الأربعاء، 18 مايو 2016

وجوه النار / للاستاذ عبد الجبار الفياض / العراق

وجوهُ النّار
عَتمٌ 
مغزلُ عجوزٍ عنود
تفقأُ عينَ الذّبابِ
تستحمُ ببِرْكةِ ارواحٍ مُحتسِبة
لم يبقَ من حظٍ لها إلاّ ذُبالة . . . 
لعلَ سمَّها الذي تبيع
آخرُهُ آخرُها . . . 
. . . . . 
طوى حزنَهُ الموؤدَ بلفافةِ تبغ
بينَ امسهِ و يومهِ 
خيطُ دُخان 
كفّان من دعاءٍ أخرس
بوزنِ صرخةٍ مُنخنقة . . . 
. . . . . 
ربِّي 
أرني وجوهاً في الدّنيا 
قبلَ أنِّ ترحلَ لجهنمَ وقوداً في الآخرة . . . 
واحدُها 
يُحشرُ اعمى 
يُبدَلُ جلدُهُ النّابتُ في بذخٍ 
كُلّما نَضُجَ 
بسعيرِ نارٍ موقدة . . . 
زرقٌ عيناه
تُدمى 
بشذوذِ ما رأت . . . 
شرابُهُ من غسلين 
( يا ليتني كنتُ تراباً) !
كيف ؟
وأنتَ العزيز !
سبّابتُكَ قاضٍ صامت 
من تحتها يمرُّ الموت ُ مُبتسماً . . .
. . . . . 
أُستجيبَ الدّعاء !
رأى وجوهاً 
لو كيلتْ بقبحٍ من ثمودَ لفاضتْ . .
تدمّلتْ 
صَلفَاً 
تسللَ باردانِ شيْطانٍ
حيثُ يُريد . . .
لهُ ما انتهتْ نهاياتُ سفهاءٍ لربٍ 
من تمر !
ظهوراً 
تروّضتْ لامتطاء . . .
غارَ ما رسمَهُ اللهُ في احسنِ تقويم 
صفيحَ نُحاسٍ 
لا تستقرُّ عليه قطرةُ ماء . . . 
. . . . . 
سرقوا سيفي 
أما حسبوا 
أنَّ جوعي سيفٌ آخرُ
لا غمدَ له ؟
يشحذُهُ عَوَزٌ تحتَ سقْفِ الموت . . . 
لا تُفرى بطونٌ 
تكوّرتِّ 
مما جناهُ منجلي في مواسمِ الحصادِ 
بغيرِه !!
. . . . . 
سرقوا ظلّي
أدمنَ جلدي سموماً من هجير صيفٍ مخبول . . . 
بيتي والمطرُ صديقان 
متى شاء 
يزورُهُ بلا استئذان !
. . . . . 
خطفوا الصّغارَ من احضانِ سنينهم صبغوا الهلالَ بسخامِ المآتم 
فرّقوا الاعمارَ على فوّهاتِ البنادق أدانوا الجدارَ بالإيواء 
فهدموه !
. . . . . 
ليلٌ 
جلدوهُ بسياطِ نهارٍ عارٍ 
يستعجلُ موتَهُ 
نورٌ اعمى 
فقدَ عصاهُ في زحمةِ بحثٍ عن اسماءٍ سلخوها . . .
قبوراً 
نبشوا 
نجومٌ مضيئة 
دفنوا اسماءً ملوّثة 
دونَ شاهدة . . . 
لكنْ 
للمقابرِ عيون !
. . . . .
تركتُ الخنساءَ 
تنعى صخراً . . .
ابنَ الرّومي 
يندبُ واسطةَ عِقدِه . . . 
أقطّعُ وهماً شدَّ لساني 
قطّعني مِن خلاف 
أكلَ سنواتِ اللّبِ 
اشربني ماءَ الجمر!
. . . . . 
نسيتُ 
أني جئتُ الدّنيا من غيرِ قماط 
لم أرني يوماً أُطفئ شمعةَ ميلاد !
أللطينِ كُلُّ هذا الجذْبُ الذي لا ينسلّ ؟
إلآ مَنْ كانَ وجهُهُ قفاه !
. . . . . 
أَنّى أغفرُ لك أيُّها الرأسُ المعصوبُ بغفلتهِ ؟
سفهاً 
أغرقني
رهنَ جمجمتي لحوتٍ بريّ 
ليس لمرآةٍ أنْ ترى غيرَ بَلَهٍ بعينين . . . 
لكنّي
سكبتُ ظمئي
اخفيتُ خوفي . . .
لم اعدْ بحاجةٍ لحنجرةٍ 
لا تصدح 
لقصيدةٍ مُصابةٍ بداءِ المُلوك 
لقلمٍ 
يتثاءبُ حينَ يتحدثُ جُرحٌ عن فَجْر . . . 
. . . . . 
غطّيْتُ بحذائي بعدَ البَصْقِ ايقوناتٍ 
بحروفِ استعلاءٍ
سقطتْ 
في حضيضٍ 
يعلو بنفاياتِ عصرِه . . .
من أينَ للشمعِ أنْ يصيرَ أجنحة ؟
. . . . .
ما كُنتُ لأغفرَ لنفسي
لو أنّها علِقَتْ بين َ نَعَم ٍ ولا 
لو مُتُّ على ما كُنْتْ !!
. . . . . 
عبد الجبار الفياض
17/ 5 /2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق