فجر متعثر
سأحتفل اليوم بنزفي..فالنزف علامة فارقة على الحياة....فليس كل ما تبدو عليه علامات حيوية بيولوجية بالضرورة حي....فالحياة في الكائن البشري بالذات نسبيه...رغم استمراره على قيدها. احتفل الآن بالنزف و اللهب و الحياة في قلبي...كما أنني احتفل بقلمي..الوفي..لي على الأقل.احتفل به يلهث على الورق يحفر في عمق الوجع بمحبة ...
و احتفل بأنه..أي قلمي لا يدرك دوره الحقيقي بعد,مؤكداً انه لا يعرف لأنه لو كان يعرف ...لنازعه الطمع فى السلطة هو الآخر و لابتز الفقراء أمثالي... و ما عاد ينزل الحبر إلا بشروط....و فى هذه الشروط تكمن كل المصائب.
احتفل بعدم إدراكه...حتى استمر في الكتابة ...و استمر فى تسريب القبس..المتأجج من رحم الليل الدامس...و أجد سبيلاً للإصرار على الجدوى.نعم انزف الآن و غدا قد يتوقف النزف أو ربما يستمر....لا اعرف...و لكنني اعرف بأنه لو توقف ...سأذهب إلى ساحة السجن ..وكل السجون في العالم تتشابه...فالغرفة في السجن أوسع من الساحة ...في الغرفة يمكنك أن تختبئ خلف الأثاث أما في الساحة فأنت قطعة أثاث على أفضل تقدير في صالون الوطن..يلطخك الطفل العابث بالدهان...,و تضع عليك العاهرة ملابسها الداخلية...و العسكري حزامه الحديدي...و تمسحك الخادمة و تلمعك برفق كما لو كنت حبيبها و هي تغنى (إنما للصبر حدود يا حبيبي)..و أحيانا ترمى في زاوية لا معنى لها. و تذكر بأنك لست أكثر من قطعة أثاث في صالون الوطن ...إياك أن تتمرد و إلا أصبحت كرسيا خشبيا في المرحاض!!! عقوبة لك....(اياك أن تسأل) فالكرسي الذي يسأل يتحول الى حطب مدفأة هذا فى بيوت الأثرياء...أو عصا خشبية لضرب الحمير و البغال لدى الرعاع.
احتفل بالنزف الليلة....واسمع صوت الوطن في الخارج يتناهشه الأوغاد ،لا اعرف ما يحمله لي الغد.و ما يحمله له ..الغد الذي ربما لن .يأتي أبدا..أصر على قلمي بأناملي ....و أصر على الاحتفال و الكتابة ...و فجراً جديداً يلوح لي من نافذتي وهو يتعثر في الولادة.
كتابة و تصوير : حنان مصطفى
سأحتفل اليوم بنزفي..فالنزف علامة فارقة على الحياة....فليس كل ما تبدو عليه علامات حيوية بيولوجية بالضرورة حي....فالحياة في الكائن البشري بالذات نسبيه...رغم استمراره على قيدها. احتفل الآن بالنزف و اللهب و الحياة في قلبي...كما أنني احتفل بقلمي..الوفي..لي على الأقل.احتفل به يلهث على الورق يحفر في عمق الوجع بمحبة ...
و احتفل بأنه..أي قلمي لا يدرك دوره الحقيقي بعد,مؤكداً انه لا يعرف لأنه لو كان يعرف ...لنازعه الطمع فى السلطة هو الآخر و لابتز الفقراء أمثالي... و ما عاد ينزل الحبر إلا بشروط....و فى هذه الشروط تكمن كل المصائب.
احتفل بعدم إدراكه...حتى استمر في الكتابة ...و استمر فى تسريب القبس..المتأجج من رحم الليل الدامس...و أجد سبيلاً للإصرار على الجدوى.نعم انزف الآن و غدا قد يتوقف النزف أو ربما يستمر....لا اعرف...و لكنني اعرف بأنه لو توقف ...سأذهب إلى ساحة السجن ..وكل السجون في العالم تتشابه...فالغرفة في السجن أوسع من الساحة ...في الغرفة يمكنك أن تختبئ خلف الأثاث أما في الساحة فأنت قطعة أثاث على أفضل تقدير في صالون الوطن..يلطخك الطفل العابث بالدهان...,و تضع عليك العاهرة ملابسها الداخلية...و العسكري حزامه الحديدي...و تمسحك الخادمة و تلمعك برفق كما لو كنت حبيبها و هي تغنى (إنما للصبر حدود يا حبيبي)..و أحيانا ترمى في زاوية لا معنى لها. و تذكر بأنك لست أكثر من قطعة أثاث في صالون الوطن ...إياك أن تتمرد و إلا أصبحت كرسيا خشبيا في المرحاض!!! عقوبة لك....(اياك أن تسأل) فالكرسي الذي يسأل يتحول الى حطب مدفأة هذا فى بيوت الأثرياء...أو عصا خشبية لضرب الحمير و البغال لدى الرعاع.
احتفل بالنزف الليلة....واسمع صوت الوطن في الخارج يتناهشه الأوغاد ،لا اعرف ما يحمله لي الغد.و ما يحمله له ..الغد الذي ربما لن .يأتي أبدا..أصر على قلمي بأناملي ....و أصر على الاحتفال و الكتابة ...و فجراً جديداً يلوح لي من نافذتي وهو يتعثر في الولادة.
كتابة و تصوير : حنان مصطفى
جميل و عميق
ردحذف