الجمعة، 13 مايو 2016

ملف الكاتب والاديب المبدع / حسين عجيل الساعدي / من العراق

الإسم : حسين عجيل الساعدي
التولد : بغداد 1962
المهنة : معلم لغة عربية ــ أنهيت الإبتدائية عام 1975 في مدرسة العباسية ــ والمتوسطة كانت في متوسطة الثوار ــ أما الأعدادية فكانت في إعدادية بور سعيد .
التحقت عام 1984 في معهد المعلمين المركزي ــ مارست التعليم منذ عام 1991 والى الآن .
نشرت بعض المقالات الأدبية حول الشاعر السياب وعبد الوهاب البياتي ويوسف الصائغ ...وغيرهم في الصحف العراقية ــ كما ولي مقالات في مجلة الطليعة الأدبية ومجلة الأقلام ...
كنت تواقا الى ما يحصل في العالم من تغيرات على مستوى أعادة الإستقراء وكيف أن الأدب قد أتخذ له أكثر من نسق وجودي  فكتبت الشعر النثري لأنني وجدت فيه حرية كبيرة وفضاءً واسعا من التعبير ، كما وأن الكتابة الألكترونية كان لها أثرا بالغا في التواصل مع العالم ، وكنت كاتبا على صفحات المواقع الأدبية وغير الأدبية .
كتبت في العديد من الصحف الورقية مقالات أدبية وسياسية وإجتماعية  وتربوية ، منها صحيفة الزمان ، وصحيفة المستقبل العراقي ، إضافة الى المواقع والوكالات الإخبارية مثل وكالة البرهان والبراق نيوز وصدى الحياة الدولية .
كما كانت لنا مشاركة في ديوان شعري جمع الكثير من الشعراء العرب ومن جمع الأستاذ عامر الساعدي تحت عنوان (حروف وهواجس).
حصلت على أكثر من شهادة تقديرية في مجال الأدب والشعر   

الـلاجـــدوى
حسـين السـاعـدي 
_________________________
أشـهدُ أَلا وجـعاً
يحـملُ مـرارةَ صـبري
غـيرَ أنْ تـردمَ هـوةَ تـاريخٍ مظـلمٍ
سُـدمٌ موحـشةٌ
أهـربُ منه الـى جـدوى...
تـُلاحقـني ثقـوبٌ سـوداءْ
تجـذبنـي الـى بـؤر
غـياهبَ العبـثِ  
هـلْ مِـن الجـدوى ؟!!
أن تكـونَ كـاهـناً فـي (أولمـب)
تعـلقُ عقـلَكَ علـى أعمـدةِ
(زيوس) الـرخـامـيةْ
حمـلَ (كـامـى)
صخـرةَ (سـيزيـف)
يصـرخُ بهـدوءِ صعـوده
مـا تنفـكُ عـن السـقوطِ
فـي الـلاجـدوى
(سـيزيف) يحـملُ عـذاباتِ
سـرٍ أبـاحَ بـه
عنـد شـروقِ الشمـسْ
يحـملُ صخـرتـه صليـباً
تسـقطُ عـندَ غـروبِ عـدالتـِهِ
تتمـزقُ ذاتُـهُ منـذُ البـدءْ
حـينَ ينسـابُ الـزمـنْ
علـى حـافـةِ الهـاويـةْ
متـى تتطهـر ذاكـرة التـاريـخ ؟
طاعـونٌ
يحمـلُ جـرثـومَتـَهُ
لصـوصٌ وبقايا أوغاد
طاعــونٌ
يُـريـدُ أن ينهـشَ
جسـداً هـشاً
كقـاتـلٍ بـريء 
مَـن يجـنحْ فـي صمتِـهِ لا يسـتردُ لسـانَـهْ
قلـبٌ يبحـثُ فـي متـاهـاتِ ضـلوعْ
أَسِـيرُ الـلامعـنى
معـلقٌ علـى مسـمارٍ صـدئْ
يطـرقُ بـابَ
فلسـفةِ الـلامعقـول
متـى أتنفـسُ وأكبـحُ جـماحَ
الـلا .. معقـول
أن أدركَ أني غريبٌ في
الجـدوى
يعبـثُ بعـودِ ثـقابٍ
أشـلاءُ أجسادٍ تناثـرتْ
للمـوتِ نهايـاتٌ سـائـبةٌ
تبحـثُ عـن نقطــةٍ
يتلاشـى بـها
وجـودُ الاشـياءِ
إنهاء الدردشة

.    .    . حسين الساعدي

غـثــيان (نثر الهامش)
حسين الساعدي
الضياعُ في حقيقتهِ وهم ،لكن حقيقته (١)وضع سيء (١) يحوي قذارات الاشياء ، هي تفاهات وملل وضجر (٢)وغثيان (٢) وجع الوجود وأمراض النفس البشرية ، نفاق.. كذب.. نفعية .. تملق .. تقبيل الاكتاف .. تحجر فكر  .لكنني أبحث عن كينونتي - أنا افكر أنا موجود - الوجود ضجر ووهمّ نفسي وعبث في ويلات (٣) الماضي يجره الإنسان وراءه كما يجر جثة هامدة (٣)   أضحى أشلاء متناثرة مُزقت في لحظة عبث ..
.    .    . حسين الساعدي


أنــين النـواعــير
بقلم / حسـين السـاعـدي

نـاعـورٌ
أنـينُ ضجـيجِ دورانِ رحـىْ
صـدى نـايٍ
ينحـتُ فـي صـخرٍ
تجـاعـيدِ حــزنٍ
يتـلاشى بيـنَ جـزرٍ تنـاثـرتْ
يـداعـبُ ضـوءَ قـمرٍ
مَـنْ يهـزُ جـذعَ دواليـبِ نـواعـيرِها
تتسـاقـطُ جـرارَهـا نـديـةً
تلـثمُ طـينَ الشّـواطـئ
تهمـسُ بضـفافِ نـهـرٍ
شـفاه ذابـلةْ
صـوتٌ يتهـادى 
يَلمـلـمُ جـراحـاتِ السـّنينْ
سـكونُ ليـلٍ بهـيمْ
هـدأتْ أصـواتُ النّـواعـيرِ
علـى دكـةِ مسـاءٍ 
يلـفُ جـرارَهـا
لا تسـمعُ سـوى  
أطيـطَ صـياحِها 
لـم يـزلَ يهتـفُ
نـايٌ مضـرجٌ بالهـواءِ
أتعبـهُ شهـيق الصّـدى
عمـقُ تجـاعـيدِ الـدّروبْ
أطـلالُ ذكـريـاتٍ
تتـطايرُ كـرذاذٍ
أصـواتٌ تخـرجُ
قـوافـِيها ميـتةَ
لـم تعـدَ تحـركُ أغـلالَ نفـسٍ
غمـزهـا أولُ طـوفـانْ
تتسـاقـطُ ثيـابُ عـرىِ ذاكـرةٍ
أمـانـي رذاذ ضـبابٍ
أُلقيـتْ فـي عـروقِ زمـنٍ غـابـرْ
غـربـاءٌ نبـكي وطـناً
أقـرعُ بـوابـةَ زمـنهِ محـطاتٍ
تبحـثُ عـن مسـافـرٍ
يقلـبُ فـي تـاريـخِ
عـاصـفةٍ ميتـةٍ 
ترنـو الـى وطـنٍ
خـاتمـتهُ الضـياعْ

.    .    . حسين الساعدي



غــياهــب الغــربـة
 حسـين السـًاعـدي
_________________________
نظـراتٌ
فـي دروبِ مـتاهـاتْ
نعـقَ الـزّمـن بها
تمـدُ يـدها
مِـن غـياهـبِ الضـّياعْ
تؤجج الآسـى والمـواجـعْ
تقـظُ مـضاجـعْ
عـروقُ زمـنٍ غـابـرْ
تهمـسُ بـأذن جـدران
الصّمت
تنـسلُ كضـوءٍ
يتـراقـصُ فـي أروقـةِ حـزنْ
يقـرعُ مـدنَ يـبابْ
يتعـثرُ بيـن شـوكٍ
وحـباتِ كثـبانٍ مـِن الـرّمـلْ
تَضـيقُ المـآربُ والـدّروبْ
عـذابـاتٌ مضـتْ
نهـرٌ يغـدقُ ألـماً
تتـطايـرُ قطـراتُ وجـعٌ
كـرّذاذِ
ريـحٌ تحـملُ صـدى
بـوحٌ موحـشْ
هــو
خفـقُ أشـرعـة النّسـيانْْ
تنطـقُ كـلامـاً مسـتباحْ
تتـيه فـي زمـنِ التّـناسـي
تُنـحرُ علـى عتـباتِ
مـذبـحُ الأيـامْ
عـند السـّكونِ
تمـتدُ كـأغـصانٍ
صـوبَ أفـق البـدايـة 
صدى همـساتٌ
تضج بالعويل 
تصرُ أبـوابَ مـدائـنْ
كـللها الوهـمْ
تسـيرُ على أرصـفةِ مـغارات الضـّبابْ بـظـل فـيافـي المَـهاجـرْ
تـداعـبُ الشـّموعَ لـيلاً
تتلمـسُ نبـضَ دربٍ
تقـرعُ أبـواباً
تبكـي غـربـةَ
وطـن
مأسـور
بصمـتٍ كئيـب
يغفـو عـند حـافـات
يطـوف بـوادٍ ذي حـزن
يسـتلُ بـراعـم أمـل مرتجـى
مـن قـاعٍ سـحيق  
مـخالـبٌ غُـرسَـتْ
فـي دروبِ الضّـياعْ
وعـيونٌ تشـرئـب نحـو سـماء
تحـدقُ فـي مـدى بعـيد
تـآوي الـى طـيف
ليـلُ الهمــومْ
.    .    . حسين الساعدي

.     .     .


البحـث فـي ذاكـرةِ الألم
حســـــين الســاعـــــدي
في تجاعيدِ ذاكرتي
هواجسٌ منفيةٌ
تتقاذفها
فوضى أمواجُ الحزنِ
تتوغلُ بها بعيداً
عند متاهاتِ الاعماقِ المتلاطمة
ترمي بها
صوبَ صخور شواطئ النسيان
ذاكرةٌ تئنُ مِنْ ثقلِ أوجاعها
امتزجتْ في رائحةِ الضياع
تنتزعُ لحظةَ أمل مفقود منذُ سنين
لتملئ به كُلِ تضاريس التاريخ الوعرة 
المكتظه بآهاتِ الماضي
وهذيان لا يهدى ابدأ
ترنو به الى أفقٍ بعيد
عسى أن تجدَ
بقايا بارقة ضوء مفقود
يطفحُ في أعماقِ تلافيفَ ذاكرة
أنهكها الانتظار
لتغدو صحراء خاوية
على عروشِ منافيها
في ذاكرتي أطياف حزن أبدي
تتعلق بجذور زمن بائد
أما آن لها أن تستريحَ
مِنْ نزفِ أخر شريانٍ فيها
عُــدْ .. فالعَودُ أحـمد
بقلم/ حســين الســاعـدي

عُـدْ
ليـسَ أمـراً
فـالعُـودَ أحمـدُ
الأرضُ قصـاعٌ
بطعـمِ جـياعِ مملكـتِكَ
تَشـققَ جـوفُ الأرضِ
حـطْتْ مَـراسـيكَ
علـى ضـفافِ جـرحٍ
أنهكـهُ الأنـينْ
مـاذا إنْ أمتطيـتَ صهـوةَ الطـوفـانِ فـي يـومٍ غـيرِ ذي ولادةْ؟
مَـنْ أوهـمَ الـدرب؟َ
زَئـيرُ الأسـودِ
خـرابٌ فـي حضـرةِ العـريـنْ
أَذِنَ الفجـرُ
ثَقُـلَ خُطـاكَ ...
أنكـيدو
أشـبارُ ذراعٍ عـن ظلِـكَ
أقـبِلْ
عـرائـشُ الأرزِ
تشـمُ قطـافَـها
الأرزةُ سيـفٌ
أقـتلْ ( خـومـبايـا)
لا تخـشى ( أنـليـل)
لا تسـتغـويـنَكَ (إنـانـا)
قصـتْ جـدائـلَها
علـى أسـوارِ سـومـرْ
أقـبِلْ
الصـبحُ يَقـبلُ
ببـطءِ دُجـى اللـيلِ الكـئيبِ
أولـدتْ (شبعاد) غدرانـاً
علـى نغمـةِ قيـثارةٍ
سـرقَها مسـخُ حضـارةٍ...
تـرانـيمُ المـعابـدِ حُجَـةً
صـدى نـايٍ
أشـعلَ برديـاً مـن ثقـوبٍ نـائمـةٍ
أطفأ حـزنـاً طربـاً
أقـبلْ
ألا تَسـمعُ خفـقاتِ البـردي في ضـلوعِ الهـورْ؟
تشـمُ رحـيقَ الطـينِ بفخـاريةِ (الطابق) تَستجلـي مـويـجاتَ الشـّطآنِ
يُـرددنَ أنـينَ (دمـوزي)
فـي العـالـمِ السـفلـي
أقـبِلْ
(شنـعار)
بخـيلِكَ جامـحةٌ
سـرْ مـع الآهـاتِ
تعـويـذةَ بلســمٍ...
خفقـةَ حـلـمٍ
يضـيءُ دربَ النجـومْ
عـندَ تخـومُ الأرضِ
عُـدْ
نشـيداً سومرياً
عُـدْ للحقـولِ منجِـلَ حـصـادٍ...
يفـرُّ مـن جـرحِ العـراقْ
_________________________

١- خومبايا / حارس غابة الارز من قبل أنليل .
٢- أنليل/ الهة الماء والهواء التي أناطت مسؤولية حراسة غابة الارز الى خومبابا .
٣- إنانا / ملكة السماء والهة الخصب . أحبت كلكامش ورفض حبها .
٤- شبعاد/ ملكة سومرية وجد في مقبرتها القيثارة الذهبية .
٥- شنعار/ أرض سومر وأكد وهي الارض الوسط والجنوب من العراق .
٦- دموزي/ اله الخير والانجاب ينزل الى الجحيم وتأتي العذراء لأنقاذه .

.     .     . حسين الساعدي

 .     .     .

                                كفيء الظل

                                   1
تناثرت خفافيش الظلام ، بين أقبية الغسقِ ، ترسلُ صفيرها الموحش بين أكناف أطلال ، تسترقُ صداها ، تمتصُ ضِغْث بقايا حياة ، شعاعٌ يغلق ثقوب العقل ، يخرقُ أجفانها ، يلجمُ شهوة أنيابها ، أنماثت أثداؤها ، تحدو الى ما تبقى من حفير الأرض ، تعشو فتلبس لبوس النهارات كفىء الظّلّ .                              


                                   2
عتمةُ ظلمٍ ، في لجةِ زمنٍ أبكمْ ،أبصرُ لسعَ غربتي ، تداعبُ أهواءَ سؤلاتي تساقط من ثريا اليومَ سبلاً ، تسوقُ مركباً تحط على إفقٍ يَوقدُ شمعةً ، تتراءَى من بعيد . فنارةٌ يراقصُ شعاعَها محيطٌ تكسرتْ مراكبُهُ، أيّ الشطآنُ لها مرسى ؟ .
                                3
في تجاعيدِ ذاكرتي تقبعُ هواجس منفية ، ذاكرة تئنُ من ثقلِ أوجاع ، تطفحُ في أعماقِ تلافيفها ، في ذاكرتي أطياف حزن تعلقتْ بجذورِ زمنٍ بائدٍ مكتظ بآهاتِ ماضٍ ، وهذيان لا يهدى أبــداً .
                                4
أبصرُ من ثقبِ (مخرز) ، أمتطى صهوة ذاكرة عرجاء من عثراتي ، يتَّكئ نفساً أجدبني . (أظفرُ منه شريط أحداثي) ، أثقلته عذابات حياة برؤيا الجنةِ ، وأقدام غارقة في جحيمٍ ، أنتابته خفايا زمنٍ ، يرهقها عسر الطريق ، يلف لواعج المكان ، تئن خطواته ، من فرط التأوه ، يتلجلج الكلام على لسانه ، يتسلق الشفتين طيف ، ينثال على أحداق مصلوبة ، يلفحها لهيب من ينوء به ثقل معاصيه ، بين أشتات خيالات ، ومخاوف عصر ، يرتاده صمت كئيب .

حسين الساعدي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق