*** في موقف التّيه ***
عبد الله عبّاس خضيّر
أربعين عاما ً
لم يعثر آدم
على ضلعه الذي ضاع ...
كانت حوّاء
في التّيه
وكان هو
مع أخته النّخلة
يستحمّان
في هور البصرة
وعلى شواطيء
شط ّالعرب ...
وحين التقيا
في موقف الفزع
كانت حواء
على مشارف الدّموع ...
وكان آدم
يداري ارتباكهما
تذهله صدمة المفاجأة ...
هاتي يدك
النوارس تبحر عاليا ً
لا وقت لدينا
الشّواطيء
تعزف نايا ً
بعيدا ً
يلتقي مع الأبد
هاتي شفتيك
الزوارق
تعانق الميناء
وتلثم
شفاه الشط ّ
تتوقف السّفن
يحبس
الميناء أنفاسه
النّوارس
تعلو وتعلو
هناك
حدَث ٌكوني
خطير
شفة ٌوقبلة
بعد
أربعين عاما ً
من التّيه
هل
كان ذلك قَدَرا ً
كل ّوجع السّنين
في
صحراء الرّب ّ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق