الثلاثاء، 16 يناير 2018

جدلية الموت والحياة // للشاعر الاستاذ : احمد المنصوري // المغرب

جدلية الموت والحياة
ستون عاماً كان يحلمْ
كان يكتُبُ بالماءِ
أيّامهُ على الرملْ..
ستون حولاً ظل يسألْ
يسألُ ..ويسألُ ثم يسألْ
قد يفهمُ أولا يفهمْ 
لكنه دوماً كان يسألْ
كانت السِّنونُ 
أمام ناظريهِ ترحلْ
بلمحِ البصرِ
...........ترحلْ
وكلُّ شيءٍ حولهُ 
............يتغيرْ
سقطتْ اقنعةٌ ..
أعمارٌ.. 
أشخاصٌ ..
أسماءٌ ..
أشكالٌ..
مواعيدٌ ..وعبرْ
كل شيء وقعَ و انهمرْ
كما تتساقط أوراقُ الشجرْ
والغيومُ ثكلى 
فقدت ماءها الكوثرْ
وكانت حول وجه الوطنِ المتعبِ 
تنمو ... تتناسلُ ..تتكاثرْ ..
والأماني والرهاناتُ و الأحلامُ....
جميعها ..جميعها.. تتعثرْ
صُنْ كلامكَ وترجَّلْ
فما عاد يغويكَ
الوجهُ الشاحبُ للقمرْ 
ولا انخطافُ الرّوح إبانَ السمرْ
ولا الموتُ الذي كشَّرَ عن أنيابِه 
في خريف العمرْ
وهو بنا يتربصُ
في كل حين وكل أمْرْ
يستل ارواحنا وارواحَ من ُنحب
دون انتظارٍ أو صبرْ
حينما صفعكَ
علّمك أن لا تخشاه
قبَّلتَ يدهُ الباردة
لكنك كسّرت اسنانهُ النتنةَ الصفراء 
في انتظار أن يأتي دورك
لتدفن في قبر.
*أحمد المنصوري*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق