الأربعاء، 23 مارس 2016

قصة ..ق ../ بقلم الاستاذة منى الصراف / العراق

قصة فارس بدون ملامح
لم تكن طفولتها وشبابها كما هن قريناتها ولم تحظ يوما بتجربة حب ترجف احساس صباها الندي .. جميلة تزهو كثيرا بفكرها ونضجها ، مغروره ، هي مريم ابنة الثامنة عشر ربيعا .. كانت تقول لصديقاتها
: - لا تقعن بالعشق بسرعة .. لتكتشفن بنهاية الامر انكن ساذجات مع كل تجربة فاشلة وانتن بهذا العمر الصغير فالعشق هنا بخيل.. ومجرد عنوان .. لن يكلل بالزواج دائما .. وانتن هذا الذي تبحثن عنه فقط ...! 
عشق مريم الكثير .. لكنها كانت على صهوة جواد راية خفاقة ميزان من الذهب ، انحنت لها اشجار باسقات .. اما هي لم تنحن يوما سوى لتلك الكتب التي زخرت بها مكتبة اخاها الكبير ...
طلبت صديقتها سعاد التي تكبرها سنا ان تراسل حبيبها بدل عنها.. بعث لها برسالة غرام لم تفهم منها الكثير .... ! وافقت لكن بشرط ان لاتلتقي تلك الساذجة بذلك الشاب الا لبضع دقائق لانه سيكشف ضعف ثقافتها وبساطتها .. بعد ان اطلعت مريم على عمق فكره برسالته الاولى للحبيبة وافقت بعد تملل واصرار منها . تعلقت كثيرا بحروف هذا الشاب وثقافته .. كما بادلها هو نفس هذا الشعور .. ازدادت وتيرة الرسائل بينهما وساعي البريد كانت تلك العاشقة المغفلة .. سعاد ..
خلافات ومشاجرات كانت تحدث بين عشاق الحروف حول الكثير من الامور الفكرية والفلسفية .. لكنهما كانا يعودان لزوايا الحب الذي به من المتسع ما يزيد الشوق بينهما .. 
قال لها خالد :- هذا كان اسمه ..في احد رسائله ان المرأة هي من صنعت التاريخ ! شب خلاف كبير بينهما على اثر هذا الموضوع .. 
قالت له :- خالد ان التاريخ عمل انذال والمرأة بريئة منه وهذة الحياة تاريخٌ للنذالة ، اف ايها الرجال وحدكم من جعلتمونا ليس بتلك السفالة .. تخاصما لفترة من الزمن لكنها كانت دائما لحبه تعود بعد كل صفقة لباب وصراخ .
اخبرها مرة :- ان العشق اصبح له لوعة ويريد ان يكون لها ظلا يتبعها او توافق هي ان تكون له ظل .. 
ردت عليه :- انها لا تريده ظلا يتبع ، او ظلا تتبعه ، بل اريد التوحد فيك لنسخر من ظل اسود يتبعنا .. 
قال لها :- اذن لنتزوج ويكون زواجنا هو هذا الاوحد الذي سيجمعنا .. 
اخبرته :- ان الزواج كثيرا ما كان مؤسسة فاشلة ولعبة بين خسارة وربح وسرعان ما يضحمل في تلك الحياة الدائمة الاستهزاء بنا !! 
رد عليها بحنق شديد وغضب ..
:- ان لم توافقي ساعلن عن حبي لكِ بين ازقة بغداد ، واكتب اسمكِ على جدرانها العتيقة ، ساحدث نوارس دجلة عنكِ ، وفي ذلك المقهى .. وبين روادها المحبين للثرثرة ، سيكون اسم مريم قصيدة لجميع العشاق ، سارمى بالف حجر لاني عبدتكِ ! سيعلنون الحادي وارجم بكِ !! 
اخبرته :- ارجوك يا خالد لاتحرقني بنار مدينتي ! فالحب بالشرق سر خطير له ضحاياه .. مدفون بين حنايا المدينة .. ! لاتكن كما هو ( نيرون ) حبيبي !! 
عرفت سعاد ان مريم رفضت الزواج .. توسلتها ان توافق .. اخيرا وافقت بعد ان اشتعل رمادها جمرا .. اشتعلت بذلك الحبيب الذي لم تلتقي به يوما .. ! وفي نهاية الامر ستكون سعاد هي الزوجة المحظوظة !! وهو الزوج المغفل !!
اعلنت له موافقتها وتزوج هو صديقتها ..!! وذهبت هي وابجدياتها الغبية ! الى الجحيم .. نار لم تشعر بها يوما ولكي تطفأها عادت ودست هذا الانف بين تفاهات الكتب ....!! 
لم تمض سوى بضعة اشهر حتى رأت سعاد تجر خلفها حقيبة كبيرة ودموعها كشلال ينهمر .. احتضنتها بقوة وبالكاد سمعت منها تلك الحروف وهي تجهش بالبكاء ...
:- لقد طلقني خالد يامريم طلقني .. قال لي انكِ مجرد قدر فارغ !! لستِ انتِ التي عشقتها .. لستِ انتِ !! ....... .
---------------------
نيرون : امبراطور روماني احرق روما وبنى له قصرا بوسط المدينة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق