الأربعاء، 3 أكتوبر 2018

مجلة أنكمدو العربي للثقافة والأدب / تقديم عن الشاعر الاستاذ : جاسم آل حمد الجياشي // بقلم الأديبة تماضر وداعة // العراق

شكراً للأخت الأديبة تماضر وداعة وهذا الجهد المبذول من قبلها . في القاء الضوء والتقديم الجميل لبعض جوانب حياتنا وبعض النصوص ضمن سلسلة بعنوان ( اديب في أسطري المتواضعة ) تقوم بتقديمها في منتدى طريق الابداع والثقافة مشكورة أيضاً إدارته المتمثلة بالدكتور صاحبخليل ابراهيم مع وافر تقديري ومحبتي لهما
*
أديب في أسطري المتواضعة
الشاعر الاستاذ جاسم آل حمد الجياشي
تقديم / تماضر وداعة
السلام عليكم احبتنا الادباء جميعا.
معنا اليوم شاعرا من جيل الشعر الحقيقي في العراق، فيه الكثير من النجوم ومازال بريقها واضحاً للعيان ومازالت تلك النجوم تعطي للأدب والثقافة أهلةً وأقماراً رغم الخسوفات، انه بطل حقيقي ناضل وعانى كل صنوف الويلات والملاحقات والتعذيب من أجل الايمان بمبادئ الحرية والسلام حتى عاد لبلده خلسة لممارسة عمله التنظيمي المعارض والقي القبض علي آنذاك وتم اصدار احكام بحقه من قبل النظام السابق قضى منها ما لايقل عن خمسة عشر عاما في سجونه . مما منعه من الكتابة لفترات طويلة . في التسعينات من القرن الماضي تم اطلاق سراحه لكنه لم يمارس الكتابة وكان ذلك عبارة عن موقف منه كي لايكتب للنظام . بعد انتهاء فترة حكم النظام في ظروف معروفة . بدأ الكتابة مرة أخرى بعد تركه لها ، فكتبت المقال السياسي والاجتماعي وكتبت الشعر .
وله العديد من المجاميع الشعرية والقصائد اخترنا لكم منها :
رقص /ــ على أرصفة العمر!!
أودُ..
أن اخبركَ
بأن اولَ موعد للقاء
كانَ بيننا /ــ هوَ
يوم مولديَ !
لنرقص بهِ /ــ إن شئتَ ...
قبل الرحيلِ !!
*
رقصةٌ /ــ واحدة معكِ على وجه
الماء /ــ تكفيني
عن عمرٍ /ــ ناهز الستينِ !!
*
أتعلمين سيدتي ؟؟
بأني كل صباح /ــ حين التقيك
اراقصُ موج
النهرِ /ــ دونما وعي
على طقطقة
حبات المطر!!
*
نغمتان /ــ للرقصِ
الاولى حين عناق
والثانية من وجعٍ
بعد فراق !!
*
أرقص /ــ أرقص /ــ أرقص
حتى يراقصني
وجعي /ــ فيصمت !!
*
لاأعلمً /ــ ؟
لمَ كلما تنتابني نوبة
حزن شديـــــــــــــــــــــــــــــــد
تتقمصني /ــ شخصية
زوربا */ــ في المرآة
فارقص بكل جنون !!
أيها الراقص /ــ على
أطراف الوجع
دون إكتراثٍ /ــ أفتحضرني
لِأراقصكَ الان !!
رقصة /ــ رقصتان /ــ ثلاث /ــ أربع ..
رقصات وقفْ ..
حين تدبك
قدماي..
معلنةٌ بدء الجنون
أرقص معي ..
على نغمٍ حنون !
فيثمل حزننا
ويغفو/ــ ؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* ،، زوربا / بطل رواية زوربا اليوناني / للروائي الكبير كازنتزاكيس
للشاعر الاستاذ جاسم آل حمد الجياشي سيرة ذاتية زاخرة بالعطاء والانتاج الادبي حاولنا أن نختصر منها ابرزها :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأسم : جاسم آل حمد الجياشي
البلد : العراق
* المواليد : 1957
* خريج الأعدادية المركزية للبنين : بغداد
لم يكمل دراسته الجامعية لاسباب سياسية حينها .
* اضطر للهرب خارج العراق عام 1979. عدت
* نشرت له العديد من الصحف منها الصباح . والمدى . والبينة . والبينة الجديدة . وبغداد وصحف اخرى .
* كتب عدد كبير من المقالات السياسية والادبية في أغلب الصحف العراقية والعربية.
* ترأس في العام 2016 مهرجان أيام المثنى للفيلم العربي القصير
* ترأس مؤسسة ارض كلكامش للثقافة والأعلام فرع المثنى ومن ثم بسبب وضعه الصحي أضطر للاستقالة .
* كتب عدد كبير من الدراسات وقراءات وإضاءات نقدية عن نصوص له بما لايقل عن اربعون دراسة توزعت مابين النقاد الاساتذة .
1- د. المصطفى بلعوام : المغرب
2- الاستاذ : صالح هشام : المغرب
3 - د. حمد حاجي : تونس أ. أدب مقارن جامعة السوربون
4 - الاستاذ : حسين الساعدي . العراق
5- الاستاذة : فاطمة محمود سعد الله : تونس
6 - الاستاذة : إنعام كمونة : العراق
7- الاستاذ هاني عقيل : العراق
8 - الاستاذ علاء الحامد : العراق
9- الأستاذ علي حمادي الناموس : العراق
10- د. صاحب خليل ابراهيم : العراق
11- الأستاذ :عيال الظالمي : العراق
12- الاستاذة : عزة الخزرجي : تونس
13- الأستاذ: حميد شغيدل الشمري : العراق
بصدد جمع هذه الدراسات لايضعها في كتاب من جزئين
* كان موضوع بحث لرسالة الماجستير الخاصة بالأستاذ ( أحمد عبد الحسن آل كروع ) جامعة المثنى
* رسالة الماجستير للأستاذ ( حسن عبد الواحد الخزاعي ) جامعة المثنى
المنجزات
ــــــــــــــــــــــ
1- مجموعة شعرية بعنوان (من وحي الغياب) دار الأمل سوريا للطباعة والنشر
2- مجموعة شعرية بعنوان ( عند تخوم الشمس ) مطبعة الطيف العراق
3- مجموعة شعرية بعنوان ( لآلئ الإبداع العربي ) مشتركة ضمت ثلاثون شاعر عربي بواقع ثلاث نصوص لكل منهم
* مجموعة شعرية بعنوان ( إبحار في الرغيف ) مشتركة
* مجموعة مع عدد من الشعراء العرب
* له تسع مجاميع شعرية جاهزة للطبع سيتم طباعتها حين توفر الظرف الملائم بأذن الله تعالى
* تم تصوير فيلم عن حياته من أخراج الاستاذ ( صادق عبد الحسين ) يحمل اسم ( ضوء زقاق الشمس بيننا ) وهو عنوان لاحدى قصائدي . تناول فيه المخرج جوانب عدة منها الادبي . شارك الفيلم بعدة مهرجانات منها مهرجان جامعة المثنى للفيلم الوثائقي .
شعر الاستاذ جاسم آل حمد الجياشي كلفحة شمس أو عبير عطر أو عبق ياسمينة في يوم ربيعي ...فالشاعر يضمُّ أمواجاً من المعاناة والقهر والحزن والعشق المتماهي مع حبّ الوطن والأرض, تقرأ في عناوين قصائده ،وقفة عز و الشهادة ،التحدى والصمود حاول تسليط الضوء على المرأة فوصفها بالشمس كما في هذه القصيدة :
للمرأة /ــ الشمس !!
ـــــــــــــــــــــــــــــ
مُري /ــ كما
الريح مُسرعة /ـ وأتركي
لي ذكرى
أستحم بها /ــ كل فجر!
أطلقي رنينَ
أساورَ كاحليكِ
دعيني /ــ أترنح
على وقع
أنغام خُطاكِ
أيتها /ـ المرأة الشمس !
أزيلي .. عني
حزنيَ الشفيـــــــــــــــــــــــــــــــــــف
إمنحيني /ـ هدأةً
من قلقيَ المزمن
دوري
من حوليَ
دوريــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لأمنحكِ /ــشظىً
من سمرتي
تتكحلين بها!!
أيتها /ـ المرأة
الراقصة فوق شفاهِ
الجُرحِ /ــ أرسمي
لي بفرشاة رمشيكِ
لوحةَ عشقٍ
موغلٌ فيَ /ـ حد
النخاعِ
أيتها المرأة
الذهبيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة!!
دوري فيَ
دوري
دوري /ــ كما الدم
في أوردتي
اهبكِ /ــ روحاً
رقراقة
تحومُ حولكِ
كفراشةٍ
حائرةٍ .. تبحث
عن ملاذ..!
سفك /ــ البراءة /ــ؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيرضيكَ يــــــــــــــــــــــــــــــاربُ؟؟
من أرضِكَ /ــ حلقتْ غربان
الشيطان /ــ بفرحٍ
أعَلَنَتْ موت الطفولة
في سوق ضحيان/ــ !!
أهجرتهم ياااااااربُ /ـ؟!
بودي أن اعرف
الآن /ــ ؟
أسمعُ /ــ الآن
أفقهُ /ــ الآن
مَن /ــ هوَ عدو الله
ومن/ــ هوَ عدو
الأنسان؟
كتب الناقد الكبير الاستاذ حسين عجيل الساعدي نقد ادبي شامل
"أن دراسة ظاهرة الاغتراب في نص الشاعر “جاسم الجياشي” لها امتدادها في فكره، تمثلت في لغته الشعرية، تلك اللغة التي ميزته عن غيره من الشعراء. فتجربة الاغتراب هذه وانقسام الذات تجلت عبر مفردات النص ومكوناته اللغوية وصوره، ومنذ الوهلة الاولى للقراءة نص الشاعر “جاسم الجياشي” نلاحظ أن تجليات الأغتراب عنده تبدو أكثر وضوحاً في صوره ومفرداته، فهو يفصح عن نفسه من خلال صوره بطريقة لا شعورية، الانفصال وتجليات الأغتراب في كل زوايا نصه، فالولوج إلى أعماق النص واستنطاقه من خلال رصد الأدوات الفنية الكامنة في اللغة التي يبني الشاعر عليها إبداعه، (سكبت حقائبي/ تلال الامل/ الواهمِ/ أثقلَ جناحيَ بفراغٍ/ ضجيج قاطرة/ بت وحيدا/ حقائبي تنهشها مخالب القبرة والثعالب المستترة بملامحَ آدمية/ أعود لانزوائي ناسيا ظلي عالقاً/ وهم متناسل زيفاً وخديعة). قد تكون سمة التوتر النفسي والقلق ومعاناة الشاعر، دافعا أساسيا للابداع، وهذا الدافع ينتج نصا شعريا جيدا وشاعرا مبدعا.فـ(أنا) الشاعر مغتربة تصارع الواقع، و(الحقيبة) هي ذات الشاعر وعالمه ، تودعه أو تغادره، أما (العصفور) هو الأنطلاق والحرية والحياة. إذن الحقيقة كامنة في النص وذات الشاعر المغتربة عن الواقع. الشاعر “جاسم الجياشي” يعيش تجليات وتشظي أغتراب متعدد الأشكال، فاغترابه الوجودي محاط بقلق ميتافيزيقي، واغترابه المكاني مرتبط بذاته وانتمائه، وكذلك اغترابه الفكري، وفي جميع الأحوال هذا الاغتراب نابع من جراء الإحساس بالألم الصادر عن الذات الشاعرة المغتربة المعذبة القلقة".
(النص)
سكبت حقائبي...
عند تلال الامل ...
الواهمِ /.. للبصرِ والبصيرة
فهمسَ العصفورُ في أذني
أن /ــ إرحل ..
أو قد تتوارى...
ملامحكَ /.. فأثقلَ جناحيَ
بفراغٍ.. لا يعدو أن يكون
إلا ضجيج قاطرة كذب قادم
من أرخبيل /.. وعد مزعوم
غيلة ومعصية ...
فبت وحيداً .. وحقائبي
تنهشها مخالب ..تلكَ
القبرة الواثبة ..كل حين
والثعالب المستترة
بملامحَ آدمية
و و وـــــــــ فأرسم وجهي
حقيبةٍ......
أتابطها.. تنعرج الازقة فيها
تتقاطع......
حتى يخال الرائي
هو أمام مرآة ثُقبت
لفرطِ /.. ما استعملها المارون
وشجرةِ طيب لا تثمر
إلاــــــــ ورضاب
يسيل من زوايا شفاهٍ
عفرتها أتربة اثار أٌقدام البلهاء
فأعود /.. لانزوائي
ناسيا ظلي ...
عالقاً /.. بنسغ
أنثى الوهم...
المتناسل /.. زيفاً
وخديعة...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قراءة لنص الشاعر المبدع جاسم ال حمد الجياشي
(هو/انا يا صديقي)
حميد شغيدل الشمري/ ردا على ما كتبه صديقه الاستاذ الناقد حسين عجيل الساعدي.
" الدمُ اكسيرُ الحياةِ هو من يحركُ نبضاتٌ القلبِ
هو من يغدي المشاعر ويردفُ العقلَ البشري بعنفوان الفضيلة.. مفاتحهُ تتوزعُ في ارجاءِ الوجودِ شاعرنا أضاع َتلكَ المفاتيحُ ليبقى دمهُ نقياً خالياً من الشوائبِ. مباحاً للجميعِ وليسَ لشخصَ بعينهِ.هنا خصً صديقهُ وهو يقصدُ الكل. من بابِ اياكَ أعني وأسمعي يا جارة. لكنّ شاعرنا عادَ الى موروثٍ يقولُ التاجر جيبه مثقوب (هكذا يقولون) وبما ان شاعرنا هو مبدع.ٌ في مجالاتِ الادبِ استعاضَ لامرين الاولُ هو كريم والكريم جيبه مثقوبٌ . وهذه من صفاتِ الرجال والثاني غنى الفكرِ الذي يحملهُ ولم يبخلُ بهِ حركةٌ واضطرابٌ لفكرٍ نيرٍ. غنيٌ بفكرهِ وكريمٌ بهِ انّ صفة الكرم. والفضيلة لم تاتي .صدفة او اقتبسها او تقمصها بل هي معشعشةً في راسهِ كالحمامِ .. فكرٌ نيرٌ مسالمٌ الحمامةُ رمز الحبِ والسلامُ ..
مخزون.ٌ من الحبِ مخزونٌ من الوفاءِ تحتَ مهبِ الريحِ بحقيبةٍ ضامئةٍ الى قبلةٍ و لقاءُ. وشئٍ من وفاء.،،يقفزُ شاعرنا ا. جاسم الجياشي قفزةً الملهوفِ ليناديٍ وبهدوءِ الكبار هل يا صديقي ؟
استفهاميةٌ شفافةٌ...توسلٌ خفيٌ لصديق ٍعزيزٍ ارادَ بهِ العودة الى مطلعِ قصيدتهِ،
هيجانُ البحثِ واضطرابُ الفكرِ ونشوةُ الحبِ تجسدتْ بقصيدة حديثة قصيرةٍٍ رائعةٍ لشاعرٍ رائع.
نعمْ لم اعط للنص ِكامل إستحقاقهْ ولم تفِ قرائتي بكل المضامين ..ولكني ولجتُ سباحةً في يمٍ من الجملِ المترابطةِ وخرجتُ مسرعاً كي لا اغرقُ بعمقِ المعاني ".
تحياتي
النص
صديقي الرائع الاستاذ حسين الساعدي ..
بعض ندى القلب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ جاسم ال حمد الجياشي
هوَ /.. أنا ياصديقي ..!!
انا من أضاع
مفاتيح دمه
فجيبي مثقوب
مذ حلقت أولى حمائم
الفكر /.. في سماوات
رأسي /.. المهدور
كحقيبة تدلت
بأصابع الريح
تنتظر بفارغ صبرٍ
هطول قطرات المطر ..
هل ياصديقي ..؟
تدلني على
مفاتيح دمي
وبعضُ الندى
المتقاطر من أريج القلب ..!!
* * *
الشاعر الاستاذ جاسم آل حمد الجياشي هو روضة من الشعر النقي الأصيل , في وجدان الشاعر كونها تجارب ذاتية عميقة عاشها وخاض غمارها في مرحلة الشباب والمراحل اللاحقة من عمره ، وأهم ما يميز قصائد الشاعر جاسم آل حمد الج الصدق التجربة الشعورية، واعتماد الأسلوب المباشر وكذلك الإهتمام بالمطلع واعتماد مفردات متميزة ذات معنى الثاقب لتوهج مشعل الوطنية والتسلسل المنطقي للقصيدة. ومع ذاك يبقى الوطن جزء غال من الشخص ومسرح احداث حياته بمراحلها المختلفة وحياة اجداده رغم معاناة الاغتراب والمعتقلات ،فالمسيرة حياتة ينابيع تروي بوادي الروح وتنهل منها افواه العطشى لسيل الكلام النابع من مسامات العشق.
شاعر بامتياز، أحب الوطن بكل جوارحهِ. هكذا أكون سطرت لكم نبذة مختصرة عن أديب لامع في أسطري المتواضعة أرجوا ان يكون نال إستحسانكم شكرا للمتابعة والقراءة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق