الاثنين، 2 مايو 2016

في انتظار غودو / الاستاذ حسين الساعدي / العراق

(فـي انتـظار غـودو)*
بقلم/ حسـين السـاعـدي
بين أن تحيا أو تموتَ 
فراغْ ..
ينـوءُ بحامـلهِ 
عبثاً ينمو عمراً جديداً 
يلتـهمُ أرصـفةً كـثةً بالرحيلْ . 
أمتهـنُ غـربـةَ الإنفصالِ عن جسدِ المدينةْ ، زاداً له .
يـذرعُ ظـلّ مـرقـع بخطـا عـرجـاء
بـين شـارعٍ وأخـرْ 
يجـوسُ الارضَ منهـكاً
يبددُ الصمتَ وقع خطا وئيدة 
يقتـربُ مـن حـي سـكارى الصمـتِ مرحلةُ الإستفاقةْ . 
بائس هذا الغريق ، بتعاسةِ أبنائهِ 
آيامى أنتثرنَ
على جرفِ آهاتهنْ 
تصفدتْ عيونهنَ عرقاً 
أنخرطنَ بالبكاءِ من فرطِ أنتظارِ 
جيشِ أطفالِ تسوقُها أدلجةُ المعابدْ 
أرتمـوا عـراةً 
خلـفَ أطـلالِ جـدرانِ صفـيحٍ 
والـواحِ طـينْ . 
نهـرٌ مـن جـياعٍ يمتدُ على طول مدينتيْ .
يـرتـدون بـؤسَ سنـين عجـاف
تلفحـهم أسـنانُ دخـان موحـشْ 
عـند كـور الطـينِ الأسـودِ 
أرواح مهجـورةْ 
تحـت جنـحِ ليـلٍ نجـومـه مفقـودة 
تسـاقـطتْ لحومُ الأياديْ 
وريقـاتُ خـريـفْ .
فجـرٌ يلملمُ أشـعته 
تتـدلـى لأسـماء مهمـوسـة
تنظـرُ مـن شـقٍ فـي حجـرِ الـروحِ 
تتنفـسُ هـواءَ 
حشـرجة تحتضـرُ 
عـبرَ نـافـذة جـرح عتيـق 
رُشَ بـرذاذِ ملـحٍ 
كـان ينتظـرُ القـادمَ مـن الجانـبِ الاخـرِ مـن العالـمِ 
ينظـرُ مـن وراءِ زجـاجٍ معتـم 
صـريـر هـواجـس شـك 
أثقـلـتْ جمجمـتي
أقـرُ أنـي مـذنـب 
أستغفلـتُ سـبابـتي بخطيئـةِ البنفسجِ المـلـوث بـالـدمِ 
سـوف لا أخـرجُ محتـجاً
فـي زمـنِ الآلـهة الـوحشـية 
حتى أرفـعُ عقـيرتـي بالنـداءِ 
أتسـلـقُ جـبلَ المـكاره
أرمـي سـنارتـي لأصـطاد سحـب 
الـريـحُ تـرمـي بـها بعيـداً 
أتـرقـبُ قطـرات 
مطــر 
مطــر 
تصفـعُ آثـارَ مـن عبثـوا
_________________________
* مسرحية للكاتب الايرلندي ( صموئيل بيكت) المسرحية تدور حول شخصيات معدمة ، مهمشة ، ومنعزلة تنتظر شخصاً يدعى (غودو) ليغيّر حياتهم نحو الأفضل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق