الجمعة، 13 مايو 2016

ثلاث قصص قصيرة جدا / للدكتور حمد حاجي / تونس

ثلاث قصص قصيرة جدا
ـــــــــــــــــــــــ الأبواب وان أوصدت مفتوحة يا حلب ـــــــــــــــــــــــ
1-- نصفه الآخر جثثُُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الواقف ذوالعين الواحدة والندبة يوشك أن يتكلم.. 
و ينظر إليهما، غصَّ بالكلمات وضجَّ..
القطّ يموء ويتمسح بأعتابه ..
والطائر يضرب شباك القفص ويرنو إليه..
تشاجر القط والقفص.. فررفرر ..وطار العصفور.
لمَّا سقطت براميل المتفجرات ولم يبق أحدُُ..
الباب وحده تصفعه الرِّياح، يأكل في صريره، نصف الكلام ..
2-- اعتقال نصفي
ـــــــــــــــــــــــــــ
دون ان تنبس بكلمة، قاموا بدورهم كفريق واحد.
أمسك بها الأوَّل، وضع يده على فمها وجذبها خارج مقعد السائق ..
هرع بها إلى الكرسِّي الخلفيِّ وضغط عليها فسكنت..
صفقوا الابواب في الوقت نفسه..
أدارأحدهم مفتاح السيارة وقادها بسرعة.
لحظتئذ، انفتح الجنون على مصراعيه،
يأسرُ نصفُه الآخر بسمة هاربةََ ..
3-- نصف احتفاظ
ــــــــــــــــــــــــــــ
لست سياسيا، برلمانيا او.. من الذين يقتلون الناس ويستمرون في حياتهم كأنَّ شيئا لم يكن، قضَّيتُ أربع أسابيع لتهدئة أعصابي خارج المنزل..أقوم بالشيء نفسه ، أترك البيت، أذهب إلى حديقة مهملة، أودع تحت الشجرة ذاك الكيس، ولا أردمه، وأهيم على وجهي خمسة ساعات ..
ما إن أعود وأقف أمام الباب يمنحني المزلاج نصف الابتسامة قائلا : ردمت حفاظاتك ؟..

هناك تعليق واحد:

  1. انها بحق نموذج استعمال
    المفارقة الملحوظة

    ويوضحها د . سي ميويك بقوله ((تلك المفارقة التي يتفجر بالقنبلة صانعها, أو الشمع الذي لصق جناحي (إيكاروس) وساعده على الطيران من كريت ..إذ يعاد استخدامه بعد أن ذوبته الشمس ليكون سببا في سقطته))

    ردحذف