمي / محاربا / وأن تظلَّ ساحُ ذبحي / بالدماء / راعفة ْ

وظيفةُ الفن / إذن / بأن يصيرَ / معولاً / وأن يفعلَ بيتُ الشعر / فعلَ / المجرفةْ .



الكلام عن تجربة طائر الملتقى الشعرية لا تفي حقها أن نتحدث عنها بعجالة يحكمها ضيق الوقت ولكن لعلي سلطت الضوء على نتفٍ بسيطة مما لدى هذا الشاعر معرفا به ومنوها بجزء من أداته الشعرية .. والأمر كما هو معلوم يحتاج إلى دراسة مستفيضة تلم بما للشاعر وما عليه. وطائر الملتقى شاعرنا له منجز شعري مهم يستحق الدراسة المستفيضة والوقفة الطويلة .



د. علي عبد رمضان / جامعة البصرة*   وقال لي   *

شعر  /  عبد الله عبّاس خضيّر

وقال  َ لي ْ

لا  تُفش   ِ أسرارَنا

مَن

باح  َ بالسّر  ّ ِ

طردناه   ُ...

ولا  تُحدّث  ْ

بأحاديثِنا

الجُهّال  َ

عن  خمر   ٍ

شرِبناه   ُ...

وعن  وصال   ٍ

ثَم  ّ

أو مجلس   ٍ

دارت  ْ برأسَينا

حُمَيّاه  ُ ...

لا

يهتك  ُ السّتر   َ

حبيب  ٌ

ولا

يُفشي

الذي  كنّا

اصطفيناه   ُ ...


***     تساجلُني شعرا ً    ***

شعر  /  عبد الله عبّاس خضيّر

تساجلُني شعراً
ولستُ أنالُها
نجومُ الثُّريا
أين منّي سجالُها ...

لَعوبٌ
تمادتْ في الهوى
وتمنّعتْ
ويعجبُني
رغم الصُّدودِ
دلالُها ...

بخيلةُ وصلٍ
ليس يصدُقُ وعدُها
وسهلٌ عليها
في الوعودِ انسلالُها ...

وقد وطّنتْ قِدْماً
على الغدر نفسَها
فما يُرتجَى
إلا لماماً
نوالُها ...

أعلّقُ أيامي
على حبل وصلِها
وهل يُسْعفَنْ
قبل المماتِ وصالُها ... ؟

كأنّي وإياها
مقيماً وراحلًا
يقطّعُ قلبي
حِلُّها
وارتحالُها ...

إذا خطرتْ في الحيِّ
سرّحت ُناظري
حدائقُها ريّانةٌ
وظِلالُها ...

وإن أسمحَتْ
أصبحتُ بالسّحر ذاهلًا
ومن أين
للصّب ِّ الغريرِ
اهتبالُها ...

لها قامةٌ كالنّخلِ
إمّا تمايلتْ
وكالرّمح لَدْنَا ً
طولُها
واعتدالُها ...

فلو غازلتْ عينٌ لها
قلبَ عاشقٍ
ﻷوقعَهُ
في المُهْلكاتِ
جمالُها ...

ووصّى لها في النّاسِ
بالحسنِ يوسُفٌ
وأذّنَ
بالسّحر الحلالِ
بلالُها ...

تُذيقُك أحياناً
زُلالًا وبارداً
وتطفحُ
من داني الثّمارِ
سلالُها ...

فأيُّ بديع الفنِّ
سطّرَ سحرَها
وأيُّ جلالٍ
في العَذارى
جلالُها ... !

إذا ما رمتْ سهماً
تحسّستُ أضلعي
وقلَّ بحربٍ
أن تطيشَ نصالُها ...

وقد كنتُ غِرّاً
أقصدتني بسهمِها
وللحربِ
يا حربَ العيونِ
رجالُها ...

سأُلقي سلاحي
في ملاقاة ِحُسنِها
كبيرٌ على قلبي
أُخَيَّ
قتالُها ...

تسائلني
هل في حياتِكَ حُلوةٌ ؟
وهل يبتغي
إلا الشِّقاقَ
سؤالُها ...

وتعلمُ أنّي في الهوى
طوعُ كفِّها
أحطُّ رحالي
حيثُ حُطَّ رحالُها ...

وكم ضيعتني
ثمّ راحتْ تلومُني
فلا تسألاني
كيف حالي
وحالُها ... ؟

https://youtu.be/Li5-kF3vOgo      // يوتيوب الرابط

*    الطّاحونة   ُ    *

شعر  /  عبد الله عبّاس خضيّر

في عالَم   ٍ
يحكُمُه  ُ الأموات  ْ

نحيا
لهم   ْ

نسير  ُ
نرتدي  أكفانَهم  ْ

تمشي
بنا
رؤوسُهُم  ْ

معصوبة   ً
عيونُنا
في لعبة  ِالحياة  ِ

بعضُنا
يمد  ّ ُ عينيه  ِ
لكي  يرى
لكنّه  ُ
بقسوة   ٍ
يصفعُه  ُ السُّراة   ُ

لا
تُبصِر  ْ
ولا
تَمدُد  ْ بعينيك  َ
فقد
تسقُط  ُ
في  المرآة  ِ

لا
تخرُج  ْ
عن  النّص  ّ ِ
فمكتوب  ٌ
عليك  َ الكُل  ّ ُ
ماض   ٍ
حاضر   ٌ
وآت  ْ

رأسُك  َ
طاحون  ُ تواريخ   ٍ
ولا
تشُم  ّ ُ
إلا  ّ
قهوة   َ القبور   ِ
هذه  ِ
الرِّئات  ْ


*   مَن ْ أنت  ِ... ؟    *

شعر  /  عبد الله عبّاس خضيّر

تأتي

ولا تأتي  ...

طالعة  ٌ

في أحرفي

عَبْر  َعصور   ِالحب  ِّ

والموت   ِ...

أسرجت  ُ

عمري  كلَّه  ُ

باحثا  ً

وحين قاربت  ُالمدى

غِبت  ِ ... !

أسأل  ُ

مَن  مرّوا

ومن هاجروا

وكلُّهم  ْ

قد  لاذ  َ

بالصّمت  ِ...

تمشي الأساطير  ُ

على راحتي

ويسهر  ُ العُشّاق  ُ

في بيتي  ...

تسطّرين  َ الوجد  َ

في أحرفي

فمَن  تكونين  َ ؟

ومَن  أنت  ِ ... ؟

وكيف  َ

قاربت  ِ سِنِي ّ َ النّوى

مشبوبة   ً

من أين  َ أقبلت  ِ ... ؟

وكنت  ُ

أطفأت  ُ محطّاتِها

فكيف  َ

من غفلتِها

جئت  ِ ... !


*     بدوات ( إلى روح السيّاب المبدع الكبير )   *

شعر /  عبد اللّه عبّاس خضيّر

تبدأ ُ
منذُ النّخل ِ
وتبدأ ُ
منذُ الماء ْ ...

وتبدأ ُ
إذ ْ تتشظىّ
باﻷلم ِاﻷشياء ْ...

ربانا ً
وسفينا ً
وحداء ْ...

يا أيوبَ المقهورين َ
ويا نبويَّ اﻷصداء ْ...

آمنت ُ
بربِّ الشّعر ِ
بكلِّ شياطين ِالشعراء ْ...

بالّلغة ِ الجذر ِ
وباللّغة ِالخلْق ِ
وبالّلغة ِاﻹيحاء ْ...

بالقمر ِالسّابح ِ
بالماء ِ المرتج ِّ
بنبض قلوب ِ الفقراء ْ ...

يا مدنا ً
تبحث ُ عن أم ٍّ
عن حَلْمة ِ ثدي ٍ
في الظّلماء ْ ...

يا وجعا ً نبويّا ً
يا قيثارةَ ريح ٍ
في الصّحراء ْ...

آمنت ُ ...
تُعلِّمني
اﻷسماء ْ...


*    غُلْمَة  ٌ     *

شعر  /  عبد الله عبّاس خضيّر

تأتيك  َ
طاغية  َالأنوثة  ِ
تنثني  خجَلا   ً
تُتمتِم  ُ
لا  كتاب  َقواعد  ٍ
عندي  ْ
وتقرأ  ُفي النّهود  ِ
فحيح  َ غُلمَة  ْ ...

مَن ْ قال  َ
يَشغَلُها  كتاب  ٌ
صدرُها  مُستَنفَر  ٌ
ثديا  ً
وحَلْمَة  ْ ...

العين  ُ
تفضحُها
وثوب  ً
داخل  ٌكالرّمح   ِ
بين الموج   ِ
والموج  ِ انكسارات  ٌ
وأشرعة  ٌ
ونجمة  ْ ...

كم
خاطَبَت  ْ
فيك  َالرُّجولة  َ
من  وراء  ِ
( الخُص   ِّ)
عند  َ الفجر   ِ
أو
بعد  َانطفاء   ِ
الشّمس   ِ
وانفتحَت  ْ
وقالت  ْ هَيْت  َ
خذني
نخلة   ً
وعصير  َ كَرْمَة  ْ ...

وتدثّرَت  ْ بك  َ
والحشيش  ُ
وسادة   ٌ
والنّخل  ُ
خيمَة  ْ ...

وتعود  ُ
تقرأ  ُفي كتاب  ٍ
هل  قرأت  َ
كتابَها  ... ؟
البط  ُّالجنوبي  ُّ
المهاجر  ُ
في  الرّياح   ِ
بجُنْح   ِ
غيمة  ْ ...

تأتيك  َ
كم  عبَرَت  ْ
طيور  ٌ
بعدَها
وعبَرْت  َ
لكن  ّالهوى
وطن  ٌ
وذاكرة  ٌ
وكِلْمَة  ْ ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق