الثلاثاء، 23 يناير 2018

من كوابيس نوم مابعد العصر // للشاعر الاستاذ : هاشم لمراني // المغرب

من كوابيس نوم ما بعد العصر
***********************
خرج من متجر كتلك التي صارت تنبت كالفطر الآن في الوطن والتي صرنا نسميها " مساحات كبرى " ... فقد وصلها راجلا في وقت متأخر لاقتناء بنزين للذاكرة حتى تحلق في عنان السماء ... تحايل على أمن الجناح المغلق لتحقيق أمنيته في انتشاء قادم ، فكان له ذلك ... عندما أدخل القنينة بين حزام السروال وامتدادات القميص كمن يخفي ممنوعا أو مهربا ، وغادر ، وجد مجموعة من " المشرملين " مدججين بالسيوف والسواطير في انتظاره وقد عمت الظلمة المكان ... بدا له نور أول بيت قريب فهرع إليه عله يحميه من سطوة قطاع الطرق الليلية والنهارية ... ولو لم تسعفه ساقاه الطويلتان للوصول إليه ودق باب بقوة لما كانت له القدرة اللحظة على إخباركم بما حدث .. إذ سرعان ما استجاب له رب البيت ، ذاك الشيخ الوقور، عندما فتح له باب بيته مرحبا بزائر ليلي لا يبغي غير طلب للنجدة ... تنفس الصعداء لما دخل وتم إغلاق باب البيت دونه ... لم يسأله الشيخ عن سبب ما دفعه إلى هذا الاقتحام الليلي وقد ألف حدوث ذلك بحكم مجاورة بيته للمساحة الكبرى .. لكنه عمد إلى هاتفه البيتي يطلب النجدة له وللزائر من أقرب دائرة أمن بالحي المجاور ... لم تمض إلا دقائق معدودات حتى حضرت سيارة شرطة تقل ثلاثة من رجال الأمن يحملون أسلحة بدون دخيرة ... لم يطل المشهد كثيرا فقد تم القضاء عليهم بسرعة مذهلة من طرف قطاع الطرق ، وحوصر البيت من جديد ..كان أحدهم يردد بأعلى صوته أن قدموا لنا ذلك الدخيل وإلا تمت إبادة الجميع ... تطلع الشيخ إلى وجه القادم الليلي وكأنه ينذره بالآتي وسأله : ما العمل الآن يا بني ؟ ... لم يتلق جوابا منه لأنه كان قد نام ، ولم يستقيظ إلا في بيت مستطيل كالتابوت الذي يرقد فيه إلى جانبه خالته ... سألها أين نحن الآن خالتي ؟ تلعثمت قليلا لكنها أجابته بكل يقين : نحن الآن في العالم الآخر لأنا قد ذبحنا بالأمس... 
شهق شهقة موته الحقيقية ونفض عن الغطاء الثقيل ... كان المؤدن ينادي لصلاة المغرب عندما استفاق .. أما هو فقد كان يتلو: " والعصر إن الإنسان لفي خسر ......."
*************
م . هاشم لمراني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق