/القصة السريالية ما بين الفانتازيا والواقع/مقالة:
..من الصعب علينا التحكم في العقل البشري، وإلا فالرسل كانوا أولى بوحيهم، أو الفلاسفة بمنطقهم، أو المشعوذون بسحرهم..
من هنا جاء تطور النظريات، وتحديث المناهج، فكلما أراد العقل البشري تلميم الأفكار وحصرها في قواعد، جاءت أفكار جديدة تعذر عليه شملها، لأنه لا يمكن مطلقا الحد من التفكير، فما عساك وقد وصل لمرحلة التخييل، بحيث أصبح يستخدم عقلين: الخارج/الباطن،
الوعي/اللاشعور، بل أصبحا (العقلين) مع الوقت عنصرين متلازمين يخدمان بعضهما، ولا يمكن تفريقهما في كل حال من الأحوال، لأن العقل الباطن بالنسبة للوعي كالروح للجسد..
..هذا بالنسبة للعقل العادي، فما بالك بالنسبة للعقل المبدع؟
يأتي الواقعيون ككتبة ممنهجين مبرمجين ليشترطوا ويتشرطوا على هذا العقل المفكر في محاولة منهم لحبسه في إطار/زنزنة حسب مقاسهم ومزاجهم أو تعليماتهم..!
لينزعوا الخيال/الحلم من الواقع كي يصبح آلة فوتوغرافية تنقل/تصور دونما أدنى لمسة فنية من المصور/المبدع، كأن يحددوا له المساحة/السطور في المشهد القصير/القصة القصيرة..!
في نظري أن كل قاص لازال خاضعا لهذه الأوامر/القياسات يعتبر قاصا مؤطرا ومتأخرا عن ما وصل إليه الأدب القصصي من تطوير.
حينما نظر "أندريه بريتون" القصة السريالية، أراد بها جر المبدع لاستخدام عقله الباطن/اللاوعي لما يختزل هذا الأخير من ترسبات/مخلفات اجتماعية وعقائدية ونفسية واللائحة طويلة تمزج الواقع بالفلسفة والخيال بالمنطق، فأحيانا يأخذ من مكدسات واقعية لتناولها في سرد سريالي/ما فوق الواقع، أو العكس يأخذ من تأملات خيالية لتناولها في سرد سريالي/من الواقع، وقد حول رسامون سرياليون صورا واقعية لسريالية عجيبة بينت قدرات العقل البشري وتفوقه في ترويض اللاشعور...
وما استخدام الأطباء النفسيون للتنويم المغناطيسي كوسيلة للتحكم في العقل الباطن باسترجاعه للواقع والتحكم في تفاصيله الدقيقة لسرد أقاصيص فقدت مدفونة في الذاكرة إلا تأييدا لتناغم فنون السرد فيما بينها بكل عفوية وتلقائية، فتارة تميل للواقعية، وتارة للفانتازية وأخرى للسريالية، مصحوبة حينا بحوار داخلي/مونولوج، وغالبا ما تكون صيحات /مناجاة، كحالم في كابوس يكون القاص في قصته.
وأما ما يسمونها بالقصة القصيرة اليوم بتلك المقاييس التقليدية، فهي عبارة عن سرد لأخبار السوق لا تمت للإبداع بصلة.
_حسين الباز/المغرب_
..من الصعب علينا التحكم في العقل البشري، وإلا فالرسل كانوا أولى بوحيهم، أو الفلاسفة بمنطقهم، أو المشعوذون بسحرهم..
من هنا جاء تطور النظريات، وتحديث المناهج، فكلما أراد العقل البشري تلميم الأفكار وحصرها في قواعد، جاءت أفكار جديدة تعذر عليه شملها، لأنه لا يمكن مطلقا الحد من التفكير، فما عساك وقد وصل لمرحلة التخييل، بحيث أصبح يستخدم عقلين: الخارج/الباطن،
الوعي/اللاشعور، بل أصبحا (العقلين) مع الوقت عنصرين متلازمين يخدمان بعضهما، ولا يمكن تفريقهما في كل حال من الأحوال، لأن العقل الباطن بالنسبة للوعي كالروح للجسد..
..هذا بالنسبة للعقل العادي، فما بالك بالنسبة للعقل المبدع؟
يأتي الواقعيون ككتبة ممنهجين مبرمجين ليشترطوا ويتشرطوا على هذا العقل المفكر في محاولة منهم لحبسه في إطار/زنزنة حسب مقاسهم ومزاجهم أو تعليماتهم..!
لينزعوا الخيال/الحلم من الواقع كي يصبح آلة فوتوغرافية تنقل/تصور دونما أدنى لمسة فنية من المصور/المبدع، كأن يحددوا له المساحة/السطور في المشهد القصير/القصة القصيرة..!
في نظري أن كل قاص لازال خاضعا لهذه الأوامر/القياسات يعتبر قاصا مؤطرا ومتأخرا عن ما وصل إليه الأدب القصصي من تطوير.
حينما نظر "أندريه بريتون" القصة السريالية، أراد بها جر المبدع لاستخدام عقله الباطن/اللاوعي لما يختزل هذا الأخير من ترسبات/مخلفات اجتماعية وعقائدية ونفسية واللائحة طويلة تمزج الواقع بالفلسفة والخيال بالمنطق، فأحيانا يأخذ من مكدسات واقعية لتناولها في سرد سريالي/ما فوق الواقع، أو العكس يأخذ من تأملات خيالية لتناولها في سرد سريالي/من الواقع، وقد حول رسامون سرياليون صورا واقعية لسريالية عجيبة بينت قدرات العقل البشري وتفوقه في ترويض اللاشعور...
وما استخدام الأطباء النفسيون للتنويم المغناطيسي كوسيلة للتحكم في العقل الباطن باسترجاعه للواقع والتحكم في تفاصيله الدقيقة لسرد أقاصيص فقدت مدفونة في الذاكرة إلا تأييدا لتناغم فنون السرد فيما بينها بكل عفوية وتلقائية، فتارة تميل للواقعية، وتارة للفانتازية وأخرى للسريالية، مصحوبة حينا بحوار داخلي/مونولوج، وغالبا ما تكون صيحات /مناجاة، كحالم في كابوس يكون القاص في قصته.
وأما ما يسمونها بالقصة القصيرة اليوم بتلك المقاييس التقليدية، فهي عبارة عن سرد لأخبار السوق لا تمت للإبداع بصلة.
_حسين الباز/المغرب_
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق