الثلاثاء، 16 يناير 2018

مسافر أم رحالة ؟ // للشاعر الاستاذ : هاشم لمراني // المغرب

مسافر أم رحالة ؟
*************
هي قطارات تمضي ..
وقد تحول البخار إلى بنزين فكهرباء
والمحطات كثر ... 
زمن مقتطع من السبر ...
حتى ينفس منا البعض الصعداء
هامات صاعدة لقطعة جحيم 
وأخرى نازلة لمعانقة الضياء
لحضن منتظر ...
أو لوعيد لم تنذر به السماء 
تنفث القطارات دخانها 
و تشهق الأبواق منها ما تشاء
يحتك الصلب بالصلب
على إيقاعات النذب أو الغناء
تزداد السرعة أو تقل 
لكن الرحالة يمضي كصوفي
يشتاق إلى لحظة التجلي والفناء
فلا رصيف يعلن عن نهاية رحلة 
إلا لبدء أخرى في سمفونية البقاء
هي القطارات وحدها ما سيبقى 
ونحن الصاعدون النازلون .. 
ديكور يلازمه التحلل والعياء
يسكنه منذ الصرخة الأولى 
تاريخ محدد أقرته السماء
قد ننسى ذلك أو نتناساه جميعا 
لكن إيقاع القطارات يردده على مسامعنا
حتى وإن تجاوزت سرعتها .. 
سرعة الضياء
رجائي ألا تتركوا القطارات تمضي دونكم
حتى يصير المسافر منا رحالة
وليس مسافرا ..
أو حتى سفير للسفراء
اتركوا للقادمين غنيمة 
قد تفتح للقطارات في كل نفق
قبسا من نار أو شعاعا من ضياء
م . هاشم لمراني ( المغرب )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق